الصحابة والتابعون

صفات الخلفاء الراشدين

صفات الخلفاء الراشدين

أبو بكر الصديق

يُعد أبا بكرٍ الصّدِّيق أول الخلفاء الراشدين، وهو عبد الله بن عُثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤي القُرشيّ التيميّ، وهو ابن أبي قُحافة، وأُمّه أُم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، ابنة عمّ أبيه، واختلف العُلماء في اسمه الأول، فقيل: اسمه عبد الكعبة، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله، وقيل أن الذي سمّاه عبد الله هُم أهلُه، وكان يُقال عنه: عتيق؛ لأنه كان جميل الوجه، وقيل: لأنه كان ذا نسبٍ شريف، وقيل: لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال له: أنت عتيق الله من النار، وسُمّي بالصّديق؛ لأنه صدّق النبي -عليه الصلاة والسلام- في مُعجزة الإسراء والمعراج، بعد أن تردَّد الناس في تصديقه، وانقسامهم بين مُصدّقٍ ومُكَذِّب.[١]

كان أبو بكرٍ من السابقين إلى الإسلام، وذهب ابن عُباس إلى أنه أول من أسلم، ومدحه النبي -عليه الصلاة والسلام- في سُرعة استجابته لدعوته من غير تَردُدٍ، ثُمّ بدأ بالدعوة مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأسلم على يديه خمسةً من العشرة المُبشرين بالجنة؛ لمحبتهم له، وميلهم إليه، بالإضافة إلى اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- له ليكون رفيقه وصاحبه في الهجرة، كما أنه شارك في غزوة بدر، وأَحُد، والخندق، والحُديبيّة، وتبوك، والمشاهدِ كلها مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولو جاز أن يتخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- خليلاً له لاختار أبا بكر يقول صلى الله عليه وسلم:(لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا)[٢]، وشهد له بالجنة، وكان النبي يثق بإيمانه وتصديقه ويقينه، كما أنه خير هذه الأُمّة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووصفه الله -تعالى- بالصادق وهو المقصود في قوله تعالى:(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).[٣][١]

الصفات الخِلْقية

اتّصف أبو بكرٍ من حيث الخِلقة: بأن وجهَه أبيضٌ يشوبه صفار، وكان جميلاً، كثيفَ شعر الرأس، خفيف شعر الخدّ، ظاهر الجبهة، غائر العينين معروق الوجه أي أن وجهه قليل اللحم، وكان نحيفاً، مُنحني القامة، وقيل: أنه لا انحناء في قامته، وكان يميُل إلى القِصَر، صاحب مِزاجٍ عَصبيّ،[٤]عاري الأصابع، معروق الوجه؛ أي قليل لحم الوجه، ويضع الحِناء والكتم.[٥]

الصفات الخُلُقية

كان أبو بكرٍ قبل الإسلام من أشراف قُريش، ووجهائهم؛ لأن قومه كانت ترجع إليهم الكلمة في الدّيات، والمغارم، كما أن قُريش كانت تستعينُ به في نوائبهم ومصائبهم، بالإضافة إلى أنه كان أعلمهم بالأنساب، وأخبار العرب، وكان سخياً كريماً، محبوباً في قومه، يُحبون مُجالسته، بالإضافة إلى اتصافه العفة، وتحريمه الخمر على نفسه، كما وأنه لم يسجد في عُمره للأصنام، ولم يُذكر عنه فعلٌ يُخِل بالمروءة والكرامة على الرَغم من أنه كان يَعيش في مُجتَمَعٍ جاهليّ، لا يرعى الحُرمات، ويرتكب المُنكرات،[٦] وذاتَ يومٍ وصل إلى ابنته عائشة -رضي الله عنها- أن أُناساً يعيبون أباها أبا بكر -رضي الله عنه-، فبعثت إليهم، وعند وصولهم، سترت نفسها عنهم، وقالت لهم: إن أباها من أشرف الناس، وأنجحهم، وملجأ الناس عند حاجتهم، وكان يُطلق أسيرهم، ويُساعد فقيرهم، كما أنه كان رقيقاً، غزير الدمع، وقف مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مُنذ بداية دعوته، وصدقه عندما كذبه الناس، ثُمّ قالت لهم: هل أنكرتم مما قلت شيئاً، قالوا: لا.[٧]

