رسل و أنبياء

كم عدد أنبياء الله وأسماؤهم

عدد الأنبياء

ورد في القرآن الكريم أنّ عدد الأنبياء والرسل كبير يعلمه الله -تعالى-، لا المذكورين في القرآن فحسب، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١][٢] وقد ورد عن العديد من العلماء أنّ عددهم مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وأوّلُهُم آدم -عليه السلام- وآخِرُهُم محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، وقد قال البغداديّ -رحمه الله-: “أصحاب التواريخ من المسلمين على أن أعداد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، … وأجمعوا على أن الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر”، واستدلّ بعض العلماء بهذا العدد على حديثٍ غريب يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- ويذكر فيه هذا العدد، وضعّفه كثيرٌ من العلماء الآخرين.[٣][٤]

وذُكِرَ منهم في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون نبياً فقط، وقد أوجب الله -تعالى- الإيمان بهم جميعاً على وجه الإجمال، ومَن ورد فيهم تفصيلٌ فالإيمان بهم واجبٌ على وجه التفصيل، وكذلك عدم التفريق بينهم لقوله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٥][٦]

أسماء الأنبياء

أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم

عدد الأنبياء وأسماؤهم لا يعلمه إلّا الله -عزّ وجلّ- كما أخبر في كتابه الكريم، فقال -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[٧][٨] لكن الذين ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم هم:[٩]

  • آدم -عليه السّلام-: وسمِّي بذلك لأنَّ الله -تعالى- خَلَقَهُ من أديمِ الأرضِ، وهو من الأسماء غير الأعجميَّة، وأولُ الأنبياء وأبو البشر.[٩]
  • نوح -عليه السّلام-: والمقصود به الشَّاكِر في السريانية، وقد جاء بعد آدم -عليه السلام-، وبينهما عشرون قرناً، وذُكِر أنّه أكثر من عمَّر من الأنبياء.[٩]
  • إدريس -عليه السّلام-: وهو جَدُّ نوحٍ -عليه السلام- الذي اسمه خنون، وسمِّي إدريس لكثرة دراسته في الصحف، وهو أول من كتب بالقلم.[١٠]
  • إبراهيم -عليه السّلام-: والده آزر، ويقال إنَّه وُلِد بعد ألفي عامٍ بعد آدم -عليه السّلام-، وقد عاش مئتي عامِ، وقيل مئةٌ وخمسةٌ وسبعون عاماً.[١٠]
  • إسماعيل -عليه السّلام-: وهو الابن الأكبر لإبراهيم -عليه السلام-.[١٠]
  • إسحاق -عليه السّلام-: وهو أصغر من إسماعيل بأربعة عشر عاماً، وعاش مئة وثمانين عاماً.[١٠]
  • يعقوب -عليه السّلام-: وكان له من العمر مئةٌ وسبعٌ وأربعون سنةً.[١٠]
  • يوسف -عليه السّلام-: ابن نبيَّ الله يعقوب -عليه السلام-، أَلْقاه إخوته في البئر حين كان له من العمر اثني عشر عاماً، وأعاده الله إلى أبيه بعد بلوغه الثمانين من العمر، وتوفي في عمُرٍ يناهزُ مئة وعشرون عاماً.[١٠]
  • لوط -عليه السّلام-: والِدُهُ هاران بن آزر.[١١]
  • صالح -عليه السّلام-: بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمودٍ، وهم أنفسهم قوم عادٍ لكنَّهم تناسلوا، كان صغيراً في العمر حين أرسله الله -تعالى- إليهم، فلبث فيهم يدعوهم إلى الله -تعالى- أربعين عاماً، وقيل عشرون، ولمَّا بلغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً توفّاه الله -تعالى-.[١١]
  • شعيب -عليه السلام-: خطيب الأنبياء، بعثه الله -تعالى- مرَّتين، إحداهما إلى مَدْيَن، والأخرى إلى أصحاب الأيكة، وقيل إنَّه بُعَث في الثالثة إلى أصحاب الرسِّ.[١١]
  • موسى -عليه السّلام-: سمِّي موسى بذلك نسبةً إلى الشجر والماء التي أُلقي بينهما، فالماء بالقبطيَّة (مو)، والشَّجر (سا).[١١]
  • هارون -عليه السّلام-: الأخ الشَّقيق لموسى -عليه السلام-، وقيل أخيه لأمِّه، وقيل لأبيه، أكبر منه بعامٍ واحدٍ، وتوفّي قبله، تميَّز بفصاحة لسانه.[١١]
  • داود -عليه السلام-: كان عابداً، نبيّاً عظيم المُلك، فقد جُمِعت له النبَّوة والملك والحكم، فحكم أربعين عاماً من مئة سنة عاشها، وله اثنا عشر ولداً.[١١]
  • سليمان -عليه السلام-: ابن داود -عليه السلام-، كان حكيماً عالماً، خاشعاً لربِّه متواضعاً، وقد كان والده يأخذ برأيه في الكثير من الأمور بالرغم من كونه صغيراً في السنِّ، مَلَك الأرض وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وباشر ببناء بيت المقدس بعد تولّيه الحكم بأربعة أعوام، وتوفّي في عمر يناهز ثلاثةً وخمسين عاماً.[١٢]
  • أيّوب -عليه السلام-: من بني إسرائيل، ابتلاه الله لمّا كان له من العمر سبعين سنةً، واستمر بلاؤه سبع سنواتٍ، وقيل ثلاث سنوتٍ، وقيل ثلاث عشرة سنةٍ، وتُوفّي وعمره ثلاثٌ وتسعون سنةً.[١٢]
  • ذو الكفل -عليه السلام-: قيل إنّه إلياس -عليه السلام-، وقيل إنّه زكريا -عليه السلام-، وقيل إنّه رجلٌ صالحٌ تكفَّل بأمورٍ فوفِّى بها، وقيل إنَّ اليسع -عليه السلام- استخلفه فتكفَّل له أن يصوم النّهار ويقوم الليل.[١٢]
  • يونُس ابن متّى -عليه السّلام-: التَقَمَهُ الحوت فلَبِثَ في بطنه أربعين يوماً، وقيل ثلاثة أيّام، وقيل أسبوع، وقيل إنّه التقمه في الصَّباح وأخرجه في المساء.[١٣]
  • إلياس -عليه السّلام-: ويصلُ نسبهُ إلى هارون -عليه السلام-.[١٣]
  • اليسع -عليه السّلام-: واسمه أعجميّ.[١٣]
  • زكريا -عليه السّلام-: من نسل سليمان، لمّا رزقه الله -تعالى- بابنه يحيى -عليه السّلام- كان عمره اثنتي وتسعين سنةً، وقيل تسعٌ وتسعون، وقيل مئةٌ وعشرون سنةً.[١٣]
  • يحيى -عليه السّلام-: ابن زكريا -عليه السلام-، وسمَّاهُ الله -تعالى- كما ذُكِر في القرآن الكريم، ولم يكن اسمه لأحدٍ من المخلوقات قبله لقوله -عز وجل-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)،[١٤] وهو أكبر من عيسى -عليه السّلام- بنصف سنةٍ، كان صغيراً لمّا بعثه الله -تعالى-، ومات مقتولاً، فانتقم الله -تعالى- من قاتليه فسلَّط عليهم جيوش بُخت نصر، وسمِّي يحيى لأنّ الله -تعالى- أحياه بالإيمان، وقيل لأنّه أحيا رحم أمّه حين حملت به، وقيل لأنّه مات شهيداً.[١٣]
  • عيسى ابن مريم -عليه السّلام-: وُلد من غير أبٍ، وقد رفعه الله -تعالى- إليه وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنةً.[١٣]

أسماء الأنبياء الواردة في السنَّة النبويَّة

هناك أكثر من نبيّ ورد اسمه في السنة النبوية، ومن الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في السنَّة النبويَّة:[١٥]

  • شيث: وقد رُوي أنّه أُنزل عليه خمسون صحيفة.
  • يوشع بن نون: فقد قال رسول الله: (غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه)،[١٦] ثم جاء قول رسول الله: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)،[١٧] وهذا يُبيّن أنّ النبي هو يوشع بن نون.

الحكمة من بعث الأنبياء

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسُل للعديد من الحِكَم، منها ما يأتي:

  • الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وترك عبادة ما سواه، قال -تعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).[١٨][١٩]
  • تبليغ رسالات الله لخلقه، وإرشادهم لما يحبه الله -تعالى-، وتعريفهم ما يبغضه وما لا يرضاه، وليخرجوا الناس من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، فقد كان الناس في تَيهٍ وضلالٍ وانحرافٍ قبل ذلك، فأرسل الله الرسل ليخرجوهم من ذلك ويتلون عليهم آيات ربهم.[٢٠]
  • التَّعرُّف إلى الغاية الأسمى والأعظم التي خلق الله -تعالى- من أجلها الجنّ والإنس، وهي عبادته -سبحانه وتعالى-، وقد تحقّقت هذه الغاية من خلال الرسل الذين علّموا النَّاس أداء ما يحبه الله -تعالى- واجتناب ما لا يرضاه، وقد اختارهم الله -تعالى- واصطفاهم، وأيَّدهم بالمعجزات الواضحات.[٢١]
  • وضع الحُجَّة وإقامتها على البشر، قال -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[٢٢] فلا يكن للناس حجةٌ عند الله بعد أن أرسل لهم الرسل.[٢٣]
  • تعريف النّاس بالأمور الغيبيَّة التي لا يمكنهم إدراكُها إن لم يخبرهم أحدٌ بها؛ كأسماء الله -تعالى- وصفاته، والملائكة، والجن، والشياطين، والجنَّة، والنَّار.[٢٤]
  • الاقتداء بهم وبما تحلّوا به من الأخلاق الحسنة، والعبادة لله -تعالى-، ومعاملاتهم مع الخلق.[٢٤]
  • إرشاد النَّاس إلى طريق الحقّ، وتزكية نفوسهم وتطهيرها، والأخذ بأيديهم إلى ما أمر الله به، والابتعاد عمّا نهى عنه، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[٢٥][٢٦]
  • تعريف النّاس بما أعدّ الله -تعالى- من النَّعيم في الجنّة لعباده الطائعين المؤمنين، والعذاب في النّار للعاصين المعاندين، من خلال تذكير النّاس بخالقهم، وموعظتهم بقصص الأمم السابقة من قبلهم.[٢٧]
  • الرّحمة: فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٢٨][١٩]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381. بتصرّف.
  3. زين الدين المناوي، الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، الرياض: دار العاصمة، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 181، جزء 68. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 136.
  6. زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 164.
  8. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 306، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 307، جزء 2. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 308-309، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 309-310، جزء 2. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 310-311، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة مريم، آية: 7.
  15. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، دار النفائس، صفحة 21. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1747، صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 5612، صحيح.
  18. سورة النحل، آية: 36.
  19. ^ أ ب محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 78. بتصرّف.
  20. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 22-23، جزء 1. بتصرّف.
  21. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
  22. سورة النساء، آية: 165.
  23. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23-24، جزء 1. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 24، جزء 14. بتصرّف.
  25. سورة الجمعة، آية: 2.
  26. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 25، جزء 1. بتصرّف.
  27. محمد السحيم (1421)، الإسلام أصوله ومبادؤه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
  28. سورة الأنبياء، آية: 107.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الأنبياء

ورد في القرآن الكريم أنّ عدد الأنبياء والرسل كبير يعلمه الله -تعالى-، لا المذكورين في القرآن فحسب، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١][٢] وقد ورد عن العديد من العلماء أنّ عددهم مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وأوّلُهُم آدم -عليه السلام- وآخِرُهُم محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، وقد قال البغداديّ -رحمه الله-: “أصحاب التواريخ من المسلمين على أن أعداد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، … وأجمعوا على أن الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر”، واستدلّ بعض العلماء بهذا العدد على حديثٍ غريب يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- ويذكر فيه هذا العدد، وضعّفه كثيرٌ من العلماء الآخرين.[٣][٤]

وذُكِرَ منهم في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون نبياً فقط، وقد أوجب الله -تعالى- الإيمان بهم جميعاً على وجه الإجمال، ومَن ورد فيهم تفصيلٌ فالإيمان بهم واجبٌ على وجه التفصيل، وكذلك عدم التفريق بينهم لقوله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٥][٦]

أسماء الأنبياء

أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم

عدد الأنبياء وأسماؤهم لا يعلمه إلّا الله -عزّ وجلّ- كما أخبر في كتابه الكريم، فقال -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[٧][٨] لكن الذين ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم هم:[٩]

  • آدم -عليه السّلام-: وسمِّي بذلك لأنَّ الله -تعالى- خَلَقَهُ من أديمِ الأرضِ، وهو من الأسماء غير الأعجميَّة، وأولُ الأنبياء وأبو البشر.[٩]
  • نوح -عليه السّلام-: والمقصود به الشَّاكِر في السريانية، وقد جاء بعد آدم -عليه السلام-، وبينهما عشرون قرناً، وذُكِر أنّه أكثر من عمَّر من الأنبياء.[٩]
  • إدريس -عليه السّلام-: وهو جَدُّ نوحٍ -عليه السلام- الذي اسمه خنون، وسمِّي إدريس لكثرة دراسته في الصحف، وهو أول من كتب بالقلم.[١٠]
  • إبراهيم -عليه السّلام-: والده آزر، ويقال إنَّه وُلِد بعد ألفي عامٍ بعد آدم -عليه السّلام-، وقد عاش مئتي عامِ، وقيل مئةٌ وخمسةٌ وسبعون عاماً.[١٠]
  • إسماعيل -عليه السّلام-: وهو الابن الأكبر لإبراهيم -عليه السلام-.[١٠]
  • إسحاق -عليه السّلام-: وهو أصغر من إسماعيل بأربعة عشر عاماً، وعاش مئة وثمانين عاماً.[١٠]
  • يعقوب -عليه السّلام-: وكان له من العمر مئةٌ وسبعٌ وأربعون سنةً.[١٠]
  • يوسف -عليه السّلام-: ابن نبيَّ الله يعقوب -عليه السلام-، أَلْقاه إخوته في البئر حين كان له من العمر اثني عشر عاماً، وأعاده الله إلى أبيه بعد بلوغه الثمانين من العمر، وتوفي في عمُرٍ يناهزُ مئة وعشرون عاماً.[١٠]
  • لوط -عليه السّلام-: والِدُهُ هاران بن آزر.[١١]
  • صالح -عليه السّلام-: بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمودٍ، وهم أنفسهم قوم عادٍ لكنَّهم تناسلوا، كان صغيراً في العمر حين أرسله الله -تعالى- إليهم، فلبث فيهم يدعوهم إلى الله -تعالى- أربعين عاماً، وقيل عشرون، ولمَّا بلغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً توفّاه الله -تعالى-.[١١]
  • شعيب -عليه السلام-: خطيب الأنبياء، بعثه الله -تعالى- مرَّتين، إحداهما إلى مَدْيَن، والأخرى إلى أصحاب الأيكة، وقيل إنَّه بُعَث في الثالثة إلى أصحاب الرسِّ.[١١]
  • موسى -عليه السّلام-: سمِّي موسى بذلك نسبةً إلى الشجر والماء التي أُلقي بينهما، فالماء بالقبطيَّة (مو)، والشَّجر (سا).[١١]
  • هارون -عليه السّلام-: الأخ الشَّقيق لموسى -عليه السلام-، وقيل أخيه لأمِّه، وقيل لأبيه، أكبر منه بعامٍ واحدٍ، وتوفّي قبله، تميَّز بفصاحة لسانه.[١١]
  • داود -عليه السلام-: كان عابداً، نبيّاً عظيم المُلك، فقد جُمِعت له النبَّوة والملك والحكم، فحكم أربعين عاماً من مئة سنة عاشها، وله اثنا عشر ولداً.[١١]
  • سليمان -عليه السلام-: ابن داود -عليه السلام-، كان حكيماً عالماً، خاشعاً لربِّه متواضعاً، وقد كان والده يأخذ برأيه في الكثير من الأمور بالرغم من كونه صغيراً في السنِّ، مَلَك الأرض وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وباشر ببناء بيت المقدس بعد تولّيه الحكم بأربعة أعوام، وتوفّي في عمر يناهز ثلاثةً وخمسين عاماً.[١٢]
  • أيّوب -عليه السلام-: من بني إسرائيل، ابتلاه الله لمّا كان له من العمر سبعين سنةً، واستمر بلاؤه سبع سنواتٍ، وقيل ثلاث سنوتٍ، وقيل ثلاث عشرة سنةٍ، وتُوفّي وعمره ثلاثٌ وتسعون سنةً.[١٢]
  • ذو الكفل -عليه السلام-: قيل إنّه إلياس -عليه السلام-، وقيل إنّه زكريا -عليه السلام-، وقيل إنّه رجلٌ صالحٌ تكفَّل بأمورٍ فوفِّى بها، وقيل إنَّ اليسع -عليه السلام- استخلفه فتكفَّل له أن يصوم النّهار ويقوم الليل.[١٢]
  • يونُس ابن متّى -عليه السّلام-: التَقَمَهُ الحوت فلَبِثَ في بطنه أربعين يوماً، وقيل ثلاثة أيّام، وقيل أسبوع، وقيل إنّه التقمه في الصَّباح وأخرجه في المساء.[١٣]
  • إلياس -عليه السّلام-: ويصلُ نسبهُ إلى هارون -عليه السلام-.[١٣]
  • اليسع -عليه السّلام-: واسمه أعجميّ.[١٣]
  • زكريا -عليه السّلام-: من نسل سليمان، لمّا رزقه الله -تعالى- بابنه يحيى -عليه السّلام- كان عمره اثنتي وتسعين سنةً، وقيل تسعٌ وتسعون، وقيل مئةٌ وعشرون سنةً.[١٣]
  • يحيى -عليه السّلام-: ابن زكريا -عليه السلام-، وسمَّاهُ الله -تعالى- كما ذُكِر في القرآن الكريم، ولم يكن اسمه لأحدٍ من المخلوقات قبله لقوله -عز وجل-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)،[١٤] وهو أكبر من عيسى -عليه السّلام- بنصف سنةٍ، كان صغيراً لمّا بعثه الله -تعالى-، ومات مقتولاً، فانتقم الله -تعالى- من قاتليه فسلَّط عليهم جيوش بُخت نصر، وسمِّي يحيى لأنّ الله -تعالى- أحياه بالإيمان، وقيل لأنّه أحيا رحم أمّه حين حملت به، وقيل لأنّه مات شهيداً.[١٣]
  • عيسى ابن مريم -عليه السّلام-: وُلد من غير أبٍ، وقد رفعه الله -تعالى- إليه وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنةً.[١٣]

أسماء الأنبياء الواردة في السنَّة النبويَّة

هناك أكثر من نبيّ ورد اسمه في السنة النبوية، ومن الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في السنَّة النبويَّة:[١٥]

  • شيث: وقد رُوي أنّه أُنزل عليه خمسون صحيفة.
  • يوشع بن نون: فقد قال رسول الله: (غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه)،[١٦] ثم جاء قول رسول الله: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)،[١٧] وهذا يُبيّن أنّ النبي هو يوشع بن نون.

