مبادئ التعليم

جديد كيفية تحصيل العلم

العِلم والتعلم

يُمكن تعريف العِلم بأنه معرفة مصنفة ذات نظام فكري ومفاهيم ومقاييس خاصة، أما المعرفة فأوسع وأشمل من العِلم، وذلك لأنها شاملة للعلوم، والمعارف والمعلومات التي جُمعت في مراحل التاريخ البشري، وهي ضرورية للإنسان، حيث إنها تساعده على تجاوز العقبات وتدارك الأخطاء، واتخاذ الإجراءات المناسبة في الحياة.[١]

ونكتسب العلم من خلال عمليتي التعلم والتعليم، أما مفهوم التعلم فيشمل عدداً كبيراً من الكائنات الحية، حيث فطرالله -سبحانه وتعالى- العديد من الحيوانات على تعلّم بعض الأنماط السلوكية التي تساعدها على البقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى الأنماط التي تتعلق بعملية الغذاء أو الدفاع عن النفس، وكلما زاد حجم التعقيد في بنية الكائن الحي زادت التعقيدات في عملية التعليم، ومن الممكن تعريف التعليم بأنه عملية منظمة من أجل اكتساب الأُسس العامّة لتحصيل المعرفة بطريقة منظمة وذات أهداف محددة. أما التّعلم فهو عملية تساعد على اكتساب المعرفة بشكل فردي أو عن طريق مُعلّم، وينتج التَعلم بشكل متكامل عن طريق اكتساب المعرفة، ثم استخدام الخبرة المعرفية التي تتحصّل عن طريق تفاعل الإنسان مع ما حوله.[٢]

كيفية تحصيل العِلم

ويعد البحث والتمحيص أساساً لتحصيل العِلم والمعرفة وكذلك يمكن اتباع العديد من الأساليب التي تساعد على اكتساب العلم ومنها:[١]

  • استشارة أهل الرأي واتباع التقاليد والأعراف: وهي من الأساليب القديمة التي كانت تُستخدم عندما كانت المعرفة محصورةً في عدد قليل من الحقائق، وغالباً ما كان شيخ القبيلة أو زعيم الجماعة الإنسانية ملمّاً بها، وعليه يتم الرجوع إليه في تفسير الأحداث والظواهر الغامضة التي شهدها الإنسان البدائي.
  • الخبرة: وهي المعارف المتراكمة والسّابقة التي تشكّل مخزون التّجارب لدى الإنسان، ويعود إليها الإنسان من أجل مواجهة الظواهر والمواقف المشابهة لها في حياته.
  • القياس المنطقي والاستدلال:ويعني الحكم على الظواهر عن طريق القياس المنطقي للظروف والقوانين، وهو إحدى الأساليب التي تتدرج من القوانين العامة إلى الخاصة، حيث يتم إسقاط القواعد الأساسية العامة على الحالات الخاصة وأخيراً استخلاص النتائج.
  • الاستقراء أو التجريب:يعتمد هذا الأسلوب على الاستقراء وتتبع الجزئيّات من أجل الوصول إلى الأحكام العامة، حيث يتم الوصول إلى المبادئ العامة من الحالات الخاصة، أي عكس عملية القياس المنطقي، وهو أسلوب يساعد الإنسان على السيطرة على الظواهر والأحداث.

مناهج تحصيل العلم

اختلفت كيفية تحصيل العِلم مع اختلاف الزمان، حيث أصبحت في تطورٍ مستمرٍ مع مرور الوقت، وقد كان هناك حاجة دائمة إلى تطوير المناهج التربوية، لتصبح ملائمةً للاتجاهات التربوية الحديثة، وتنقسم المناهج إلى قسمين هما المنهج التقليدي، والمنهج الحديث، ومن الممكن تحصيل العِلم عن طريق اتباع إحدى تلك المناهج، وهي كما يأتي:[٣]

المنهج التقليدي

إن المنهج التقليدي هو المنهج الذي يقوم على مفهوم التربية القديمة التي ترى أن المعرفة تساعد على تعديل السلوك، وتدريب العقول، وتنمية الذكاء لدى الطلاب. ومن الممكن تعريف هذا المنهج بأنه مجموعةٌ من المقرّرات والموادّ الدّراسية التي قام فريق من المختصين في تأليفها، لتدريسها للطلبة من أجل تنمية قدراتهم، وإكسابهم خبرات الآخرين ليستفيدوا منها.[٣]

سمات المنهج التقليدي

يتّصف المنهج القديم في العديد من الصفات، وهي كما يأتي:[٣]

  • اعتبار الكتاب المدرسي المصدر الوحيد والأساس للحصول على المعلومات لدى الطالب.
  • الهدف الأساس لعملية التعلم في هذا المنهج النجاح في الامتحانات المدرسية.
  • اعتبار الامتحانات مقياساً لمدى استيعاب الطالب للمعلومات.
  • التركيز على محتوى الكتاب وليس على استراتيجيات التعليم والتقويم.
  • ضخامة حجم المواد التعليمية.
  • حصر مقياس كفاءة المعلم في قدرته على توصيل المعلومة للطالب، وحصر مقياس اجتهاد الطالب في القدرة على حفظ المادة.
  • حصر دور المعلم في تلقين المعلومات.
  • إهمال النشاطات الأخرى خارج الصف الدراسي.

عيوب المنهج التقليدي

هناك عدة عيوب للمنهج التقليدي، منها:[٣]

  • عدم تمكين الطالب من ربط المواد الدراسية بالواقع، والتركيز على حفظ المعلومات أكثر من كيفية توظيفها في الحياة العملية.
  • يُعد الطالب مجرد متلقٍ للمعلومات.
  • إهمال ميول الطلاب واهتماماتهم.
  • عدم الاهتمام بوجود الوسائل التعليمية.
  • عدم تشجيع الطلاب على البحث العلمي.
  • اعتماد الطالب على الكتاب المدرسي والمعلم في عملية التعليم دون الاعتماد على ذاته.
  • عدم متابعة بناء شخصية الطالب بشكل سليم.
  • عدم مراعاة الفروق بين الطلاب.
  • افتقار الأساليب التعليمية إلى التجديد، حيث يعتمد هذا المنهج على التلقين كأسلوب رئيسي في عملية التعليم؛ مما قد يسبب التكرار وعدم وجود تنويع في المنهج.
  • عدم وجود تنسيقٍ بين المناهج الدراسية للمواد المختلفة.
  • عدم وجود أي نشاطاتٍ خارج الغرف الصفية.
  • لا يهتم في تنمية جانب المهارات، ويركز على الألفاظ والنظريات.
  • لا يسمح بوجود مساحةٍ للابتكار والإبداع لدى الطلاب.
  • يكون التقويم على الامتحانات التحصيلية فقط.
  • عدم وجود ارتباط بين المدرسة والمجتمع.

المنهج الحديث

تأسّس المنهج الحديث على المفهوم الحديث للتربية، والذي يقوم على تزويد الطالب بالمعلومات مع تعديل السلوك وفق عدة متطلبات، منها حاجة المجتمع ومتطلبات النمو لدى الفرد. والسبب في ظهوره توصل المربين إلى أن السلوك لا يمكن أن يُعدّل عن طريق اكتساب المعلومات وحدها، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على سلوك الإنسان، وليس بالضرورة أن يعمل الشخص بما يعلمه. ويمكن تعريف المنهج الحديث على أنه: مجموعةٌ من الخبرات التي تُقدَّم للطالب من أجل تقديم أفضل النتائج الدراسية، مما يتسبب في تعديل السلوك ونمو الطالب بشكل متكامل في جميع الجوانب العقلية، والجسمية، والوجدانية.[٣]

أهداف المنهج الحديث

يهدف المنهج الحديث إلى عدة أهدافٍ منها:[٣]

  • عدم اقتصار التعليم على المعرفة فقط بل يصل إلى التنمية الشاملة لشخصية الطالب.
  • ممارسة الأنشطة التعليمية خارج الصفوف المدرسية، وتحت إشراف المدرسة.
  • اعتبار الأنشطة التعليمية جزءاً من المنهج الدراسي.
  • شامل للمادة الدراسية، وطرق التدريس والأنشطة المدرسية.

ميزات المنهج الحديث

هناك العديد من الخصائص المميزة للمنهج الحديث، وهي:[٣]

  • توفير النمو الشامل لشخصية الطالب.
  • تمكين الطالب من اختيار النشاطات التي تناسب قدراته ورغباته.
  • تعزيز علاقة الانتماء والارتباط بالمدرسة، عن طريق استيعاب رغباتهم وميولهم، وزرع عاطفة المحبة بين الطلبة والمعلمين.
  • تقويم الطالب بناءً على عدة جوانب وليس على الاختبارات فقط.
  • مساعدة الطالب على مواجهة متغيرات الحياة، والتكيف معها.
  • تنسيق العلاقة ما بين المدرسة والمجتمع.
  • منح الطالب والمعلم مساحةً من أجل الابتكار والإبداع في التعلم.
  • وجود ترابط في المواد التعليمية.
  • الموازنة بين الجانب النظري والتطبيقي.
  • التطوير المستمر لطرق التدريس، والتفاعل بين المعلم والطالب. ويشمل التطوير عملية التخطيط والتقويم.

مكونات المنهج الحديث

يتكون المنهج الحديث من عدة عناصر، وهي كما يأتي:[٣]

  • المقررات والكتب الدراسية التي تصل بين البيئة، والمجتمع، والطالب.
  • الأنشطة المكمّلة للمنهج، والتي تتم داخل وخارج المدرسة.
  • الوسائل التعليمية المختلفة.
  • أساليب التقويم والاختبارات.
  • طُرق التدريس.
  • المباني والتجهيزات الخاصة سواء كانت صفوفاً دراسيةً، أوملاعباً، أومكتباتٍ، أومختبراتٍ.

المراجع

  1. ^ أ ب جنان حمزة فرهود الخناني (2/12/2012)، “المعرفة وطرق الوصول اليها”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 11/11/2017. بتصرّف.
  2. “مفهوم التعليم”، www.abahe.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 26/11/2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د د/محسن علي عطية (2013م)، المناهج الحديثة وطرائق التدريس (الطبعة الطبعة الأولى)، عمان-الأردن: دار المناهج للنشر والتوزيع، صفحة 21-33. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى