محتويات
العقيدة الصحيحة
العقيدة الصحيحة هي العقيدة التي تطابق الواقع وتطابق ما أراده الله ورسوله،[١] توصف بالصّحّة ووجوب الالتزام، فتتعلّق بها سعادة الخلق ومن أجلها خُلق الإنس والجنّ، وأُرسل الرّسل وأُنزلت الكتب.[٢] تقوم الحُجّة والبرهان على صحّتها كاعتقاد المؤمنين أنّ الله فرد صمد ليس كمثله شيء.[٣]
العقيدة الفاسدة
توصف العقيدة بأنّها فاسدة إذا كانت مخالفة للواقع غير مطابقة له وتقوم على الحيرة والتردد ولا تقوم على أدلّة مقنعة ولا براهين ساطعة، وما هي إلّا أفكار وتصوّرات صاغتها بعض عقول البشر بعد أن تاهت وضلّت عن معبودها الحق، فصوّروا لأنفسهم آلهة دون الله تُعْبَد واتّخذوا من دونه أولياء، فكثير من الأمم عبدوا الأصنام ومجّدوها وقدّموا لها النّذور والقرابين بحجّة أنّ الأرواح تحلّ بها وأنّها عبادة الآباء والأجداد، والأمثلة على مثل هذه العقيدة الفاسدة كثيرة:[٤]
- عبدوا الصّابئة الكواكب وعظّموها فقالوا إنّ الله أَوْكَلَ إليها تدبير أمور هذا العالم.
- قسّم أصحاب الديانة البرهمية البشر إلى طبقات حسب الجزء الذي خُلِقوا منه من الإله برهمان، ولا يسمحون لأيّ طبقة أن تعلو على الطبقة الأخرى.
- اتّخذ البشر آلهة تُعبد كما فعل المصريّون القدماء الذين كانوا يعتقدون أنّ الآلهة حلّت في ملوكهم كما فعلوا في عبادتهم لفرعون الذي استَخَف بهم وقال لهم إنّه ربّهم الأعلى وليس لهم إله غيره، كلّ تلك العقائد فاسدة ويُحكم عليها بالبطلان، ترفضها العقول السّليمة والفِطَرُ القويمة.
- اعتقد النصارى الذين هم من أهل الكتاب أنّ المسيح هو ثالث ثلاثة، والطامة الكبرى في الفساد الذي تسرّب إلى عقيدة بعض المنتسبين إلى الإسلام وما ابتدعوه من شركيّات تقدح في صحة عقيدتهم كالتوسل بالصالحين وأصحاب القبور واتّخاذهم وسائل لإجابة دعائهم وتلبية حاجاتهم.
مفهوم العقيدة
تعريف العقيدة لغة
تدلّ مادّة (عَقَدَ) في اللغة على الشد والرّبط والملازمة والتّأكيد والثّبوت والإحكام، حيث يُقال عقدهُ يعقده عقدًا ومنه: عقدةّ اليمين والنّكاح، يقول تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّـهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ).[٥] والعقيدة هي الحكم الذي لا يُقبل الشّكّ فيه لدى معتقده فهي ما عقد الإنسان قلبه عليه جازماً سواء أكان حقًّا أم باطلًا.[٦]
تعريف العقيدة اصطلاحًا
حكم الذهن الجازم، هو ما يطلق على العقيدة اصطلاحًا[٣]. فالحكم هو إثبات شيء لشيء أو نفيهُ عنه.[٧] ومتى وصل ذلك الحكم إلى درجة اليقين الثابت الذي لا ريب فيه ولا شك فاطمأنت إليه النّفس وصدّقه القلب وآمن به سُمّي عقيدة.[٦] ما يتخذه المرء دينًا ومذهباً وترتّبت عليه الأقوال والأعمال سواء كان صحيحًا أم باطلًا. ويمكن القول بأنّها الإيمان الجازم لدى معتقده.[٣]
تعريف العقيدة الإسلاميّة
هي الإيمان بالله ربًّا وخالقًا وإلهًا واحدًا فردًا لا معبود سواه له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، والإيمان بالملائكة والكتب واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه وكلّ ما ثبت في القرآن والسّنّة من غيبيّات وأصول الدين ممّا وصل بإجماع السّلف الصالح كما تلقّوه من النبي صلّى الله عليه وسلّم. هذا على وجه التّخصيص أما مُطلقًا فهي عقيدة أهل السنّة والجماعة الذين هم على ما كان عليه الرّسول وأصحابه.[٦]
خصائص العقيدة الإسلاميّة
تتّسم العقيدة الإسلاميّة الصّحيحة بالعديد من الخصائص التي تميزها عن غيرها:[٨]
- السلامة في المصدر والتّلقّي، فهي مستمدّة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنّة رسوله الكريم، المحفوظين من التّحريف. ولا توجد هذه الخاصّة في غيرها من العقائد.
- التّسليم لله ورسوله بكلّ ما جاءت به وخاصّة أمور الغيب التي لا تدركها العقول ولا تحيط بها.
- الوضوح والبيّنية؛ لا تعارض فيها ولا تناقض لا في الألفاظ ولا المعاني.
- التوافق مع الفطرة السّليمة الّتي فطر الله النّاس عليها.
- الثبوت والاستقرار على مرّ العصور والأزمان لأنّها مستمَدّة من كتاب الله وسنّة رسوله.
- الاتصال بالسّند برسول الله بخلاف غيرها ممّا هو مُحْدَث لا سند له ولا أصل.
- التّمسك بها والالتزام بشرعها سبب في النصر والظفر في الدنيا والآخرة.
- الموافقة للعقول السّليمة.
- الشمولية لكل أحوال الحياة ولكل أنواع العبادات الظّاهرة والباطنة.
- الاتسام بالوسطيّة فلا غلوّ فيها ولا إفراط ولا تفريط.
المراجع
- ↑ “معنى العقيدة الصّحيحة”، إسلام ويب، 19-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2017. بتصرّف.
- ↑ “وجوب التزام العقيدة الصّحيحة”، الدّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2017. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الشّيخ عبد الله بن صالح القصيّر (27-4-2016)، “معنى العقيدة لغة واصطلاحًا والفرق بينها وبين التّوحيد”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2017. بتصرّف.
- ↑ الشّيخ عمر الأشقر، “العقيدة الصّحيحة وما يضادّها من العقائد الفاسدة”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2017. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية: 89.
- ^ أ ب ت عبد الله بن عبد الحميد الأثري (1422هـ)، الوجيز في عقيدة السّلف الصّالح أهل السّنّة والجماعة (الطبعة الأولى)، المملكة العربيّة السّعوديّة: وزارة الشّؤون الإسلاميّة والأوقاف والدّعوة والإرشاد، صفحة 23-24. بتصرّف.
- ↑ أحمد بن عمر بن مساعد الحازميّ (4-8-2011)، شرح نظم الورقات، صفحة 16. بتصرّف.
- ↑ “خصائص العقيدة عند أهل السّنّة والجماعة”، الدّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 22-9-2017. بتصرّف.