محتويات
الجنّة
الجنّة هي المكانُ الذي أعدّه الله سبحانه وتعالى للمؤمنين الذين قاموا بطاعته وإتمام الفرائض التي أمرهم بها، وآمنوا به وحدَه لا شريك له، وصدّقوا بأركان دين الإسلام وعملوا بها، وآمنوا بأركان إيمانه حقّ الإيمان واليقين، وقد أعّد الله للمؤمنين جنّة فيها ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت، وما لم يخطر على بالِ بشر، وتُقابلها النّارُ في الجزاء، وهي دارُ المشركين والعاصين لله تعالى، الذين جعلوا لله تعالى أنداداً، وعبدوا ما لم يضرّهم ولا ينفعهم من المخلوقات.
عدد درجات الجنّة
تعدّدت درجات الجنّة وبلغت 100 درجة، وقد ثبت تقسيمُها إلى درجات في الآيات القرآنيّة الكريمة، فقال عزّ وجل في كتابه الكريم: “وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً”، وقد ثبتَ عدد هذه الدّرجات في الأحاديث الشّريفة، ومنها الحديثُ الشريف التالي: “عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- “أنّ الجنة مائة درجة أعدّها الله للمجاهدين في سبيله بيْن الدرجتيْن كما بين السماء والأرض، فإذا سألتمُ اللهَ فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنّة وأعلى الجنّة، وفوقه عرش الرّحمن، ومنه تفجّر أنهار الجنّة”، رواه بُخاري.
تُقسّم الجنّة إلى نوعين، وهما: جنّتان ذهبيتان وتتكونان من عدد من الدرجات، ويُجزى بها المقرّبون، وجنّتان فضيّتان وتتكوّنان من عدد من الدرجات والنعيم، ويُجزى بها أصحاب اليمين، ويُجزى الأنبياءُ والمرسلين بأفضل درجات الجنّة وأعلاها، وذلك من رحمة الله سبحانه وتعالى بالعبد وعدله المُطلق، فلا يمكن مساواة أعمال العباد جميعها، لذلك جعل عزّ وجلّ الجنّةَ درجاتٍ، وكلٌّ يُجزى بحسْب عمله، فقد حدّد الله تعالى درجة المجاهدين، وكذلك درجة المتخلّفين عن الجهاد لسببٍ مقنع، والمتخلّفين عنه لغير سببٍ مقنع.
وضّحت الأحاديث النبويّة الشّريفة أنّ سكّان الجنّة يستطيعون التواصل مع بعضهم البعض، على الرّغم من اختلاف درجاتهم، فيوم القيامة ينظر أهل الجنّة إلى ما دونهم من درجات، ويشكرون اللهَ عزّ وجلّ على تمييزهم ورفعهم لهذه الدرجات، وإعطائهم النعم والمنّ عليهم بهذا النعيم الأبديّ، وينظر أصحاب الجنّة إلى مَن أعلى منهم من الدرجات ويشكرون الله سبحانه وتعالى على النعم التي منحهم إياها بسبب عدم رؤيتهم للفرقِ بين درجة جنّتهم مع الدرجات الأخرى العليا، ولله تعالى حكمة في ذلك؛ حيث إنّ الله عزّ وجل يريد أن يُخرج الحسد والكراهية بين المؤمنين في الجنّة، وزرع الحبّ ونقاء القلب وصفائه فيما بينهم.