الهدوء
الهدوء حالة عقلية تتمثل بغياب الهياج، والإثارة والاضطراب، إنّه موقف تتخذه في داخلك، في قلبك، في قرارة نفسك رغم المعارضات التي تقاومك، والمصاعب التي تواجهك، والأمور المزعجة التي تحيط بك والأحزان التي تتولد في صدرك، وإليكم كلمات عن الهدوء.
كلمات عن الهدوء
- وعود الحب كنوز البحارة، سرعان ما تنسى بعد هدوء العاصفة.
- الضمير الهادئ هو الطريق للإنسان الهادئ.
- إذا كنت أهدأ ممّا يجب لم تعد حياً.
- إنّ أرفع درجات القيادة البشرية هي معرفة مسايرة الظروف وخلق سكينة وهدوء داخليين على الرغم من العواصف الخارجية.
- لو تحدث الناس فيما يعرفونه فقط لساد الهدوء أماكن كثيرة.
- لحظات من الخلوة والتأمل تحقق لي الهدوء والتوازن والتركيز، وتدفع في نفسي قوة هائلة لمواصلة الطريق.
- عندما تدخل في نقاش، حافظ على هدوء أعصابك، أمّا منطقك إذا كان سليماً فسوف يعتني بنفسه.
- إنّ الإنسان يشعر بالهدوء في مواقف الخوف عندما يتخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث، ويقنع نفسه بأنّ حياته لن تنتهي.
- لا يستطيع القلب أن يعيش في الهدوء.
- في الهدوء نعيم، وفي الصمت حياة وما بين الاثنين تفاصيل لا أحد يدركها.
- موقف الحياد هو موقف العاجز الذي يريد لنفسه السلامة والهدوء.
- أريد ليلاً قصيراً مؤطراً بالهدوء ينتهي بموت لا يعني أحداً.
- أحتاج إلى الشعور بالرضا: طاقة المدينة وهدوء البلاد.
قصيدة هدوء
قصيدة هدوء للشاعر العراقي محمد البغدادي ولد عام 1972م، شاعر وقاصّ، وهو من الشعراء الذين امتلكوا خاصية دمج الذات مع العموم في ثنائية تبادل الأدوار، بل جعلها تمتزج مع بعضها البعض بحيث يصعب الفصل بينهما.
يَبدو عليكَ
لَستَ تَعهَدُهُ!!
مَللتَ؟
أم جلدُكَ البالي
تجدِّدُهُ؟؟
كانتْ جِراحُكَ
سكِّيناً تُضمِّدُها
وجرحُكَ الألفُ هذا
هلْ تُضمِّدُهُ؟
يا قلبُ
فاجأتَني بالصَّمتِ
لا غَضَبٌ
تذوبُ فيهِ
ولا سهمٌ تُسدِّدُهُ؟!
ولا حسامٌ بصدرِ الشعرِ
تُغمِدُهُ؟!
ولا يراعٌ على الدنيا
تجرِّدُهُ؟!
ولا سحابٌ
بأوهامٍ
تلبِّدُهُ
وَباحتضارِ أمانيهِ
تُبدِّدُهُ؟!
عانيتُ منكَ
غَداةَ الشعرُ أشرعةٌ
بيضاءُ
في زَورَقٍ
وَالريحُ مقودُهُ
فأنتَ بينَ وحوشِ الموجِ
جائِعة
مثلُ الغريقِ
وَلكنْ…
أينَها يدُهُ؟!
وأنتَ كالراهبِ
المهجورِ معبدُهُ
حتى ضباعُ الصحارى
ليس تحسدُهُ!!
يا قلب
يا سيد الأوهامِ
دَعْ قلمي
يَشرَبْ
وَمن دَمِكَ المطلولِ
مورِدُهُ
وَدعْهُ يَسلبْكَ
ما حاولتَ تكتمُهُ
فَفاضَ
رغمَكَ
في لحنٍ
تصعِّدُهُ!!
وفاضَ
حتى طغَتْ أصداءُ صرخَتِهِ
وَأغرَقَ الكونَ
في لغطٍ
تمرُّدُهُ
يا غابةَ الأَلمِ المكبوتِ
يا عُمُراً
أقصى أمانيهِ
أنْ يمضي بهِ
غدُهُ!!
حتَّامَ تخنق إحساساً؟
فتوقدُهُ!!
وتدَّعي
أنَّ هذا الفعلَ
يخمِدُهُ!!
حتَّامَ
تقنِعُهُ بالحربِ
تَدفَعُهُ
وبعدَها
في خضمِّ الموتِ
تُفرِدُهُ؟!
حتَّامَ
حتَّامَ
يا قلبي الذي يَبسَتْ
أوراقُهُ
وطغَى فيهِ
تنهُّدُهُ
أ أنتَ تكرَهُ أن تزدانَ مجدِبةٌ
أو يهجَرَ الليلَ
رغمَ السُّهدِ
أسودُهُ؟!
العارمانِ:
شعورٌ
لستَ تجحدُهُ
رغمَ الهدوءِ
ووهمٌ
لستَ تطردُهُ
الجامحان:
شعورٌ
لا يقيِّدُهُ
شيءٌ
ووهمٌ
ظلامُ الليلِ يولِدُهُ
ظِلاَّكَ يا جَبلاً
ظِلاَّكَ يا رَحِماً
جنينُ بركانِهِ
قد حانَ مولِدُهُ
فدعهما يُنجِبا
ناراً
وعاصِفةً
فَقَد مَللتُ هدوءاً
لستُ أعهدُهُ!!
يا قلبُ يا مِنبرَ الأفكارِ
يا رجلاً
أحلى الأماني
بسوط الكذبِ
تجلِدُهُ!!
يا خيمةً
في صحارى الخوفِ
قائمةً
والريحُ تنذر مَن فيها
وتوعدُهُ!!
يا غيمةً
أطعَمَتْ
قلبَ الثَّرى
دَمَها
وَلم تُفكِّرْ
بماذا سوفَ تُرعِدُهُ؟!
يا محجراً
ضاعَ في كهفِ الأسى
عُمُراً
وعادَ
لا مقلَةٌ
للنورِ تُرشِدُهُ
الصمتُ والصوتُ
في أعرافِ قافلتي
سِيَّانِ
لكنَّ صمتَ المرءِ
يُجهِدُهُ!!
فقد يموتُ بقولٍ
لا يُردِّدُهُ
وقد يعيشُ بقولٍ
ليسَ يقصدُهُ!!
الكبتُ كالموتِ
هذا لا يخلِّدُهُ
وذاكَ
في حُفرَةٍ جَرداءَ
يُلحِدُهُ!!
يا غَابَةَ الألمِ المكبوتِ
ما أرَقِي
إلاَّ لأنَّ مسائي
ماتَ فرقَدُهُ!!
كانَ انتظاريَ
نورَ الفَجرِ
يُبعِدُني
عنِ الهمومِ
فَصارَ الليلُ
يبعدُهُ!!
يا قلبُ
إنَّا سواءٌ
في مواجِعِنا
فعُمرُنا
ضاعَ في الأيامِ
موعدُهُ!!
لم ينتظرْهُ كِلانا
حينَما أزِفَتْ ساعاتُهُ
فَمَضى
والموتُ مقصَدُهُ!!
أينَ القصيدُ
الذي كنا نبعثِرُهُ على الدروبِ
فَنَنْساهُ
وَنفقدُهُ؟!
على الصَّبايا
فهذي ندَّعي وَلَهاً بِها
وتِلكَ بآهاتٍ
نُؤكَّدُهُ!!
نجنِّدُ الحرفَ
تِلوَ الحرفِ
جيشَ هوىً
نَغزُو بِهِ الوَرَقَ الغافي
ونُنجدُهُ!!
في لحظةٍ
نرتأي رأياً
فنَحمِلُهُ على السُّيوفِ
وفي أخرى
نُفنِّدُهُ!!
هدوءُكَ الآنَ
لا يُجدي
فثُرْ جَلَداً
أنشِدْ بِسيفِكَ
ما لا شيءَ
يُنشدُهُ!!
قَبْلُ امتَشَقتَ حُساماً
لا مثيلَ لَهُ
منَ القصيدِ
وأنتَ اليومَ
مُغمَدُهُ!!
أنتَ الذي مزَّقَتْ كفَّاكَ
كلَّ مدىً
أنتَ الذي
مضربُ الأمثالِ
شُرَّدُهُ
أتحمَدُ الصَّمتَ؟
كلاً
إنَّ قافيةً في نبضِكَ الغَضِّ
تُرغيهِ
وتُزبِدُهُ
فجِّرْ شُعورَكَ
يا قلبي
بوجهِ أسىً
وَافتَحْ بصوتِكَ
باباً
كانَ يوصِدُهُ
واصرخ:
– سأحشُو عُيونَ الشِّعرِ
منْ غَضَبٍ
قد صِيغَ
منْ ألَمٍ مُرٍّ
مُهنَّدُهُ
خواطر عن الهدوء
الهدوء يمثل حالة من الاسترخاء، والسلام.. والبعد عن الاضطراب.. وهو معنى جميل ولكن ضاعت ملامحه في زمن مليء بالقلق والتوتر.. وتستطيع الوصول إلى حالة من الهدوء عن طريق البعد عن أماكن الضوضاء.. ثمّ إغماض العينين.. ومحاولة التنفس بعمق.. ثمّ تركيز العقل على شيء ما، ثمّ محاولة الاسترخاء.
العمل والراحة وجهان لعملة واحدة.. ففي العمل تشعر أنك تنجز وتنمو وتتقدم .. و في الراحة التي تحصل عليها تشعر بالهدوء النفسي الذي يساعدك في إنجاز أكبر في عملك.
منحني الله الشجاعة للإقبال على تغيير الأشياء.. لذا أقوم بتغييرها.. ومنحني الهدوء لأتقبل ما أعجز عن تغييره.. كما منحني الحكمة لمعرفة الفرق بين الأمرين.
هدوء صريح.. وللبعض قبيح.. ولكنّه للنفس مريح.. تأتي للروح المتعبة المنهكة.. كالطفل الجريح تقبلها، تهدهدها.. وتلقي بها في مهد السبات لتستريح.
ارتياح يصاحب الروح.. مع حفيف الأغصان في سكون الليل.. كل شيء له أنغام.. سكنات وتنهيدات تصاحب الآهات في الأنام.. وغمضة جفنٍ.. وأخرى تجرُّ من الحلم خلفها أحلام.
إنّ الإنسان الهادئ هو الذي يستطيع أن يفوز بقلوب الآخرين .. الهدوء بكل ما يعنيه من معنى قادر على صناعة العجائب.. والتأثير على النفوس الغليظة.. العنف يولد العنف.. والغضب يولد الغضب .. أمّا الهدوء فإنّه يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار.
رسائل عن الهدوء
الرسالة الأولى:
يداعبني سكون الليل فيهمس لي،
لما كل هذا الهدوء،
هل لأنك في حضرتي،
قلت نعم لكي أتأمل جمال عظمة الله سبحانه في إيجادك،
لذا يجب عليّ أن أتحلى بالهدوء،
أيها الليل تشبهني كثيراً،
هادئ ساكن يسكنك الجمال والنقاء ويسكنك الطهر،
لكن قليل من هم يبصرونك وذلك القمر في أحشاك،
الذي يـوحي إلي فما زال هناك بصيص أمل.
الرسالة الثانية:
عندما يأتي الليل وهدوؤه،
تثيرني الأحزان،
يسكُن ما في الكون كائنٌ أو إنسان،
أمّا أنا فيثور بقلبي بُركان،
تنام العيون ملء الجفون،
إلّا قلبي وعقلي المجنون أهيم في الذكريات،
أعشق اجترار مسافات،
وأغرق في التفاصيل الصغيرة،
وأنظر للنجوم المنيرة،
وأعلو على سحابة أحزاني أصل للقمر.
الرسالة الثالثة:
هَل تندم على أيّ فعل قمت به؟
تكون إجابة عقلك نعم،
لكن ما تمّ قد تم
تنظر بخمول إلى المشهد الذي تكوّنهُ عيناك أمامك،
تشعر بالهدوء في المشهد، ويتساءل عقلك،
هل إن رسمت لوحة للهدوء يجب أن يكون اللون الأسود من عنـاصرها؟
تفكر في أشياء كثيرة حتى تأمر عقلك أيضاً بالهدوء،
وتشعر بإحساس غريب أن لا تفكر في شيء،
هل معناه تفكيرك في عدم التفكير بأيّ شيء؟
فإن كانت هذه هي الحالة،
فما حالة عدم التفكير في شيء في هذا الهدوء؟
تراقب السماء الساكنة،
وتلاحظ أنّ عقلك بدأ التفكير مرةً أخرى في أشياء عديدة،
حتى لا تستطيع إلا أن تصرخ هـدوء.