كيفيّة أداء صلاة المغرب
تؤدّى صلاة المغرب ثلاث ركعاتٍ، يجهر الإمام أو الرُّجل في أوّل ركعتَين، ويجلس بعدهما للتشهّد، ثُمّ يُؤدّي الركعة الثالثة، ويسرّ فيها بالقراءة، ويجلس بعدها للتشهّد الأخير،[١] وتؤدّى باستقبال المُصلّي للقبلة بجميع بَدَنه من غير انحرافٍ أو التفاتٍ، ثُمّ ينوي صلاة المغرب، ثُمّ يُكبّر تكبيرة الإحرام بقَوْل: “الله أكبر”، مع رَفْع اليدَين حذو المنكبَين، ثُمّ يضع كفّ يده اليُمنى على ظَهْر كفّ يده اليُسرى، ويضعهما على صَدْره، ثُمّ يقرأ دعاء الاستفتاح بأي صيغةٍ من صِيَغه، ومنها: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ)،[٢] ثُمّ يتعوّذ قائلاً: “أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:، ثُمّ يُبسمل، ويقرأ سورة الفاتحة، ويقول بعدها: “آمين”، ويقرأ بعدها ما تيسّر له من القُرآن، ثُمّ يركع بانحناء ظَهْره؛ تعظيماً لله -تعالى-، ويقول ثلاث مرّاتٍ: “سبحان ربي العظيم”، ويجوز له أن يزيد بقَوْل: “سبحانك اللهمّ وبحمدك اللهمّ اغفر لي”.[٣]
ثمّ يرفع رأسه بعد الانتهاء من الركوع قائلاً: “سَمِع الله لمن حمده”، مع رفع يدَيه حذو منكبَيه، وإن كان مأموماً فيقول: “ربنا ولك الحمد”، ثُمّ يسجد السَّجدة الأولى قائلاً: “الله أكبر:، ويسجد على أعضائه السبعة، وهي: الجبهة مع الأنف، والكفَّين، والركبَتين، وأطراف القدَمين، ويُباعد عضُديه عن جنَبْيه، ولا يبسط الذراعين على الأرض، ويقول في سجوده ثلاث مرّاتٍ: “سبحان ربّي الأعلى”، ثُمّ يرفع من السُّجود قائلاً: “الله أكبر، ثُمّ يجلس على قدمه اليُسرى مع نَصْب قدمه اليُمنى، مع وضع اليد اليُمنى على فخذه اليمين، ويده اليُسرى على فخذه اليُسرى، ويقول: “رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني”، ثُمّ يسجد السَّجدة الثانيّة، ويفعل كما فعل في السجدة الأولى، ثُمّ يقوم من السُّجود قائلاً: “الله أكبر”، ويبدأ بالركعة الثانيّة، ويفعل كما فعل في الركعة الأولى من غير الاستفتاح.[٣]
ثمّ يجلس للتشهّد بعد القيام من السجدة الثانية في الركعة الثانية، ويقول: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)،[٤] ثُمّ يقوم من التشهّد قائلاً: “الله أكبر”، ثُمّ يُؤدي الركعة الثالثة، ويقرأ سورة الفاتحة فقط من غير أن يقرأ بشيءٍ من القُرآن بعدها، ويفعل كما فعل في الركعتَين الأوليين، ثُمّ يجلس للتشهّد الأخير متورّكاً، بنَصْب قدمه اليُمنى وإخراج قدمه اليُسرى من تحت اليُمنى، ويقرأ التشهّد، ويزيد عليه قائلاً: “اللهمَّ صلِّ على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمّدٍ وعلى آل محمّدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيدٌ”، ثُمّ يُسلّم عن اليمين واليسار قائلاً: “السلام عليكم ورحمة الله”.[٣]
وقت صلاة المغرب
أجمع العُلماء على أنّ وقت صلاة المغرب يبدأ بغروب الشمس،[٥] وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ ذلك الوقت يقع ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر الذي يكون في جهة الغرب، والأفضل أن يؤديها المُسلم في أوّل وقتها؛ لفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فقد كان إذا أذّن المؤذّن لها يُصلّي ركعتَين، ثُمّ يأمر بإقامة الصلاة، وقد كان يأمر أصحابه بأداء ركعَتين قبل الفرض بقَوْله: (صلُّوا قبلَ المغربِ ركعتيْنِ، صلُّوا قبلَ المغربِ ركعتيْنِ، لِمَنْ شاءَ).[٦][٧]
أهميّة الصلاة وفَضْلها
فرض الله -تعالى- الصلاة على كلّ مُسلمٍ، وجعل مكانةً عظيمةً في الإسلام؛ فهي رأس الدِّين وعموده، والرُكن الثاني من أركان الإسلام، وسببٌ للمُحافظة على الأعمال الصالحة، وبمثابة الصِّلة بين العبد وخالقه، وهي علامةٌ من علامات محبّة العبد لخالقه، واعترافاً له بفَضْله ونعمه، كما أنّها سبب طُهرة المُسلم من المعاصي، وتَرْكُها ذنبٌ عظيمٌ، وقد ورد ذكر أهميّتها وفَضْلها في أحاديث كثيرةٍ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، كقَوْله: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا)،[٨][٩][١٠] وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُوصي بالصلاة قائلاً: (أنَّه كان عامَّةُ وصيَّةِ نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندَ موتِه: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، وما ملكَتْ أيمانُكُم)،[١١] وكان يبتسم وتقرّ عينه حينما كان يُكشف له السِّتار ويرى المسلمين يُصلّون لمّا كان في حُجرة عائشة -رضي الله عنها- أثناء فترة مَرَضه؛ لمُحافظتهم على العهد الذي تركهم عليه.[١٢]
المراجع
- ↑ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (1985)، الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف (الطبعة الأولى)، الرياض: دار طيبة، صفحة 318، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 598، صحيح.
- ^ أ ب ت محمد بن صالح بن محمد العثيمين (1420هـ)، من الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 30-35. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 7381، صحيح.
- ↑ محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (2004)، الإجماع (الطبعة الأولى)، الرياض: دار المسلم للنشر والتوزيع، صفحة 38، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله المزني، الصفحة أو الرقم: 3791، صحيح.
- ↑ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، فتاوى نور على الدرب، صفحة 28-29، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 667، صحيح.
- ↑ عبد الله حماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي ، صفحة 1، جزء 29. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن أحمد بن علي الزيد (1423 هـ)، تعليم الصلاة، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 14-16. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 26684، صحيح لغيره.
- ↑ صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي، دروس للشيخ صالح المغامسي، صفحة 11، جزء 10. بتصرّف.