محتويات
المسجد النبوي الشريف
يعد من أهم المساجد التي يُشد إليها الرحال كما أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجدٍ: المسجدُ الحرامُ، و مسجدي هذا، والمسجدُ الأقصى) [صحيح]، وتعود تلك المكانة العظيمة للمسجد النبوي الشريف إلى أنّه كان المركز الأول للدعوة، والمنارة التي انطلق منها نور الإسلام ليصل إلى بقاع الأرض كافة.
بناء المسجد النبوي الشريف
عندما دخل النبي عليه السلام إلى المدينة المنورة، طمع كل أهل المدينة من الأنصار في استضافة الرسول عليه السلام، فقاموا باعتراض ناقته، فقال لهم عليه السلام: (دعوها فإنَّها مأمورةِ) [صحيح]، وبذلك بركت الناقة في مكان لغلامين يتيمين من الأنصار، وهما سهل وسهيل، ثمّ طلب عليه السلام من الغلامين أن يشتري المكان ليبني عليه مسجده، فوهبه الغلامان للرسول عليه السلام، فلم يقبل الرسول إلا أن يدفع لهما، فدفع لهما عشرة دنانير وبذلك بدأ النبي عليه السلام ببناء المسجد مع أصحابه من المهاجرين والأنصار، وبنى له الحجرة التي سكنها، وحجرات زوجاته، ودُفن بها بعد وفاته، ثمّ دُفن صاحبه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
عدد منارات الحرم النبوي الشريف
يعتبر عمر بن عبد العزيز الخليفة الأول الذي منح المسجد النبوي منارة، وبعدها توالت عمليات بناء منارات المسجد النبوي حتى التوسعة السعودية، وتحيط في الوقت الحالي بالمسجد عشر منارات، بعد أن كان هناك الكثير من المنارات قبلها، قاموا سلاطين الدول الإسلامية ببنائها، وذلك تخليداً لجهدهم في المحافظة على أول عاصمة للإسلام.
كانت الدولة الأموية السباقة في توسعة المآذن، إذ أمر الوليد بن عبد الملك ببناء المنارات، وظهرت فوق المسجد النبوي لأول مرة عام 87\88 للهجرة، حيث كان عددها أربع مآذن موزعة في أركان المسجد الأربعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ المآذن في ذلك الوقت كانت كما هي عليه اليوم، ويدل ذلك على روعة الهندسة المعمارية، وفي توسعات الدولة السعودية للمسجد أضافوا الأنوار.
في العهد السعودي تم إعادة بناء المآذن لكن بالاحتفاظ على بناء مئذنتين هما المئذنتان الجنوبيتان، وكان الخليفة عمر بن عبد العزيز أول خليفة اقترح بناء مئذنة كبديل عن صعود المؤذن سطح المسجد، أو صعود بيوت تجاور المسجد للآذان، وخلال توسعة الملك فهد أصبح عدد المآذن عشرة، إذ أُضيفت ست مآذن، ويصل علو بعضها إلى حوالي سبعين متراً، ويصل الآذان فيها إلى دائرة قطرها عدة كيلومترات.
أهم معالم المسجد النبوي
- منبر النبي عليه السلام: بناه النبي من ثلاث درجات بعد أن كان يخطب على جذع نخلة.
- الروضة: هي مكان في الحرم النبوي يقع بين منبر الرسول عليه السلام وحجرته، حيث ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين بيتي ومِنبري روضةٌ من رياضِ الجنةِ، ومِنبري على حوضِي) [صحيح]، وتم تحديد الروضة بسجاد أخضر اللون، بحيث يختلف عن بقية سجاد المسجد.
- الحجرة النبوية: هي حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها التي دُفن فيها الرسول عليه السلام، وأبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب.
- القبة الخضراء: كانت تسمى بالقبة الفيحاء والقبة الزرقاء والبيضاء، وهي مربعة من الأسفل ومثمنة من الأعلى.
- المكتبة: توجد مكتبتان في المسجد، الأولى تقع وسط الحرم فيها مخطوطات تراثية، أما الثانية فموجودة على سطح الحرم الغربي، وفيها الكثير من المجلدات والكتب ومكتبة رقمية.