كيفية الإمامة في الصلاة
اختلف العلماء في حكم النيّة للإمام والمأموم في صلاة الجماعة؛ فذهب الشافعية إلى القول بأنّه لا يُشترط للإمام أن ينوي الجماعة لصحّة الاقتداء به، إلّا في الصلوات التي تتوقف صحّتها على توفر شرط الجماعة؛ مثل: صلاة الجمعة، أمّا علماء الحنابلة فاشترطوا لصحة الاقتداء بالإمام توفّر نيّة الإمامة عند الإمام، أمّا إن لم ينوِ الإمامة؛ فلا تصحّ صلاة المأمومين، أمّا الحنفيّة فاشترطوا توفّر نيّة الإمامة عند إمامة الرجل للنساء، وذهب علماء المالكية إلى القول بصحّة صلاة الإمام والمأموم، وإن لم تتوفر نيّة الإمامة لدى الإمام إلّا في صلاة الجمعة، وصلاة الجمع عند المطر، والراجح أن نيّة المأمومين في صلاة الجماعة واجبةٌ عليهم؛ لارتباطها بصلاة الإمام، أمّا صلاة الإمام فلا يُشترط فيها النيّة في الإمامة، حتى لو بدأ منفرداً.[١]
ويسن للإمام في صلاة الجماعة أن يتقدّم عن المأمومين ولو يسيراً، بحيث يكونوا من خلفه، وقد يتوسّط الإمام المأمومين لضيق المكان بحيث، يكونوا جميعاً على صفٍ واحدٍ، دون أن يتأخّر عنهم، كما يجوز أن يصلّي المأمومين عن يمين الإمام، أو تصلي جماعةٌ منهم عن يمينه، وتصلي جماعةٌ عن يساره، بحيث يتأخّرون عنه قليلاً،[٢] وينبغي على المأمومين اتّباع الإمام في صلاته، دون مسابقةٍ أو موافقةٍ له؛ حتى لا تبطل صلاتهم، فإذا استوى الإمام راكعاً أو ساجداً تبعه المأمومين في ذلك، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرأ فأنصِتوا، وإذا قال غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فقولوا: آمينَ، وإذا ركعَ فاركَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدهُ، فقولوا: اللَّهمَّ ربَّنا ولكَ الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوساً).[٣][٤]
شروط الإمامة في الصلاة
يُشترط فيمن يؤم المسلمين في الصلاة أن يكون مسلماً؛ فلا تصحّ الإمامة من الكافر بإجماع أئمة الإسلام، كما يُشترط العقل؛ فلا تصحّ إمامة المجنون بإجماع العلماء، ويُقاس على المجنون السكران؛ لأنّ كلّ من لا تصحّ صلاته لنفسه فلا تصحّ صلاته لغيره، كما اتفق العلماء على اشتراط الذكورة في الإمام؛ فلا تصحّ إمامة المرأة للرجال، وأخيراً تُشترط في الإمام القدرة على القراءة؛ فلا تصحّ إمامة الأخرس؛ لإخلالها بركنٍ من أركان الصلاة.[٥]
أحقّ الناس بالإمامة
يقدّم لإمامة المسلمين في الصلاة أقرؤهم لكتاب الله؛ أيّ أكثرهم حفظاً، فإن استووا في ذلك قُدّم أعلمهم وأفقهم بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فإنّ استووا في ذلك؛ فأكبرهم سناً إذا استووا فيما سبق.[٦]
المراجع
- ↑ “الإمامة ونية الجماعة “، www.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-31. بتصرّف.
- ↑ “حكم وقوف الإمام في أقصى يسار المصلى وحكم وقوف المأمومين بجواره على يمينه”، www.islamqa.info، 2013-5-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2359، صحيح .
- ↑ “حكم مسابقة المأمومين للإمام في الصلاة”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-19. بتصرّف.
- ↑ “شروط الإمامة “، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-31. بتصرّف.
- ↑ رامي حنفي محمود (2013-1-28)، “ملخص أحكام الإمامة “، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-31. بتصرّف.