كيفية أداء سجود الشكر
قال ابن قدامة إنّ كيفية أداء سجود الشكر أو صفة سجود الشكر في الأفعال والشروط والأحكام هي ذاتها التي في سجود التلاوة، ويقول المسلم في سجود التلاوة ما يقوله في سجود الصلاة، ولم يرد في الأحاديث تخصيص دعاء معين لسجود الشكر، لهذا فغن المسلم يقول فيه ما يقول في سجود الصلاة من دعاء وتسبيح، فيقول: (سبحان ربي الأعلى، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ويدعو بعدها بما يحب، وقال الشيخ ابن عثيمين عن سجود الشكر إنّه يكون بسبب نعمة تهيأت للإنسان أو مصيبة وبلاء اندفعت عنه، وأنّ سجود الشكر مثل التلاوة خارج الصلاة وعليه فبعض العلماء يقولون يجب الوضوء والتكبير لسجود الشكر، ويرى البعض الآخر أنّه يجب له التكبير فقط وبعدها السجود والدعاء بعدَ قول: (سبحانَ ربي الأعلى).[١]
الطهارة لسجود الشكر
يقول كلّ من المالكية، وابن تيمية، وابن القيم، والشوكاني، والصنعاني، وابن باز وابن عثيمين إنّ الطهارة ليسَت شرطاً من شروط سجود الشكر؛ وذلك لعدم وجود دليل على أنّ الطهارة شرط للسجود، وأن سجود الشكر ليسَ صلاةً وليس حكماً في صلاة بل يكون وحده، وليس له طهارة مثل بعض أنواع الذكر التي لا تشترط الطهارة، واستدلوا على ذلك بأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأمر أصحابه بالطهارة له ولا روي عنه شيء في هذا الأمر، وتأخير سجود الشكر لانعدام الطهارة فيه زوال لسرّ المعنى الذي شُرع لأجله السجود.[٢]
حكم سجود الشكر
سجود الشكر عندَ تجدد النعم وزوال البلاء والنقم عن المسلم مستحب، وهذا هو مذهب كل من الشافعية والحنابلة وبعض من الحنفية وقول ابن حبيب من المالكية واختاره ابن المنذر، والقرطبي، وابن تيمية، وابن القيم، والصنعاني، والشوكاني، وابن باز، وان عثيمين، وطائفة من السلف،[٣] فعن البراء بن عازب: (فكتب عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بإسلامِهم فلما قرأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الكتابَ خرَّ ساجدًا ثمّ رفع رأسَه فقال السلامُ على همدانَ السلامُ على همدانَ).[٤]
المراجع
- ↑ “ماذا يقول في سجود الشكر؟”، www.islamqa.info، 1-5-2002، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2017. بتصرّف.
- ↑ “المبحثُ الثَّاني: الطَّهارةُ لسُجودِ الشُّكرِ”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2017. بتصرّف.
- ↑ “المبحثُ الأوَّل: حكمُ سجودِ الشُّكر”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2017. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن القيم، في زاد الميعاد، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 3/544، إسناده صحيح.