الإسلام
الإسلام لغةً هو الاستسلام، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ يُقصد به الانقياد لأوامر الله تعالى، والإخلاص له في العبادة مع عدم الشّرك به، وهو أوّل المراتب الثلاثة للدّين؛ الإسلام ثمّ الإيمان ثمّ الإحسان، وللإسلام أركان خمسة؛ أوّلها شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله، وثانيها إقامة الصلاة، وثالثها إيتاء الزكاة، ورابعها صوم رمضان، وآخرها حجّ بيت الله الحرام لِمن استطاع إليه سبيلاً، ويعدّ الإسلام عند المسلمين هو الدّين الذي ارتضاه الله -تعالى- للبشريّة كدينٍ ختاميّ، فليس بعده رسول ولا رسالة من الله عزّ وجلّ، ومن تبع دين الإسلام واعتنقه كان فائزاً في الدنيا والآخرة، ويستحقّ نعيم الجنّة يوم القيامة، أمّا من تركه ولم يؤمن به فلا يُقبل منه أي دين آخر، كما أنّ الدّين الإسلاميّ ناسخ لِما قبله من الشّرائع والرّسالات التي أرسلها الله عزّ وجلّ، فلا يجوز الاحتكام لغير الإسلام، كما لا يجوز أخذ الأوامر والنواهي إلّا من مصادره.[١]
وقد أمر الإسلام بالتحلّي بخصالٍ كثيرةٍ؛ منها: العدل والتسامح والوفاء والإحسان للضعفاء واليتامى والمساكين، وبرّ الوالدين وإكرام الضيف واحترام النّاس، كما يحثّ الإسلام أتباعه إلى نشر الإسلام بين النّاس ودعوتهم إليه وتعريفهم به، وذلك طمعاً بأن يتّبعوه وينالوا سعادة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ).[٢][٣]
كيفيّة الدعوة إلى الإسلام
أمر الله -تعالى- بدعوة النّاس إلى دين الإسلام، وحتى يستجيب الناس للدعوة لا بدّ من اتّباع أساليب ووسائل فعّالة، وبيان بعضها فيما يأتي:[٤]
- التدرّج في الدّعوة؛ فيجب على الدّاعي أن يعلم حال المدعو جيداً قبل دعوته؛ ليعلم إن كان المدعو من الحائرين الذين لديهم بعض الشُّبهات والتساؤلات، أم من المتمسّكين بدينهم المحتاجين إلى أدلّة وبراهين دامغة حتى يدخلوا في دين الإسلام، وبناءً على ذلك يتدرّج الدّاعي في دعوته، ويخاطب كلّ مدعوّ على قدر عقله وحاجته.
- إنزال النّاس منازلهم؛ فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقدّر النّاس أقدارهم؛ لتأليف قلوبهم إلى الإسلام، ومثال ذلك ما كان يُرسله إلى كبار الأقوام؛ مثل: النجاشيّ وقيصر وكسرى من مراسلات خاصّة يدعوهم فيها إلى دين الإسلام.
- الموعظة الحسنة؛ وتنقسم إلى قسمين:
- الترغيب؛ وهو مخاطبة المدعوّ بكلّ ما يرغّبه في الإسلام والعودة إلى الله والتّوبة إليه، وذلك مثل الحديث عن نعيم الجنّة وعن عاقبة المؤمنين فيها، وكذلك التذّكير بِنِعم الله -تعالى- على العباد.
- الترهيب؛ وهو مخاطبة المدعوّ بكلّ ما يخوّفه إذا استمرّ على العصيان والبُعد عن الله والكفر به.
- المجادلة بالتي هي أحسن؛ فإذا لم تنفع الموعظة الحسنة مع المدعوّ وكانت لديه شُبهة حول الإسلام تمنعه من اتّباعه؛ لا بدّ من إزالة الشُّبهة بإقامة الحُجّة وتقديم البرهان له.
