حيوانات مفترسة

جديد كيفية توالد الخفاش

مقالات ذات صلة

الخفّاش

ينتمي الخفاش إلى طائفة الثّديّيات، ورتبة (Chiroptera) وهي كلمة يونانيّة الأصل، تعني مجنّحات الأيدي؛ وذلك لأنّ الأطراف الأماميّة للخفاش تحوّرت إلى جناحين؛ ممّا يجعل منه الحيوان الثّديي الوحيد القادر على الطّيران الحقيقيّ. يُشبه جناح الخفاش المفرود يد الإنسان، إلا أنّه يتميز بوجود أغشية تربط بين الأصابع من جهة، والجناح والجسم من جهة أخرى. تُعدّ الخفافيش في الثّقافة الصّينيّة رمزاََ للحظ، إلا أنّها ترتبط بالسّحَرة ومصّاصي الدّماء في الثّقافة الغربيّة، وبغضّ النّظر عن آراء البشر بالخفافيش فلا يمكن إنكار دورها في تلقيح النّباتات، والقضاء على الحشرات الضّارة.[١]

تنتشر الخفافيش في جميع أرجاء العالم باستثناء المناطق القطبيّة، والصّحارى المتطرّفة، وتعيش الخفافيش عادةََ ضمن مجموعات كبيرة في الكهوف، أو جحور الحيوانات، وأعشاش النّمل الأبيض، وبيوت العناكب الضّخمة، وعلى الأشجار، وفي داخل الأزهار، بعض الخفافيش تهاجر شتاءً وتتمكّن من قطع مسافة 3.900كم لتصل إلى الأماكن الدّافئة، والبعض الآخر ينام طوال فصل الشّتاء، ويُعرَف هذا السّلوك بالبيات الشّتويّ.[٢]

توالد الخفافيش

الخفافيش من الثّدييات، لذلك فهي تلد صغاراََ حيّةً، وتُعدّ المعلومات المتوفّرة عن دورة حياة الخفافيش محدودةً نوعاََ ما لتنوّعها وانتشارها، فبعض إناث الخفافيش تكون أحاديّة الدّورة النزويّة؛ أي أنّها تمرّ بفترة خصوبة مرّةً واحدةً في العام، كما يوجد إناث ثنائيّة، ومتعدّدة الدّورات النزويّة. معظم الخفافيش تلد جرواً واحداََ، أمّا أنثى الخفاش البنيّ الكبير فقد تلد توأماََ، ويتراوح عدد الجراء التي تُولَد لأنثى الخفاش الأحمر الشّرقيّ ما بين 1-4 جراءٍ.[٣]

ولادة إناث الخفافيش

تلد أنثى الخفاش وهي معلقّة من قدميها، وتمسك الجرو الوليد بجناحيها لتفادي سقوطه على الأرض، ويتراوح وزن الخفاش الوليد ما بين 0.22-370غ، ويكون مغلق العينين، وجسمه خالياً من الشّعر. تبدأ الخفافيش بتعلّم الطّيران ما بين الأسبوع الثّالث إلى الأسبوع السّادس من ولادتها اعتماداََ على النّوع، وتستمرّ فترة الرّضاعة ما بين شهرين إلى ستة أشهر، ويتعلق الخفاش الصغير بأمه بواسطة مخالبه الحادّة، أو بأسنانه، ويمكن للأم أن تُميّز صغارها من ضمن ملايين الخفافيش الأخرى التي توجد في المستوطنة من صوتها ورائحتها، ولا يشارك الأب عادةً في رعاية الصّغار، باستثناء الأنواع التي تعيش ضمن مجموعات صغيرة.[٢]

دورة إخصاب الخفافيش

تتميّز دورات الإخصاب للخفافيش التي تبيت بياتاََ شتوياً بأنّها متقطعّة؛ فهي تحتاج أن تكتسب وزناََ إضافياََ قبل دخول فصل الشّتاء؛ لتتمكّن من العيش أثناء شهور البيات الشّتوي، ولأنّ الصّيف يكون قصيراََ في بعض الأماكن بحيث لا يكفي للحمل، والولادة، والرّضاعة، والفطام، وتسمين الصّغار قبل حلول فصل الشّتاء، تتزاوج الخفافيش قبل موعد البيات الشّتوي، وتخزّن الأنثى الحيوانات المنويّة في رحمها، وقناة البيض، وبعد أن تنتهي فترة البيات الشّتوي تحدث الإباضة وتُستخدَم الحيوانات المنويّة المخزنّة لتخصيب البويضة. في بعض أنواع الخفافيش ومنها خفاش الثعلب الطّيّار يحدث التّزاوج في فصل الخريف، ويحدث بعدها الإخصاب مُباشرةََ، وتمرّ البويضة المُخصَّبة بعدّة انقسامات، ثمّ تدخل في طور من السّكون، ولا تنزرع في الرّحم إلا بعد انتهاء فترة البيات الشّتويّ.[٤]

مدّة حمل إناث الخفافيش

تتراوح مدة حمل إناث الخفاش ما بين 40 يوماََ إلى 10 أشهر باختلاف النّوع، ووفرة الغذاء،[٢] وفي معظم الأنواع تهاجر الإناث الحوامل في فترة متقدّمة من الحمل إلى مستوطنات خاصّة تضمّ أعداداََ كبيرةً من الإناث الحوامل، ويُعتقَد أنّه يتمّ اختيار هذه المستوطنات لأنّها أكثر دفئاََ من المستوطنات الأخرى، ويمكن تفسير ارتفاع درجة حرارة هذه المستوطنات بأنّها تستمد حرارتها من الشّمس، أو لاحتوائها على كميّة كبيرة من فضلات الخفافيش (الذّرق) المتحلّلة.[٣]

أنواع الخفافيش

يوجد في العالم أكثر من 1.300 نوع من الخفافيش، أصغرها الخفاش الطّنان الذي يزن غرامين فقط، وهو أيضاََ أصغر الثّدييات، وأكبرها خفاش الثّعلب الطّائر الذي يصل وزنه إلى 1.5كغ، ويصل باع جناحيه (المسافة بين جناحيه) إلى مترين، تُصنَّف الخفافيش إلى نوعين رئيسيّين: الخفافيش الكبيرة (بالإنجليزيّة: Megachiroptera)، وتُسمّى أيضاََ خفافيش الفاكهة أو الثّعالب الطّائرة، والقسم الثاني هو الخفافيش الصّغيرة (بالإنجليزيّة: Microchiroptera)، وعلى عكس ما يوحي اسم كلّ مجموعة؛ إلا أنّ تقسيمها لا يكون اعتماداََ على حجمها، فبعض الخفافيش التي تنتمي إلى مجموعة الخفافيش الصّغيرة قد تكون كبيرة الحجم، والعكس صحيح أيضاََ، في الحقيقة فإنّ تصنيف الخفافيش يتم اعتماداََ على قدرتها على تحديد الموقع بالصّدى، أو ما يُعرَف بالسّونار الحيويّ (بالإنجليزيّة: Echolocation)؛ فالخفافيش الصّغيرة هي التي تستخدم السّونار الحيوي في التّنقل والصّيد، بينما تُصنَّف الخفافيش التي لا تستخدم هذه الخاصية ضمن مجموعة الخفافيش الكبيرة.[٥]

تغذية الخفافيش

يتنوّع النّظام الغذائيّ للخفافيش باختلاف نوعها، وفيما يأتي أهمّ مصادر غذاء الخفافيش:[٢]

  • الحشرات: تُشكّل بعض أنواع الحشرات مثل: الذّباب، والبعوض، والخنافس، والصّراصير غذاء 70% من الخفافيش، وتعتمد الخفافيش التي تتغذّى على الحشرات على السّونار الحيوي للعثور على وجبتها؛ فهي تصدر صوتاََ عالي النّبرة يصطدم بالحشرة، ثمّ يرتدّ إلى الخفاش (الصدى)، فيتمكّن بذلك من تحديد موقعها، ويمكن لمستعمرة واحدة من الخفافيش أن تأكل 226.796كغ من البعوض كلّ ليلة.
  • رحيق الأزهار: تتميّز الخفافيش التي تتغذّى على رحيق الأزهار بخطم، ولسان طويل يمكّنانها من لعق الرّحيق وهي ترفرف بجناحيها، وهي بذلك تشبه الطّائر الطّنان، ولهذا النّوع من الخفافيش أهمية كبيرة في تلقيح النّباتات؛ إذ تعلق حبوب اللّقاح بشعرها، فتنقلها من زهرة لأخرى.
  • الفاكهة: يُطلَق على الخفافيش التي تتغذّى على الفاكهة أحياناََ اسم مُزارعي المنطقة المداريّة؛ ويعود ذلك لأنّها تمتصّ عصير الفاكهة وتبصق اللّب والبذور، فتسقط على الأرض، وتنمو لتكوّن أشجاراََ جديدةً.
  • الحيوانات الصّغيرة: تتغذّى بعض الخفافيش على السّحالي، والضّفادع، والطّيور، والقوارض، والخفافيش الأخرى، وتقتل فريستها بعضّها من رأسها. بعض الخفافيش تطير فوق سطح الماء، وتستخدم السّونار الحيوي لتحديد أماكن وجود الأسماك، ثمّ تنقضّ عليها بمخالبها الحادّة.
  • الدّماء: على الرّغم من السّمعة السيئة التي تحيط بالخفاش كمصاص للدماء، إلا أنّ ثلاثة أنواع فقط من الخفافيش -تعيش ما بين المكسيك وأمريكا الجنوبيّة- هي التي تتغذى على الدّماء، وهي غالباََ ما تختار الأبقار أو الطّيور لامتصاص دمها، فتُحدِث جرحاً في الجلد على شكل حرف (V)، ثمّ تلعق الدّماء. تفرز الخفافيش مادّةً كيميائيّةً تؤخّر تخثر الدّم حتى تنتهي من تناول وجبتها، وتُجرى حالياََ بعض الدّراسات للتحقق من إمكانية استخدام هذه المادة الكيميائيّة للوقاية من السّكتات الدّماغيّة.

المراجع

  1. “Bat”, /www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 26-11-2017. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Bat”, animals.sandiegozoo.org, Retrieved 27-11-2017. Edited.
  3. ^ أ ب Don E. Wilson, “Bat”، www.britannica.com, Retrieved 27-11-2017. Edited.
  4. Sophie Bradley, “The Ecology of Bat Reproduction”، www.nottingham.ac.uk, Retrieved 27-11-2017. Edited.
  5. “Types of Bats”, /www.bats.org.uk, Retrieved 27-11-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى