محتويات
مرض الملكة
كان في قديم الزمان ملك وملكة يعيشان في قصر كبير وكانت لهما ابنه وحيدة وجميلة، وكان عندهما حمارٌ يعطي كل يومٍ قطعةً ذهبية، وفي يوم من الأيام مرضت الملكة مرضًا شديدًا وعندما شعرت بدنوّ أجلها استدعت زوجها الملك وطلبت منه طلبًا غريبًا وهو ألّا يتزوج بسواها في حال توفيت حتى لا تتعرض ابنتها للظلم من زوجه الأب، وافق الملك على طلبها، وبعد ذلك بفترة قصيرة تُوفّيت الملكة، ظلّ الملك وحيدًا يرعى طفلته الصغيرة، مرّت السنين وكبرت الطفلة وأصبحت أميرة جميلة.
رفض الملك الزواج
بعدما كبُرت الأميرة وطالت وحدة الملك اقترح جميع مَن في القصر على الملك أن يتزوج بامرأة أخرى، ولكنّه رفض نزولًا عند رغبةِ زوجته، وبعد الكثير من الإلحاح وافق الملك، ولكن ابنته الأميرة اعترضت على هذا الزواج وطلبت من أبيها ألّا يتزوج بامرأة أخرى.
ولكن الملك رفض ذلك وأصرّ على زواجه وطلبَ من ابنته أن تطلب ما تشاء وهو سيُلبّي لها ما تريد، فاشترطت عليه أن يُحضِر لها ثوبًا جميلًا بجميع ألوان الطبيعة حتى تُوافق على زواجه، وافق الملك وأرسل وراء كلّ خياطي القصر وقاموا بحياكَةِ ثوبٍ جميل جدًّا يحتوي على زرقة السماء وخضرة الأرض ونقاوة المياه.
عودة الأميرة حزينة إلى جنيتها
عادت الأميرة إلى جنّيتها حزينة بائسة وأخبرتها أنّ أباها نفذَّ شرطها، اقترحت عليها الجنيّة اقتراحًا آخر وهو أن تطلب من والدها أن يذبح الحمار ويسلخ جلده ويُعطيه لابنته، وافق الأب فورًا وقام بذبح الحمار وأعطاها جلده، فعادت الأميرة مرّة أخرى حزينة إلى جنّيتها وأخبرتها بما حصل.
قالت لها الجنيّة: ما رأيك لو تلبسين جلد الحمار وتخرجين من القصر، حينها لن تتعرّضي لظلم زوجه الأب، وافقت الأميرة ولبست جلد الحمار وخرجت من بيتها مسرعة حتى وصلت كوخًا يعودُ لامرأة عجوز، دخلت الفتاة الكوخ واحتمت بالعجوز.
أمير البلدة ورؤيته للأميرة
قالت لها العجوز إنّها ستُبقيها عندها بشرط وهو أن تمدّ لها يد العون وتساعدها في شؤون المنزل وأطلقت عليها اسم جلد الحمار، وافقت الأميرة وبدأت تعمل طوال الأسبوع إلا يوم واحد كانت تستريح في غرفتها وترتدي فستانها وتتخيل فارسًا يأتي ليخطبها، وفي أحد الأيام شاهدها الأمير صاحب البساتين وأعجب بها كثيرًا وجلس في قصره يُفكّر فيها، وحزن حزنًا شديدًا حتى توقّف عن تناول الطعام، في يوم من الأيام جاءت والدته بالحلوى فقال لها إنّه لا يريد أن يأكلها إلا من تلك الفتاة خادمة المزرعة.
جلد الحمار والحلوى
أمرت أم الأمير جلد الحمار أن تصنع الحلوى وتقدّمها لابنها، قامت الفتاة بصنع الحلوى ووضعت فيها خاتمها وأرسلته للأمير، وبينما كان يأكل الحلوى وجد خاتمها في داخل الحلوى وعرف أنّه لجلد الحمار، أخبر والدته أنّه ينوي خطبتها والزواج منها، وافقت والدته عندما رأت تعلُّق ابنها بها، وأرسلت في طلبها واستعدّت ليوم الزفاف.
دعا الأمير كل الملوك المجاورين لقصره ومن بين أولئك الذين حضروا إلى زفافه كان والد الأميرة، عندما شاهدها والدها فرح فرحًا شديدًا وحمد الله عز وجل على أنّ ابنته بخير وباركَ لهما زواجهما.
العبرة المستفادة من القصة أنّ الحزن لا يطول أبدًا، وأنّ فجر الأمنيات لا بُدّ أن يبزغ من جديد ويُحقّق الإنسان مراده.