محتويات
كيفية طاعة الله
لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بعبادته وذلك لشكره على نعمه التي أنعمها علينا ولمَا له من فضل علينا فيها، إن نعم الله علينا كثيرة فلو نظر الإنسان إلى جسده وأدرك دقة صنع الله في خلقه فذلك يكفيه ليؤمن أن الله حي لا يموت ويصدق بأن الله لا إله إلا هو، وإذا أرادَ الإنسان الصلاح في حياتِه والسير على الطريق المستقيم، والعيش في أمان، عليه أن يطيع أوامر الله عز وجل ولا يعصيه ولا يتبع المحرمات، فالدخول في المحرمات والهرولة وراء ملذات الحياة، وشهواتها المؤقتة كفيل بأن يخلق من الإنسان شخصاً هزيلاً ضعيفاً لا يقدر على تحمل مشاق الحياة ويهرب منها منصاعاً إلى المحرمات والكبائر التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى.
لكن الله الغفور الرحيم أعطى فرصة للإنسان العاصي بأن يتوب وأن يعود عمّا يفعله، بل أعطاه فرص تستحق من العبد أن يراجع نفسه وينظر إلى ما قد فعل في حق نفسه، وكم من مرة ظلمها، ويترك المعاصي ويعود إلى الله الرحمن الرحيم، فكم من أمر أخطأت به وستر الله عليك، وكم من مرة معصية اقترفت في وضح النهار وستر عليك الله، وحماك في شدة الظلام، فماذا تنتظر فلترجع لله الذي يحبك ويسخر لك كل خير.
كيف نؤدي الطاعة لله
إن طاعة الله حق على كل مسلم ومسلمة، فإن الله تنزه عن أن يقصر في أي أحد من خلقه، ولا تقتصر طاعَة الله على الصلاة والصوم فقط، فإن هناك طرق لتأدية الطّاعات وكم من مسلم يصلي ويرتكب الفواحش، وكم من عدده يصوم ويعق والديه.
الصلاة
لقد فرض الله علينا خمس صلوات نؤديها في اليوم والليلة، إنّ هذه الصلوات ليست فقط واجبة علينا، إنما هي راحة لنا، سعادة، سكينة لقلوبنا بعد العناء والتعب طوال اليوم، فهناك من يصلي دون أن يعي ما يقول أو يرتل في الصلاة، يصلي الصلاة بسرعة حتى يتمكن من اللحاق بالمسلسل الفلاني، أو من أجل الخروج مع أصدقائه، ويمكن أن يصلّيها بهذه الصورة دون أن يكون في انتظاره شيء، فقط يمكن القول بأنّه غير مقتنع بما يفعل، يظن أن الصلاة لا تفيده شيء، يجهل أن حاله الذي هو عليه الآن قائم بفعل الصلاة، يجهل بأن صحته السليمة بفعل الصلاة، علمه، وكل نعمة هو لا يشعر بها بفعل الصلاة، إنّ المسلم الحقيقي إذا توضّأ وصلى، يجعل تفكيره فقط بالصلاة، يسخر وقته فقط من أجلها، فهناك من يصلي ليرتاح من الصلاة وهناك من يصلي ليرتاح بها، ولا تشابه يجمع بين النوعين، لأن الثاني يصلي ليكلم ربه، ليختلي بربه ويحدثه عن مشاكله، ليشكره على توفيقه له، ويشكو له من ألمه، ويرجوه أن ينزل عليه من رحمته الواسعة.
الصوم
كثير منا يجهل المعنى الحقيقي للصوم، وهناك من يشعرك بأنه يثقِل على نفسه ويبذل مجهود إن صام في شهر رمضان، إن شهر رمضان من أمتع الأشهر الإيمانية، فالصوم فيه ليس فقط عن الطعام، إن الأهم من الطعام هو الكلام، فالإنسان المسلم هو الذي يمتنع عن المنكرات عن المعاصي خاصة في هذا الشهر تقديراً له، فإنّ صبرَك عن المعاصي يزيدك إيماناً، فما فائدة الصيام، إن كنت تؤذي جارك، وتعق والديك، وتضرب أختك، وتنم على فلان وعلّان، كما أن رمضان شهر البركات، فالنوم فيه مكروه، فالأفضل لكَ أن تنجز فيه ما استطعت حتى يبارك الله لكَ في صومك.
