محتويات
'); }
مولد عيسى عليه السلام
ولد نبيّ الله عيسى عليه الصلاة والسلام في صورة معجزة، وآية دلت على قدرة الله تعالى في الخلق والإيجاد، فلم تكن ولادته كسائر البشر من ذكر وأنثى، وإنّما كانت من أنثى فقط، حيث اصطفى الله السيدة مريم الصديقة لتكون أماً حينما أرسل إليها الملك ليبشّرها بذلك وينفخ فيها الروح.
كلام عيسى عليه السلام في المهد
بعد أن وضعت مريم الصديقة وليدها أتت به إلى قومها بعد أن نذرت أن لا تكلم أحداً من البشر بوحي من الله لها بذلك، وعندما رأى القوم مريم تقبل عليهم وهي تحمل مولودها، استهجن القوم ذلك بسبب معرفتهم بمريم ونسبها الشريف حيث قالوا (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) [مريم: 28]، فأشارت مريم الصديقة إلى ابنها الوليد ليزداد استهجان القوم لذلك متعجّبين من أمر مريم، وكيف لهم أن يكلّموا صبياً في مهده، فيسمع منهم ويسمعوا منه، فتتحرّك بأمر الله شفتا الوليد في مشهدٍ جلل لتنطق بكلماتٍ بليغة مؤثّرة تشهد ببراءة مريم الصديقة، وتبين مكانة هذا الوليد وأنّ الله سوف يجعله نبياً في قومه، وينزّل عليه الكتاب، ويجعله مباركاً أينما كان.
'); }
نبوة ورسالة عيسى عليه السلام
بدأت مسيرة نبيّ الله عليه السّلام مع الدّعوة إلى دين الله تعالى والتّوحيد حينما بدأ بدعوة قومه بني إسرائيل إلى الإيمان بالله تعالى وترك ما همّ عليه من الضّلال، وقد أيّده الله سبحانه بكثيرٍ من المعجزات التي تدلّ على صدقه في دعوته ورسالته ومن بينها أنّه كان يخلق من الطّين كهيئة الطّير حيث ينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله، وأنّه يحيي الموتى بإذن الله، وأنّه يعالج المرضى والأكمه والأبرص بإذنه تعالى، وأنّه يخبر وينبّئ قومه بما يدّخرون في بيوتهم وما يأكلون في آياتٍ وعلاماتٍ دلّت على أنّه مرسل من عند الله تعالى، كما أيّده الله تعالى بكتابه الإنجيل الذي أنزله عليه فيه هدىً للنّاس، وليحلّ لهم فيه بعض الذي حرّم عليهم من قبل.
عيسى عليه السلام والحورايون
كان لنبي الله عيسى عليه السلام عددُ من الرجال الذي وقفوا معه في دعوته ونصروه وأيدوه، وأطلق عليهم الحواريّين، وقد كان لهم مع نبي الله موقف مهيب حينما طلبوا منه أن ينزل عليهم مائدة من السماء ليأكلوا منها وتطمئن بها قلبوهم ويكونون عليها من الشاهدين، فدعا عيسى عليه السلام ربّه أن ينزل تلك المائدة لتكون عيداً لأولهم وآخرهم وآية من رب العالمين.
كيد أعداء عيسى عليه السلام
قابل بنو إسرائيل دعوة نبيّهم بالصّدّ والهجران، بل أمعنوا في ذلك حينما احتالوا له عند الحاكم الرّوماني وأرادوا به كيداً للتخلّص منه وقتله زاعمين للحاكم بأنّه رجلٌ يسعى لتدمير حكمه وسلطانه، فأمر الحاكم جنوده بالقبض على عيسى عليه السّلام حيث توجّهوا إليه ولكن الله نجّاه منهم عندما ألقى شبهه على الرّجل الذي قام بالوشاية به وهو أحد الحواريين الذين خانوه ويدعى يهوذا الأسخريطوي، وقد رفع الله نبيه عيسى عليه السلام من بعد أن نجاه من كيد الظالمين.