'); }
يمكن تعريف الفائدة بشكل مبسَّط على أنها مقدار النسبة المئوية التي يتم إضافتها على أصل الدَّيْن؛ وتكون عملية احتسابها لمدة سنة ميلادية كاملة. وبطريقة أخرى يعرِّفها أحد الإقتصاديين بأنها الثمن الذي يجب دفعه لإستخدام أموال الآخرين. وهي المبدأ الأساسي في التعامل مع البنوك سواء في القروض أو في الودائع، حيث أن المصدر الرئيسي للدخل في جميع البنوك يأتي من فرق سعر الفائدة بين ما يدفعه البنك للعميل على وديعته؛ وبين ما يتم تحصيله من عميلٍ آخر على القرض المُعطى له.
الفائدة على نوعين، الفائدة البسيطة والفائدة المركَّبة، الفائدة البسيطة هي مبلغ ثابت يتم إضافته بنسبة معيَّنة على أصل المبلغ ولا يتأثر بعدد السنوات. فعلى سبيل المِثال، فائدة بنسبة 5% على مبلغ 1,000 دينار أردني لمد خمس سنوات، يكون مبلغ الفائدة خمسون (50) ديناراً سنوياً؛ يتم دفعها في نهاية السنة المالية. فيكون مبلغ الفائدة بعد خمس سنوات 250 ديناراً. أما بالنسبة للفائدة المركَّبة، فهي مبلغ مُضاف على أصل الدَّين بنسبة معيَّنة، يتم إضافتها إلى أصل المبلغ في كل سنة، وتحتسب الفائدة للسنة التالية على أصل المبلغ زائد فائدة السنة أو السنوات السابقة. في نفس المثال السابق، تكون فائدة السنة الأولى خمسون (50) ديناراً وتُضاف إلى أصل الدين ليُصبح 1,050 ديناراً، وتحتسب الفائدة للسنة الثانية على المبلغ الجديد فتصبح 52.500 ديناراً، وهكذا دواليك حتى نهاية العام الخامس فيصبح المبلغ 1,276.282 ديناراً، أي بزيادة مقدارها 276.282 ديناراً.
نلاحظ من المثالين السابقين الفرق الواضح في قيمة المبالغ بين الفائدة البسيطة والمركَّبة، وهذا الأساس الأول الذي تعتمد عليه البنوك في تحقيق أرباحها، حيث أن الأساس الثاني يكمن في اختلاف سعر الفائدة بين القرض والوديعة، فالوديعة – وهي التي يدفع البنك عليها فائدة للعميل – تكون فائدتها أقل من الفائدة التي يقوم بتحصيلها على القروض. أما الأساس الثالث والذي لا يعرفه الأغلبية العظمى من عامة الناس؛ هو أن البنوك تعتبر السنة 365 يوما في حال الوديعة؛ و360 يوماً في حال منحهم للقروض، فتزيد ربحيتهم من فرق حساب الأيام.
'); }
وتقتضي الأمانة التنويه إلى حكم أخذ الفائدة ودفعها؛ سواء للبنوك أو أية جهة أخرى، هو حرام شرعاً وبصورة واضحة وصريحة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. قال تعالى في مُحكم تنزيله (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الربا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الربا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَآءه مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَات وأَقَامُواْ الصلاة وَآتَوُاْ الزكاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ)، حرب من الله، أنظر أخي لهذا التهديد لشدة ما للرِّبا من آثار على مجتمعاتنا. وفي الحديث الشريف؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تبيعوا الدينار بالدينارين ولا الدرهم بالدرهمين)، عَنْ أَبِى الْغَيْثِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم – قَالَ (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ). قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ (الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ التي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَأَكْلُ الرِّبَا والتولي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ)، تم قرن أكل الربا بأعظم الكبائر ومن ضمنها الإشراك بالله. فاتقوا الله وابتعدوا عن هذه المفسدة العظيمة؛ التي وكما رأينا انها لا توجِدُ خيراً لأحد إلا لصاحب الربا الذي يقبض الفائدة، أما المستدين فيدفع ويخسر.