الطبع البشريّ
خلق الله عزوجل البشر وجعل بينهم الكثير من الفروقات والاختلافات، حيث إن كلّ إنسان مختلف عن الآخر، فالاختلاف بين البشر هو من أهمّ سمات الحياة وهو ما يعطيها نكهة فريدة من نوعها، ويجعل البشر يتفاعلون باستمرار مع بعضهم البعض، والاختلافات بين البشر كثيرة، فكلّ إنسان لديه ما يميّزه عن غيره، ومن أهمّ الأمور التي يختلف بها البشر عن بعضهم هي الطباع، بحيث إن كلّ إنسان يمتلك طبعاً خاصاً به يميزه عن غيره، ومن طباع البشر ما هو محمود ويحبب دائماً التحلي به، ومنها ما هو سيء ومذموم من أبرزها اللؤم، فاللؤم من أسوأ الطباع التي قد يتصف بها أيّ إنسان، وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن الشخص اللئيم وصفاته وكيفيّة التعامل معه.
صفات اللئيم
اللؤم هو طبع من طباع البشر السيئة والمذمومة، وهو عكس الكرم والنزاهة والشرف والفضل، ويعرف الشخص اللئيم بدناءة أصله، وشحّ نفسه وسوء خلقه، فهو يفتقد إلى الكثير من القيم والأخلاق، بالإضافة إلى أنّه يعاني من العديد من المشاكل والاضطرابات النفسيّة، الأمر الذي يجعله يتعامل مع الآخرين بطريقة غير سوية، ويتّصف الشخص اللئيم بالعديد من الصفات التي تجعل منه شخصاً منبوذاً من قبل الآخرين، وفي ما يلي نذكر أبرز هذه الصفات:
- إفشاء الأسرار، فالشخص اللئيم لا يمكن ائتمانه على أيّ سر.
- ذكر عيوب الآخرين وفضحها، وإخفاء كل خير يراه منهم.
- الشماتة بالناس.
- الإخلاف بالوعود التي يقدّمها للآخرين.
- المماطلة في الأمور والواجبات المطلوبة منه.
- حسد الآخرين على ما يمتلكونه.
- كثيراً ما يتّصف هذا الشخص ببذاءة لسانه كما أنّه يلجأ إلى سب الآخرين في كثير من الحالات.
- الجحود وإنكار المعروف.
- عدم وجود أي من مشاعر الرحمة تجاه الشخص الضعيف، والتسلط عليه.
- يتصف هذا الشخص بقلة مروءته، وتطفله الدائم على الآخرين.
- الشخص اللئيم هو شخص غير متسامح ولا يمكن أن يقبل الأعذار من الآخرين.
- دائماً ما يرتبط اللؤم بالبخل، فالشخص اللئيم دائماً ما يكون بخيلاً ويمنّ على الآخرين بعطاياه.
التعامل مع اللئيم
لكلّ طبع من طباع البشر طريقة معينة للتعامل معها، وإذا كان هذا الطبع هو اللؤم يجب على الآخرين أن يحذروا من هذا الشخص ويتعاملوا معه بطريقة تجنّبهم شرّه وأذاه، فكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي : “إن أنت أكرمتَ الكريمَ ملكتهُ .. .. وإنْ أنتَ أكرمتَ اللئيمَ تمردا”، وهنالك طريقتين للتعامل مع هذه النوعية من الأشخاص وهما كالآتي :
- الاستيعاب: هذه الطريقة هي المحاولة قدر المستطاع لاستيعاب هذا الشخص واحتوائه، ويكون ذلك من خلال الحديث معه وجعله يعبر عما يجول في خاطره من أفكار ومشاعر براحة تامة وفهمها وفهم طريقة تفكيره ونفسيته، ومحاولة تغييره إلى الأفضل.
- اتقاء الشر: يتمّ اتباع هذه الطريقة في حال الإضطرار للتعامل مع هؤلاء الأشخاص، بحيث يتمّ التعامل معهم بجفاء، والتزام الحيطة والحذر أثناء التعامل معهم، وعدم إتاحة أي فرصة لهذا الشخص بالتدخل في أي من الشؤون الخاصّة، وتخويفه في حال قيامه باعتراض طريقه.