'); }
طريقة التعامل مع الآخرين
لا يستطيع الإنسان منّا وبأيّ حالٍ من الأحوال الانعزال عن النّاس والبعد عن التّعامل معهم، فسنّة الحياة الدّنيا أن يتعامل النّاس مع بعضهم البعض وأن يسخّروا أنفسهم لخدمة بعض من أجل استمرار هذه الحياة، وبطبيعة الحال ينشأ عن هذا التّعامل والاختلاط مشاكل وخلافات بين النّاس فكلّ إنسانٍ له عقليّة تختلف عن الآخر، ومن أجل هذا تبرز الحاجة إلى وضع معايير ومنهج يحتكم إليه الإنسان في تعامله مع الآخرين بحيث يضمن بناء علاقات إيجابيّة معهم بعيداً عن المشاكل والسّلبيّات التي تعرقل حياة الإنسان وتنغّصها، وحتّى يحقّق الإنسان ذلك ينبغي أن يراعي ما يلي:
- أن يعتمد الإنسان في تعامله مع الآخرين على التّوجيهات الرّبانيّة والنّبويّة في ذلك، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى عدداً من التّوجيهات الأخلاقيّة في سلوك الإنسان وتعامله مع الآخرين، ومنها :
-
- أن يتواضع الإنسان في تعامله مع الآخرين فلا يتكبّر عليهم، قال تعالى: ” ولا تصعّر خدّك للنّاس ولا تمشِ في الأرض مرحاً، إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخور”.
- أن يراعي الإنسان في تعامله مع الآخرين التّأدّب في الكلام وعدم رفع الصّوت في حديثه مع الآخرين، قال تعالى: “واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير”.
- وإذا تعرّض الإنسان إلى إساءة إليه بالسّبّ أو الشتم عليه أن يقابل تلك الإساء بالإحسان وذلك من عزم الأمور، قال تعالى: “ولاتستوي الحسنة ولا السّيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم”.
- أن يحسن الإنسان إلى النّاس بالعمل الطّيب والمعروف وأن يسعى بينهم بالإصلاح والخير، قال تعالى: “لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين النّاس”.
- أن يصدق الإنسان في تعامله مع الآخرين فلا يكذب عليهم، وأن يكون صادقاً في وعده مع النّاس فإذا أعطى موعداً لا يخلفه، وكذلك أن يكون أميناً في تعاملاته فلا يغشّ ولا يخون الأمانة وإلّا كانت فيه خصلة من خصال النّفاق التي حذّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام منها.
- أن يحبّ الإنسان لنفسه ما يحبّه للآخرين فلا يحسد أحداً على ما أنعمه الله تعالى عليه وربّما كان بينهما الشّحناء والبغضاء بسبب ذلك فالأصل سلامة القلب من الحسد والضّغينة في تعاملنا مع النّاس حتى يأتي الإنسان ربّه يوم القيامة سليم القلب طاهر الجنان، وفي الحديث: “ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة” صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
'); }