عمر بن الخطاب

هو عُمَر بن الخطاب بْن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْنُ رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ العدوي أَبُو حَفْص وأمه حنتمة بِنْت هاشم بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، فتكون بنت عمّ أبي جهل، وُلد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قُريش، وسفيرهم في الجاهليّة.[٨]

الصفات الخِلْقية

كان عُمَر بن الخطاب أعسر يسر؛ أي يعمل بكلتا يديه، أصلع الشعر، كثيف شعر الشارب والجسم؛ لدرجة أنه يصل إلى جانبي رأسه، طويلاً؛ من يراه يظُنه راكباً على دابة، وجاء عن الواقديّ في وصفه: أنه كان أبيض أمهق أي ناصع البياض، تعلوه حُمرة، أصفر لون اللحية، وتغير لون وجهه عام الرمادة؛ لكثرة أكله الزيت، بعد أن حرم على نفسه أكل السمن واللبن حتى يشبع الناس، وقال عنه سماك: أنه كان أروح؛ أي تتدالى قدماه عند المشي.[٩][١٠]

الصفات الخُلقية

تمتع الفاروق بالكثير من الصفات الحميدة؛ لإيمانه بالله -تعالى-، وخوفه منه، فظهرت فيه الصفات الشخصيّة، والقياديّة الحميدة، ومن هذه الصفات ما يأتي:[١١]

  • الخوف من الله -تعالى- بكثرة مُحاسبته لنفسه؛ فكان يُكثر من ذكر النار، وحرها، وقعرها، وذات يومٍ ذكرها حتى بكى، وكان يُحاسبُ نفسه حساباً عسيراً إن أخطأ في حق أحد.
  • الزُّهْد في الدُنيا، واليقين بأنها دارُ ابتلاء، وكذلك تحرُّره من زخارف الدنيا وزينَتِها، واستسلامه لله -تعالى- ظاهراً وباطناً، فكان يعيش في دُنياه كالغريب أو عابر السبيل، اتباعاً لوصية النبي -عليه الصلاة والسلام-: ( كُن في الدُّنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ)،[١٢] وكان يرى الدُنيا على أنها قريبة الانتهاء، ويرى الآخرة أنها هي الباقيّة.
  • الورع، وظهرت هذه الصفة في الفاروق في جميع حياته، ومن ذلك أنه كان مريضاً، فأشار عليه الأطباء بِشُرب العسل، وكان في بيت مال المُسلمين العسل، فجمع الناس وخطب بهم، وقال: إن أذنتم لي، وإلا فهو حرامٌ عليّ، فبكى الناس، وأذنوا له جميعاً.
  • التواضع، ومن ذلك تقديره للفُضلاء؛ بذكر فضائلهم، وعدم إنكارها، وتذكير الناس بالخير دائماً.
  • الحِلم، فكان وقّافاً عند آيات الله -تعالى-، ويعفو عمّن أساء إليه.
  • الشجاعة، والذكاء، ومشاركة الناس في اتخاذ القرار، وقوة الشخصية، والتقوى، والرحمة، وبُعد النظر، والعلم، والخبرة، والقُدوة الحسنة، والهيبة، وغير ذلك من الصفات الحسنة.

عثمان بن عفان

هو عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الأموي، يجتمعُ نسبه مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في عبد مناف، وكُنيتُه أبو عبد الله، يُلقب بذي النورين، أسلم على يد أبي بكر في بداية الدعوة، وكان يقول: إني لرابع أربعةٍ في الإسلام.[١٣]

الصفات الخِلْقية

كان عُثمان بن عفان رَجُلاً مُتوسط الطول؛ لم يكن طويلاً ولا قصيراً، وكانت بشرته بيضاء رقيقة، وقيل: إنه كان أسمر اللون، كثيف شعر اللحية، حسن شعر الرأس أجعده، وحسن الوجه، مُنفرج الرجلين، وأنفه طويل وطرفه دقيق، طويل الذراعين، ضخم الساقين.[١٤]

الصفات الخُلُقية

اتبع عُثمان بن عفان في أخلاقه أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن مناقبه أنه: رابع من أسلم، وقد تزوج ابنتين من بنات النبي -عليه الصلاة والسلام-، كان عفيفاً عن السرقة والزنا في الجاهلية والإسلام، وحفظ القُرآن في زمن النبي -عليه الصلاة والإسلام-، وكان يعتق رقبةً في كُل جُمُعة، ووصفته السيدة عائشة -رضي الله عنها- بقولها: كان عُثمان بن عفان أتقاهم للرب، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم. وقد اجتمعت فيه الصفات الإنسانيّة النبيلة، فكان مُحبّاً للخير، كما أنه اتصف بالصفات الآتية:[١٥]

