'); }
الأحاديث النبوية الشريفة
هي الوَسيلة التي انتقلت عبرها سنّة الرسول صلّى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، ولهذا فقد اهتمّ الناس بها اهتماماً كثيراً وعملوا على تدوينها، إذ إنّها أيضاً تعدّ المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، وتتضمن الأحاديث الشريفة جميع ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفة.
قبل بيان عدد الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب بيان كيفيّة تدوين الحديث وتصنيفه، إذ إنّ تدوين الأحاديث الشريفة وتصنيفها قام به عددٌ من العلماء المشهورين إلى زماننا هذا كالبخاري ومسلم على رأسهم؛ فالسنة النبوية الشريفة بعكس القرآن الكريم لم يعهد الله تعالى بحفظها من التحريف والتزوير، ولهذا لزم تدوينها وتصنيفها لإبعاد الكذب عن الرسول صلّى الله عليه وسلم.
'); }
تصنيف الأحاديث النبوية وتدوينها
اجتهد العديد من العلماء بتصنيف الأحاديث النبوية الشريفة بناءً على عدّة شروطٍ اختلفت من عالمٍ إلى آخر، ولكنّهم جميعاً اعتمدوا أمرين رئيسيين وهما متن وسند الحديث، فكان البحث في السند يقوم على العلم بدراسة حال رجال الحديث، فيشترط في السند على سبيل المثال أن يكون متّصلاً بأن يكون فلانٌ قد روى عن آخر وهكذا حتى يصل السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيشترط أن يكون كلّ رواة الحديث ثقاةً عدولاً حتى يصحّ الحديث عنهم، وأن يكون متّصلاً بحيث إنّ كلّاً منهم يجب أن يكون قد سمعه ممّن فوقه.
يشترط في المتن على سبيل المثال أن يكون غير مخالفٍ للقواعد الأساسية في الإسلام أو القرآن الكريم، وعلم الحديث علمٌ واسعٌ جدّاً وفيه العديد من الفروع المختلفة والمصطلحات التي لا يعلمها جيداً إلّا أهل الاختصاص، وبناءً على هذا العلم صنّفت الأحاديث إلى الصحيح والحسن والضعيف والموضوع وغيرها، وقد كانت بناءً على هذا العلم أصحّ الكتب هي ما عُرفت لدى العلماء بالكتب الستة، وهي: صحيحا البخاري ومسلم، وسنن الترمذي، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجة رحمهم الله جميعاً.
عدد الأحاديث النبوية
إنّ عدد الأحاديث النبوية الشريفة لا يمكن تأكيده بالتحديد أو حصره مطلقاً، فلم يرد أيّ بحثٍ مؤكدٍ بهذا الخصوص، فمن الأحاديث الشريفة ما هو موضوعٌ ومكذوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها الصحيح والحسن وغيره ومنها المكرر ولكن بأسانيد مختلفة، ولهذا فإنّ عدد الأحاديث هذه جميعها قد يزيد عن المائة ألف حديث، وإن أردنا أن نحصي عدد الأحاديث الصحيحة فقط فلن نتمكن من فعل ذلك؛ إذ إنّ هذا الأمر سيختلف من عالمٍ لآخر، فقد ضعّف بعض العلماء أحاديثاً صحّحها غيرهم من العلماء.
إذا رجعنا إلى كتب الحديث الستة سنجد أنّ عدد الأحاديث فيها من غير الضعيف منها ومن دون تكرار يصل إلى ما يقارب ستّة آلاف حديث، منها ما يُقارب الألفين وخمسمائة حديثٍ متفقٌ عليها، وانفرد البخاري بما يقارب ستمائة حديثٍ، ومسلمٌ بما يقارب الألف حديث، وزادت كتب السنن الأربعة الأخرى بالباقي، ولكن كما ذكرنا فإنّ هذا العدد قد يختلف من عالمٍ إلى آخر بناءً على ما يضعّفه ويصحّحه من الأحاديث، وأمّا حجم هذه الكتب الستة على وجه العموم فيصل إلى ما يزيد على ثلاثين ألف حديث.