الحكمة من بعث الأنبياء

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسُل للعديد من الحِكَم، منها ما يأتي:

  • الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وترك عبادة ما سواه، قال -تعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).[١٨][١٩]
  • تبليغ رسالات الله لخلقه، وإرشادهم لما يحبه الله -تعالى-، وتعريفهم ما يبغضه وما لا يرضاه، وليخرجوا الناس من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، فقد كان الناس في تَيهٍ وضلالٍ وانحرافٍ قبل ذلك، فأرسل الله الرسل ليخرجوهم من ذلك ويتلون عليهم آيات ربهم.[٢٠]
  • التَّعرُّف إلى الغاية الأسمى والأعظم التي خلق الله -تعالى- من أجلها الجنّ والإنس، وهي عبادته -سبحانه وتعالى-، وقد تحقّقت هذه الغاية من خلال الرسل الذين علّموا النَّاس أداء ما يحبه الله -تعالى- واجتناب ما لا يرضاه، وقد اختارهم الله -تعالى- واصطفاهم، وأيَّدهم بالمعجزات الواضحات.[٢١]
  • وضع الحُجَّة وإقامتها على البشر، قال -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[٢٢] فلا يكن للناس حجةٌ عند الله بعد أن أرسل لهم الرسل.[٢٣]
  • تعريف النّاس بالأمور الغيبيَّة التي لا يمكنهم إدراكُها إن لم يخبرهم أحدٌ بها؛ كأسماء الله -تعالى- وصفاته، والملائكة، والجن، والشياطين، والجنَّة، والنَّار.[٢٤]
  • الاقتداء بهم وبما تحلّوا به من الأخلاق الحسنة، والعبادة لله -تعالى-، ومعاملاتهم مع الخلق.[٢٤]
  • إرشاد النَّاس إلى طريق الحقّ، وتزكية نفوسهم وتطهيرها، والأخذ بأيديهم إلى ما أمر الله به، والابتعاد عمّا نهى عنه، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[٢٥][٢٦]
  • تعريف النّاس بما أعدّ الله -تعالى- من النَّعيم في الجنّة لعباده الطائعين المؤمنين، والعذاب في النّار للعاصين المعاندين، من خلال تذكير النّاس بخالقهم، وموعظتهم بقصص الأمم السابقة من قبلهم.[٢٧]
  • الرّحمة: فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٢٨][١٩]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381. بتصرّف.
  3. زين الدين المناوي، الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، الرياض: دار العاصمة، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 181، جزء 68. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 136.
  6. زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 164.
  8. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 306، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 307، جزء 2. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 308-309، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 309-310، جزء 2. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 310-311، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة مريم، آية: 7.
  15. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، دار النفائس، صفحة 21. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1747، صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 5612، صحيح.
  18. سورة النحل، آية: 36.
  19. ^ أ ب محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 78. بتصرّف.
  20. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 22-23، جزء 1. بتصرّف.
  21. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
  22. سورة النساء، آية: 165.
  23. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23-24، جزء 1. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 24، جزء 14. بتصرّف.
  25. سورة الجمعة، آية: 2.
  26. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 25، جزء 1. بتصرّف.
  27. محمد السحيم (1421)، الإسلام أصوله ومبادؤه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
  28. سورة الأنبياء، آية: 107.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الأنبياء

ورد في القرآن الكريم أنّ عدد الأنبياء والرسل كبير يعلمه الله -تعالى-، لا المذكورين في القرآن فحسب، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١][٢] وقد ورد عن العديد من العلماء أنّ عددهم مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وأوّلُهُم آدم -عليه السلام- وآخِرُهُم محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، وقد قال البغداديّ -رحمه الله-: “أصحاب التواريخ من المسلمين على أن أعداد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، … وأجمعوا على أن الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر”، واستدلّ بعض العلماء بهذا العدد على حديثٍ غريب يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- ويذكر فيه هذا العدد، وضعّفه كثيرٌ من العلماء الآخرين.[٣][٤]

وذُكِرَ منهم في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون نبياً فقط، وقد أوجب الله -تعالى- الإيمان بهم جميعاً على وجه الإجمال، ومَن ورد فيهم تفصيلٌ فالإيمان بهم واجبٌ على وجه التفصيل، وكذلك عدم التفريق بينهم لقوله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٥][٦]

أسماء الأنبياء

أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم

عدد الأنبياء وأسماؤهم لا يعلمه إلّا الله -عزّ وجلّ- كما أخبر في كتابه الكريم، فقال -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[٧][٨] لكن الذين ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم هم:[٩]

  • آدم -عليه السّلام-: وسمِّي بذلك لأنَّ الله -تعالى- خَلَقَهُ من أديمِ الأرضِ، وهو من الأسماء غير الأعجميَّة، وأولُ الأنبياء وأبو البشر.[٩]
  • نوح -عليه السّلام-: والمقصود به الشَّاكِر في السريانية، وقد جاء بعد آدم -عليه السلام-، وبينهما عشرون قرناً، وذُكِر أنّه أكثر من عمَّر من الأنبياء.[٩]
  • إدريس -عليه السّلام-: وهو جَدُّ نوحٍ -عليه السلام- الذي اسمه خنون، وسمِّي إدريس لكثرة دراسته في الصحف، وهو أول من كتب بالقلم.[١٠]
  • إبراهيم -عليه السّلام-: والده آزر، ويقال إنَّه وُلِد بعد ألفي عامٍ بعد آدم -عليه السّلام-، وقد عاش مئتي عامِ، وقيل مئةٌ وخمسةٌ وسبعون عاماً.[١٠]
  • إسماعيل -عليه السّلام-: وهو الابن الأكبر لإبراهيم -عليه السلام-.[١٠]
  • إسحاق -عليه السّلام-: وهو أصغر من إسماعيل بأربعة عشر عاماً، وعاش مئة وثمانين عاماً.[١٠]
  • يعقوب -عليه السّلام-: وكان له من العمر مئةٌ وسبعٌ وأربعون سنةً.[١٠]
  • يوسف -عليه السّلام-: ابن نبيَّ الله يعقوب -عليه السلام-، أَلْقاه إخوته في البئر حين كان له من العمر اثني عشر عاماً، وأعاده الله إلى أبيه بعد بلوغه الثمانين من العمر، وتوفي في عمُرٍ يناهزُ مئة وعشرون عاماً.[١٠]
  • لوط -عليه السّلام-: والِدُهُ هاران بن آزر.[١١]
  • صالح -عليه السّلام-: بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمودٍ، وهم أنفسهم قوم عادٍ لكنَّهم تناسلوا، كان صغيراً في العمر حين أرسله الله -تعالى- إليهم، فلبث فيهم يدعوهم إلى الله -تعالى- أربعين عاماً، وقيل عشرون، ولمَّا بلغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً توفّاه الله -تعالى-.[١١]
  • شعيب -عليه السلام-: خطيب الأنبياء، بعثه الله -تعالى- مرَّتين، إحداهما إلى مَدْيَن، والأخرى إلى أصحاب الأيكة، وقيل إنَّه بُعَث في الثالثة إلى أصحاب الرسِّ.[١١]
  • موسى -عليه السّلام-: سمِّي موسى بذلك نسبةً إلى الشجر والماء التي أُلقي بينهما، فالماء بالقبطيَّة (مو)، والشَّجر (سا).[١١]
  • هارون -عليه السّلام-: الأخ الشَّقيق لموسى -عليه السلام-، وقيل أخيه لأمِّه، وقيل لأبيه، أكبر منه بعامٍ واحدٍ، وتوفّي قبله، تميَّز بفصاحة لسانه.[١١]
  • داود -عليه السلام-: كان عابداً، نبيّاً عظيم المُلك، فقد جُمِعت له النبَّوة والملك والحكم، فحكم أربعين عاماً من مئة سنة عاشها، وله اثنا عشر ولداً.[١١]
  • سليمان -عليه السلام-: ابن داود -عليه السلام-، كان حكيماً عالماً، خاشعاً لربِّه متواضعاً، وقد كان والده يأخذ برأيه في الكثير من الأمور بالرغم من كونه صغيراً في السنِّ، مَلَك الأرض وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وباشر ببناء بيت المقدس بعد تولّيه الحكم بأربعة أعوام، وتوفّي في عمر يناهز ثلاثةً وخمسين عاماً.[١٢]
  • أيّوب -عليه السلام-: من بني إسرائيل، ابتلاه الله لمّا كان له من العمر سبعين سنةً، واستمر بلاؤه سبع سنواتٍ، وقيل ثلاث سنوتٍ، وقيل ثلاث عشرة سنةٍ، وتُوفّي وعمره ثلاثٌ وتسعون سنةً.[١٢]
  • ذو الكفل -عليه السلام-: قيل إنّه إلياس -عليه السلام-، وقيل إنّه زكريا -عليه السلام-، وقيل إنّه رجلٌ صالحٌ تكفَّل بأمورٍ فوفِّى بها، وقيل إنَّ اليسع -عليه السلام- استخلفه فتكفَّل له أن يصوم النّهار ويقوم الليل.[١٢]
  • يونُس ابن متّى -عليه السّلام-: التَقَمَهُ الحوت فلَبِثَ في بطنه أربعين يوماً، وقيل ثلاثة أيّام، وقيل أسبوع، وقيل إنّه التقمه في الصَّباح وأخرجه في المساء.[١٣]
  • إلياس -عليه السّلام-: ويصلُ نسبهُ إلى هارون -عليه السلام-.[١٣]
  • اليسع -عليه السّلام-: واسمه أعجميّ.[١٣]
  • زكريا -عليه السّلام-: من نسل سليمان، لمّا رزقه الله -تعالى- بابنه يحيى -عليه السّلام- كان عمره اثنتي وتسعين سنةً، وقيل تسعٌ وتسعون، وقيل مئةٌ وعشرون سنةً.[١٣]
  • يحيى -عليه السّلام-: ابن زكريا -عليه السلام-، وسمَّاهُ الله -تعالى- كما ذُكِر في القرآن الكريم، ولم يكن اسمه لأحدٍ من المخلوقات قبله لقوله -عز وجل-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)،[١٤] وهو أكبر من عيسى -عليه السّلام- بنصف سنةٍ، كان صغيراً لمّا بعثه الله -تعالى-، ومات مقتولاً، فانتقم الله -تعالى- من قاتليه فسلَّط عليهم جيوش بُخت نصر، وسمِّي يحيى لأنّ الله -تعالى- أحياه بالإيمان، وقيل لأنّه أحيا رحم أمّه حين حملت به، وقيل لأنّه مات شهيداً.[١٣]
  • عيسى ابن مريم -عليه السّلام-: وُلد من غير أبٍ، وقد رفعه الله -تعالى- إليه وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنةً.[١٣]

أسماء الأنبياء الواردة في السنَّة النبويَّة

هناك أكثر من نبيّ ورد اسمه في السنة النبوية، ومن الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في السنَّة النبويَّة:[١٥]

  • شيث: وقد رُوي أنّه أُنزل عليه خمسون صحيفة.
  • يوشع بن نون: فقد قال رسول الله: (غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه)،[١٦] ثم جاء قول رسول الله: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)،[١٧] وهذا يُبيّن أنّ النبي هو يوشع بن نون.

الحكمة من بعث الأنبياء

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسُل للعديد من الحِكَم، منها ما يأتي:

  • الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وترك عبادة ما سواه، قال -تعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).[١٨][١٩]
  • تبليغ رسالات الله لخلقه، وإرشادهم لما يحبه الله -تعالى-، وتعريفهم ما يبغضه وما لا يرضاه، وليخرجوا الناس من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، فقد كان الناس في تَيهٍ وضلالٍ وانحرافٍ قبل ذلك، فأرسل الله الرسل ليخرجوهم من ذلك ويتلون عليهم آيات ربهم.[٢٠]
  • التَّعرُّف إلى الغاية الأسمى والأعظم التي خلق الله -تعالى- من أجلها الجنّ والإنس، وهي عبادته -سبحانه وتعالى-، وقد تحقّقت هذه الغاية من خلال الرسل الذين علّموا النَّاس أداء ما يحبه الله -تعالى- واجتناب ما لا يرضاه، وقد اختارهم الله -تعالى- واصطفاهم، وأيَّدهم بالمعجزات الواضحات.[٢١]
  • وضع الحُجَّة وإقامتها على البشر، قال -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[٢٢] فلا يكن للناس حجةٌ عند الله بعد أن أرسل لهم الرسل.[٢٣]
  • تعريف النّاس بالأمور الغيبيَّة التي لا يمكنهم إدراكُها إن لم يخبرهم أحدٌ بها؛ كأسماء الله -تعالى- وصفاته، والملائكة، والجن، والشياطين، والجنَّة، والنَّار.[٢٤]
  • الاقتداء بهم وبما تحلّوا به من الأخلاق الحسنة، والعبادة لله -تعالى-، ومعاملاتهم مع الخلق.[٢٤]
  • إرشاد النَّاس إلى طريق الحقّ، وتزكية نفوسهم وتطهيرها، والأخذ بأيديهم إلى ما أمر الله به، والابتعاد عمّا نهى عنه، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[٢٥][٢٦]
  • تعريف النّاس بما أعدّ الله -تعالى- من النَّعيم في الجنّة لعباده الطائعين المؤمنين، والعذاب في النّار للعاصين المعاندين، من خلال تذكير النّاس بخالقهم، وموعظتهم بقصص الأمم السابقة من قبلهم.[٢٧]
  • الرّحمة: فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٢٨][١٩]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381. بتصرّف.
  3. زين الدين المناوي، الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، الرياض: دار العاصمة، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 181، جزء 68. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 136.
  6. زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 164.
  8. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 306، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 307، جزء 2. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 308-309، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 309-310، جزء 2. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 310-311، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة مريم، آية: 7.
  15. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، دار النفائس، صفحة 21. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1747، صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 5612، صحيح.
  18. سورة النحل، آية: 36.
  19. ^ أ ب محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 78. بتصرّف.
  20. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 22-23، جزء 1. بتصرّف.
  21. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
  22. سورة النساء، آية: 165.
  23. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23-24، جزء 1. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 24، جزء 14. بتصرّف.
  25. سورة الجمعة، آية: 2.
  26. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 25، جزء 1. بتصرّف.
  27. محمد السحيم (1421)، الإسلام أصوله ومبادؤه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
  28. سورة الأنبياء، آية: 107.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

عدد الأنبياء

ورد في القرآن الكريم أنّ عدد الأنبياء والرسل كبير يعلمه الله -تعالى-، لا المذكورين في القرآن فحسب، لقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ)،[١][٢] وقد ورد عن العديد من العلماء أنّ عددهم مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وأوّلُهُم آدم -عليه السلام- وآخِرُهُم محمد -عليه الصلاة والسلام-، ومنهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، وقد قال البغداديّ -رحمه الله-: “أصحاب التواريخ من المسلمين على أن أعداد الأنبياء عليهم السلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، … وأجمعوا على أن الرسل منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر”، واستدلّ بعض العلماء بهذا العدد على حديثٍ غريب يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- ويذكر فيه هذا العدد، وضعّفه كثيرٌ من العلماء الآخرين.[٣][٤]

وذُكِرَ منهم في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون نبياً فقط، وقد أوجب الله -تعالى- الإيمان بهم جميعاً على وجه الإجمال، ومَن ورد فيهم تفصيلٌ فالإيمان بهم واجبٌ على وجه التفصيل، وكذلك عدم التفريق بينهم لقوله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٥][٦]

أسماء الأنبياء

أسماء الأنبياء الواردة في القرآن الكريم

عدد الأنبياء وأسماؤهم لا يعلمه إلّا الله -عزّ وجلّ- كما أخبر في كتابه الكريم، فقال -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[٧][٨] لكن الذين ذكرهم الله -تعالى- في القرآن الكريم هم:[٩]

  • آدم -عليه السّلام-: وسمِّي بذلك لأنَّ الله -تعالى- خَلَقَهُ من أديمِ الأرضِ، وهو من الأسماء غير الأعجميَّة، وأولُ الأنبياء وأبو البشر.[٩]
  • نوح -عليه السّلام-: والمقصود به الشَّاكِر في السريانية، وقد جاء بعد آدم -عليه السلام-، وبينهما عشرون قرناً، وذُكِر أنّه أكثر من عمَّر من الأنبياء.[٩]
  • إدريس -عليه السّلام-: وهو جَدُّ نوحٍ -عليه السلام- الذي اسمه خنون، وسمِّي إدريس لكثرة دراسته في الصحف، وهو أول من كتب بالقلم.[١٠]
  • إبراهيم -عليه السّلام-: والده آزر، ويقال إنَّه وُلِد بعد ألفي عامٍ بعد آدم -عليه السّلام-، وقد عاش مئتي عامِ، وقيل مئةٌ وخمسةٌ وسبعون عاماً.[١٠]
  • إسماعيل -عليه السّلام-: وهو الابن الأكبر لإبراهيم -عليه السلام-.[١٠]
  • إسحاق -عليه السّلام-: وهو أصغر من إسماعيل بأربعة عشر عاماً، وعاش مئة وثمانين عاماً.[١٠]
  • يعقوب -عليه السّلام-: وكان له من العمر مئةٌ وسبعٌ وأربعون سنةً.[١٠]
  • يوسف -عليه السّلام-: ابن نبيَّ الله يعقوب -عليه السلام-، أَلْقاه إخوته في البئر حين كان له من العمر اثني عشر عاماً، وأعاده الله إلى أبيه بعد بلوغه الثمانين من العمر، وتوفي في عمُرٍ يناهزُ مئة وعشرون عاماً.[١٠]
  • لوط -عليه السّلام-: والِدُهُ هاران بن آزر.[١١]
  • صالح -عليه السّلام-: بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمودٍ، وهم أنفسهم قوم عادٍ لكنَّهم تناسلوا، كان صغيراً في العمر حين أرسله الله -تعالى- إليهم، فلبث فيهم يدعوهم إلى الله -تعالى- أربعين عاماً، وقيل عشرون، ولمَّا بلغ من العمر ثمانية وخمسين عاماً توفّاه الله -تعالى-.[١١]
  • شعيب -عليه السلام-: خطيب الأنبياء، بعثه الله -تعالى- مرَّتين، إحداهما إلى مَدْيَن، والأخرى إلى أصحاب الأيكة، وقيل إنَّه بُعَث في الثالثة إلى أصحاب الرسِّ.[١١]
  • موسى -عليه السّلام-: سمِّي موسى بذلك نسبةً إلى الشجر والماء التي أُلقي بينهما، فالماء بالقبطيَّة (مو)، والشَّجر (سا).[١١]
  • هارون -عليه السّلام-: الأخ الشَّقيق لموسى -عليه السلام-، وقيل أخيه لأمِّه، وقيل لأبيه، أكبر منه بعامٍ واحدٍ، وتوفّي قبله، تميَّز بفصاحة لسانه.[١١]
  • داود -عليه السلام-: كان عابداً، نبيّاً عظيم المُلك، فقد جُمِعت له النبَّوة والملك والحكم، فحكم أربعين عاماً من مئة سنة عاشها، وله اثنا عشر ولداً.[١١]
  • سليمان -عليه السلام-: ابن داود -عليه السلام-، كان حكيماً عالماً، خاشعاً لربِّه متواضعاً، وقد كان والده يأخذ برأيه في الكثير من الأمور بالرغم من كونه صغيراً في السنِّ، مَلَك الأرض وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وباشر ببناء بيت المقدس بعد تولّيه الحكم بأربعة أعوام، وتوفّي في عمر يناهز ثلاثةً وخمسين عاماً.[١٢]
  • أيّوب -عليه السلام-: من بني إسرائيل، ابتلاه الله لمّا كان له من العمر سبعين سنةً، واستمر بلاؤه سبع سنواتٍ، وقيل ثلاث سنوتٍ، وقيل ثلاث عشرة سنةٍ، وتُوفّي وعمره ثلاثٌ وتسعون سنةً.[١٢]
  • ذو الكفل -عليه السلام-: قيل إنّه إلياس -عليه السلام-، وقيل إنّه زكريا -عليه السلام-، وقيل إنّه رجلٌ صالحٌ تكفَّل بأمورٍ فوفِّى بها، وقيل إنَّ اليسع -عليه السلام- استخلفه فتكفَّل له أن يصوم النّهار ويقوم الليل.[١٢]
  • يونُس ابن متّى -عليه السّلام-: التَقَمَهُ الحوت فلَبِثَ في بطنه أربعين يوماً، وقيل ثلاثة أيّام، وقيل أسبوع، وقيل إنّه التقمه في الصَّباح وأخرجه في المساء.[١٣]
  • إلياس -عليه السّلام-: ويصلُ نسبهُ إلى هارون -عليه السلام-.[١٣]
  • اليسع -عليه السّلام-: واسمه أعجميّ.[١٣]
  • زكريا -عليه السّلام-: من نسل سليمان، لمّا رزقه الله -تعالى- بابنه يحيى -عليه السّلام- كان عمره اثنتي وتسعين سنةً، وقيل تسعٌ وتسعون، وقيل مئةٌ وعشرون سنةً.[١٣]
  • يحيى -عليه السّلام-: ابن زكريا -عليه السلام-، وسمَّاهُ الله -تعالى- كما ذُكِر في القرآن الكريم، ولم يكن اسمه لأحدٍ من المخلوقات قبله لقوله -عز وجل-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)،[١٤] وهو أكبر من عيسى -عليه السّلام- بنصف سنةٍ، كان صغيراً لمّا بعثه الله -تعالى-، ومات مقتولاً، فانتقم الله -تعالى- من قاتليه فسلَّط عليهم جيوش بُخت نصر، وسمِّي يحيى لأنّ الله -تعالى- أحياه بالإيمان، وقيل لأنّه أحيا رحم أمّه حين حملت به، وقيل لأنّه مات شهيداً.[١٣]
  • عيسى ابن مريم -عليه السّلام-: وُلد من غير أبٍ، وقد رفعه الله -تعالى- إليه وكان عمره ثلاثاً وثلاثين سنةً.[١٣]

أسماء الأنبياء الواردة في السنَّة النبويَّة

هناك أكثر من نبيّ ورد اسمه في السنة النبوية، ومن الأنبياء الذين وردت أسماؤهم في السنَّة النبويَّة:[١٥]

  • شيث: وقد رُوي أنّه أُنزل عليه خمسون صحيفة.
  • يوشع بن نون: فقد قال رسول الله: (غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه)،[١٦] ثم جاء قول رسول الله: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)،[١٧] وهذا يُبيّن أنّ النبي هو يوشع بن نون.

الحكمة من بعث الأنبياء

أرسل الله -تعالى- الأنبياء والرسُل للعديد من الحِكَم، منها ما يأتي:

  • الدعوة إلى توحيد الله -تعالى-، وترك عبادة ما سواه، قال -تعالى-: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ).[١٨][١٩]
  • تبليغ رسالات الله لخلقه، وإرشادهم لما يحبه الله -تعالى-، وتعريفهم ما يبغضه وما لا يرضاه، وليخرجوا الناس من ظلمات الكفر إلى أنوار الإيمان، فقد كان الناس في تَيهٍ وضلالٍ وانحرافٍ قبل ذلك، فأرسل الله الرسل ليخرجوهم من ذلك ويتلون عليهم آيات ربهم.[٢٠]
  • التَّعرُّف إلى الغاية الأسمى والأعظم التي خلق الله -تعالى- من أجلها الجنّ والإنس، وهي عبادته -سبحانه وتعالى-، وقد تحقّقت هذه الغاية من خلال الرسل الذين علّموا النَّاس أداء ما يحبه الله -تعالى- واجتناب ما لا يرضاه، وقد اختارهم الله -تعالى- واصطفاهم، وأيَّدهم بالمعجزات الواضحات.[٢١]
  • وضع الحُجَّة وإقامتها على البشر، قال -تعالى-: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[٢٢] فلا يكن للناس حجةٌ عند الله بعد أن أرسل لهم الرسل.[٢٣]
  • تعريف النّاس بالأمور الغيبيَّة التي لا يمكنهم إدراكُها إن لم يخبرهم أحدٌ بها؛ كأسماء الله -تعالى- وصفاته، والملائكة، والجن، والشياطين، والجنَّة، والنَّار.[٢٤]
  • الاقتداء بهم وبما تحلّوا به من الأخلاق الحسنة، والعبادة لله -تعالى-، ومعاملاتهم مع الخلق.[٢٤]
  • إرشاد النَّاس إلى طريق الحقّ، وتزكية نفوسهم وتطهيرها، والأخذ بأيديهم إلى ما أمر الله به، والابتعاد عمّا نهى عنه، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[٢٥][٢٦]
  • تعريف النّاس بما أعدّ الله -تعالى- من النَّعيم في الجنّة لعباده الطائعين المؤمنين، والعذاب في النّار للعاصين المعاندين، من خلال تذكير النّاس بخالقهم، وموعظتهم بقصص الأمم السابقة من قبلهم.[٢٧]
  • الرّحمة: فقد قال الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٢٨][١٩]

المراجع

  1. سورة غافر، آية: 78.
  2. أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين، المملكة العربية السعودية: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 381. بتصرّف.
  3. زين الدين المناوي، الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، الرياض: دار العاصمة، صفحة 250، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 181، جزء 68. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 136.
  6. زين الدين المعبري، فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 33. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية: 164.
  8. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 137. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 306، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 307، جزء 2. بتصرّف.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 308-309، جزء 2. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ت إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 309-310، جزء 2. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح إبراهيم الأبياري (1405)، الموسوعة القرآنية، مؤسسة سجل العرب، صفحة 310-311، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة مريم، آية: 7.
  15. عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: مكتبة الفلاح، دار النفائس، صفحة 21. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1747، صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم: 5612، صحيح.
  18. سورة النحل، آية: 36.
  19. ^ أ ب محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشرة)، المملكة العربية السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 78. بتصرّف.
  20. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 22-23، جزء 1. بتصرّف.
  21. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23، جزء 1. بتصرّف.
  22. سورة النساء، آية: 165.
  23. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 23-24، جزء 1. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 24، جزء 14. بتصرّف.
  25. سورة الجمعة، آية: 2.
  26. ابن تيمية (2000)، النبوات (الطبعة الأولى)، الرياض: أضواء السلف، صفحة 25، جزء 1. بتصرّف.
  27. محمد السحيم (1421)، الإسلام أصوله ومبادؤه (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 78، جزء 2. بتصرّف.
  28. سورة الأنبياء، آية: 107.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأنبياء عليهم السلام

يُعرّف النبي بأنه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ليوحي إليه وحياً خاصاً، بواسطة أحد الملائكة الكرام، أو الرؤيا الصالحة، أو الإلهام في قلبه، ليكون المخبر عن الله تعالى،[١] ومن الجدير بالذكر أن القضية الأساسية في دعوة الأنبياء جميعاً كانت واحدة وهي توحيد الله تعالى، واجتناب الشرك، مصداقاً لقوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٢] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص الأنبياء، وبيّن أنّ أول ما كانوا يدعون إليه أقوامهم توحيد الله -تعالى- قائلين: (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)،[٣] ومن المعالم المشتركة بين جميع أنبياء الله -تعالى- أنهم لم يسألوا الناس أجراً مادّياً مقابل دعوتهم، بل كان كلّ واحدٍ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٤] وكان كلّ نبيٍّ يخاطب قومه بلغتهم، حتى يفهموا ما يقول ويستوعبوا ما يدعو إليه.[٥]

أسماء الأنبياء وعددهم

اختلف أهل العلم في تحديد عدد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال بعضهم إن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، ولا يعلمه إلا الله تعالى، واستدلّوا على رأيهم بقول الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)،[٦] وقوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[٧] بينما ذهب بعضهم الأخر إلى أن عدد الأنبياء مئة وعشرون ألف نبي، والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي لله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)،[٨] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- لم يذكر أسماء كلّ الأنبياء في القرآن الكريم، وإنما ذكر أسماء خمسة وعشرين نبياً فقط، وهم: (محمد، وعيسى بن مريم، وموسى، وهارون، ويحيى، وزكريا، وأيوب، واليسع، وداود، وسليمان، ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وإسماعيل، وإبراهيم، ولوط، ويونس، وإدريس، وذو الكفل، وصالح، وهود، وإلياس، وشعيب، ونوح، وآدم).[٩][١٠]

وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[١١] وورد ذكر آدم -عليه السلام- في سورة آل عمران، وذُكر كل من هود، وصالح، وشعيب -عليهم السلام- في سورة هود، وورد ذكر ذو الكفل -عليه السلام- في سورة الأنبياء، وذُكر محمد -صلى الله عليه وسلم- في سورة الفتح، وهناك نبيٌّ ذُكر اسمه في السنة النبوية وهو يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.[٩]

وقد ورد في القرآن الكريم أسماء ثلاثة رجالٍ صالحين اختلف أهل العلم في نبوّتهم، وهم الخضر، وذو القرنين، وتبّع، حيث ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف في قول الله تعالى: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٢] ووقع الاختلاف في الآية السابقة في كون الخطاب موجّهٌ إلى ذي القرنين أم كان بواسطة نبيٍّ معه، وقد ذهب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى نفي النبوّة عنه، بينما أكّد نبوّته الفخر الرازي وابن حجر رحمهم الله، والأرجح التوقّف في إثبات النبوّة لذي القرنين وتبّع، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجزم بأمر نبوّتهما، مصداقاً لما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)،[١٣] وأما الخضر فهو العبد الصالح الذي ورد ذكره في سورة الكهف، حيث أخبرنا الله -تعالى- بأن موسى -عليه السلام- ذهب إليه ليطلب العلم عنده، وقد رجّح أهل العلم نبوّته وبأنه كان يوحى إليه من الله تعالى، واستدلّوا على ذلك بسياق القصة، حيث إن النبي العظيم موسى -عليه السلام- عزم على طلب العلم عنده، وأمضى حقباً من الزمان يُفتّش عنه، وقيل إنه بحث عنه ثمانين سنة، ولما وجده تواضع إليه، واتّبعه في صورة المستفيد منه، وعظّمه، ولا يكون ذلك إلا لنبيٍ معصوم يوحى إليه.[١٤]

خصائص الأنبياء

اصطفى الله -تعالى- الأنبياء -عليهم السلام- من صفوة الخلق، وأكرمهم بالنبوّة والرسالة، وزيّنهم بأفضل الأخلاق، فكانوا أحسن الناس خلقاً، وأعظمهم إيماناً، وأطهرهم قلباً، وأكثرهم تعبّداً وتواضعاً، وعلى الرغم من ذلك كلّه فإن الأنبياء كغيرهم من البشر يأكلون، ويشربون، وينسون، وينامون، ويمرضون، ويموتون، ولم يكن لأحدٍ منهم أيّ صفةٍ أو خاصيّةٍ من خصائص الربوبية أو الألوهية،[١٥] وإنما خصهم الله -تعالى- بخصائص تميّزهم عن غيرهم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:[١٦]

  • العصمة من الوقوع في الكبائر: حيث إن الله -تعالى- عصم أنبيائه -عليهم السلام- من ارتكاب الكبائر قبل بعثتهم وبعدها، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أغلب علماء المسلمين من كافّة الطوائف قالوا بعصمة الأنبياء، وأجمع الصحابة -رضي الله عنه- والتابعين على ذلك، أما صغائر الذنوب فقد ذهب أغلب أهل العلم إلى أن الأنبياء لم يكونوا معصومين عن الوقوع فيها، وفي حال وقعت منهم كان الله -تعالى- ينبّههم إليها ويتوبون منها مباشرة.
  • الوحي: يُعدّ الوحي من أعظم خصائص الأنبياء عليهم السلام، فهو الذي يميّزهم عن سائر البشر.
  • يصلّون في قبورهم: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأنبياء -عليهم السلام- يصلّون في قبورهم، حيث قال: (الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ).[١٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى النبي في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية: 25.
  3. سورة المؤمنون، آية: 23.
  4. سورة الشعراء، آية: 109.
  5. “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله”، www.ar.islamway.net، 2014-4-3، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 164.
  7. سورة فاطر، آية: 24.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  9. ^ أ ب “عدد الأنبياء والرسل”، www.islamweb.net، 2001-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  10. “هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟”، www.islamqa.info، 2008-3-18، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  12. سورة الكهف، آية: 86.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  14. “صالحون مختلف في نبوتهم”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  15. “موسوعة الفقه الإسلامي”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  16. د. أمين الشقاوي (21-10-2017)، “من خصائص الأنبياء عليهم السلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في التوسل، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 59، إسناده صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الأنبياء عليهم السلام

يُعرّف النبي بأنه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ليوحي إليه وحياً خاصاً، بواسطة أحد الملائكة الكرام، أو الرؤيا الصالحة، أو الإلهام في قلبه، ليكون المخبر عن الله تعالى،[١] ومن الجدير بالذكر أن القضية الأساسية في دعوة الأنبياء جميعاً كانت واحدة وهي توحيد الله تعالى، واجتناب الشرك، مصداقاً لقوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٢] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص الأنبياء، وبيّن أنّ أول ما كانوا يدعون إليه أقوامهم توحيد الله -تعالى- قائلين: (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)،[٣] ومن المعالم المشتركة بين جميع أنبياء الله -تعالى- أنهم لم يسألوا الناس أجراً مادّياً مقابل دعوتهم، بل كان كلّ واحدٍ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٤] وكان كلّ نبيٍّ يخاطب قومه بلغتهم، حتى يفهموا ما يقول ويستوعبوا ما يدعو إليه.[٥]

أسماء الأنبياء وعددهم

اختلف أهل العلم في تحديد عدد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال بعضهم إن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، ولا يعلمه إلا الله تعالى، واستدلّوا على رأيهم بقول الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)،[٦] وقوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[٧] بينما ذهب بعضهم الأخر إلى أن عدد الأنبياء مئة وعشرون ألف نبي، والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي لله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)،[٨] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- لم يذكر أسماء كلّ الأنبياء في القرآن الكريم، وإنما ذكر أسماء خمسة وعشرين نبياً فقط، وهم: (محمد، وعيسى بن مريم، وموسى، وهارون، ويحيى، وزكريا، وأيوب، واليسع، وداود، وسليمان، ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وإسماعيل، وإبراهيم، ولوط، ويونس، وإدريس، وذو الكفل، وصالح، وهود، وإلياس، وشعيب، ونوح، وآدم).[٩][١٠]

وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[١١] وورد ذكر آدم -عليه السلام- في سورة آل عمران، وذُكر كل من هود، وصالح، وشعيب -عليهم السلام- في سورة هود، وورد ذكر ذو الكفل -عليه السلام- في سورة الأنبياء، وذُكر محمد -صلى الله عليه وسلم- في سورة الفتح، وهناك نبيٌّ ذُكر اسمه في السنة النبوية وهو يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.[٩]

وقد ورد في القرآن الكريم أسماء ثلاثة رجالٍ صالحين اختلف أهل العلم في نبوّتهم، وهم الخضر، وذو القرنين، وتبّع، حيث ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف في قول الله تعالى: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٢] ووقع الاختلاف في الآية السابقة في كون الخطاب موجّهٌ إلى ذي القرنين أم كان بواسطة نبيٍّ معه، وقد ذهب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى نفي النبوّة عنه، بينما أكّد نبوّته الفخر الرازي وابن حجر رحمهم الله، والأرجح التوقّف في إثبات النبوّة لذي القرنين وتبّع، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجزم بأمر نبوّتهما، مصداقاً لما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)،[١٣] وأما الخضر فهو العبد الصالح الذي ورد ذكره في سورة الكهف، حيث أخبرنا الله -تعالى- بأن موسى -عليه السلام- ذهب إليه ليطلب العلم عنده، وقد رجّح أهل العلم نبوّته وبأنه كان يوحى إليه من الله تعالى، واستدلّوا على ذلك بسياق القصة، حيث إن النبي العظيم موسى -عليه السلام- عزم على طلب العلم عنده، وأمضى حقباً من الزمان يُفتّش عنه، وقيل إنه بحث عنه ثمانين سنة، ولما وجده تواضع إليه، واتّبعه في صورة المستفيد منه، وعظّمه، ولا يكون ذلك إلا لنبيٍ معصوم يوحى إليه.[١٤]

خصائص الأنبياء

اصطفى الله -تعالى- الأنبياء -عليهم السلام- من صفوة الخلق، وأكرمهم بالنبوّة والرسالة، وزيّنهم بأفضل الأخلاق، فكانوا أحسن الناس خلقاً، وأعظمهم إيماناً، وأطهرهم قلباً، وأكثرهم تعبّداً وتواضعاً، وعلى الرغم من ذلك كلّه فإن الأنبياء كغيرهم من البشر يأكلون، ويشربون، وينسون، وينامون، ويمرضون، ويموتون، ولم يكن لأحدٍ منهم أيّ صفةٍ أو خاصيّةٍ من خصائص الربوبية أو الألوهية،[١٥] وإنما خصهم الله -تعالى- بخصائص تميّزهم عن غيرهم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:[١٦]

  • العصمة من الوقوع في الكبائر: حيث إن الله -تعالى- عصم أنبيائه -عليهم السلام- من ارتكاب الكبائر قبل بعثتهم وبعدها، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أغلب علماء المسلمين من كافّة الطوائف قالوا بعصمة الأنبياء، وأجمع الصحابة -رضي الله عنه- والتابعين على ذلك، أما صغائر الذنوب فقد ذهب أغلب أهل العلم إلى أن الأنبياء لم يكونوا معصومين عن الوقوع فيها، وفي حال وقعت منهم كان الله -تعالى- ينبّههم إليها ويتوبون منها مباشرة.
  • الوحي: يُعدّ الوحي من أعظم خصائص الأنبياء عليهم السلام، فهو الذي يميّزهم عن سائر البشر.
  • يصلّون في قبورهم: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأنبياء -عليهم السلام- يصلّون في قبورهم، حيث قال: (الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ).[١٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى النبي في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية: 25.
  3. سورة المؤمنون، آية: 23.
  4. سورة الشعراء، آية: 109.
  5. “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله”، www.ar.islamway.net، 2014-4-3، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 164.
  7. سورة فاطر، آية: 24.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  9. ^ أ ب “عدد الأنبياء والرسل”، www.islamweb.net، 2001-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  10. “هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟”، www.islamqa.info، 2008-3-18، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  12. سورة الكهف، آية: 86.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  14. “صالحون مختلف في نبوتهم”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  15. “موسوعة الفقه الإسلامي”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  16. د. أمين الشقاوي (21-10-2017)، “من خصائص الأنبياء عليهم السلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في التوسل، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 59، إسناده صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأنبياء عليهم السلام

يُعرّف النبي بأنه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ليوحي إليه وحياً خاصاً، بواسطة أحد الملائكة الكرام، أو الرؤيا الصالحة، أو الإلهام في قلبه، ليكون المخبر عن الله تعالى،[١] ومن الجدير بالذكر أن القضية الأساسية في دعوة الأنبياء جميعاً كانت واحدة وهي توحيد الله تعالى، واجتناب الشرك، مصداقاً لقوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٢] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص الأنبياء، وبيّن أنّ أول ما كانوا يدعون إليه أقوامهم توحيد الله -تعالى- قائلين: (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)،[٣] ومن المعالم المشتركة بين جميع أنبياء الله -تعالى- أنهم لم يسألوا الناس أجراً مادّياً مقابل دعوتهم، بل كان كلّ واحدٍ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٤] وكان كلّ نبيٍّ يخاطب قومه بلغتهم، حتى يفهموا ما يقول ويستوعبوا ما يدعو إليه.[٥]

أسماء الأنبياء وعددهم

اختلف أهل العلم في تحديد عدد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال بعضهم إن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، ولا يعلمه إلا الله تعالى، واستدلّوا على رأيهم بقول الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)،[٦] وقوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[٧] بينما ذهب بعضهم الأخر إلى أن عدد الأنبياء مئة وعشرون ألف نبي، والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي لله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)،[٨] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- لم يذكر أسماء كلّ الأنبياء في القرآن الكريم، وإنما ذكر أسماء خمسة وعشرين نبياً فقط، وهم: (محمد، وعيسى بن مريم، وموسى، وهارون، ويحيى، وزكريا، وأيوب، واليسع، وداود، وسليمان، ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وإسماعيل، وإبراهيم، ولوط، ويونس، وإدريس، وذو الكفل، وصالح، وهود، وإلياس، وشعيب، ونوح، وآدم).[٩][١٠]

وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[١١] وورد ذكر آدم -عليه السلام- في سورة آل عمران، وذُكر كل من هود، وصالح، وشعيب -عليهم السلام- في سورة هود، وورد ذكر ذو الكفل -عليه السلام- في سورة الأنبياء، وذُكر محمد -صلى الله عليه وسلم- في سورة الفتح، وهناك نبيٌّ ذُكر اسمه في السنة النبوية وهو يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.[٩]

وقد ورد في القرآن الكريم أسماء ثلاثة رجالٍ صالحين اختلف أهل العلم في نبوّتهم، وهم الخضر، وذو القرنين، وتبّع، حيث ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف في قول الله تعالى: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٢] ووقع الاختلاف في الآية السابقة في كون الخطاب موجّهٌ إلى ذي القرنين أم كان بواسطة نبيٍّ معه، وقد ذهب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى نفي النبوّة عنه، بينما أكّد نبوّته الفخر الرازي وابن حجر رحمهم الله، والأرجح التوقّف في إثبات النبوّة لذي القرنين وتبّع، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجزم بأمر نبوّتهما، مصداقاً لما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)،[١٣] وأما الخضر فهو العبد الصالح الذي ورد ذكره في سورة الكهف، حيث أخبرنا الله -تعالى- بأن موسى -عليه السلام- ذهب إليه ليطلب العلم عنده، وقد رجّح أهل العلم نبوّته وبأنه كان يوحى إليه من الله تعالى، واستدلّوا على ذلك بسياق القصة، حيث إن النبي العظيم موسى -عليه السلام- عزم على طلب العلم عنده، وأمضى حقباً من الزمان يُفتّش عنه، وقيل إنه بحث عنه ثمانين سنة، ولما وجده تواضع إليه، واتّبعه في صورة المستفيد منه، وعظّمه، ولا يكون ذلك إلا لنبيٍ معصوم يوحى إليه.[١٤]

خصائص الأنبياء

اصطفى الله -تعالى- الأنبياء -عليهم السلام- من صفوة الخلق، وأكرمهم بالنبوّة والرسالة، وزيّنهم بأفضل الأخلاق، فكانوا أحسن الناس خلقاً، وأعظمهم إيماناً، وأطهرهم قلباً، وأكثرهم تعبّداً وتواضعاً، وعلى الرغم من ذلك كلّه فإن الأنبياء كغيرهم من البشر يأكلون، ويشربون، وينسون، وينامون، ويمرضون، ويموتون، ولم يكن لأحدٍ منهم أيّ صفةٍ أو خاصيّةٍ من خصائص الربوبية أو الألوهية،[١٥] وإنما خصهم الله -تعالى- بخصائص تميّزهم عن غيرهم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:[١٦]

  • العصمة من الوقوع في الكبائر: حيث إن الله -تعالى- عصم أنبيائه -عليهم السلام- من ارتكاب الكبائر قبل بعثتهم وبعدها، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أغلب علماء المسلمين من كافّة الطوائف قالوا بعصمة الأنبياء، وأجمع الصحابة -رضي الله عنه- والتابعين على ذلك، أما صغائر الذنوب فقد ذهب أغلب أهل العلم إلى أن الأنبياء لم يكونوا معصومين عن الوقوع فيها، وفي حال وقعت منهم كان الله -تعالى- ينبّههم إليها ويتوبون منها مباشرة.
  • الوحي: يُعدّ الوحي من أعظم خصائص الأنبياء عليهم السلام، فهو الذي يميّزهم عن سائر البشر.
  • يصلّون في قبورهم: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأنبياء -عليهم السلام- يصلّون في قبورهم، حيث قال: (الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ).[١٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى النبي في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية: 25.
  3. سورة المؤمنون، آية: 23.
  4. سورة الشعراء، آية: 109.
  5. “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله”، www.ar.islamway.net، 2014-4-3، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 164.
  7. سورة فاطر، آية: 24.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  9. ^ أ ب “عدد الأنبياء والرسل”، www.islamweb.net، 2001-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  10. “هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟”، www.islamqa.info، 2008-3-18، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  12. سورة الكهف، آية: 86.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  14. “صالحون مختلف في نبوتهم”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  15. “موسوعة الفقه الإسلامي”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  16. د. أمين الشقاوي (21-10-2017)، “من خصائص الأنبياء عليهم السلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في التوسل، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 59، إسناده صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الأنبياء عليهم السلام

يُعرّف النبي بأنه إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ليوحي إليه وحياً خاصاً، بواسطة أحد الملائكة الكرام، أو الرؤيا الصالحة، أو الإلهام في قلبه، ليكون المخبر عن الله تعالى،[١] ومن الجدير بالذكر أن القضية الأساسية في دعوة الأنبياء جميعاً كانت واحدة وهي توحيد الله تعالى، واجتناب الشرك، مصداقاً لقوله تعالى: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ)،[٢] وقد ذكر الله -تعالى- في القرآن الكريم قصص الأنبياء، وبيّن أنّ أول ما كانوا يدعون إليه أقوامهم توحيد الله -تعالى- قائلين: (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ)،[٣] ومن المعالم المشتركة بين جميع أنبياء الله -تعالى- أنهم لم يسألوا الناس أجراً مادّياً مقابل دعوتهم، بل كان كلّ واحدٍ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٤] وكان كلّ نبيٍّ يخاطب قومه بلغتهم، حتى يفهموا ما يقول ويستوعبوا ما يدعو إليه.[٥]

أسماء الأنبياء وعددهم

اختلف أهل العلم في تحديد عدد الأنبياء عليهم السلام، حيث قال بعضهم إن عدد الأنبياء -عليهم السلام- كثيرٌ جداً، ولا يعلمه إلا الله تعالى، واستدلّوا على رأيهم بقول الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)،[٦] وقوله تعالى: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ)،[٧] بينما ذهب بعضهم الأخر إلى أن عدد الأنبياء مئة وعشرون ألف نبي، والرسل منهم ثلاثمئة وثلاثة عشر رسولاً، واستدلّوا على رأيهم بما رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي لله عنه- أنه قال: (يا رسولَ اللهِ كمِ الأنبياءُ؟ قال: مئةُ ألفٍ وعشرونَ ألفًا)،[٨] ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- لم يذكر أسماء كلّ الأنبياء في القرآن الكريم، وإنما ذكر أسماء خمسة وعشرين نبياً فقط، وهم: (محمد، وعيسى بن مريم، وموسى، وهارون، ويحيى، وزكريا، وأيوب، واليسع، وداود، وسليمان، ويوسف، ويعقوب، وإسحاق، وإسماعيل، وإبراهيم، ولوط، ويونس، وإدريس، وذو الكفل، وصالح، وهود، وإلياس، وشعيب، ونوح، وآدم).[٩][١٠]

وقد ورد ذكر ثمانية عشر نبيّاً في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى: (وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)،[١١] وورد ذكر آدم -عليه السلام- في سورة آل عمران، وذُكر كل من هود، وصالح، وشعيب -عليهم السلام- في سورة هود، وورد ذكر ذو الكفل -عليه السلام- في سورة الأنبياء، وذُكر محمد -صلى الله عليه وسلم- في سورة الفتح، وهناك نبيٌّ ذُكر اسمه في السنة النبوية وهو يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.[٩]

وقد ورد في القرآن الكريم أسماء ثلاثة رجالٍ صالحين اختلف أهل العلم في نبوّتهم، وهم الخضر، وذو القرنين، وتبّع، حيث ذُكر ذو القرنين في سورة الكهف في قول الله تعالى: (قُلنا يا ذَا القَرنَينِ إِمّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمّا أَن تَتَّخِذَ فيهِم حُسنًا)،[١٢] ووقع الاختلاف في الآية السابقة في كون الخطاب موجّهٌ إلى ذي القرنين أم كان بواسطة نبيٍّ معه، وقد ذهب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى نفي النبوّة عنه، بينما أكّد نبوّته الفخر الرازي وابن حجر رحمهم الله، والأرجح التوقّف في إثبات النبوّة لذي القرنين وتبّع، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجزم بأمر نبوّتهما، مصداقاً لما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (ما أدري أَتُبَّعُ أنَبيًّا كان أم لا؟ و ما أَدري ذا القَرنينِ أَنبيًّا كانَ أم لا؟)،[١٣] وأما الخضر فهو العبد الصالح الذي ورد ذكره في سورة الكهف، حيث أخبرنا الله -تعالى- بأن موسى -عليه السلام- ذهب إليه ليطلب العلم عنده، وقد رجّح أهل العلم نبوّته وبأنه كان يوحى إليه من الله تعالى، واستدلّوا على ذلك بسياق القصة، حيث إن النبي العظيم موسى -عليه السلام- عزم على طلب العلم عنده، وأمضى حقباً من الزمان يُفتّش عنه، وقيل إنه بحث عنه ثمانين سنة، ولما وجده تواضع إليه، واتّبعه في صورة المستفيد منه، وعظّمه، ولا يكون ذلك إلا لنبيٍ معصوم يوحى إليه.[١٤]

خصائص الأنبياء

اصطفى الله -تعالى- الأنبياء -عليهم السلام- من صفوة الخلق، وأكرمهم بالنبوّة والرسالة، وزيّنهم بأفضل الأخلاق، فكانوا أحسن الناس خلقاً، وأعظمهم إيماناً، وأطهرهم قلباً، وأكثرهم تعبّداً وتواضعاً، وعلى الرغم من ذلك كلّه فإن الأنبياء كغيرهم من البشر يأكلون، ويشربون، وينسون، وينامون، ويمرضون، ويموتون، ولم يكن لأحدٍ منهم أيّ صفةٍ أو خاصيّةٍ من خصائص الربوبية أو الألوهية،[١٥] وإنما خصهم الله -تعالى- بخصائص تميّزهم عن غيرهم، وفيما يأتي بيان بعض هذه الخصائص:[١٦]

  • العصمة من الوقوع في الكبائر: حيث إن الله -تعالى- عصم أنبيائه -عليهم السلام- من ارتكاب الكبائر قبل بعثتهم وبعدها، وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن أغلب علماء المسلمين من كافّة الطوائف قالوا بعصمة الأنبياء، وأجمع الصحابة -رضي الله عنه- والتابعين على ذلك، أما صغائر الذنوب فقد ذهب أغلب أهل العلم إلى أن الأنبياء لم يكونوا معصومين عن الوقوع فيها، وفي حال وقعت منهم كان الله -تعالى- ينبّههم إليها ويتوبون منها مباشرة.
  • الوحي: يُعدّ الوحي من أعظم خصائص الأنبياء عليهم السلام، فهو الذي يميّزهم عن سائر البشر.
  • يصلّون في قبورهم: أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأنبياء -عليهم السلام- يصلّون في قبورهم، حيث قال: (الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهِم يصلُّونَ).[١٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى النبي في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  2. سورة الأنبياء، آية: 25.
  3. سورة المؤمنون، آية: 23.
  4. سورة الشعراء، آية: 109.
  5. “منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله”، www.ar.islamway.net، 2014-4-3، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  6. سورة النساء، آية: 164.
  7. سورة فاطر، آية: 24.
  8. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي ذر، الصفحة أو الرقم: 361، أخرجه في صحيحه.
  9. ^ أ ب “عدد الأنبياء والرسل”، www.islamweb.net، 2001-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  10. “هل صح في عدد الأنبياء والرسل شيء ؟”، www.islamqa.info، 2008-3-18، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  11. سورة الأنعام، آية: 83-86.
  12. سورة الكهف، آية: 86.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 5524، صحيح.
  14. “صالحون مختلف في نبوتهم”، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  15. “موسوعة الفقه الإسلامي”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  16. د. أمين الشقاوي (21-10-2017)، “من خصائص الأنبياء عليهم السلام”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرّف.
  17. رواه الألباني، في التوسل، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 59، إسناده صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى