كلام في الحزن

'); }

الحزن

الحزن هو شعور الإنسان بعدم الرضا نتيجة لمشاكل عدّة يواجهها في حياته، سواء أكانت ْ قد وقعت ضمن إرادته، أو رغماً عنه، وهذه المواقف تترك أثراً في نفس صاحبها، ويختلف تأثيرها من شخص لاَخر حسب قناعة وتفكير الشخص ذاته، ونظرته للحياة، فعلى سبيل المثال، الإنسان الذي يؤمن بأن هذه الحياة هي دار ابتلاء، وأنها فانية مدبرة لا يحزن بحجم الإنسان الذي لا يحمل في قلبه أدنى فكرة عن الحياة، ومفهومها الحقيقي، فعندما يدرك المحزون المعنى الحقيقي للحياة، ستهون عليه الكثير من الأحلام، والطموحات التي لم تتحقق بمشيئة الله عز وجل، ولن يحزن لعدم امتلاكه هذا أو ذاك، بل سيكون مطمئناً لتدابير الله تعالى، فقد روي عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فقال: (كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ : احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، ( رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ )).[١]

كلام في الحزن

لا تحزن، ربما من الصعب جداً ألّا تحزن، لأنكَ في الدنيا، والدنيا كُتب َ علينا فيها الشقاء، فكل من كابد الدنيا لا بد أن يشقى، لا تحزن، ولن أحزن، لأني مسافر، هل رأيتَ مسافر يكترث بالقرية التي يمر عليها ؟! لن أحمل َ رزقي فوق ظهري، لأن الله تكفَّلَ به، حتى عمري تكفَّل َ الله به، فلن أخشى عدواً، ولا مرضاً، ولا شيء، فمتى ما حل الأجل فلا مناص، لن أحزن إذا خاصمني أحد، فنبينا اَدم عليه السلام قبل نفخِ الروح خاصمهُ إبليس وكان له عدوا، فهناك من يعاديكَ لطبعه لا لطبعك، وهذا يظهر جلياً واضحاً في الآية الكريمة التالية من سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ)،[٢]نوح عليه السلام صنع ما ينجي به القوم، فاتخذه القوم سخرياً، سليمان عليه السلام، حارب السحرة، فاتهمه الأعداء أنه من السحرة، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، جاء لتوحيد القلوب، فاتهموه بتفريق القلوب، هكذا بعض الناس يتهمونك َ بالذي أنتَ تحاربه، فلن أحزن إذا خاصمني أحد، فمن أحبني، فيومي يجري بدونه، ومن كرهني، فلن يوقف يومي، وأنت لا تحزن إذا وقعتَ يوماً في فقر، فلن تموت حتى تستوفي رزقكَ المقدر لكَ من الحياة، فمن يعقل لا يحمل رزقه ُ فوق ظهره، بل يفوض أمره لله الرازق، الواهب، الواحد، الأحد، القهار، وتذكر ثلاثة قواعد أساسية وهي: في الحياة لا نجاة من الموت، ولا سلامة من الناس، ولا راحة فيها، لهذا لا تحزن.

'); }

المراجع

  1. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عبّاس، الصفحة أو الرقم: 2516.
  2. سورة البقرة، آية: 34.
Exit mobile version