مهارات دراسية

كيف أحسن خطي فى اللغة العربية

كيف أحسن خطي فى اللغة العربية

الخطُّ العربيّ

يتَّصفُ الخطُّ العربيّ بجماليّة تشكيله، ورسمه، وطُرُق كتابته التي يُطلَق عليها اسم (فنُّ الخطّ العربيّ)، أو (قواعد الإملاء)، أو (أصول الكتابة)، وغيرها من المصطلحات، كما أنَّ الخطّ العربيّ لا يقتصر استخدامه على الكتابة فحسب؛ حيث يُستخدَم في تزيين الأضرحة، والزخرفة على جُدران المساجد الإسلاميّة، والأبنية المختلفة، والنَّقش على النقود، وغيرها، ويُطلَق مصطلح الخطّ على الصورة التي تظهر عليها الحروف، أمّا الخطّ العربيّ فيُعرَّف على أنَّه: مهمّة‌ مُعقَّدة‌ تحتاج‌ إلى ‌العديد ‌من ‌المهارات الأساسيّة القائمة ‌على ‌السيطرة ‌الحركيّة، ‌والتكامُل ‌البصريّ للكتابة،‌ والتنظيم‌ الحركي‌ّ البارع‌ المُعتمِد‌ على‌ الإدراك الحسِّي لحركة اليَد‌،‌ والانتباه التامّ، والدائم‌ لمهارة الأصابع في هذه المهمّة. كما يُعرَّف على أنَّه: رسم‌ حروف‌ الكلمات‌ المُفردة‌، أو‌ المُركَّبة في اللُّغة العربيّة بشكل دقيق. وهو: رسم أحرف الأبجديّة العربيّة رسماً مُتقَناً حسب القواعد‌ التي ينتمي إليها كلُّ خطّ؛ وذلك بهدف تحسين المهارة لدى الكاتب؛ لكونها وسيلة للتواصُل، وإيصال الأفكار.[١][٢]

تحسين الخطِّ في اللُّغة العربيّة

يُعَدُّ التركيز الذهنيّ من أهمّ ركائز تحسين الخطّ في الكتابة عند بداية تمرين اليَد على ذلك، والذي بدوره يُحسِّن من المهارة اليدويّة، فيتحسَّن الخطّ تدريجيّاً، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تُساعد على تحسين الخطّ:[٣][٤]

  • اختيار الأدوات الصحيحة: إذ تُوجَد عدَّة أنواع للأقلام، منها: الرصاص، والحبر الجافّ، وغيرها؛ لذلك يجب اختيار القلم الذي ترتاح في استخدامه اليَد عند الكتابة، فيشعر المرء بحُرِّية أكبر؛ لما له من تأثير في الخطّ بشكلٍ كبير، أمّا بالنسبة للأوراق فيُفضَّل استخدام الأوراق المُسطَّرة في المرحلة الأولى من التدريب.
  • الوضعيّة المُناسبة للجسم: ينبغي اتّخاذ وضعيّة جلوس صحيحة؛ وذلك حتى لا تُقيَّد حركة الذراع، فتكون الجلسة بظهر مُعتدِل، وتُوضَع الورقة باتّجاه الساعد نفسه، وتُقدَّر مسافة بين العين، والورقة بمقدار 30سم.
  • حركة اليد: بحيث تكون حركة اليد، والأصابع انسيابيّة، ومراعاة عدم الشدِّ على اليد أثناء الكتابة، بل تركها تتحرَّك بحُرِّية، وبشكلٍ طبيعيّ.
  • التعامُل السليم مع القلم: وذلك بعدم إمساك القلم بشكل مُحكَم أكثر من اللازم، وعدم محاولة تغيير طريقة مسكة القلم، فالطريقة التي تمّ الاعتياد عليها ستكون أفضل، ومن الطُّرُق الصحيحة للإمساكِ به هي إمساكه بإصبعَين، هما: السبّابة، والإبهام، وضغطه على الوُسطى، أو الضغط على القلم بأنامل الأصابع الثلاثة، أو وضع ظهر القلم على مفصل قاعدة السبّابة، أو تعليقه بين السبّابة، والإبهام.
  • استخدام الذراع: فعادةً ما يَستخدم الناسُ أصابعهم فقط أثناء الكتابة، بينما يستعينُ الخطّاطون بكامل ذراعهم، وأكتافهم أثناء الكتابة، ممَّا يُعطيهم سهولة أكثر في الحركة، ويُقلِّل من الكتابة اليدويّة المُتقطِّعة، والمائلة.
  • الاهتمام بالتنظيم: فعند الكتابة تجب مراعاة المسافات بين الكلمات، والحرصُ على إبقاء الكلمات على مستوى واحد.
  • معرفة أهمّ قواعد الخطِّ: فلكُلّ خطٍّ في اللُّغة العربيّة قواعده التي تحكم طريقة رَسْمه؛ لذا تنبغي معرفة هذه القواعد إذا رَغِب الشخص بالكتابة بخطٍّ مُعيّن، أمَّا الكتابة الاعتياديّة فقواعدها سهلة، ومُبسَّطة، وهي مُستخرَجة من أشكال خطِّ النسخ المُبسَّط، وخطِّ الرُّقعة.
  • التمرُّن على الكتابة: فتمرين اليد باستمرار على الكتابة يُحسِّن من مستوى إتقان الخطِّ، وقد تأخذ هذه العمليّة وقتاً؛ لذا ينبغي عدم الاستعجال.
  • الالتحاق بدروس الخطِّ: تُوفِّر بعض المعاهد، والمراكز دروساً؛ لتحسين الخطِّ، وتعلُّمه، فتُقدِّم التعليمات الإرشاديّة التي تُساعد على تحسين الخطّ، وتعلُّم أساسيّاته.