- توضيح محاسن الإسلام للمدعوّين؛ بإظهار ما يدعو إليه الإسلام من خصالٍ حسنةٍ تحقّق الخير للنّاس جميعاً.[٥]
صفات الداعية
لا بدّ من توفّر بعض الصفات في الدّاعية حتى يتمكّن من النجاح في دعوته إلى الإسلام، ومن الصفات الواجب على الدّاعية الاتّصاف بها:[٦]
- الإخلاص إلى الله -تعالى- في الدّعوة؛ وذلك بأن ينوي الدّاعية من الدّعوة إلى دين الإسلام تحصيل الأجر والمثوبة من الله عزّ وجلّ، وإصلاح المجتمع المسلم وتقوية الإسلام ورفع شأنه، أمّا إن فعل ذلك رياءً فيكون نفعه قليلاً محدوداً.
- العلم بأنّه وارث لدّعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدعوته؛ لأنّ ذلك سيكون دافعاً ومُحفزاً له على تحمّل الصعاب والتحديات التي ستواجهه فيستمر في الدّعوة إلى أن تُؤتي ثمارها.
- الثّبات في الدّعوة؛ فلا ييأس الدّاعية ولا يشعر بالإحباط؛ لأنّه يعلم صحّة ما يفعله ويشعر بأهميته، وهو واثق من الأجر الجزيل الذي سيحصل عليه نتيجة دعوته.
- الصّبر وتحمّل الأذى؛ لأنّ الذين لا يحبّون الإسلام ولا يريدون له أن ينتشر سيقومون بإيذائه بالأقوال والأفعال، كما حصل مع المُرسلين صلى الله عليهم، فلا بدّ للدّاعية من الصّبر على الأذى واحتساب الأجر من الله تعالى.
- العلم بالإسلام وبالشّريعة التي يدعو إليها؛ حتى يكون متمكّناً ممّا يدعو إليه فيُقنع النّاس بما يقوله، ويُثبت لهم بالبراهين والحُجج والدلائل صحّة الإسلام وما فيه من خيرٍ لهم.
- الخُلُق الحَسَن؛ فعلى الدّاعية أن يتحلّى بالأخلاق الحسنة ليكون قدوةً ومثلاً للمدعوّين.
- الاتزان والوقار؛ فيكون للدّاعية هيبة في قلوب الناس دون الجفاء، وذلك أدعى بأن يثقوا فيه وتألفه قلوبهم.
فَضْل الدّعوة إلى الإسلام
رغّب الله -تعالى- في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة إلى الدّعوة ونشر رسالة الإسلام، وبيان ذلك فيما يأتي:[٧]
- جعل الله -تعالى- خيريّة أمّة الإسلام على باقي الأمم مرتبطاً بقيامها بواجب الدّعوة إلى الله تعالى؛ بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنّكر، قال الله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).[٨]
- وصف الله -تعالى- الدّعاة الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنّكر بأنّهم مفلحون؛ قال الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[٩]
- وصف الله -عزّ وجلّ- قول الدّعاة بأنّه أحسن الأقوال؛ حيث قال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).[١٠]
- أخبر النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ أجر الدّاعية مستمر ما دام المدعوّ يعمل بما دعاه إليه الدّاعية؛ حيث قال: (مَن دعا إلى هدىً، كانَ لَهُ منَ الأجرِ مثلُ أجورِ منِ اتَّبعَهُ، لا ينقُصُ ذلِكَ من أجورِهِم شيئًا).[١١]
المراجع
- ↑ “الإسلام؛ معناه وأركانه”، fatwa.islamweb.net، 2002-11-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية: 125.
- ↑ محمد حباش (2017-12-27)، “ما الإسلام؟ وما خصاله؟”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ عبد القادر بن فالح الحجيري السلمي، “أساليب الدعوة إلى الله”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ “من أساليب الدعوة إلى الدين”، fatwa.islamweb.net، 2002-7-6، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ أ. د.عبد الله بن محمد الطيار (2010-2-17)، “أساليب الدعوة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ عبد الله ناصح علوان، “فضل الدعوة والداعية عند الله”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-3. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 110.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 104.
- ↑ سورة فصلت، آية: 33.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 172، صحيح.