'); }
التوبة
التوبة وهي طلب المغفرة من الله تعالى وعدم الرجوع إلى ارتكاب المعاصي مرة أخرى، والتوبة هي مخافة الله تعالى من عذابه وعدم الإصرار على فعل المعصية، فهي هبة ورحمة من الله تعالى وفرصة لمسح الذنوب بفعل الخير وكسب رضا الله تعالى، وقد يدرك المرء أنّه لا ملجأ إلّا إلى الله تعالى ولهذا يرجو مغفرته على فعله، والتوبة تكون بخطوات ولها شروط وإليكم كيفية التوبة.
طريقة التّوبة من الذّنوب
- بداية إنّ النّفس لأمارة بالسّوء وخلق الإنسان ضعيفاً وكلّ هذه تؤدّي إلى ارتكاب الذّنب، ولكن بعد ذلك يتذكر المرء أنّ عليه التّوبة، ولهذا أولى خطوات التوبة هي النّية الصّادقة في ترك الذّنب وطلب المغفرة من الله تعالى وذلك بالاستغفار الكثير، وإخراج الصّدقات لأنّها تطّهر النّفس وكذلك تمحو الخطايا، فعقد العزيمة والشّعور بعظم عقاب الله تعالى وعذابه فيها يبتعد المرء عن المعاصي ويستشعر رحمة الله تعالى بالغفران، وإخلاص التّوبة حيث يدرك أنّ الله تعالى قريب من عبده إذا أخطأ وتاب فهو يغفر الذّنوب ويطهّرها كما يطهّر الثوب الأبيض من التدنيس، وعليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى وعليه بالإلحاح في طلب المغفرة والتّوبة وأن لا يستمرّ بفعل المعصية.
- محاسبة النّفس والتذّكير بعظم الذنوب وعظم عذاب جهنم، وعند محاسبة النّفس على ما فات سيبقى الشّخص في حالة لوم على ما ارتكبه من خطايا، فيدفعه ذلك إلى فعل الخير، وكذلك التّذكير بالموت والحياة الآخرة وأنّ الحياة الدّنيا هي محطة للعبور إلى الدّارين إمّا النّار أو الجنة.
- بعد تذكّر عظم عقاب الله تعالى على المرء أن يترك الذنب، ويربط نفسه من الوقوع في الذّنب مّرة أخرى بالابتعاد عن أماكن المعصية والكفر وتركها وهذا ما يسمّى بالعزل عن المعصية، وكذلك بالابتعاد عن رفقاء السّوء وعدم الخضوع لرغباتهم التي تغضب الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- بعد عقد وإخلاص النّية وترك أماكن المعصية تأتي خطوة تهذيب النّفس بما ينفعها ويقربها من الله تعالى خصوصاً إذا كان المرء عرضة للوحدة والفراغ القاتل فالنفس أمارة بالسّوء، ولهذا على المسلم إشغال نفسه بفعل الخير ومرافقة أهل الدّين للتعلّم منهم وملء وقت فراغهم، فالفراغ هو طريق الانحراف والضّياع ما لم يتمّ سده وإغلاقه.
- يجب المسلم أيضاً الاستعانة كما ذكرنا بالاستغفار وكذلك اللجوء للدعاء إلى الله تعالى بالصبر والتوبة، وكذلك قراءة القرآن الكريم وتدبّر آياته التي فيها ترغيب وترهيب بنعيم الجنة ولهيب النار.
- إذا كان هناك فساد وفيه ظلم للآخرين عليه برد ما تمّ سلبه بالباطل والقوة إليهم، فرد المظالم إلى أهلها تدلّ على صدق التوبة لله تعالى، فعلى المسلم إصلاح ما أفسده بقدر الإمكان، وعلى المسلم أن يتذكر أيضاً إن باب التوبة مفتوحاً إلى أن يتمّ إغلاقه وبعدها لا تنفع التوبة حيث يغلق باب التّوبة عندما تشرق الشّمس من مغربها.
'); }