مهارات الخطِّ العربيّ

تُوجَد بعضُ المهارات التي إذا التزم المرء بها أثناء كتابة الخطِّ العربيّ، فإنَّها قد تُساعده على تحسين جودة خطِّه، ومنها:[٢]

  • حُسن التشكيل: ويُقصَد بحُسن التشكيل: إظهار الحروف بشكلها الصحيح، ولتحقيق ذلك يحتاج الشخص إلى اتّباع مجموعة من المهارات، وهي:
    • التوفِيَة: وهي أن يتَّخذ كلُّ حرف اكتمالاً لشكله حسب نوع الخطِّ، فإمَّا أن يكون مُقوَّساً، أو مُنحنِياً، أو مُتسطِّحاً.
    • الإتمام: أي أن يُعطَى لكلِّ حرف مظهره التامّ الذي يجب أن يظهر عليه، وذلك بتطويله، أو تقصيره، أو دقّته، أو غلظته.
    • الإكمال: وذلك بإظهار كلِّ حرف بكامل هيئته من إنصاب،‌ وتسطيح،‌ وانكباب،‌ واستلقاء،‌ وتقويس.
    • الإشباع: بأن تكون الحروف متساوية في سماكتها في الكلمة الواحدة، فلا تكون بعض الحروف دقيقة، والأخرى سميكة، إلّا في بعض الحروف التي ينبغي ترقيقها كالراء، والألف، وغيرها.
    • الإرسال: ويعني ذلك عدم الوقوف باستمرار عند الكتابة؛ لأنَّ التوقُّف قد يُعطي مظهراً مُتقطِّعاً، ومُرتعشاً للخطِّ.
  • حُسن الوضع: أي الانتباه إلى تصحيح وضعيّة الحروف ضمن أربعة أمور، وهي:
    • الترصيف: وهو وَصْل كلِّ حرف مع الحرف الذي يليه.
    • التأليف: جمع كلِّ حرف غير مُتَّصل إلى غيره من الحروف بشكلٍ جميل.
    • التسطير: أي وَضْع الكلمات بجانب بعضها بشكلٍ مستقيم؛ حتى يتشكَّل سطرٌ مُستقيمٌ لا مَيل فيه.
    • التنصيل: أي إضافة المدَّات إلى الحروف المُتَّصِلة في مواقع مُعيَّنة؛ وذلك لتحسين الخطِّ، وتفخيمه، ولقراءته بشكلٍ مُفخَّم، وممدود، أو لإكمال السطر إذا لم يكتمل بكلمة.

أنواع الخطِّ العربيّ

كان الخطُّ العربيّ قَبل الإسلام يتطوَّر بشكلٍ بطيء، وعندما جاء الإسلام حدثت ثورة في كتابة الخطِّ، فأصبح الخطّاطون العرب يبتكرون خطوطاً جديدة لها خصائصها التي تُميِّزها، ومن أهمّ أنواع الخطِّ العربيّ:[٥]

  • الخطُّ الكوفيّ: ويُعَدُّ من أقدم الخطوط العربيّة، حيث كانت مدينة الكوفة أوّل من اهتمّ بهذا الخطّ، فسُمِّي باسمها، وهو خطٌّ اشتقّه أهل الحيرة، والأنباط من الخطِّ النبطيّ الذي كان يُستخدَم في شمال الجزيرة العربيّة، واشتُهِر هذا الخطُّ في العصر العبّاسي حتى القرن 11هـ الذي قلَّ فيه استخدام الخطِّ الكوفيّ، واستُبدِل به خطُّ النسخ، ومن أهمّ خصائص الخطِّ الكوفيّ: استقامة حروفه، وإضافة بعض الزخرفات إليه، والتي تُقلِّل من جموده؛ ولذا فإنّه يُستخدَم للزينة، والزخارف، وتزيين جُدران المساجد، والمباني.
  • خطُّ الرُّقعة: وهو يُعَدُّ أصل الخطوط العربيّة، ويعود الفضل في ابتكاره إلى الأتراك، وذلك في سنة 850هـ؛ وقد سُمِّي بخطِّ الرقعة؛ لأنَّه كان يُكتَب على الرقاع القديمة، وهو الخطُّ الذي يستخدمه الناس في الكتابات اليوميّة، وفي كتابة عناوين الصُّحُف، والمجلّات اليوميّة، وفي اللافتات، والإعلانات؛ فهو يمتاز بسهولة قراءته، وكتابته، واستقامة حروفه، وجمالها.
  • خطُّ الثُّلُث: ويُعتبَر من أجمل الخطوط العربيّة، وأصعبها، وقد وضعَ ابن مقلة قواعده، ومقاييسه، ثمّ أضاف إليها علي بن هلال البغداديّ، وهو خطٌّ ذو أصل أُمويّ، وقد تطوَّرت منه مجموعة من الخطوط، ومنها: خطُّ المُحقَّق، وخطُّ الريحانيّ، وخطُّ التوقيع، وخطُّ الرقاع، وخطُّ الثلثَين، وغيرها، واستُخدِم خطُّ الثلث في تزيين المساجد، والقِباب، وبداية المَصاحف.
  • خطُّ النسخ: هو أحد فروع خطِّ الثُّلُث، إلّا أنَّه أقلّ صعوبة منه، ويمتاز بجماله؛ لذا فإنَّه يُستخدَم اليوم في الكُتُب المطبوعة، وفي كتابة القرآن الكريم.
  • الخطُّ الفارسيّ: يعود تاريخ هذا الخطّ إلى القرن 7هـ في بلاد فارس، وقد طوَّره الإيرانيّون، واهتمّوا به، فظهرت منه العديد من الخطوط، مثل: خطّ الشكستة، والخطّ الفارسيّ المتناظر، والخطّ الفارسيّ المختزل، ويتميَّز الخطُّ الفارسيّ بالدقّة، والامتداد، والسهولة، والوضوح، وعدم التشكيل، والتعقيد، وقد استخدمه الإيرانيّون في تزيين المساجد، والقِباب، وقصور الشاهات، وغيرها.
  • الخطُّ الديوانيّ: يعود تاريخ هذا الخطّ إلى عهد السُّلطان محمد الفاتح سنة 857هـ، ويُطلَق عليه اسم (الخطُّ الغزلانيّ)؛ نسبة إلى الخطّاط المصريّ (غزلان)، وقد استُخدِم هذا الخطُّ في كتابة دواوين الملوك، والخلفاء؛ وذلك لجماله، كما يتميَّز هذا الخطُّ باستقامة حروفه من الأسفل، وخُلوِّه من التشكيل، ومرونته؛ بحيث تُكتَب حروفه أحياناً بشكلٍ دائريّ.

المراجع

  1. ادهام محمد حنش (2007)، “فقه المصطلح الفني في الخط العربي “، دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 2، المجلد 34، صفحة 211-213 . بتصرّف.
  2. ^ أ ب إبراهيم أبوعيشه (2017)، تنمية مهارات رسم الخط العربي، غزّة : الجامعة الإسلاميّة ، صفحة 38،39،54،55. بتصرّف.
  3. “كيفية الكتابة بخط جميل”، ar.wikihow.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-10-2018. بتصرّف.
  4. يوسف ذنون (1998)، تيسير تعلم الخط العربي، صفحة 93،118،119. بتصرّف.
  5. أحمد شوحان (2001)، رحلة الخطّ العربي من المسند إلى الحديث، سوريا: اتحاد الكتاب العرب، صفحة 50، 52-55، 58، 59 ،61. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى