جديد قصيدة عن فراق الحبيب

'); }

الفراق

الفراق هو حالة انفصال روح واحدة عن جسدين منفصلين ونكتشف أنّ الحياة هي ذاتها لم تتغير لكن شيئاً بداخلنا هو الذي تغير، وهو الذي أصابه العطب والخلل والكسر فتغيرت معه كل استجابات مشاعرنا وأحاسيسنا وهو ألم وعذاب وأنين وحزن.

أودع منك الصدر والبدر والبحرا

ابن سناء الملك هو شاعر وأديب متميز ولد في مصر سنة 550هـ له عدة دواوين منها ديوان الشاعر، هو ديوان كبير جداً يضمّ ثمانية آلاف بيت وأيضاً له العديد من الأشعار عن الفراق منها:[١]

أُودِّعُ منك الصَّدرَ والبدْرَ والبَحْرَا

وأَوُدع قَلْبي بَعْد فُرْقَتِكَ الجَمْرا

أَذمُّ مسيري عَنْك حِين حمِدتُه

'); }

إِليك ولولا أَنت لَمْ أَحْمَد المَسْرى
سأَعْدِم صَبْرِي حين آتي مودِّعاً  
وأَغْدُو كمُوسى حين لم يَسْتَطِع صَبْرا ل

أَنْسَيْتَني أَهْلِي وَمَا زِلْتُ نَاسِياً

لِنِسْيَانِهِمْ أَو ذاكراً لهمُ ذِكْرا

وعوّضتَني عَنْ منزلٍ بمنازلٍ

وأَبْدَلْتني مِنْ والدٍ والداً برَّا

حَلاَ في ذُارَكَ الْعَيْشُ أَو خلته لمىً

ورقَّ إِلى أَن كِدْتُ أَحْسَبُه خَصْرا

رماني إِليك الدَّهرُ حتَّى لو أَنَّني

ظفِرْتُ بكفِّ الدَّهر قبَّلتها عَشْرَا

ظَمِئت إِلى شُكرٍ يَقُومُ بِحَقِّهِ

وأَعْجِبْ بظمآنٍ وقد جاوز البَحْرَا

فإِن غبتُ فاذكرني فإِنِّيَ مؤمنٌ

ولا مؤمنٌ إِلاَّ وتَنْفعُه الذِّكْرَى

وداع وشكوى

إيليا أبو ماضي شاعر عربي لبناني يُعدّ من أهم شعراء المهجر، ولد بقرية المحيدثة في المتن الشمالي اللبناني وتوفي عام 1957 ميلادي، ومن أجمل أشعاره في الفراق:[٢]

أزفّ الرّحيل وحان أن نتفرّقا

فإلى اللّقا يا صاحبّي إلى اللّقا

إن تبكيا فلقد بكيت من الأسى

حتى لكدت بأدمعي أن أغرقا

وتسعّرت عند الوداع أضالعي

نارا خشيت بحرّها أن أحرقا

ما زلت أخشى البين قبل وقوعه

حتى غدوت وليس لي أن أفرقا

يوم النوى للّه ما أقسى النّوى

لولا النّوى ما أبغضت نفسي البقا

رحنا حيارى صامتين كأنّما

للهول نحذر عنده أن ننطقا

أكبادنا خفّاقة وعيوننا

لا تستطيع من البكا أن ترمقا

نتجاذب النظرات وهي ضعيفة

ونغالب الأنفاس كيلا تزهقا

لو لم نعلّل باللقاء نفوسنا

كادت مع العبرات أن تتدّفقا

يا صاحبي تصبّرا فلربّما

عدنا وعاد الشّمل أبهى رونقا

إن كانت الأيّام لم ترفق بنا

فمن النّهى بنفوسنا أن نرفقا

أنّ الذي قدر القطيعة والنّوى

في وسعه أن يجمع المتفرّقا

ولقد ركبت البحر يزأر هائجا

كالليث فارق شبله بل أحنفا

والنفس جازعة ولست ألومها

فالبحر أعظم ما يخاف ويتّقى

فلقد شهدت به حكيما عاقلا

ولقد رأيت به جهولا أخرقا

مستوفز ما شاء أن يلهو بنا

مترّفق ما شاء أن يتفرّقا

تتنازع الأمواج فيه بعضها

بعضا على جهل تنازعنا البقا

بينا يراها الطّرف سورا قائما

فاذا بها حالت فصارت خندقا

والفلك جارية تشقّ عبابه

شقّا كما تفري رداء أخلقا

تعلو فنحسبها تؤمّ بنا النّسما

ونظنّ أنّا راكبون محلّقا

حتّى إذا هبطت بنا في لجّة

أيقنت أنّ الموت فينا أحدقا

والأفق قد غطّى الضباب أديمه

فكأنّما غشي المداد المهرفا

لا الشّمس تسطع في الصّباح ولا نرى

إمّا استطال اللّيل بدرا مشرقا

عشرون يوما أو تزيد قضيتها

كيف التفتّ رأيت ماء مغدقا

نيويورك يا بنت البخار بنا اقصدي

فلعلّنا بالغرب ننسى المشرقا

وطن أردناه على حبّ العلى

فأبى سوى أن يستكين إلىالشّقا

كالعبد يخشى بعدما أفنى الصبى

يلهو به ساداته أن يعتقا

أو كلّما جاء الزمان بمصلح

في أهله قالوا طغى وتزندقا

فكأنما لم يكنه ما قد جنوا

وكأنما لم يكفهم أن أخفقا

هذا جزاء ذوي النّهى في أمّة

أخذ الجمود على بينها موثقا

وطن يضيق الحرّ ذرعا عنده

وتراه بالأحرار ذرعا أضيقا

ما إن رأيت به أديبا موسرا

فيما رأيت ولا جهولا مملقا

مشت الجهالة فيه تسحب ذيلها

تيها وراح العلم يمشي مطرقا

أمسى وأمسى أهله في حالة

لو أنها تعرو الجماد لأشفقا

شعب كما شاء التخاذل والهوى

متفرّق ويكاد أن يتمزّقا

لا يرتضي دين الآله موفّقا

بين القلوب ويرتضيه مفرقا

كلّف بأصحاب التعبّد والتّقى

والشرّ ما بين التعبّد والتّقى

مستضعف إن لم يصب متملقا

يوما تملّق أن يرى متملقا

لم يعتقد بالّلم وهو حقائق

لكنّه اعتقد التمائم والرّقى

ولربما كره الجمود وإنما

صعب على الانسان أن يتخلّقا

وحكومة ما إن تزحزح أحمقا

عن رأسها حتّى تولّي أحنقا

راحت تناصبنا العداء كأنما

جئنا فريّا أو ركبنا موبقا

وأبت سوى إرهقنا فكأنما

كلّ العدالة عندها أن ترهقا

بينا الأحباب يعبثون بها كما

عبث الصّبا سحرا بأغصان النّقا

بغداد في خطر ومصر رهينة

وغدا تنال يد المطامع جلّقا

ضعفت قوائمها ولما ترعوي

عن غيّها حتى تزول وتمحقا

قيل اعشقوها قلت لم يبق لنا

معها قلوب كي نحبّ ونعشقا

إن لم تكن ذات البنين شفيقة

هيهات تلقى من بينها مشفقا

أصبحت حيث النّفس لا تخشى أذى

أبدا وحيث الفكر يغدو مطلقا

نفسي اخلدي ودعي الحنين فإنما

جهل بعيد اليوم أن نتشوّقا

هذي هي الدّنيا الجديدة فانظري

فيها ضياء العلم كيف تألّقا

إني ضمنت لك الحياة شهيّة

في أهلها والعيش أزهر مونقا

أعيذك بالرحمن

جميل بن معمر شاعر من العصر الأموي سُمّي بجميل بثينة وذلك لحبه الشديد لها، ومن قصائده في الفراق عندما قاموا بتزويج محبوبته من شخص آخر:[٣]

أَلا نادِ عيراً مِن بُثَينَةَ تَرتَعي

نُوَدِّع عَلى شَحطِ النَوى وَتُوَدِّعِ

وَحُثّوا عَلى جَمعِ الرِكابِ وَقَرِّبوا

جِمالاً وَنوقاً جِلَّةً لَم تَضَعضَعِ

أُعيذُكِ بِالرَحمَنِ مِن عَيشِ شِقوَةٍ

وَأَن تَطمَعي يَوماً إِلى غَيرِ مَطمَعِ

إِذا ما اِبنُ مَلعونٍ تَحَدَّرَ رَشحُهُ

عَلَيكِ فَموتي بَعدَ ذَلِكَ أَو دَعي

مَلِلنَ وَلَم أَملَل وَما كُنتُ سائِماً

لِأَجمالِ سُعدى ما أَنَخنَ بِجَعجَعِ

أَلا قَد أَرى إِلّا بُثَينَةَ هَهُنا

لَنا بَعدَ ذا المُصطافِ وَالمُتَرَبَّعِ

ألم الفراق نفى الرقاد ونفرا

قصيدة للشاعر الملك الأمجد التي صنفها القارئ على أنّها قصيدة فراق ونوعها عمودية من بحر الكامل:[٤]

أَلَمُ الفراقِ نَفَى الرُّقادَ وَنفَّرا

فلذاكَ جَفْنِيَ لا يلائمُه الكرى

جسدٌ يذوبُ مِنَ الحنينِ ومقلةٌ

حكمَ البعادُ وجَوْرُهُ أن تَسْهَرا

يا منزلاً أستافُ رَوْحَ صعيده

فكأننَّي أستافُ مسكاً أذفَرا

وكأنَّني لمّا نشقتُ عبيرَهُ

أودعتُ أسرابَ الخياشمِ عنبرا

جادَ القِطارُ ثرى ربوعِكَ وانثنى

فيها السحابُ كماءِ دمعي مُمطِرا

وأما ودمعٍ كلَّما نهنهتُهُ

جمَحَتْ بوادرُ غربِه فتحدَّرا

اِنّي أُجِلُّ ترابكنَّ بأنْ يُرى

يوماً بغيرِ ملثهِّنَّ مُغرفَرا

ولقد شكرتُ الطيفَ لما زارني

بعدَ الهُدُوِّ وحَقُّهُ أن يُشكَرا

أسرى اليَّ وقد نحلتُ فوالهوى

لولا الأنينُ لكادَ بي أن يعثرا

ومن البليَّةِ أن صيِّبَ أدمعي

أضحى عنِ السرِّ المصونِ مُعَبَّرا

ومولَّهٍ في الوجدِ حدَّثَ دمعُهُ

بأليمِ ما يلقاهُ فيه وخبَّرا

ما أومضَ البرقُ اليمانِ على الغَضا

اِلاّ تشوَّقَ عهدَهُ وتذكَّرا

واِذا رمى بعدَ الخليطِ بطرفهِ

نحوَ الديارِ رأى الحمى فاستعبرا

يهوى النسيمَ بليلةً أردانُه

عَبِقَ المهبَّةِ بالعبيرِ مُعَطَّرا

يسري إلى قَلِقِ الوسادِ وكلَّما

ذكَر الأحبَّةَ والشبابَ تحسَّرا

قد كانَ في الزمِن الحميدِ هبوبُه

أنَّى تنسَّمَ باللقاءِ مبشِّرا

يا حارِ لو يسطيعُ يومَ سُوَيقَةٍ

قلبي التصبُّرَ عنهمُ لتصبَّرا

ظعنوا فلو حلَّ الذي قد نالَه

بالصخرِ بعدَ نواهمُ لتفطَّرا

للّهِ كم وجدِ هناكَ أثارَهُ

للصبِّ حادي العيسِ ساعةَ ثوَّرا

نظرَ الديارَ وقد تنكَّرَ حسنُها

فشجاهُ ربعٌ بالغُوَيرِ تنكَّرا

وتغيَّرتْ حالاتُه بعدَ النوى

وقُصارُ حالِ المرءِ أن يتغيَّرا

شِيَمٌ بها عُرِفَ الزمانُ وكلُّ ما

قد سرَّ أو ما ساءَ منه تكرَّرا

ومسهَّدينَ مِنَ الغرامِ تخالُهمْ

عَقِبَ السُّهادِ كأنْ تعاطَوا مُسكِرا

مِن كلَّ مسلوبِ القرارِ مدلَّهٍ

فوقَ المطيَّ تراهُ أشعثَ أغبَرا

يرمي بها أعراضَ كلَّ تنوفةٍ

لو جابَ مجهلَها القطا لتحيَّرا

كَلَفاً بغِزلانِ الصريمِ ولوعةً

منعتْ كراه صبابةً وتفكُّرا

فتروقُه فيه الظباءُ سوانحاً

فيها طلاً فضحَ القضيبَ تأطُّرا

ويَظَلُّ في عرصاتهنَّ محاوراً

ظبياً يقلَّبُ ثَمَّ طرفاً أحورا

يرضى على عَنَتِ الزمانِ وحكمِه

منه بما منحَ الهوى وتيسَّرا

مِن شَعرِه وجبينهِ انا ناظرٌ

ليلاً أَضِلُّ به وصبحاً مسفرا

ما كانَ ظنَّي بعدَ طولِ وفائهِ

وهو الخليقُ بمثلِه أن يَهجُرا

أُمسي سميرَ النجمِ وهو محيَّرٌ

والعيسُ تقطعُ بي اليبابَ المقفرا

يخشى الدليلُ به فليس يُفيدُهُ

تحت الدُّجُنَّةِ أن يهابَ ويحذرا

في مهمهٍ ينضي المطيةَ خرقُهُ

فتراهُ مُنْطَمِسَ المعالمِ أزورا

تَخدي وأُنشِدُ مِن غرامٍ فوقَها

شعري فتجنحُ في الأزمَّةِ والبُرى

شِعراً إذا ما الفكرُ غالبَ صعبَه

جعلَ التحكُّمَ لي فقلتُ مخيَّرا

ما ضرَّهُ لمّا تقدَّمَ غيرُه

في الأعصرِ الأولى وجاءَ مؤخَّرا

وضِعَتْ عقودُ الدَّر منه لخاطري

فَطَفِقْتُ أنظمُ منه هذا الجوهرا

ما زلتُ مخيَّرا ولأجلِهِ

ما زالَ مِن دونِ القريضِ مُخيَّرا

يحدوه فضلُ جزالةٍ وطلاوةٍ

فيه وكلُّ الصيدِ في جوفِ الفَرا

المراجع

  1. ابن سناء الملك، “أودع منك الصدر والبدر والبحرا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-23.
  2. إيليا ابو ماضي، “أزف الرحيل وحان أن نتفرقا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-23.
  3. جميل بثينة، ديوان جميل بثينة (الطبعة الاولى)، بيروت: دار صادر، صفحة 78.
  4. الملك الأمجد، “ألم الفراق نفى الرقاد ونفرا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-23.
Exit mobile version