جديد كيف أصبح داعية إسلامية

'); }

الدين الإسلامي

خلق الله الإنسانَ على الفطرةِ، وجعل الدّين الإسلامي أساساً بعد كلّ الأديان التي مرّت على البَشريّة، ووهبه العقل ليَتفكّر بِما حوله، ويُسبّحَ بحمده، فبشَّر المؤمن بالجنة، وتوعَّد الكافر بالنار؛ فالدين الإسلامي وُجدَ ليجمع الناس كلهم على ملّةٍ واحدة، يعبدون الله وحده لا شريك له، ويقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة، ويَسيرون على نهجه ودينه.

إنّ مُغريات الحَياة، والانصِياع للشيطان جَعل الكَثير من الناس يَزيغون عن الدّين الحنيف فاعتَنقوا الأديان الأخرى، وبقوا على جَهلهم وضلَالهم، ولكنّ الله لا يرضى لعباده الكفر، فبعث بين الناس الرّسل والأنبياء، وكان آخرهم بَعثاً سيدنا محمّد -صلى الله عليه وسلم- حيث جاء ليُخرج الناس من الكفر إلى الإسلام، وكان دينه الخاتم للدّيانات بأمر الله سبحانه وتعالى وتوفيقه، وقد توالت الفتوحات الإسلامية بعد مجيء سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- فبين فتحٍ بالسيف لمن عاند أمر الله وحارب أهل الإسلام، إلى الدعوة لمن لان قلبه وخشع لقول الله ورسوله، لذلك فإنّ الدعاة في الإسلام يَبلغون منه مبلغاً عظيماً، فكيف يُمكن للمُسلم أن يُصبح داعيةً يدعو لدين الله على بَصيرةٍ وفهم.

'); }

معنى الدعوة

الدَّعوة لغةً

الدعوة في اللغة من (دعو): الدال والعين والحرف المعتل أصل واحد، وهو أن تَميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك. تقول: دعوت أدعو دعاء، والدعوة إلى الطعام بالفتح، والدعوة في النسب بالكسر.[١]

الدَّعوة اصطلاحاً

للدعوة في الاصطلاح عدّة معانٍ، منها:

  • يُقصد بالدعوة إلى الله الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وذلك بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وهذا الإيمان يتضمّن دعوة الناس إلى الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجُّ البيت، ودعوتهم أيضاً إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بملائكته، والإيمان بكتبه، والإيمان برسله، والإيمان بالبَعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، ودعوتهم أيضاً إلى أن يَعبدوا ربّهم كأنهم يرونه.[٢]
  • الدعوة الإسلامية: حركة إحياء للنظام الإلهي، الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيّه الخاتم محمّد صلى الله عليه وسلم. [٣]

معنى الداعية

  • الداعية في اللغة من: دعا، دعا إلى، دعا لـ، يَدعُو، ادْعُ، دُعاءً، فهو: داعٍ، والمفعول: مَدْعُوّ ودعيّ، و دعا إلى الأمر: حثَّ على اعتقاده، نادى به .[٤]
  • الداعية في الاصطلاح: الذي يقوم بأمر الدعوة، ويتحمّل أعباءها، ومسؤوليّاتها.[٥]

كيف يُصبح الإنسان داعية

للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أهميّة كبيرة، فهي عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والإنسان حتى يكون داعيةً إلى الله سبحانه وتعالى يجب عليه أن يتّصف بعددٍ من الأمور:[٦]

  • الإيمان العميق بما يدعو إليه: بقدر ما يؤمن الداعية بدعوته، وفهمه لضرورتها وحاجة الناس لها يَكون نجاحه في دعوته، ويجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم للداعية المثل الأعلى والقدوة في التصميم على المضيّ في طَريق الدعوة.
  • الاتصال الوثيق بمن يدعو إليه: فالداعية يدعو إلى الله سبحانه وتعالى؛ لذلك فهو بحاجة لأن يكون متّصلاً بالله سبحانه وتعالى اتصالاً وثيقاً؛ ليمدّه الله بالعون والقوة والتوفيق والسداد، ومن مظاهر صلة الداعية بالله سبحانه وتعالى: إخلاص النية لله سبحانه وتعالى في دعوته، فلا يبتغي بها إلاّ رضاه، ولا ينظر إلى المكاسب الشخصيّة أو المنافع الدنيوية، وألاّ يدخلها الرياء، والمظهر الثاني محبّة الله سبحانه وتعالى، والإكثار من عبادته والمداومة على ذكره، والتقرّب إليه بالنوافل.
  • العلم والبصيرة بما يدعو إليه: لأهميّة العلم بوّب الإمام البخاري في صحيحه باباً أسماه: باب العلم قبل القول والعمل، فإذا لم يكن الداعية لديه علم فإنه يضر بالدعوة أكثر مما ينفعها.
  • العمل بالعلم والاستقامة في السلوك: لا بُدّ للداعية أن يُوافق عمله علمه فيُطبّق ما يدعو إليه على نفسه، فيستقيم سلوكه، فيكون قدوةً للناس من حوله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يُؤتى بالرجل يومَ القيامةِ، فيُلقى في النار، فتندلِق أقتابُ بطنِه، فيدورُ بها كما يدورُ الحمارُ بالرَّحى، فيجتمع إليه أهلُ النارِ، فيقولون: يا فلانُ ! مالَكَ ؟ ألم تكن تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عن المنكرِ؟ فيقول: بلى. قد كنتُ آمُرُ بالمعروفِ ولا آتِيه، وأنهى عن المنكرِ وآتِيه).[٧]
  • الوعي الكامل: أي أن يُدرك الداعية ما يُحيط به من أمور؛ فمثلاً يَجب أن يُلِم بواقع الدعوة ومُتطلباتها في عصره، وبواقع المدعوين من حوله، وبواقع الداعية نفسه.
  • الحكمة في الأسلوب: يجب على الداعية أن يكون حكيماً في الأسلوب الذي يدعو به الناس.
  • التخلق بالخُلُق الحسن: الخُلُق الحسن له تأثير كبير في المدعوين، ويوثّق صلته بهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ أكملَ أو من أكملِ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا)[٨]
  • إحسان الظن بالمسلمين: يجب على الداعية أن يُحسن ظنّه بالمسلمين، فيُجري أحكامه عليهم بالظاهر، ويترك أمر السرائر لله سبحانه وتعالى.
  • ستر عيوب الناس ولا يَفضحها أمام الآخرين.
  • مُخالطة الناس؛ حَيث تكون الخُلطة حسنة، ويَعتزلهم حيث تكون العُزلة حسنة.
  • يُنزّل الناس منازلهم؛ فيعرف لأهل الفضل فضلهم، ويُوقّر ويَحترم الكبير، ويَرحم ويعطف على الصغير.
  • يتعاون ويَتناصح مع غيره من الدعاة، ويَتشاور مَعهم في الأمور التي تُصلح أحوال الناس.

أهداف الدعوة الإسلامية

للدعوة الإسلامية أهداف تسعى إليها منها:[٩]

  • تَحقيق الحاكميّة لله سبحانه وتعالى على وَجه الأرض.
  • إقامة المُجتمع الإسلامي والأسرة المُسلمة؛ من خلال التربية الإسلاميّة الصّحيحة للفَرد.
  • إصلاح الفساد، وغرس مَبادئ الفضيلة، ومُحاربة الرذيلة.
  • الحِفاظ على سَلامة الدعوة واستمراريّتها لتَصل لكلّ إنسان في مُختلف المُجتمعات.
  • مُقاومة التيّارات الإلحادية، والاستشراقية، وغيرها من التيّارات.
  • تَصحيح عقائد الناس.
  • تَحقيق عبادة الله سبحانه وتعالى على هذه البسيطة، ووفق شرعه سبحانه.

المراجع

  1. أحمد بن فارس (1979)، معجم مقاييس اللغة، بيروت: دار الفكر، صفحة 279، جزء 2. بتصرّف.
  2. ابن تيمية، مختصر الفتاوى المصرية، مصر: السنة المحمدية، صفحة 311. بتصرّف.
  3. رؤوف شلبي، الدعوة الإسلامية في عهدها المكي: مناهجها وغاياتها (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار القلم، صفحة 32. بتصرّف.
  4. د أحمد مختار عبد الحميد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، بيروت: عالم الكتب، صفحة 747. بتصرّف.
  5. د.محمد أمين بني عامر (2003)، المدخل إلى الدعوة والإعلام الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الأمل، صفحة 9. بتصرّف.
  6. “كيف يكون الإنسان داعية”، إسلام ويب، 13-6-2001، اطّلع عليه بتاريخ 28-3-2017. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم: 2989، صحيح.
  8. رواه الألباني، في الإيمان لأبي عبيد، عن عائشة أم المؤمنين، أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 28، صحيح.
  9. د. محمد أمين بني امر (2003)، المدخل إلى الدعوة والإعلام الإسلامي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الأمل، صفحة 24-28. بتصرّف.
Exit mobile version