محتويات
'); }
قصة رامي والدواء
كان رامي شابًا صغيرًا ويعيش مع والدته في بيت واحد، وكانا يعيشان حياةً بسيطةً في غاية السعادة والهدوء، وكانت والدة رامي تعمل في بيع المنتجات النسيجية التي تقوم بصنعها في البيت حتى تساعد نفسها وابنها الوحيد في تأمين الاحتياجات اليومية، وحتى يستطيع ابنها إكمال دراسته ويحقق ما يريد.
كان رامي يساعد والدته في بعض الأحيان بعد الانتهاء من دوام المدرسة، وفي أحد الأيام أصيبت والدته بوعكة صحية شديدة، جعلتها طريحة الفراش لعدة أيام، وكانت خلالها لا تستطيع أن تقوم بأي عمل.
كان مرض والدة رامي يشتد وصار بحاجة إلى بعض الأدوية حتى تتخطى تلك المرحلة من مرضها، ولم يكن مع رامي نقود لشراء الدواء، فقصد أكثر من صديق له كان يعتبرهم أعز أصدقائه، لكنهم لم يقدموا له أية مساعدة، وتذكر أخيرًا صديقه منصور وهو صديق عزيز عليه، ولكنَّ منصور ليس معه نقود أيضًا.
'); }
رغم ذلك قرّر رامي أن يجرِّب عسى أن يقدم له بعض المساعدة، فاتصل به وأخبره بقصته، فطلب منه منصور أن يعطيه اسم الدواء، وبعد مرور عدة ساعات عاود رامي الاتصال بصديقه منصور، لكنه كان قد أغلق هاتفه ولم يعد يستجيب لاتصالاته، حزن رامي كثيرًا وظنَّ أن صديقه قد خذله أيضًا، فخرج من البيت يبحث عن مساعدة.
عندما فقد الأمل عاد إلى البيت فوجد صديقه منصور إلى جانب والدته وقد أحضر الدواء المطلوب، وعندما استفسر منه رامي لماذا لم يرد على اتصالاته الكثيرة، أخبره منصور أنه ذهب مباشرة بعد أن تحدث إليه وباع هاتفه المحمول واشترى بثمنه دواء لوالدة رامي، عند ذلك بكى رامي وعرف أن الصديق الوفي لا يقدر بأي ثمن.
قصة علاء الدين وأصدقائه
في زمانًا بعيد كان علاء الدين سعيدًا جدًّا بعدد الأصدقاء الكبير الذي يمتلكه في المدرسة، وكان دائمًا يظنُّ نفسه محظوظًا بذلك العدد من الأصدقاء لأنَّه كان يقضي وقتًا طويلًا معهم، وكانوا كثيرًا ما يلعبون ألعابًا بشكل جماعي ويضحكون ويمرحون، كما أنَّه كان يقدم المساعدة لهم جميعًا عندما يطلبون منه المساعدة في فهم الدروس وفي كتابة الواجبات الدراسية.
فقد كان علاء الدين أكثر الطلاب اجتهادًا وتفوقًا في المدرسة، وكان يشعر بسعادة كبيرة خلال مساعدتهم لأنه يحب مساعدة أصدقائه ويعتقد أنَّهم أصدقاء أوفياء ويجب عليه مساعدتهم جميعًا دون تردُّد.
في يوم من الأيام مرِض علاء الدين مرضًا شديدًا، وتمَّ نقله إلى المستشفى على وجه السرعة ما اضطره إلى التغيُّب عن المدرسة، وانقطع عن دوام المدرسة لمدة أسبوعين، وأكثر ما أحزنه في تلك الفترة أنَّ كل أصدقائه الذين كانوا معه في المدرسة وكان يعتقد أنّهم أصدقاؤه الحقيقيون لم يأتوا إلى زيارته، ولم يسأل أحدٌ عنه ما عدا صديق واحد فقط.
فقد كان صديقه خالد يأتي إلى زيارته في المشفى، وقد زاره أكثر من مرة ليطمئن عليه، خلال تلك الفترة تراكمت الدروس والواجبات على علاء الدين بسبب انقطاعه عن المدرسة، وكان ذلك الصديق الوفي خلال زياراته يخبر علاء الدين بجميع تلك الدروس ويقوم بشرحها له ويحل له الواجبات بشكل مستمر.
عرف علاء الدين في تلك اللحظة أنَّ أصدقاءه ليسوا جميعًا أصدقاءً حقيقيين، وتأكد أنه يمتلك هذا الصديق الوفي فقط من بين جميع أصدقائه.
قصة الصديق الفقير والصديق الثري
منذ زمن بعيد عاش أحد التجار الأثرياء في مدينة جميلة، وكان له ولد اسمه عبد الله قد ورث عنه مهنة التجارة، وكانت تجارة كل منهما في ازدهار ونمو على الدوام، ولكنَّ في أحد الأعوام وقعت الكثير من المشاكل مع الوالد وخسرت معظم تجارته، وبعد فترة قليلة توفي تاركًا لولده التاجر ديونًا كبيرة.
اضطر الولد لأجل ذلك أن يبيع جميع أملاكه وتجارته من أجل أن يسدَّ الديون عن والده، وحتى يبقى ذكر والده حسنًا بين جميع الناس، بعد ذلك عاش الولد مع أسرته حياة الفقراء البسطاء، وضاقت به الحال حتى إنه لم يعد يجد عملًا يعيل به نفسه وعائلته.
تذكَّر عبد الله أنَّه كان له صديق قريب منه كثيرًا ولكنه يعيش في مدينة أخرى منذ سنوات، وهو ابن أحد الأثرياء أيضًا، فقرر أن يتوجه إليه ويطلب منه المساعدة، وفعلًا ذهب إليه وعندما وصل إلى قصره الكبير لم يسمح له البواب بالدخول إلى القصر، وأخبره أنَّ صاحب القصر مشغول.
حزن عبد الله كثيرًا من موقف صديقه منه، وعاد أدراجه إلى منزله الفقير، وبعد فترة قصيرة طرق الباب رجل غريب وكان يسأل عن والد عبد الله، فأخبره بأن والده قد مات منذ فترة، فأعطاه الرجل كيسًا مليئًا بالمال وقال له هذه الكيس أمانة لوالدك كان يجب أن أعطيه إياها والآن أنت الوحيد الذي يستحقها.
أخذ عبد الله كيس المال وكان كبيرًا جدًّا، وكانت فرحة الأسرة كبيرة، ومنذ تلك اللحظة عاد للعمل في مجال التجارة وازدهرت تجارته ورزقه الله المال الكثير، ولكنه بقي على حزنه من صديقه الذي رده خائبًا يوم كان في حاجته، فأرسل إليه رسالة عتاب على ما كان قد بدر منه.
ردَّ عليه صديقه بأنه هو من أرسل إليه الرجل بكيس المال الكبير، وادعى أنه أمانة لوالده، فقد رفض أن يرى عبد الله في موقف ذل وهو يسأل صديقه المساعدة، وآثر أن يساعده بتلك الطريقة، وتيقن عبد الله عند ذلك أن الصديق الوفي هو من يقدم المساعدة لصديقه بأي شكل من الأشكال.
قصة الصديق الوفي حتى الموت
في مدينة بعيدة كان هناك صديقان حميمان لا يفترقان في معظم الأوقات هما سامي وسمير، وفي يوم من الأيام وبينما هما عائدان من إحدى الرحلات التي كانا يقومان بها معًا وقع لهما حادث كبير، فدخلا على إثره إلى المشفى نتيجة إصابة كل منهما، فقد أصيب سامي بعدة كسور في جسده، وأصيب سمير أيضًا بالعديد من الكسور.
بالإضافة إلى ذلك أصيب العمى بعد أن تعرضت عيناه لإصابة بالغة أدت إلى فقدان البصر، وخلال وجود سامي في المشفى تبين من الفحوصات أنه يعاني من مرض السرطان، وقد كان جسده منهكًا كثيرًا، وتبين لدى الأطباء أنه لن يعيش طويلًا.
عندما علم سامي بمرضه أخبر الطبيب أنه سيتبرع بعينيه لصديقه سمير حتى يستعيد بصره، ولتكون دليلًا على حبه له ووفائه له مدى الحياة، ولكنه طلب من الطبيب ألا يخبر أحدًا بهذا الموضوع، وبعد فترة خرج سمير من المشفى بعد أن شفيت كسوره تاركًا سامي ينتظر مصيره المحتوم.
مرت عدة شهور وقد ملَّ سمير من زيارة صديقه الذي ينتظر الموت، فلم يعد يزوره بعد ذلك، وكانت تلك صدمة كبيرة لسامي، بعد فترة من الزمن توفي سامي وحضر سمير من أجل المشاركة في العزاء، فتعرف عليه الطبيب وأخبره بالوصية التي كان سامي قد أوصى له بها.
عندما علم سمير بأنَّ صديقه سامي قد تبرع له بعينيه شعر بضعفه وبقلة إخلاصه عندما تخلى عن صديقه الوفي، وصار يبكي مثل طفل صغير، وظلَّ سمير كلما تذكَّر أنه تخلى عن صديقه في آخر أيام حياته يشعر بالحزن ويدخل في نوبة بكاء على الصديق الذي بقي وفيًا حتى بعد موته.
قصة ماجد والكرسي الخفي
كان ماجد ولدًا نشيطًا ومتفوقًا في دراسته، ولديه الكثير من الأصدقاء في المدرسة، وكان يتحدث بسعادة عن أصدقائه ويتمنى أن يحتفظ بهذا العدد الكبير من الأصدقاء، ولكنَّ والده كان يقول له إنّ هؤلاء ليسوا أصدقاءه بل مجرد زملاء على مقاعد الدراسة.
غير أنَّ ماجد كان يصرُّ في كل مرة على أنَّ جميع أصدقائه الكثيرين هم أصدقاء حقيقيون، فقرر والده أن يعطيه درسًا في ذلك، وأخبره بأنه سيثبت له ذلك بطريقة ذكية، وسيحضر له كرسيًا خفيًا يساعده في الكشف عن أصدقائه الحقيقيين.
ذهب الوالد وعاد بعد فترة قصيرة وهو لا يحمل شيئًا بين يديه ولكنه أخبر ماجد أنه يحمل كرسيًا غير مرئي، وطلب من ماجد أن يأخذ هذا الكرسي إلى المدرسة ويجلس عليه فإذا استطاع الجلوس عليه وحوله أصدقاؤه سيعرف من منهم الصديق الوفي.
في اليوم الثاني أخذ ماجد الكرسي، وجمعَ حوله أصدقاءه وأخبرهم بأنه سيحاول الجلوس على كرسي خفي، وعندما حاول الجلوس سقط على الأرض لأنه لم يكن هناك أي كرسي معه، فضحك الأصدقاء على سقوطه، فكرر المحاولة مرة أخرى وأخرى، ولكن أصدقاءه كانوا يضحكون.
في المرة الأخيرة حاول ماجد الجلوس على الكرسي، ولحسن الحظ نجحت تجربته ولم يسقط على الأرض وظنَّ أن الكرسي الخفي قد ظهر، ولكنه عندما نظر شاهد صديقًا له قد انحنى وجعل من ظهره كرسيًا حتى لا يسقط ماجد مرة أخرى ويضحك عليه الأصدقاء، عند ذلك عرف ماجد أن الأصدقاء ليسوا بعددهم، بل بمواقفهم النبيلة ومساعدة بعضهم.