طاعة الوالدين
إن طاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وتعالى، والأبناء يحتاجون دروساً في طاعة الوالدين، فلا تقتصر الطاعة على الأب الذي يعطيك المال أو الأم التي توفر لكَ الأكل، عليك بطاعة والديك حتى وإن كانوا مقصرين بحقك، فوالداك قدّموا الكثير من أجلك وأنت صغير، حرموا أنفسهم من المال كي يطعموك، وكي يعلموك، حافظوا عليك في البيت وكبروك، فعندما كبرت وجدتهم ضعفاء فقمت بالتكبر عليهم، إنّ والداك كالطفل الذي يريد الحب والحنان، كما تريد منهم الحب امنحهم إياه أولاً، كما لا يكفي أن تعطيهم مالاً أو تأخذهم في نزهة هنا أوهناك، فسؤالك عنهم يسعدهم، اتصالك عليهم، الكلمة الطيبة، أن تقبل يدهم في الليل والنهار، فهذا أجمل حب، ولا تنسى الاهتمام بهم، فإذا رأيت أمك بحاجة لفعل شيء، افعله عنها، وكن يد أباك اليمنى، وتعتبر طاعة أوامرهم والثقة بما يقولون والعمل بما ينصحون من طاعتهم، فكونوا باريين بآبائكم وأمهاتكم.
اللباس الشرعي
الكثير من الفتيات عندما تتقرّب إلى الله أول ما تفعله ترتدي العباءة وإن كانت متشوقة كثيراً للإسلام، تكمل الحجاب بالنقاب، وهذا جميل جداً، لكن الإسلام لا يبدأ من هنا، ولا يكتمل إسلامك بما فعلتِ ولا يتمثل إسلامك فقط بارتدائك الزي الشرعي، الإسلام الحقيقي هو الذي يبدأ من القلب، أن تستشعري رحمة الله ونعمه عليك في قلبك وتنوي ألا تفعلي شيئاً يغضبه، وأن تجتنبي المحرمات، وتتّسمين بالحياء والأدب مع الآخرين، وأن تكوني فتاة متعلمة على دراية بكل شيء يخص الإسلام وتدرسين سيرة نبيك محمد وتتبعين سنته، وأن تقرأ عن حياة الصحابة وتعتبري منهم، وعليكِ أن تختاري الفتيات المسلمات العفيفات وتتعلمي منهم، أن تكوني عفيفة طاهرة لا تسمحي لأحد أن يتعدى عليكِ، وأن تحذري مخاطبة الشباب، والجلوس معهم، ومصاحبتهم، فكوني فتاة خلوقة معهم ولا تتحدثي لأحد إلّا لأمر طارئ، وهذا ليس معناه أن تتركي لباسك الشرعي وتتبعي ما هو مطلوب منك، بل القصد أنك يجب أن تتحلّي بصفات اللباس الشرعي قبل أن ترتديه.
التعامل مع الآخرين
من أهمّ مظاهر الدين والتي بدأت بالتلاشي في مجتمعاتنا للأسف، هي حسن التعامل مع من حولنا، وأن نحب لهم ما نحبه لأنفسنا، وأن تحفظ أخاك المسلم في حضوره وغيابه، ففي حضوره كن عوناً وسنداً له، وفي غيابه لا تغتبه ولا تنتقده، واجعل المعروف بينك وبين الناس قائماً مهما كان الخلاف بينكم، وعلينا بحسن التعامل مع الجار، وعدم إيذائه أو إزعاجه.
إن كان تطبيقك لدين الله سبحانه وتعالى نابعاً من القلب فيظهر على عملك وجوارحك، وقمت بتطبيق تعاليمه التي فرضت عليك وتطبيق شريعته في التعامل مع الناس، فبذلك تكون قد حققت طاعة الله في الكثير من الأمور، وفي نهاية مقالي أدعو الله بالهداية لي ولكم.