العقل الباطن
العقل الباطن هو مركز العواطف والمشاعر والذكريات؛ إذ له القدرة على تخزين المعلومات من الطفولة، كما أنّ له القدرة على تخزين الأفكار والمواقف التي يعدّها العقل الواعي عابرةً وليس لها قيمةٌ، ويتأثّر بالبيئة المحيطة سواءً كانت الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وللعقل الباطن دورٌ كبيرٌ في تسيير حياة الأفراد، فهو يحوّل ما يركّزعليه الشخص إلى حقيقةٍ؛ لذا لا بدّ من سيطرة الفرد على عقله الباطن؛ ليتمكّن من السيطرة على مجريات حياته، فكيف يمكن السيطرة عليه؟
كيفيّة السيطرة على العقل الباطن
يحوّل العقل الباطن الأفكار التي يحصل عليها من العقل الواعي إلى أفعالٍ تتناسب مع هذه الأفكار، ويسلّمها إلى العقل الواعي على أنّها ردودٌ توجّه مشاعرنا وعواطفنا، وطرق السيطرة عليه هي:
- التركيز على الإيمان بالقدر خيره وشرّه، وأنّ كلّ ما يحدث فيه خيرٌ حتّى لو كان غير ظاهرٍ في الوقت نفسه، والتوكّل على الله.
- تجنّب الشكوى والتذمّر باستمرارٍ؛ لأنّ هذه المشاعر سترسخ في العقل الباطن، وتُشعِر الشخص بأنّ المشكلة أكبر.
- استبدال الأفكار السلبيّة، وتبنّي أفكارٍ أخرى إيجابيّةٍ، وقد تكون هذه الخطوة صعبةً ومرهقةً في البداية؛ لأنّها تتطلّب تركيزاً من الشخص إلّا أنّها ستصبح أسهل مع الوقت، فهي تشبه فكرة النظر إلى الجزء المملوء من الكأس وليس الفارغ.
- تكرار الأفكار الإيجابيّة؛ لأنّ العقل الباطن يكرّر مرّةً تلو الأخرى؛ لترسيخ ما يحصل فيه، واختيار الأصدقاء الإيجابيّين الذين يبثّون السعادة والمشاعر الإيجابيّة التي تصل إلى العقل الواعي على شكل رسائل إيجابيّة فتترسّخ داخله.
- استخدام أسلوب التخيّل؛ للتمكّن من إرسال الفكرة إلى العقل الباطن، والتركيز عليها والإيمان بتحقيقها، وترتكز هذه الخطوة على قانون الجذب في الكون الذي توصّل إليه المفكّرون، وهو نفس ما طلبه منا الرسول الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم الذي حثّ على التفاؤل.
- تكرار الكلمات والعبارات الإيجابيّة، مثل: أنا بخير، وأنا جميلة، وأنا محبوبة، وهكذا.
- وضع الأهداف بدقّة؛ فمن الأفضل أن يكون هناك هدفٌ بعيد المدى، وأهدافٌ أصغر قصيرةُ المدى، ويمكن تحقيقها.
- عند المرور بتجربةٍ سيئةٍ فمن الأفضل التخلّص من الأفكار السلبيّة التي تتركها وراءها من خلال الرفقة الجيّدة والإيجابيّة.
- التركيز على الحلول عند الوقوع في المشاكل بدلاً من التركيز على المشكلة نفسها، فهناك قانونٌ يسير عليه العقل الباطن وهو التوسّع، فعند التركيز على المشكلة فإنّ العقل الباطن سيركّز عليها ويكبّرها ويوسّعها، بينما عند التركيز على الحلول فإنّ العقل الباطن سيوسّع التفكير ويعطي الكثير منها.