محتويات
'); }
عدد الكُتُب السماويّة
عدد الكُتب السماوية من المباحث التي لا يمكن الجزم فيها؛ نظراً لأنّ عددها غير معلوم، أمّا الكُتب السماويّة المعروفة، فهي التي ذُكِرت في القرآن الكريم، وهي: القرآن الكريم الذي أُنزِل على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، والتوراة التي أُنزِلت على موسى -عليه السلام-، والإنجيل الذي أُنزِل على عيسى -عليه السلام-، وزبور داود -عليه السلام-، وصُحف إبراهيم -عليه السلام-،[١] ويلزم من المسلم الإيمان بالكُتب السماوية إجمالاً، فلا فائدة تتحصّل من إحصائها، ومعرفتها على وجه التفصيل،[٢] في حين أنّ ما ورد من الأحاديث بأنّ عدد الكُتب السماويّة يبلغ مئة وأربعة كُتب، فهو حديث باطل موضوع، وفي سَنده كذب.[٣]
الكُتُب السماويّة المذكورة في الكتاب والسنّة
وردت في القرآن الكريم أسماء خمسة من الكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسُله،[٤] وبيانها فيما يأتي:
'); }
- القرآن الكريم: القرآن لغةً مُشتَقٌّ من لفظ (القرْءِ)، والذي يعني: الجمع والضمّ، إذ سُمِّي قرآناً؛ لِما ضمّه وجمعه من قصص، وأوامر، وآيات؛ حيث ضُمَّت الآيات إلى سُوَر، والسُّور بعضها إلى بعض، أمّا اصطلاحاً، فهو: كلام الله -تعالى- الذي أنزله على النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وهو مسطور في الصُّحف، ومنقول بالتواتُر، كما أنّ لفظه مُعجز.[٥]
- الإنجيل: وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على عيسى -عليه السلام-، وقد ورد ذِكره في القرآن اثنتي عشرة مرّة، ووصفه الله -تعالى- في القرآن بأنّه هدى، ونور، وموعظة، قال الله -تعالى-: (وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ).[٦][٧]
- التوراة: وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على موسى -عليه السلام-، وورد ذِكره في القرآن ثماني عشرة مرّة، ووصفه الله-تعالى- بالهدى، والنور، والفُرقان، قال الله -عزّ وجلّ-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ).[٨] وأنه فيه تفصيل لكل شيء.[٧]
- الزبور: وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على داود -عليه السلام-، وقد ورد ذلك في قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)،[٩]وداود -عليه السلام- من أنبياء بني إسرائيل.[١٠]
- صُحف إبراهيم: وهو ما أنزله الله -تعالى- على إبراهيم -عليه السلام-، وورد ذِكرها في قوله -تعالى-:(صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[١١][١٢]
الإيمان الكتب السماوية
الكُتب لغةً جمع كتاب؛ وهي مُشتَقّة من الفعل كَتَبَ، وهذه الحروف الثلاث بهذا الترتيب تدلّ على الجمع والضمّ؛ أي ضمّ الشيء إلى بعضه، وسُمِّي الكتاب بذلك؛ لاجتماع محتواه بالكتابة؛ فالإيمان بالكُتب يعني: الإيمان بما ضُمَّ وجُمِع من الكُتب التي أنزلها الله -تعالى- على رُسُله -عليهم السلام-، ويتضمّن -أيضاً- الإيمان بجميع ما أوحى به الله -تعالى- إلى رُسُله؛ سواء خُطَّ في كتاب، أم لم يُخَطّ، قال -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[١٣] ويدلّ ذلك على أنّ الله -تعالى- لم يُؤتِ الأنبياء جميعهم كُتباً، وقد ورد الإيمان بالكُتب تعبيراً بالجزء عن الكلّ؛ أي الإيمان بكلّ ما أنزله الله -تعالى- على رُسُله، ويقتضي الإيمان بالله -تعالى- الإيمان بكُتُبه أيضاً؛ أي الاعتقاد الجازم بأنّ هذه الكتب مُنزَّلة من عند الله -تعالى-، ومُوحى بها منه؛ إذ إنّ منشَأها من عند الله -تعالى-، والإيمان بها يقتضي العمل بها، والتعبُّد بما جاء فيها، والإقرار بها قولاً بأنّها من عند الله، وفِعلاً بالامتثال بأوامرها، والانتهاء عمّا فيها من نواهي.[١٤]
المراجع
- ↑ أ.د. محمد بن عبدالرحمن أبو سيف الجهني (1433هـ)، الإيمان بالكتب (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 59-61. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 60، جزء 8. بتصرّف.
- ↑ “هل عدد الكتب السماوية مائة كتاب وأربعة كتب”، www.islamweb.net، 12-5-2003، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2020. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري (2010م)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ د. علي محمد محمد الصلابي (2010م)، الإيمان بالقرىن الكريم والكتب السماوية (الطبعة الأولى)، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة ، آية: 46.
- ^ أ ب د. علي محمد محمد الصلابي (2010م)، الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية (الطبعة الأولى)، صفحة 149-151. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 44.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 55.
- ↑ “الزبور…على من أنزل ولمن أنزل”، www.islamweb.net، 7-10-2002، اطّلع عليه بتاريخ 15-4-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعلى، آية: 19.
- ↑ عبدالملك بن قاسم (2009م)، تفسير القرىن العظيم (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: دار القاسم للنشر، صفحة 89، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة ، آية: 136.
- ↑ أ.د. محمد بن عبد الرحمن أبوسيف، الإيمان باللكتب، صفحة 2-3. بتصرّف.