ثقافة إسلامية

جديد من هم كتاب الوحي في عهد الرسول

الوحي

اختص الله سبحانه وتعالى أنبياءه ورسله بالوحي الذي ينزل عليهم متضمناً إعلامهم وإخبارهم بالأوامر والأحكام، وتحدث النبي محمد عليه الصلاة والسلام عن أمر الوحي، وكيف يأتيه أحياناً كصلصلة الجرس، ثم يذهب عنه وقد وعى ما سمع، وهو أشده على رسول الله، وأحياناً يأتيه الملك على صورة رجلٍ فيكلمه، فيسمع ويعي منه ما يقول، وأتى جبريل مرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهو جالسٌ بين أصحابه في صورة دحية الكلبي كما في حديث جبريل الشهير، حيث سأل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان.

ابتداء الوحي

نزل الوحي أول ما نزل على نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وهو يتعبد في غار حراء، حيث أتاه جبريل عليه السلام وهو يقول له: اقرأ، فيقول النبي: ما أنا بقارئ، فيقول جبريل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) [العلق: 1-2]، وكانت تلك اللحظات بداية نزول الوحي على النبي الكريم، حيث استمر نزول الوحي، وتتابع إلى وفاته عليه الصلاة والسلام، وانتقاله إلى الرفيق الأعلى.

أهمية الوحي

تضمن الوحي نزول آيات القرآن الكريم على صدر النبي عليه الصلاة والسلام، وكان النبي الكريم أمياً لا يقرأ ولا يكتب، لذلك كان بين يديه عددٌ من الصحابة يكتبون آيات القرآن الكريم على الجلود، والرقاع، وسعف النخيل؛ حفظاً لها من النسيان أو الضياع، وكان هؤلاء الصحابة الكرام يستمعون إلى آيات الله تعالى وسوره من رسول الله، ثم يكتبونها، وآخرون يحفظونها في صدورهم، وكان أمر ترتيب المصحف وسوره وآياته أمراً توقيفياً من الله تعالى عن طريق نبيه الكريم.

عدد كتاب الوحي من الصحابة

قيل أنّ عدد الصحابة الذين شاركوا في هذه المهمة العظيمة ستة وعشرون كاتباً، وقيل اثنان وأربعون، عرف منهم في مكة: علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وخالد بن سعيد بن العاص، والأرقم بن أبي الأرقم، وعامر بن أبي فهيرة، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، وحاطب بن عمرو، وجعفر بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الله بن أبي بكر.

أما في المدينة المنورة فعرف من كتاب الوحي: خالد بن زيد، وأبي أيوب الأنصاري، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن رواحة، ومعيقب بن أبي فاطمة الدوسي، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن أُبيّ بن سلول، وبريدة بن الحصيب، ومحمد بن مسلمة، وحذيفة بن اليمان، وثابت بن قيس بن شماس، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وحنظلة بن الربيع.

بعد صلح الحديبية انضم نفر إلى كتاب الوحي، وعرف منهم: يزيد بن أبي سفيان، وأبي سفيان صخر بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان، وخالد بن الوليد، وجهم بن الصلت بن مخرمة، وجهم بن سعد، وحويطب بن عبد العزى، والحصين بن النمير، وعبد الله بن الأرقم، والعباس بن عبد المطلب، ، وسعيد بن العاص، وأبان بن سعيد بن العاص، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، والعلاء الحضرمي، وشرحبيل بن حسنة.

اختصاص كتاب الوحي

اختص كل كاتب من كتاب الوحي بمهام معينة؛ فكان علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مختصاً بكتابة المعاهدات؛ ومنها: اتفاقيّة صلح الحديبية، ومنهم من اختص بكتابة الوحي؛ ومنهم عثمان بن عفان، وعلي ابن أبي طالب، وزيد بن ثابت، ومنهم من كان مختصاً بكتابة حوائج الناس؛ كالمغيرة بن شعبة، أما زيد بن ثابت رضي الله فكان اختصاصه مكاتبة الملوك والأمراء، ولكتابة الغنائم كان معيقب بن أبي فاطمة الدوسي، وإذا غاب أي واحد من هؤلاء الكتاب تولى الصحابي الجليل حنظلة بن الربيع المهمة.

صفات كتاب الوحي

تميز كتاب الوحي رضي الله عنهم بالحفظ والإتقان، وكان سيدهم وإمامهم في ذلك الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه الذي تولى مهمة جميع القرآن في عهد الصديق رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى