إسلام

قواعد الرسم العثماني

صورة مقال قواعد الرسم العثماني

الرسم العثماني

الرسم في اللغة بمعنى الخط، والكتابة والسطر،[١] ويقصد بالرسم العثماني هو رسم المصحف الذي ارتضاه عثمان بن عفان والصحابة الكرام في زمنه رضوان الله عليهم في كتابة كلمات القرآن الكريم وحروفه، وقد اعتنى العلماء بهذا العلم فألفوا فيه المؤلفات، مثل:[٢]

  • المقنع في رسم مصاحف الأمصار، لمؤلفه أبي عمرو الداني.
  • عنوان الدليل في رسوم خط التنزيل، لمؤلفه أبي العباس المراكشي.
  • منظومة اللؤلؤ المنظوم في ذكر جملة من المرسوم، لمؤلفها الشيخ محمد بن أحمد المتولي، وقد شرحها الشيخ محمد خلف الحسيني.

قواعد الرسم العثماني

القرآن الكريم معجز في كل شيء، ومن إعجازه أنه اختص بقواعد معينة في خطه ورسمه تختلف عن الخط العادي ببعض الاختلافات، ولله تعالى في ذلك حكمة، وقد حصر علماء هذا الفن قواعد رسم المصحف (الرسم العثماني) في ست قواعد، هي كما يلي:[٣][٤]

قاعدة الحذف

وهي في حذف أحد الحروف الثلاثة: الألف، والواو، والياء، وبعض الحروف الأخرى، وأكثرها في حذف حرف الألف، ومن أمثلة ذلك:

  • حذف حرف الألف: تحذف الألف رسماً من ياء النداء: “يأيها”، وتحذف ألف هاء التنبيه مثل: “هأنتم”، ومن لفظ الجلالة “الله”، ومن كلمة “إله”، ومن لفظ “الرحمن”، ومن لفظ “سبحن”، ومن كل جمع على وزن مفاعل مثل “المسجد”، ومن بين اللامييْن في كلمة “الكلالة”، وغيرها من الكلمات إلا ما وقع فيها استثناء.
  • حذف حرف الواو: تحذف الواو رسماً إذا وقعت مع واو أخرى، نحو: “لا يستوُن”، “فأوُا”، وتحذف الواو في هذه الأفعال الأربعة: (ويدعُ، يدعُ، ويمحُ، سندعُ).
  • حذف حرف الياء: تحذف الياء رسماً من كل اسم منقوص منوّن، مثل: “باغٍ”، “عادٍ”، وتحذف كذلك من هذه الكلمات: (أطيعون، اتّقون، خافون، ارهبون، فأرسلون، واعبدون)، إلا ما استثني منها.
  • حذف اللام: تحذف اللام رسماً إذا كانت مدغمة في مثلها، مثل: (الّيل، الّذي) إلا ما استثني.

قاعدة الزيادة

وتكون أيضاً في زيادة حرف الألف، أو الواو، أو الياء، مثل:[٥]

  • زيادة حرف الألف: تزاد الألف بعد الواو المتطرفة في آخر كل اسم مجموع أو في حكم المجموع، مثل: (ملاقوا، بنوا) وما يشبهها، وتزاد الألف بعد الهمزة المضمومة المرسومة على واو، مثل: (تفتؤا)، وتزاد أيضاً في كلمة (مائة)، (مائتين)، وبعد الشين في كلمة (لشاىء)، وفي الكلمات الثلاثة: (الظنونا، الرسولا، السبيلا)، وغير ذلك.
  • زيادة حرف الواو: في كلمات نحو (أولوا، أولئك، أولاء، أولات) وما يشبهها من الكلمات.
  • زيادة حرف الياء: تُزاد الياء في كلمة (بأييْد)، (بأييكم)، وغيرها من الكلمات.

قاعدة الهمز

  • إذا كانت الهمزة ساكنة تُكتب بحسب حركة ما قبلها، مثل: (ائذن، اؤتمن،، البأساء)، إلا ما اسثني من القاعدة.
  • إذا كانت الهمزة أول الكلمة ومتحركة تكتب على ألف، سواء كانت مفتوحة أم مضمومة أم مكسورة، مثل: (أَيوب، أٌولوا، إِذا، سأَصرف، سأُنزل).
  • إذا كانت الهمزة وسط الكلمة فتكتب على حرف من جنس حركتها، مثل: (سأَل، سُئِل، نقرَؤُه)، إلا ما استثني من ذلك.
  • إذا كانت الهمزة متطرفة تكتب بحرف من جنس حركة ما قبلها، مثل: (سبَأ، شاطِئ، لؤلُؤ)، وإن كان قبلها ساكن تكتب على السطر، مثل: (مِلء، الخَبء).

قاعدة البدل

  • تكتب الألف واواً، مثل: (الصلاة، الزكاة، الحياة)، وتُبدل الألف ياء إذا كانت منقلبة عن ياء، مثل: (يا حسرتي، يا أسفى).
  • تُبدل نون التوكيد الخفيفة تنويناً، في مثل: (ولَيكوناً).
  • تُبدل هاء التأنيث تاءً مفتوحة في بعض الكلمات، مثل: (رحمت، نِعمت، كلمت، لعنت، معصيت، امرأت)، وغيرها من الكلمات في بعض مواضعها في القرآن الكريم، وللمزيد في هذا تراجع كتب التجويد من باب التاءات.

قاعدة الوصل والفصل

  • كلمة (أَن) توصل بكلمة (لا) إذا جاءت بعدها، فتصبح ألّا، إلا ما استثني منها.
  • كلمة (مَن) توصل بكلمة (ما) إذا وقعت بعدها، فتصبح ممّا، إلا ما استثني منها.
  • كلمة (مِن) توصل بكلمة (مَن) مطلقاً، فتصبح ممّن.
  • كلمة (عن) توصل بكلمة (ما)، فتصبح عمّا، إلا ما استثني منها.
  • كلمة (إِن) توصل بكلمة (ما) غالباً، فتصبح إمّا.
  • كلمة (كل) توصل بكلمة (ما) غالباً، كلّما.
  • ومن الوصل ما هو في الكلمات، مثل: (نِعِمّا، رُبَما، كأنّما، وَيكأنَّ).

قاعدة ما فيه قراءتان

خلاصتها أن بعض الكلمات لها أكثر من قراءة صحيحة متواترة، ولكن الرسم لا يحتمل إلا وجهاً واحداً للكتابة، فتُرسم بطريقة تقبل الوجهين، مثل: (مَلِك) تقرأ أيضاً (مالك) رسمت بحذف الألف، فتُقرأ بحذف الألف وإثباتها، ومثلها أيضاً كلمة (يخادعون)، فتقرأ أيضاً (يخدعون)، وكلمة (وواعدنا)، فتقرأ (ووعدنا)، وغيرها من الكلمات في القرآن الكريم، ومن يريد الزيادة في معرفة هذا العلم فعليه بكتب الرسم المختصة في الخط.

المراجع

  1. المارغني التونسي، دليل الحيران على مورد الظمآن، صفحة 63. بتصرّف.
  2. محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، صفحة 369. بتصرّف.
  3. محمد عبد العظيم الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، صفحة 369-386. بتصرّف.
  4. محمد معبد، نفحات من علوم القرآن، صفحة 114-118. بتصرّف.
  5. المارغني التونسي، دليل الحيران على مورد الظمآن، صفحة 264-277. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى