مناسبات عربية وعالمية

جديد قصة عيد الحب

موعدُ عيدِ الحُبّ

اعتادَ العالمُ أن يحتفل بعيدِ الحُبِّ أو ما يُسمّى بعيد الفالنتاين (بالإنجليزيّة: Valentine Day) في يومِ الرابع عشر من شهر شباط من كُلِّ عام، حيثُ أصبحَ يُعَدّ من الأعيادِ المشهودِ لها بانتشارها حول العالم في مختلف المجتمعات؛ إذ يتبادلُ فيه العُشّاق والمُحبّون الهدايا ورسائل الحُبّ وغيرها من الرموز الجميلة التي تدلّ على صدقِ محبّتهم، وإخلاصهم، ووفائهم رغمَ كثرةِ الأقوال التي تُوضّح أنّ الحُبَّ لا يُعدُّ مناسبةً للاحتفال ولا يوماً للعيد؛ بل هو حالةٌ شعوريّة ترتبط بالأشخاص طوال الوقت،[١]

قصّة عيد الحُبّ

تعدَّدت الرِّوايات حول أصل عيد الحُبّ، وتاريخه، والأسباب التي أدَّت إلى نشأته، ومنها الروّايات الآتية:

قصّة الرّاهب وابنة السّجان

تعودُ قصّة عيد الحُب إلى القرنِ الثّالثِ الميلاديّ، وهي مرتبطةٌ بإمبراطورٍ رومانيّ اسمه كلوديوس الثانيّ (بالإنجليزية: Claudius II)، وبرَجلٍ مسيحيّ اسمه فالنتينوس (بالإنجليزية: Valentinus)؛ حيثُ كان الإمبراطور كلوديوس قد أمرَ الرّومانيين بأن يعبدوا اثني عشرَ إلهاً، كما حرّم التّعامل مع الأشخاص الذين يدينون بالمسيحيّة، وعدّها جريمةً يُعاقَبُ عليها، إلّا أنّ الراهب فالنتينوس قد وهبَ حياته للمسيحيّة وللعيشِ في كنفِ مُعتقداتها؛ اتِّباعاً للسيّد المسيح، فكان يُمارس كلّ عباداته وما يؤمن به، ولم يكن يهابُ أحداً في ذلك، ولذلك قُبِضَ عليه ووُضِعَ في السِّجن.[٢]

وفي حياته الأخيرة في السِّجن، طلبَ السجّانُ من فالنتينوس أن يُعلِّم ابنته بعض العلوم، بعدَ أن عرفَ بمقدار علمه، فوافق فالنتينوس على ذلك. كانت الفتاةُ تُدعى جوليا، وهي فاقدةٌ للبصرِ منذُ ولادَتها، إلّا أنّ ذلك لم يمنع فالنتينوس من تعليمها؛ لكونها تتصِّف بسرعة البديهة، فشرحَ لها العالم، وروى لها تاريخ روما وقصصها، وعلّمها الحِساب، وأسرَّ لها عن وجودِ الله، فوثقت به وتأثَّرت بما علَّمها؛ فقد كان عينها التي ترى بها العالم من حولها، وقد سألته ذاتَ يوم عن حقيقة سماعِ الإله لصلواتها وهيَ تُصلّي، إذ كانت تصلّي وتدعو أن تستعيد بصرها لترى ما تعلّمته بعينيها، فأجابها بأنَّها إن آمنت بالإله فإنّ الإلهَ سيفعلُ الأفضل لها، حينها قالت إنّها تؤمن به، فقام معها بعد ذلك وصلّى، وأثناء الصّلاة عاد البصرُ لها.[٢]

في آخر ليلةٍ قبلَ وفاة فالنتينوس، كتَب مُلاحظةً لجوليا حثَّها فيها على أن تبقى قريبةً من الله، ووقّع في نهاية الرِّسالة: (من فالنتاين (الحُبّ) الخاصِّ بك)، ثمّ نُفِّذ به حُكم الإعدام في يوم الرّابع عشر من شهر شباط من عام 270م، جانب بوابّة سُمِّيت فيما بعد باسم بورتا فالنتيني تخليداً لقصّته، وبعد أن دُفِن فالنتينوس في كنيسةٍ مشهورة في روما عُرِفت آنذاك باسم براكسيديس، زرعت جوليا شجرة لوزٍ جانب قبره، كانت تتفتّح بزهرٍ ورديّ اللون، حيثُ تَرمزُ هذه الشّجرة للحبّ والإخلاص والصّداقة الدائمة، ولأجلِ ذلك يحتفلُ العالمُ في كلّ عام باليوم الرابع عشر من شهر شباط عبرَ تبادلِ رسائل الحُبّ، والإخلاص، والعواطفِ الجيَّاشة.[٢]

قصّة عيد الخصوبة

تُعدُّ هذه الرواية من أقدم الروايات التي تردُ في أصلِ عيد الحُبّ، حيثُ حدثت في العهد الرومانيّ، حينما كان الرومان يحتفلون بعيد يُسمّى عيدُ الخصوبة في 15 من شهر شباط من كلّ سنة، حيث يمارسون فيه بعض الطقوس الغريبة التي كانت تزيد الخصوبة باعتقادهم وهو ما عدَّه بعضُ المؤرِّخين أصلَ عيدِ الحُبّ.[٣]

قصة قرار منع الزواج

عاشَ كاهنٌ اسمه فالنتين (بالإنجليزيّة: Valentine) في فترة حكم الإمبراطور كلوديوس (بالإنجليزية: Claudius) للإمبراطورية الرّومانية، حيثُ اضطهد كلوديوس الكنيسة وأصدر قراراً يقضي بمنع زواج الشّباب؛ وكان يُبرّر ذلك بأنّ الجُنود غير المتزوجّين أفضلُ وأكثر كفاءةً في أداء عملهم من الجنودِ المُتزوّجين؛ لأنّ المخاوف تُسيطرُ على أذهان الجنودِ المُتزوّجين حول ما قد يحدُث لهم ولعائلاتهم إن ماتوا في الحرب.[٤]

إلّا أنّ الكاهنَ فالنتاين وقفَ ضدّ هذه القرار، فزوّج بعض الجنودِ بالخفية، ولسوء الحظّ علمَ الإمبراطور بذلك، فأُلقِي القبضُ على فالنتاين ووُضِعَ في السّجن وعُذِّب، وقد حُكِم عليه فيما بعد في عام 269م بالإعدام بسبب وقوفه ضدّ قرار الإمبراطور.[٤]

وقد كانَ معه في السِّجن رجلٌ يُدعى أستريوس (بالإنجليزية: Asterius)، وكانَ قد حُكِم عليه كذلك تبعاً للقانون الرّومانيّ في ذلك الزّمان، وكان لأستريوس ابنةٌ مصابةٌ بالعمى، كانت تأتي إليه ليُصليّ فالنتاين لأجلها، فشُفيت من تأثيره المُدهش، هذا التأثيرُ هو الذي جعل والدها مسيحياً حينما رأى أثره في شفاء ابنته، وحينما حان موعدُ إعدامِ فالنتاين كتبَ لابنة أستريوس في مُذكّرته: (من فالنتين الخاصّ بك)، فكانت بذلك كلماتٍ تُعدُّ اليوم مصدرَ إلهامٍ لكثيرٍ من العُشّاق.[٤]

وبعد موت هذا الكاهن ضُرِب المثلُ بقصّته وشجاعته التي دفعته للتّضحية بروحه لأجلِ ارتباط المحبين، حيث يحجُّ الكثيرٌ من الناس إلى كنيسة شارع وايتفريارز (بالإنجليزية: Whitefriars Street Church)؛ إحياءً لذكراه.[٤]

رموز عيد الحب

هذه بعض رموز عيد الحب:[٥]

  • القلب: كان يُعتقد قديماً بأن القلب هو مصدر كل العواطف، ولكنه اقترن بعدها بعاطفة الحب فقط.
  • الورود الحمراء: يُعتقد بأنها الورود المفضلة لدى إله الحب الروماني- Venus، هذا بالإضافة إلى أن اللون الأحمر يرمز إلى الأحاسيس والمشاعر القوية.
  • رباط الحب الذي يرمز للحب الأبدي.
  • طيور الحب التي تتواجد على شكل أزواج تماماً مثل الأحبة.
  • مناديل الدانتيل.

العادات المتبعة في عيد الحب

تختلف العادات التي تُمارس في عيد الحب من بلدٍ إلى آخر، ومن الأمثلة على هذه الممارسات:[٦]

  • ينتظر الناس عيد الحب بشغف في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتمّ تبادل الهدايا، وبطاقات المعايدة، والحلوى، إذ تُعتبر الشوكولاتة من أكثر أنواع الحلويات المستهلكة في هذا اليوم.
  • يخرج المحبون لتناول العشاء في إيطاليا، ويتبادلون الزهور، والهدايا المخنلفة، حيث تُعتبر الشوكولاتة المحشوّة بالبندق، والمغلفة بورقٍ مكتوب عليه بعض عبارات الحب من أكثر الهدايا الشعبية التي تُقدم في هذا اليوم.
  • يحتفل المحبون في فرنسا عن طريق تبادل بطاقات المعايدة التي تحتوي على عبارات حبٍّ عذبةٍ، بالإضافة إلى باقات الورود الحمراء.
  • يتبادل الأشخاص الورود ذات اللون الأبيض في الدنمارك للتعبير عن الحب، على عكس الدول الأخرى التي تعتبر اللون الأحمر رمزاً للحب.
  • يُهدي المحبون الورود، والرسائل، والأزهار لبعضهم البعض في أستراليا، إلاّ أنّ نسبة الرومانسية لدى الرجال في هذه الدولة أكبر منها لدى النساء، حيث تكون الهدايا المقدمة من قبل الرجل أكثر من المقدمة من المرأة.
  • تحتفل دولة السويد بهذا اليوم بكافّة الأشكال، إذ تطلق عليه اسم (يوم كلّ عيد القلوب).
  • يحتفل الأصدقاء في فنلندا بهذا العيد إلى جانب المحبين، حيث يُطلق عليه اسم (يوم الصديق).
  • في دولة أمريكا الشمالية يتم الاحتفال بعيد الحب عن طريق تبادل الذهب بين المحبين.[١]
  • في دولتيْ اليابان وكوريا الجنوبية يتم الاحتفال بعيد الحب عن طريق العناية بالنساء عناية فائقة، حيث إنه يجب على الرجال إهداء زوجاتهم العديد من الهدايا والشكولاتة المختلفة، وخاصة الشكولاتة البيضاء، ويسمى عيد الحب في اليابان باسم اليوم الأبيض نسبة إلى الشكولاتة البيضاء.[١]
  • في دولة بريطانيا وبالتحديد في منطقة نورفك يقوم شخص يسمى جاك فالنتين بارتداء ملابس بابا نويل، ووضع الهدايا والشكولاتة المختلفة خلف الأبواب المنزلية، ومن ثم يختفي.[١]
  • تمتد الاحتفالات المخصصة في عيد الحب في دولة الأرجنتين لمدة سبعة أيام متواصلة، ويتم من خلالها تقديم الحلويات المختلفة، بالإضافة إلى رقص التانغو في الشوارع والمقاهي، ويذكر بأن دولة الأرجنتين تحتفل بعيد الحب في الأول من يوليو من كل عام.[١]

حقائق عن عيد الحب

اليك مجموعة من الحقائق عن عيد الحب:[٢]

  • في يوم عيد الحب، أكثر من خمسين مليون وردة حمراء يتم تبادلها حول العالم.
  • يقدم ثلاثة وسبعون من الرجال الورود لشريكاتهم، بينما تبلغ النسبة عند النساء سبعة وعشرين بالمئة فقط، وهذا يدل على تأثر الرجال بهذه المناسبة، وسعيهم لإرضاء شريكاتهم من خلالها.
  • أثبتت دراسات حديثة أن متوسط ما ينفقه الرجال في شراء هدايا لعيد الحب هو 158ولاراً، بينما تنفق النساء حوالي75 دولاراً فقط.
  • يحتل شهر فبراير المرتبة الأولى بين الأشهر المفضلة للارتباط، وعقد القران بين العشاق.
  • تعتبر أكثر الهدايا المخيبة للآمال بالنسبة للرجال هي باقات الورود، أما بالنسبة للنساء فهي بطاقة اشتراك في نادي رياضي.
  • ظلت الطماطم الصغيرة رمزاً لعيد الحب حتى العام 1920م.
  • يعود أصل الأشرطة الحمراء التي تربط على صناديق الهدايا في عيد الحب إلى القرون الوسطى، حيث كانت تهديها حبيبات الرجال المحاربين بعد عودتهم من أرض المعركة اعتقاداً منهن بأنها تجلب الحظ.
  • أطلق ريتشارد كادبوري أول علبة شكولاتة في عيد الحب، وكان ذلك في عام1868م.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج “Valentine’s Day SOCIAL CUSTOM”, britannica.com, Retrieved 2018-9-11. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث “Story of St. Valentine”, www.olrl.org, Retrieved 30-11-2017. Edited.
  3. Austin Cline (20-2-2018), “The Pagan Origins of Valentine’s Day”، www.thoughtco.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث David Kithcart, “St. Valentine, the Real Story”، www1.cbn.com, Retrieved 10-1-2018. Edited.
  5. “How Valentine’s Day Works”, www.people.howstuffworks.com, Retrieved 20-5-2018. Edited.
  6. PAUL RATNER (12-2-2018), “Who was Saint Valentine? And why was he beheaded?”، bigthink.com, Retrieved 12-6-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى