محتويات
دخول أسراب النمل إلى المنازل
كان هناك قبيلتان من النمل تعيشان في منطقة واحدة ولكلّ قبيلة منها بيوت مخصصة، وفي يوم من الأيام أمطرت الدنيا مطرًا غزيرًا وداهمت المياه الأماكن كلها، فقامت النملات بالاختباء في بيوت موجودة أسفل شجرة كبيرة كي تحمي أنفسها من الأمطار.
استمر هطول المطر لأيام عديدة حتى نفذ مخزون الطعام لدى أحد البيوت، وحينها شعرت نملة صغيرة بالجوع الشديد وطلبت من أمها بعض الطعام ولكن الأمطار ما زالت تتساقط ولا يمكن الخروج من البيت لإحضار الطعام، وذلك لأنّ خروج النمل من بيته سيتسبّب بغرقها وموتها.
وصول النملة إلى بيت جارتها
قرّرت الأم الذهاب إلى بيت جارتها النملة، وبعدما طرقت الباب خرجت النملة وسألتها عمّا تُريده، فقالت لها إنّ مخزون الطعام لديها قد نفد وابنتها تشعر بالجوع الشديد، تردّدت النملة كثيرًا، ثم قالت للنملة التي تقف خلف الباب إنه ليس لديها أيضًا أيّ طعام وإنّ مخزونها أيضًا نفد ولا تجد ما تطعم صغارها، بالطبع النملة تكذب لأنّها معروفة بالبخل وتحبّ اكتناز الطعام لنفسها، ولا تحب إطعام أحد خوفًا من الفقر أو عدم توافر الطعام بعد ذلك، وفي ذلك عدم ثقة بالله عز وجل وعدم أخذ بالأسباب.
رحيل النملة الأم حزينة
عادت النملة الأم إلى بيتها خائبةً حزينة وشعرت باليأس الشديد ولكنها دعت ربها أن يرزقها الطعام كي تطعم صغيرتها فاستجاب الله لها حالًا؛ حيث توقفت الأمطار وأصبحت السماء صافية وطلعت الشمس وجفت الأرض، ومن ثم خرجت النملات بحثًا عن الطعام فأحضرت كل واحدةٍ ما يكفيها من الطعام وأكلت وأطعمت صغيرتها، وخزّنت ما تبقى من بذور للأيام القادمة، شكرت النملة الله عز وجل وحمدته على ما أعطاها إيّاه من رزق وفير واستجابة للدعاء.
موقف النملة الطيبة
مرّت شهور عديدة حتى جاء فصل الشتاء مرة أخرى وبدأت الأمطار بالتساقط فامتلأت الأراضي بالمياه وأصبح من الصعب الحصول على الطعام بسهولة، وتكرّرت الحادثة نفسها مع النملة البخيلة، فقد نفد الطعام من عندها وبدا صغارها يتضورون ويبكون من شدة الجوع، قررت النملة البخيلة الذهاب إلى بيت جارتها النملة ولكنها كانت تشعر بالخجل من طرق الباب، وبعد تفكير شديد طرقت الباب وطلبت من جارتها أن تُعطيها بعض الطعام وتُطعم صغارها لأنّ الطعام نفد من عندها.
شعور نموله بالخجل
استقبلتها النملة بترحيب شديد وقالت لها إنّه يوجد ما يكفيها من الطعام، وستعطيها منه ما يكفي صغارها طوال فترة تساقط الأمطار، وإنّ الله عز وجل هو الرازق وهو الذي يطعمُ الحيوانات جميعًا، فهي لا تخشى الفقر ما دام الله معها.
شعرت النملة البخيلة بالخجل الشديد، خاصّة وأنها تذكرت ما قامت به قبل شهورٍ عديدة؛ حيثُ رفضت إطعام النملة وصغارها ظنًّا منها أن الطعام لن يكفيها، اعتذرت النملةُ عن تصرفها ذلك وأقسمت أن تكون كريمة وتُطعم الآخرين بلا تردد، وأن يكون لديها ثقة بالله عز وجل أنه يرزقها من حيث لا تحتسب.
ينبغي على الإنسان أن يكون كريمًا ويُطعم الآخرين، فالله عز وجل هو الرازق والإنسان الكريم الذي يتوكل على الله عز وجل ويتوجّه إليه بالدعاء يرزقه من حيث لا يحتسب ويستجيب لدعائه.