  • الحياء: وهي من أشهر وأظهر الصفات التي اتّصف بها، وتأصلت في نفسه، فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي: أبو بكرٍ، وأَشَدُّهُمْ في أَمْرِ اللهِ: عمرُ، وأَصْدَقُهُمْ حَياءً: عثمانُ)،[١٦] ووصفه بأنه أشد حياءًا من العذراء في الخِدِر.
  • السخاءُ والكَرَم: فقد كان يُنفق ماله في سبيل الله -تعالى-، وذات مرةٍ جاءته تجارةٌ من الشام في عامٍ أصاب المسلمين فيه قحط، فجاءه التُجار لشرائها، فقال لهم: كم تربحونني عليها، فساوموه إلى خمسة أضعاف، فقال: قد جعلتها صدقةً على فُقراء المُسلمين، وكان يَعتِق في كُل جُمعة رقبة، وروي عنه أنه أعتق قبل وفاته عشرين عبداً.
  • التواضع: اتصف عُثمان بن عفان بالتواضع؛ مع أنه كان غنياً، وصاحب جاه، فقد روي عنه أنه كان يركب البغلة وهو خليفةٌ للمُسلمين.
  • الزُهد: فقد كان مُترفعاً عن الدُنيا مع كثرة المال والغِنى، فيأكُل من الطعام البسيط، ويلبس ما يجد من الثياب.
  • الرحمة وصلة الرحم: فقد قال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أن عُثمان أتقانا لله -تعالى-، وأوصلنا للرحم.
  • الخشية والرِّقة: بالإضافة إلى رحمته وبُكائه، فقد جاء عن خادمه هانئ: أنه كان يبكي إذا رأى القبر؛ لأنه أول منازل الآخرة.
  • السماحة: والسُهولة في خُلُقه ومُعاملته، والسعة في العطاء، والبُعد التعنيف والتضييّق، مُضافاً إليها القوة والشدة إن استدعى الأمر ذلك، ولكن كان اللين والسماحة الصفة الأبرز في شخصيته، حتى شملت رحمته ولينه جميع البلاد الإسلاميّة على اتساعها.
  • الحِلِم والأناة: بضبط نفسه عند الغضب، والتثبُت من الأخبار، وكان بعيداً عن السفه.
  • العفو والصفح: وظهرت عندما تآمر الناس عليه، وأرادوا الفتنة، فعفا عنهم، وأعطاهم حُقوقهم.
  • الشجاعة والصبر: فقد ضحى بنفسه وماله للإسلام، وهاجر مع زوجته إلى الحبشة، وغير ذلك من مواقفه التي ظهرت فيها شجاعُته وصبره.

علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ الهاشمي، ابنُ عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأُمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ويُكنى علي -رضي الله عنه- بأبي الحسن، وأخ النبي -عليه الصلاة والسلام وصهره؛ بزواجه من ابنته فاطمة، وأول هاشميّ مولودٌ بين هاشميين، وكان أول خليفةٍ من عشيرته بني هاشم، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه أول من أسلم، وذلك أنه بعد نُزول الرسالة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بيومٍ واحد، ذهب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فوجده يُصلي مع خديجة، فسأل عن ذلك: فدعاه النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الإسلام، فأخبره أنه سيُشاورُ أباه، فطلب منه النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يكتُم سره، بأن يُسلم أو يكتُم، فبقي تلك الليلة يُفكر، فجاء في الصباح وأعلن إسلامه، وتشهد الشهادتين، وكان عُمُره خمس عشرةَ سنة.[١٧]

الصفات الخَلْقية

كان عليٌ بن أبي طالب ربعةٌ من الرِجال أي متوسط القامة أقرب إلى الطول، جميل الوجه؛ كأنه البدر، واسع العينين، عريض ما بين الكتفين، ضخم البطن، تام خِلقة الكفين، أصلع، ليس في رأسه شعرٌ إلا من الخلف، كثيف اللحية، شديد اليد والساعد؛ إذا أمسك برجل لم يستطع التنفس.[١٨]

الصفات الخُلُقية

يتمتع علي -رضي الله عنه- بصفات القائد المُضحي لأجل دينه، سليم العقيدة، غزير العلم؛ فقد كان من عُلماء الصحابة -رضي الله عنهم-، واثِقٌ بربه، صادقٌ، وشُجاعٌ، مُتواضِعٌ، حليمٌ، صابِرٌ، عالي الهمة، عادِلٌ، زاهِدٌ، صاحب مروءةٍ، وله قُدرَةٌ على التعليم، وذو إرادةٍ قوية.[١٩]

تعريف الخلافة الراشدة

تُطلق الخلافة في اللُغة على من يَخلُف غيره في قومه، ومنه قوله تعالى: (وَقالَ موسى لِأَخيهِ هارونَ اخلُفني في قَومي وَأَصلِح وَلا تَتَّبِع سَبيلَ المُفسِدينَ)،[٢٠] ثُمّ أصبحت تُطلق على الولاية العامة، والزعامة الكُبرى، والقيام بأمور الأُمة والنُهوض بها، وبأعبائها،[٢١] وأمّا الخُلفاء الراشدون فهم أربعة وهم: أبو بكرٍ الصديق، والفاروق عُمر بن الخطاب، وعُثمان بن عفان المُلقب بذي النورين، وعلي بن أبي طالب، -رضي الله عنهم-، فهم أفضل الصحابة، وأوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- باتباعهم، والتمسُك بهديهم، بقوله: (أوصيكم بالسمعِ والطاعةِ، فإنه من يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المَهْدِيِّينَ من بعدي، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ)،[٢٢][٢٣]واستمرت الخلافة الراشدة لِمُدة ثلاثين سنة.[٢٤]

== المراجع == 
  1. ^ أ ب علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 310، جزء 3. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2383 ، صحيح.
  3. سورة التوبة، آية: 119.
  4. عباس محمود العقاد (2005)، عبقرية الصديق (الطبعة السادسة)، مصر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 31-43. بتصرّف.
  5. علي الطنطاوي (1986)، أبو بكر الصديق (الطبعة الثالثة)، جدة: دار المنارة، صفحة 60-61. بتصرّف.
  6. علي محمد محمد الصلابي (2009)، الإنشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكر الصديق (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 22-25. بتصرّف.
  7. علي الطنطاوي (1986)، أبو بكر الصديق (الطبعة الثالثة)، جدة: دار المنارة، صفحة 37-39. بتصرّف.
  8. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 137، جزء 4. بتصرّف.
  9. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 156، جزء 4. بتصرّف.
  10. أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 75. بتصرّف.
  11. علي محمد محمد الصلابي (2002)، فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة التابعين، صفحة 138-148. بتصرّف.
  12. رواه الزرقاني، في مختر المقاصد، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 784، صحيح.
  13. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 578، جزء 3. بتصرّف.
  14. علي محمد محمد الصلابي (2009)، تيسير الكريم المنان في سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 14. بتصرّف.
  15. عبد الستار الشيخ (2014)، عُثمان بن عفان الحييّ السخيّ ذُو النورين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 108-131. بتصرّف.
  16. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3791، حسن صحيح.
  17. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 87، جزء 4. بتصرّف.
  18. علي محمد محمد الصلابي (2005)، سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 31. بتصرّف.
  19. محمد حامد محمد، سيرة ومناقب علي بن أبي طالب، صفحة 10-11. بتصرّف.
  20. سورة الأعراف، آية: 142.
  21. أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي (1985)، مآثر الإنافة في معالم الخلافة (الطبعة الثانية)، الكويت: مطبعة حكومة الكويت، صفحة 8-9، جزء 1. بتصرّف.
  22. رواه الألباني، في شرح الطحاوية، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 485، صحيح.
  23. نخبة من العلماء (1421 هـ )، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 283. بتصرّف.
  24. عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد، شرح سنن أبي داود ، صفحة 3، جزء 255. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

صفات الخلفاء الراشدين

أبو بكر الصديق

يُعد أبا بكرٍ الصّدِّيق أول الخلفاء الراشدين، وهو عبد الله بن عُثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤي القُرشيّ التيميّ، وهو ابن أبي قُحافة، وأُمّه أُم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، ابنة عمّ أبيه، واختلف العُلماء في اسمه الأول، فقيل: اسمه عبد الكعبة، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله، وقيل أن الذي سمّاه عبد الله هُم أهلُه، وكان يُقال عنه: عتيق؛ لأنه كان جميل الوجه، وقيل: لأنه كان ذا نسبٍ شريف، وقيل: لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال له: أنت عتيق الله من النار، وسُمّي بالصّديق؛ لأنه صدّق النبي -عليه الصلاة والسلام- في مُعجزة الإسراء والمعراج، بعد أن تردَّد الناس في تصديقه، وانقسامهم بين مُصدّقٍ ومُكَذِّب.[١]

كان أبو بكرٍ من السابقين إلى الإسلام، وذهب ابن عُباس إلى أنه أول من أسلم، ومدحه النبي -عليه الصلاة والسلام- في سُرعة استجابته لدعوته من غير تَردُدٍ، ثُمّ بدأ بالدعوة مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأسلم على يديه خمسةً من العشرة المُبشرين بالجنة؛ لمحبتهم له، وميلهم إليه، بالإضافة إلى اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- له ليكون رفيقه وصاحبه في الهجرة، كما أنه شارك في غزوة بدر، وأَحُد، والخندق، والحُديبيّة، وتبوك، والمشاهدِ كلها مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولو جاز أن يتخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- خليلاً له لاختار أبا بكر يقول صلى الله عليه وسلم:(لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا)[٢]، وشهد له بالجنة، وكان النبي يثق بإيمانه وتصديقه ويقينه، كما أنه خير هذه الأُمّة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووصفه الله -تعالى- بالصادق وهو المقصود في قوله تعالى:(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).[٣][١]

الصفات الخِلْقية

اتّصف أبو بكرٍ من حيث الخِلقة: بأن وجهَه أبيضٌ يشوبه صفار، وكان جميلاً، كثيفَ شعر الرأس، خفيف شعر الخدّ، ظاهر الجبهة، غائر العينين معروق الوجه أي أن وجهه قليل اللحم، وكان نحيفاً، مُنحني القامة، وقيل: أنه لا انحناء في قامته، وكان يميُل إلى القِصَر، صاحب مِزاجٍ عَصبيّ،[٤]عاري الأصابع، معروق الوجه؛ أي قليل لحم الوجه، ويضع الحِناء والكتم.[٥]

الصفات الخُلُقية

كان أبو بكرٍ قبل الإسلام من أشراف قُريش، ووجهائهم؛ لأن قومه كانت ترجع إليهم الكلمة في الدّيات، والمغارم، كما أن قُريش كانت تستعينُ به في نوائبهم ومصائبهم، بالإضافة إلى أنه كان أعلمهم بالأنساب، وأخبار العرب، وكان سخياً كريماً، محبوباً في قومه، يُحبون مُجالسته، بالإضافة إلى اتصافه العفة، وتحريمه الخمر على نفسه، كما وأنه لم يسجد في عُمره للأصنام، ولم يُذكر عنه فعلٌ يُخِل بالمروءة والكرامة على الرَغم من أنه كان يَعيش في مُجتَمَعٍ جاهليّ، لا يرعى الحُرمات، ويرتكب المُنكرات،[٦] وذاتَ يومٍ وصل إلى ابنته عائشة -رضي الله عنها- أن أُناساً يعيبون أباها أبا بكر -رضي الله عنه-، فبعثت إليهم، وعند وصولهم، سترت نفسها عنهم، وقالت لهم: إن أباها من أشرف الناس، وأنجحهم، وملجأ الناس عند حاجتهم، وكان يُطلق أسيرهم، ويُساعد فقيرهم، كما أنه كان رقيقاً، غزير الدمع، وقف مع النبي -عليه الصلاة والسلام- مُنذ بداية دعوته، وصدقه عندما كذبه الناس، ثُمّ قالت لهم: هل أنكرتم مما قلت شيئاً، قالوا: لا.[٧]

عمر بن الخطاب

هو عُمَر بن الخطاب بْن نفيل بْن عَبْد العزي بْن رياح بْن عَبْد اللَّه بْن قرط بْنُ رزاح بْن عدي بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ العدوي أَبُو حَفْص وأمه حنتمة بِنْت هاشم بْن المغيرة بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن مخزوم، فتكون بنت عمّ أبي جهل، وُلد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قُريش، وسفيرهم في الجاهليّة.[٨]

الصفات الخِلْقية

كان عُمَر بن الخطاب أعسر يسر؛ أي يعمل بكلتا يديه، أصلع الشعر، كثيف شعر الشارب والجسم؛ لدرجة أنه يصل إلى جانبي رأسه، طويلاً؛ من يراه يظُنه راكباً على دابة، وجاء عن الواقديّ في وصفه: أنه كان أبيض أمهق أي ناصع البياض، تعلوه حُمرة، أصفر لون اللحية، وتغير لون وجهه عام الرمادة؛ لكثرة أكله الزيت، بعد أن حرم على نفسه أكل السمن واللبن حتى يشبع الناس، وقال عنه سماك: أنه كان أروح؛ أي تتدالى قدماه عند المشي.[٩][١٠]

الصفات الخُلقية

تمتع الفاروق بالكثير من الصفات الحميدة؛ لإيمانه بالله -تعالى-، وخوفه منه، فظهرت فيه الصفات الشخصيّة، والقياديّة الحميدة، ومن هذه الصفات ما يأتي:[١١]

  • الخوف من الله -تعالى- بكثرة مُحاسبته لنفسه؛ فكان يُكثر من ذكر النار، وحرها، وقعرها، وذات يومٍ ذكرها حتى بكى، وكان يُحاسبُ نفسه حساباً عسيراً إن أخطأ في حق أحد.
  • الزُّهْد في الدُنيا، واليقين بأنها دارُ ابتلاء، وكذلك تحرُّره من زخارف الدنيا وزينَتِها، واستسلامه لله -تعالى- ظاهراً وباطناً، فكان يعيش في دُنياه كالغريب أو عابر السبيل، اتباعاً لوصية النبي -عليه الصلاة والسلام-: ( كُن في الدُّنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ)،[١٢] وكان يرى الدُنيا على أنها قريبة الانتهاء، ويرى الآخرة أنها هي الباقيّة.
  • الورع، وظهرت هذه الصفة في الفاروق في جميع حياته، ومن ذلك أنه كان مريضاً، فأشار عليه الأطباء بِشُرب العسل، وكان في بيت مال المُسلمين العسل، فجمع الناس وخطب بهم، وقال: إن أذنتم لي، وإلا فهو حرامٌ عليّ، فبكى الناس، وأذنوا له جميعاً.
  • التواضع، ومن ذلك تقديره للفُضلاء؛ بذكر فضائلهم، وعدم إنكارها، وتذكير الناس بالخير دائماً.
  • الحِلم، فكان وقّافاً عند آيات الله -تعالى-، ويعفو عمّن أساء إليه.
  • الشجاعة، والذكاء، ومشاركة الناس في اتخاذ القرار، وقوة الشخصية، والتقوى، والرحمة، وبُعد النظر، والعلم، والخبرة، والقُدوة الحسنة، والهيبة، وغير ذلك من الصفات الحسنة.

عثمان بن عفان

هو عثمان بْن عفان بْن أَبِي العاص بْن أمية بْن عَبْد شمس بْن عَبْد مناف الْقُرَشِيّ الأموي، يجتمعُ نسبه مع النبي -عليه الصلاة والسلام- في عبد مناف، وكُنيتُه أبو عبد الله، يُلقب بذي النورين، أسلم على يد أبي بكر في بداية الدعوة، وكان يقول: إني لرابع أربعةٍ في الإسلام.[١٣]

الصفات الخِلْقية

كان عُثمان بن عفان رَجُلاً مُتوسط الطول؛ لم يكن طويلاً ولا قصيراً، وكانت بشرته بيضاء رقيقة، وقيل: إنه كان أسمر اللون، كثيف شعر اللحية، حسن شعر الرأس أجعده، وحسن الوجه، مُنفرج الرجلين، وأنفه طويل وطرفه دقيق، طويل الذراعين، ضخم الساقين.[١٤]

الصفات الخُلُقية

اتبع عُثمان بن عفان في أخلاقه أخلاق النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن مناقبه أنه: رابع من أسلم، وقد تزوج ابنتين من بنات النبي -عليه الصلاة والسلام-، كان عفيفاً عن السرقة والزنا في الجاهلية والإسلام، وحفظ القُرآن في زمن النبي -عليه الصلاة والإسلام-، وكان يعتق رقبةً في كُل جُمُعة، ووصفته السيدة عائشة -رضي الله عنها- بقولها: كان عُثمان بن عفان أتقاهم للرب، وأحصنهم للفرج، وأوصلهم للرحم. وقد اجتمعت فيه الصفات الإنسانيّة النبيلة، فكان مُحبّاً للخير، كما أنه اتصف بالصفات الآتية:[١٥]

  • الحياء: وهي من أشهر وأظهر الصفات التي اتّصف بها، وتأصلت في نفسه، فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أرحمُ أُمَّتي بِأُمَّتي: أبو بكرٍ، وأَشَدُّهُمْ في أَمْرِ اللهِ: عمرُ، وأَصْدَقُهُمْ حَياءً: عثمانُ)،[١٦] ووصفه بأنه أشد حياءًا من العذراء في الخِدِر.
  • السخاءُ والكَرَم: فقد كان يُنفق ماله في سبيل الله -تعالى-، وذات مرةٍ جاءته تجارةٌ من الشام في عامٍ أصاب المسلمين فيه قحط، فجاءه التُجار لشرائها، فقال لهم: كم تربحونني عليها، فساوموه إلى خمسة أضعاف، فقال: قد جعلتها صدقةً على فُقراء المُسلمين، وكان يَعتِق في كُل جُمعة رقبة، وروي عنه أنه أعتق قبل وفاته عشرين عبداً.
  • التواضع: اتصف عُثمان بن عفان بالتواضع؛ مع أنه كان غنياً، وصاحب جاه، فقد روي عنه أنه كان يركب البغلة وهو خليفةٌ للمُسلمين.
  • الزُهد: فقد كان مُترفعاً عن الدُنيا مع كثرة المال والغِنى، فيأكُل من الطعام البسيط، ويلبس ما يجد من الثياب.
  • الرحمة وصلة الرحم: فقد قال عنه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أن عُثمان أتقانا لله -تعالى-، وأوصلنا للرحم.
  • الخشية والرِّقة: بالإضافة إلى رحمته وبُكائه، فقد جاء عن خادمه هانئ: أنه كان يبكي إذا رأى القبر؛ لأنه أول منازل الآخرة.
  • السماحة: والسُهولة في خُلُقه ومُعاملته، والسعة في العطاء، والبُعد التعنيف والتضييّق، مُضافاً إليها القوة والشدة إن استدعى الأمر ذلك، ولكن كان اللين والسماحة الصفة الأبرز في شخصيته، حتى شملت رحمته ولينه جميع البلاد الإسلاميّة على اتساعها.
  • الحِلِم والأناة: بضبط نفسه عند الغضب، والتثبُت من الأخبار، وكان بعيداً عن السفه.
  • العفو والصفح: وظهرت عندما تآمر الناس عليه، وأرادوا الفتنة، فعفا عنهم، وأعطاهم حُقوقهم.
  • الشجاعة والصبر: فقد ضحى بنفسه وماله للإسلام، وهاجر مع زوجته إلى الحبشة، وغير ذلك من مواقفه التي ظهرت فيها شجاعُته وصبره.

علي بن أبي طالب

هو علي بن أبي طالب بْن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف بْن قصي بْن كلاب بْن مرة بن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ الهاشمي، ابنُ عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأُمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، ويُكنى علي -رضي الله عنه- بأبي الحسن، وأخ النبي -عليه الصلاة والسلام وصهره؛ بزواجه من ابنته فاطمة، وأول هاشميّ مولودٌ بين هاشميين، وكان أول خليفةٍ من عشيرته بني هاشم، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه أول من أسلم، وذلك أنه بعد نُزول الرسالة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بيومٍ واحد، ذهب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فوجده يُصلي مع خديجة، فسأل عن ذلك: فدعاه النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الإسلام، فأخبره أنه سيُشاورُ أباه، فطلب منه النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يكتُم سره، بأن يُسلم أو يكتُم، فبقي تلك الليلة يُفكر، فجاء في الصباح وأعلن إسلامه، وتشهد الشهادتين، وكان عُمُره خمس عشرةَ سنة.[١٧]

الصفات الخَلْقية

كان عليٌ بن أبي طالب ربعةٌ من الرِجال أي متوسط القامة أقرب إلى الطول، جميل الوجه؛ كأنه البدر، واسع العينين، عريض ما بين الكتفين، ضخم البطن، تام خِلقة الكفين، أصلع، ليس في رأسه شعرٌ إلا من الخلف، كثيف اللحية، شديد اليد والساعد؛ إذا أمسك برجل لم يستطع التنفس.[١٨]

الصفات الخُلُقية

يتمتع علي -رضي الله عنه- بصفات القائد المُضحي لأجل دينه، سليم العقيدة، غزير العلم؛ فقد كان من عُلماء الصحابة -رضي الله عنهم-، واثِقٌ بربه، صادقٌ، وشُجاعٌ، مُتواضِعٌ، حليمٌ، صابِرٌ، عالي الهمة، عادِلٌ، زاهِدٌ، صاحب مروءةٍ، وله قُدرَةٌ على التعليم، وذو إرادةٍ قوية.[١٩]

تعريف الخلافة الراشدة

تُطلق الخلافة في اللُغة على من يَخلُف غيره في قومه، ومنه قوله تعالى: (وَقالَ موسى لِأَخيهِ هارونَ اخلُفني في قَومي وَأَصلِح وَلا تَتَّبِع سَبيلَ المُفسِدينَ)،[٢٠] ثُمّ أصبحت تُطلق على الولاية العامة، والزعامة الكُبرى، والقيام بأمور الأُمة والنُهوض بها، وبأعبائها،[٢١] وأمّا الخُلفاء الراشدون فهم أربعة وهم: أبو بكرٍ الصديق، والفاروق عُمر بن الخطاب، وعُثمان بن عفان المُلقب بذي النورين، وعلي بن أبي طالب، -رضي الله عنهم-، فهم أفضل الصحابة، وأوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- باتباعهم، والتمسُك بهديهم، بقوله: (أوصيكم بالسمعِ والطاعةِ، فإنه من يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المَهْدِيِّينَ من بعدي، تَمَسَّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ)،[٢٢][٢٣]واستمرت الخلافة الراشدة لِمُدة ثلاثين سنة.[٢٤]

== المراجع == 
  1. ^ أ ب علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 310، جزء 3. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2383 ، صحيح.
  3. سورة التوبة، آية: 119.
  4. عباس محمود العقاد (2005)، عبقرية الصديق (الطبعة السادسة)، مصر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 31-43. بتصرّف.
  5. علي الطنطاوي (1986)، أبو بكر الصديق (الطبعة الثالثة)، جدة: دار المنارة، صفحة 60-61. بتصرّف.
  6. علي محمد محمد الصلابي (2009)، الإنشراح ورفع الضيق في سيرة أبو بكر الصديق (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 22-25. بتصرّف.
  7. علي الطنطاوي (1986)، أبو بكر الصديق (الطبعة الثالثة)، جدة: دار المنارة، صفحة 37-39. بتصرّف.
  8. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 137، جزء 4. بتصرّف.
  9. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 156، جزء 4. بتصرّف.
  10. أكرم ضياء العمري، عصر الخلافة الراشدة، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 75. بتصرّف.
  11. علي محمد محمد الصلابي (2002)، فصل الخطاب في سيرة ابن الخطاب (الطبعة الأولى)، القاهرة: مكتبة التابعين، صفحة 138-148. بتصرّف.
  12. رواه الزرقاني، في مختر المقاصد، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 784، صحيح.
  13. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 578، جزء 3. بتصرّف.
  14. علي محمد محمد الصلابي (2009)، تيسير الكريم المنان في سيرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان (الطبعة الثانية)، دمشق: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 14. بتصرّف.
  15. عبد الستار الشيخ (2014)، عُثمان بن عفان الحييّ السخيّ ذُو النورين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 108-131. بتصرّف.
  16. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3791، حسن صحيح.
  17. علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم، عز الدين ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 87، جزء 4. بتصرّف.
  18. علي محمد محمد الصلابي (2005)، سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، صفحة 31. بتصرّف.
  19. محمد حامد محمد، سيرة ومناقب علي بن أبي طالب، صفحة 10-11. بتصرّف.
  20. سورة الأعراف، آية: 142.
  21. أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي (1985)، مآثر الإنافة في معالم الخلافة (الطبعة الثانية)، الكويت: مطبعة حكومة الكويت، صفحة 8-9، جزء 1. بتصرّف.
  22. رواه الألباني، في شرح الطحاوية، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم: 485، صحيح.
  23. نخبة من العلماء (1421 هـ )، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 283. بتصرّف.
  24. عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد، شرح سنن أبي داود ، صفحة 3، جزء 255. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى