'); }
جعل الله سبحانه و تعالى للمسلمين بيوتاً في الأرض لعبادته سمّيت بالمساجد ، و كان أوّل بيتٍ وضع للنّاس هو المسجد الحرام حيث بناه آدم عليه السّلام ثمّ رفع قواعده سيّدنا إبراهيم و اسماعيل ، و بعد المسجد الحرام بأربعين سنةٍ بني المسجد الأقصى ، و قد شرّف الله سبحانه و تعالى هذه المساجد تشريفاً عظيماً ، فالمسجد الحرام مكانته عظيمةً بين المسلمين ، فهو الجامع الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين في كلّ عامٍ معتمرين حاجّين ، و إنّ فضل الصّلاة فيه كبيرةٌ مضاعفة ، فالصّلاة فيه تعدل مئة ألف صلاة عمّا سواه من المساجد ، أمّا المسجد الأقصى فلا يخفى على أحدٍ فضله و مكانته ، فهو المسجد الذي صلّى فيه النّبي صلّى الله عليه و سلّم و أمّ بالأنبياء جميعاً ليلة الإسراء و المعراج ، و هو من المساجد التي تشدّ الرّحال إليها ، و قد ظلّت هذه المساجد عبر التّاريخ لها مكانتها في قلوب المسلمين ، إلى جانب غيرها من المساجد التي تنتشر عبر ربوع العالم العربيّ و الإسلاميّ و التي تعدّ معالم إسلاميةٌ حضاريّة تبّث النّور و الفضيلة للنّاس أجمعين .
و إنّ دور المساجد في الإسلام لهو دورٌ كبيرٌ لا يقتصر فقط على العبادة و الصّلاة ، بل هو المكان الذي كانت تتخذ فيه قراراتٌ مصيريّةٌ تتعلّق بمصير الأمّة الإسلاميّة ، و قد أمر الإسلام المسلمين باحترام بيوته و توقيرها ، فالمسجد يجب أن يكون مصاناً من عبث العابثين ، كما يحظر على المجانين الذين لا يعقلوا دخوله ، و كذلك الصّبيان الصغار ، و على المسلم أن يأخذ زينته عند كلّ صلاة فيأتي إلى المسجد و عليه الوقار و السّكينة ، و عند دخول المسجد يسنّ للمصلي أن يؤدّي ركعتان تحيةً للمسجد ، فما هو شكل صلاة تحيّة المسجد ؟ .
'); } صلاة تحيّة المسجد هي ركعتان يؤدّيهما المصلّي عند دخوله المسجد ، و قد شرعت صلاة تحيّة المسجد لحديث النّبي صلّى الله عليه و سلّم إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتّى يصلي ركعتان ، أمّا حكم صلاة تحيّة المسجد فهي سنّةٌ عند أكثر العلماء ، و بعض العلماء رأى بأنّها واجب، و البعض الآخر رأى أنّها سنة مؤكّدة ، و القول الرّاجح هو أنّها سنّةٌ مستحبةٌ عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم .