قصة الثور الذكيّ
في غابة جميلة خضراء سادها السلام والأمان لفترة طويلة تمكّن الأسد المتغطرس الذي قدِم إلى هذه الغابة حديثاً من إخافة جميع الحيوانات، حتى أنّ بعضها قرر النجاة بنفسه والهروب خارجها خوفاً من بطش هذا الأسد الشرير.
في يوم من الأيام كان الثور يرتاح خارج الكهف الذي اتخذه له بيتاً فيما مرَّ الأسد الذي كان يشعر بالجوع من أمامه متظاهراً بأنّه لا يراه، فيما يخفي في نفسه رغبة بأكل هذا الثور السمين، لاحظ الثور الأسد أيضاً وشعر بالخطر، ففكر بالهرب إلّا أنّه قرّر بالنهاية أنه يجب أن يحمي نفسه، وحين اقترب الأسد من الثور، نظر الثور الذكي إلى داخل الكهف وصرخ بصوت عالٍ: عزيزتي لا تطبخي شيئاً على العشاء الليلة، فقد وجدت أسداً سميناً وأنا بانتظار أن يقترب حتى أصطاده، سمع الأسد ما قاله الثور وفرّ هارباً.
رأى الثعلب الماكر الأسد يجري، فسأله عمّا حدث، فقصّ عليه الأسد قصّته، ضحك الثعلب وقال للأسد: لقد جعلك الثور أضحوكة، ما رأيك أن نذهب معاً ونجعله وجبة غداء دسمة لكلينا؟ تردّد الأسد لكنّ الثعلب قال له: إن كنت خائفاً فسأربط ذيلي بذيلك ونذهب معاً حتى تطمئن، وافق الأسد وذهبا معاً، فلما رآهما الثور عرف أن الثعلب قد كشف خطته، وقرر أن يستخدم ذكاءه مرة أخرى، فالتفت إلى الثعلب وصاح: أيها الثعلب الغبي لقد طلبت منك أن تحضر لي أسدين للعشاء لا أسداً واحداً، أتريد أن ينام أطفالي بالجوع؟ سمع الأسد كلام الثور وفرّ هارباً يجرُ الثعلب بين الصخور والأشواك، وبذلك تمكن الثور الذكي من خداع الأسد مرة ثانية، وعقاب الثعلب على خطته أيضًا، وعاش هو بأمان بفعل عقله وذكائه.