محتويات
التقرير الصحفي
يُعدّ التقرير الصحفي فناً من فنون الصحافة المُتعددة، وهو يُقدم المزيد من التفاصيل حول حادثة، أو خبر، أو موضوع مُعين، ففي حين يقتصر الخبر على تقديم ومضة سريعة مُرتبطة بزمن حدوث الخبر يرصد التقرير المزيد من التفاصيل المتعلقة بالخبر أو موضوعه بلغة سهلة وواضحة، وفي هذا المقال سنتحدث عموماً عن طريقة كتابة التقرير الصحفي.
كيفيّة عمل تقرير صحفي
تحديد موضوع التقرير
يكون ذلك بحسب ملاحظات الصحفي اليوميّة، أو الأحداث الجارية، أو اهتماماته الموضوعيّة المختلفة، كأن يكون مهتماً بالشأن الثقافي فيكتب ما يحلو له عن الفعاليات الثقافية، ويفتش عن خبايا المثقفين من الرسامين، والكتاب، والشعراء، والمفكرين، وأحياناً تُحدد المؤسسة الصحفية موضوع التقرير، وحينها على الصحفي الالتزام بالموضوع، والبحث عن المعلومات التي تُشكله.
البحث عن المعلومات
ينقسم البحث إلى قسمين الأول يتعلق بالبحث الميداني، وإجراء المقابلات مع الأشخاص الذين تتعلق بهم الوقائع التي يتناولها التقرير، أو أشخاص يمكن أن يُقدموا المزيد من المعلومات الدقيقة وغير المتداولة، مما يجعل التقرير متفرداً وجديداً، وغير مقلَّد أو نمطي كالتقارير السابقة، أما القسم الآخر فيتعلق بالبحث عن المعلومات الثابتة التي يعرفها الجميع ولا يجب تجاوزها من قِبل الصحفي، كمساحة القرى أو أسماء الأشخاص، لكن عليه في الوقت ذاته البحث عن تفاصيل تدعمها، وتوضيحها بطريقة مختلفة عن نظرائه الصحفيين.
في مرحلة البحث يجب على الصحفي مراعاة ما يأتي:
- تسجيل المعلومات وملاحظة البيئة التي يكتب عنها، لا سيما التوصيفات المرتبطة بموضوع التقرير أو التي تُمهد له، ويكون ذلك بتدوينها على الورق، وفتح جهاز التسجيل، إلى جانب الحرص على الاطلاع على بعض الوثائق التي يمتلكها الناس، كشهادة ميلاد عجوز هُجر أيام النكبة من حيفا ولا زال يحتفظ بمفتاح منزله المهدوم فيها.
- التأكد من المعلومات التي يُفرزها البحث، وعدم التعامل معها كمسلّمات، ونسبها إلى أصحابها.
- شمولية البحث؛ فلا يتناول الصحفي جانباً ويتجاهل الآخر، فلا بدّ من تقديم المشهد كاملاً للقراء والمتلقين.
- التخلص من المعلومات الزائدة، فالصحفي بعدما يعود من الميدان تكون في جعبته معلومات كثيرة من الوقائع والحقائق، وعليه أن يُبقي على بعضها ويؤجل بعضها الآخر لمادة أُخرى، أو يستثنيها لعدم ضرورتها أو اتصالها بالموضوع الرئيسي.
كتابة المقدمة
يجب أن يمهد الصحفي لموضوع التقرير، فيبدأ بالحديث عن العموميات لينتقل في آخر سطورها للإشارة إلى صلب موضوع التقرير، وتتعدد المقدمات بين الوصفية التي تكون بعيدة عن الكلمات الأدبيّة والأساليب البلاغيّة، بالإضافة إلى المقدمة التحليليّة، والتقريريّة وغيرها.
كتابة متن التقرير
فيه يتم عرض الحقائق والمقابلات التي أجراها الصحفي، وتكون أحاديث الناس المُقتبسة مُسندة إليهم، لا سيما التي تحمل وجهة نظر البعض، خاصة تجاه القضايا الحساسة كالتي تمس الوطن، والدين، أو الاتهامات بخصوص قضايا الفساد، ويعتبر المتن أكثر تفصيلاً من المُقدمة، ولا نقصد بالتفصيل الحشو أو التكرار، بل يجب أن تكون المعلومات واضحة، ودقيقة، ومباشرة دون إضافات، أو تعبيرات زائدة ملّها القارئ (الكليشيهات).
كتابة الخاتمة
إنّ الخاتمة تُلخص موضوع التقرير، وهناك العديد من الأساليب التي يُمكن من خلالها اختتام التقرير، وقد تحمل الخاتمة التساؤلات المفتوحة التي قد تدفع إلى مادة صحفية أُخرى، أو قد تُقدم معلومة جديدة تدعم نص التقرير، فيما يبرع بعض الصحفيين بكتابة الخاتمة التي تحمل تعليقاً يُشعل إعجاب القُراء.
مراجعة التقرير
يجب على الصحفي مراجعة التقرير وتصحيح الأخطاء الإملائيّة والنحويّة إن وجدت، بالإضافة إلى الحرص على التنسيق العام للتقرير، وترك الفراغات بين الأسطر والفقرات، وعنونتها بعناوين مختصرة تشير لمحتوى الفقرة، والاهتمام بعلامات الترقيم، وتختلف المدة الزمنيّة التي يحتاجها الصحفي لمراجعة تقريره بين المبتدئ أو المحترف الذي لا تتستغرق مراجعة تقريره سوى دقائق للتقرير العادي، أو ساعات أو يوم للتقارير الطويلة أو المرتبطة بموضوع مهم.