محتويات
'); }
قصة البعير الذي اشتكى صاحبه لرسول الله
تدور القصة في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث كان لبيت من الأنصار جمل يستخدمونه في حمل الماء، حتى إنّهم كانوا يكثرون عليه من الحمل، وفي أحد الأيام امتنع الجمل عن حمل أي شيء، فجاء أصحابه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وشكوا له أنّ الجمل الذي يستخدمونه لسقاية الماء أصبح يمنعهم ظهره أي؛ يرفض أن يحمل أي شيء.
ويستصعب عليهم فلا يحمل الماء للزرع ممّا تسبب بعطش الزرع والنخيل حتى أشرفت المروعات على الهلاك، فأمر النبي -عليه السلام- أصحاب الجمل بالقيام معه والذهاب إلى حيث الجمل، ومشى النبي -عليه السلام- باتجاه الجمل وسلم نحوه، فقالوا جماعة من الأنصار للنبي محذرين له: يا رسول الله إنّ هذا الجمل قد أصبح شرسًا مثل الكلب وإننا نخاف أن يُؤذيك.
فرد عليهم النبي -عليه السلام- بأنه لا يخاف منه، وما إن لمح الجمل النبي حتى سجد، فقال أصحاب الجمل: سأل النبي -عليه السلام- عن صاحب الجمل: فإذ بول من الأنصار يقول إنه له، فأمره النبي أن يتقي الله فيه لأنّ الجمل شكى له من شدّة التعب الذي يكلفه إياه صاحبه، فالأشياء التي يملكها الله لنا أمانة علينا أن نصونها ولا نهلكها.
'); }
قصة المضيف الجائع
كان أبو طلحة الأنصاري كريمًا جدًا ويحبّ استقبال الضيف وإكرامه، وفي أحد الأيام جاء للمدينة ضيوف فقام النبي -عليه السلام- بتقسيم هؤلاء الضيوف على بيوت المسلمين في المدينة، وكان من بينهم ضيوف لبيت أبي طلحة الأنصاري الذي فرح بهم كثيرًا، لأنهم ضيوف الله ورسوله، وسينال بهم الأجر والثواب.
كان أبو طلحة الأنصاري يفرح بالضيوف دون أن يعرف إن كان في بيته طعام ليكرمهم به أم لا، ولا يعلم ما صنعت زوجته من طعام وإن كان هناك فائضٌ منه أم لا، وعندما وصل أبو طلحة إلى البيت استأذن وسلّم وسأل زوجته إن كان أطفاله قد تناولوا الطعام أم لا قبل نومهم، وأخبر زوجته أنّ معه ضيوف.
أجابت زوجة أبو طلحة مستبشرة: أهلًا بضيوف رسول الله، وأجابت أم طلحة أبي طلحة دون أي جزع بأنّ في البيت طعام الأطفال فقط وهو أصلًا لا يكفي لأهل البيت فكيف إن كان هناك ضيوف، ففكر أبو طلحة بطريقة للتخلص من إحراج الموقف، فقرر أن يجوع هو وأهل بيته ويُطعم الأطفال.
وتركوا أطفالهم ينامون دون تناول الطعام، وحتى لا يأكل من الطعام مع ضيوفه، وقرّر أن يقوم بحيلة، وهي أن تتذرع زوجته بإصلاح السراج وتطفئه أثناء تناول الضيوف للطعام، فجلس أبو طلحة مع ضيوفه وقدّم لهم الطعام وانطفأ السراج فلم يكن يمد يده للطعام أبدًا.
بل كان يرفعها دون أن يضع فيها شيئًا منه، وترك ضيوفه يأكلون في الظلام وبعد أن أنهى الضيوف الطعام وشبعوا وحمدوا الله على نعمه، دعوا لأبي طلحة بالبركة، وعاد أبو طلحة وأشعل السراج، حيث نام هو وأهل بيته جائعين حتى يشبع الضيوف.
قصة الإسراف إتلاف
في أحد الأيام عاد سامر إلى البيت بعد أن كان يجلس مع مجموعة من أصدقائه في الحديقة المجاورة للمنزل، وكان يتناقش مع أصدقائه بالعديد من القضايا التي تخص الأبناء والأسرة وعن الطريقة المناسبة لتحسين ظروف معيشتهم، وكيف يمكن تأمين حياة أفضل لهم.
لهذا ظلّ فكر سامر مشغولًا بكلّ ما قيل في هذه الجلسة، فدخل إلى البيت وهو شارد الذهن، ولاحظت زوجته ذلك، فسألته زوجته عن السبب فأجابها: أنا مستغربٌ جدًا من خزان الماء في بيتنا، وعلى الرغم من أنّ هناك أسرًا في حينا عدد أفرادهم أكثر من عددنا إلّا أنّ حزان الماء نفسه يكفيهم لستة أيام على الأقل.
ردّت عليه زوجته باستغراب: نعم صحيح، ولا أعلم أبدًا ما السبب في ذلك!، وقد يكون السبب أنّ الخزان لا يمتلئ بشكلٍ كامل مثل باقي الخزانات في الحي، لكن سامر أجابها أنّ الخزان يمتلئ مثله مثل باقي الخزانات وليس هذا السبب.
سكت سامر وظلت الحيرة لديه مستمرة، وبعد تفكير وتروٍّ قرّر سامر أن يراقب طريقة استهلاك أفراد أسرته للماء ليبحث عن أصل المشكلة، ولهذا أخذ من عمله إجازة لمدّة ثلاثة أيام وفي صباح أول يوم من أيام الإجازة استيقظ للصلاة هو وجميع أفراد أسرته.
وأول شيء لاحظه هو صوت تدفق المياه من صنابير الماء بقوة، وأنّ هذا الصوت لا ينقطع أبدًا عند دخول أبنائه للغسيل أو الوضوء، وعرف حينها أنّ أبناءه لا يحسنون استخدام الماء وأنهم يسرفون فيه بشكلٍ غير مبرر.
ولهذا يستهلكون خزانًا كاملًا من الماء كل ثلاثة أيام، وهنا علّم سامر أبناءه الطريقة الصحيحة للغسيل والوضوء للتقليل من إسراف الماء، وضرورة قفل صنابير الماء وعدم استهلاكها دون حاجة.
قصة الحياة تكافل
كان هناك أربعة حيوانات تعيش معًا في الغابة وهي: أرنب وقرد وفيل وطاووس، وكانت هذه الحيوانات الأربعة تعيش على مبدأ الشجار والعداوة؛ حيث كانت تتخاصم معًا على شجرة الفواكه الموجودة في الغابة، ومن الأحقّ بهذه الشجرة، خاصة أنّ الجميع كان يحبّ هذه الشجرة بسبب طعم ثمارها اللذيذ.
جاء رجل إلى الغابة فجأة وادّعى أنّ ملكية هذه الشجرة تعود له وحده، وفي هذه اللحظة شعرت الحيوانات الأربعة بالخطر، وبأن شجرة الفاكهة ستذهب منهم ولن يعود بإمكانهم أن يأكلوا منها أبدًا، لهذا قرّروا أن يضعوا الخصومة جانبًا ويتكافلوا ويتكاتفوا معًا للدفاع عن شجرة الفاكهة لتعود لهم، أو على الأقل أن يزرعوا المزيد من الأشجار كي يصبح لديهم فاكهة متنوعة.
قال الطاووس: أنا سأحضر بذورًا من أشجار الفاكهة وأرزعها، قال الفيل: أنا سأحضر لها الماء بخرطومي وأسقيها كل يوم، قال القرد: أنا سأحضر لها السماد وأضعه عليها، وقال الأرنب: أنا سأحرسها من أي أحد يحاول إتلافها حتى تنمو وتكبر.
بالفعل زرعوا البذور وسقوها ووضعوا لها السماد وكان الأرنب يسهر عليها كي لا يمسها أيّ أذى، حتى نمت وكبرت هذه الأشجار وأصبحت أشجار كبيرة تحمل الفاكهة، وأصبحت تثمر أنواعًا عديدة من الفاكهة ويأكل منها الأصدقاء الأربعة الذين أصبح لديهم أشجار فاكهة بتكافلهم وتعاونهم.