محتويات
قصة الكتب السماوية
على مرِّ الأزمان كان لا يخلو عصر من العصور دون وجود ديانة سماوية تدل البشر على القوانين الإلهية التي يجب اتباعها، ولولا رعاية الله وحفظه للبشر من خلال وضع هذه القوانين، لانعدم الأمان والاسقرار ولما استطاع الانسان العيش في هذه المنظومة الاجتماعية الدقيقة، والكتب السماوية هي كتب من عند الله -تعالى-، كانت تنزل على الأنبياء وتوكل إليهم مهمة إيصال الرسالات الربانية إلى أقوامهم، ومنها:
قصة نزول التوراة على موسى-عليه السلام-
نزلت التوراة على موسى-عليه السلام- من عند الله -تعالى- تصديقاً لنبوته وحاملاً التعاليم الدينية لبني اسرائيل قال الله -تعالى-: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)،[١] والتوراة؛ كتاب مكتوب باللغة العبرية القديمة واسمه لدى اليهود والنصارى العهد القديم، وحاله كحال سائر الكتب السماوية السابقة للقرآن الكريم فقد تم تحريفه؛ ويعود السبب في ذلك لأنه تم ضياعه عدة مرات لفترات عديدة، بالإضافة إلا أنه لا يوجد له أي سند تاريخي يثبت تسلسل تناقله عبر العصور.[٢]
قصة نزول القرآن على محمد-صلى الله عليه وسلم-
نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء عندما كان -صلى الله عليه وسلم- جالساً في الغار يتفكر مَنْ هو خالق الكون، وكان الوحي جبريل -عليه السلام-، وكان عمر النبي حينها أربعين عاماً، دخل عليه جبريل على هيئة رجل وقال له: اقرأ، فأجابه الرسول الكريم: ما أنا بقارئ، فقام جبريل باحتضان النبي بشدة ثم قال له: اقرأ، فأجاب النبي: ما أنا بقارئ، وعاود احتضان النبي مرة أخرى وقال له مجدداً: اقرأ فرد النبي: ما أنا بقارئ، واحتضن الرسول الكريم للمرة الثالثة وقال له: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[٣] وكان احتضان جبريل للنبي-عليه الصلاة والسلام- ؛ كي يشعر بأن ما يراه حقيقي وليس حلم أو خيال.[٤]
وهناك بعض الأمور التي كان يتميز فيها القرآن الكريم عن بقية الكتب السماوية فقد نزلت الكتب السماوية دفعة واحدة أما القرآن الكريم فقد نزل على مراحل[٥]، قال -تعالى-:(وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،[٦] وتعهد الله -تعالى- بحماية القرآن الكريم من التحريف، في قوله: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ).[٧]
قصة الكتب السماوية الأخرى
هناك أيضاً كتب سماوية أخرى مثل الإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، أما الإنجيل فهو كتاب سماوي نزل من عند الله -تعالى- على عيسى-عليه السلام- إلى بني اسرائيل؛ ليكمل ما جاء به موسى-عليه السلام-من تشريع ونسخ بعضه، وقد أخبر الإنجيل بقدوم سيدنا محمد-عليه الصلاة والسلام-[٨]، حيث قال-تعالى-: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ).[٩]
وكتاب الزبور هو كتاب سماوي من عند الله -تعالى- أنزله الوحي على داود- عليه السلام- قال -تعالى-: (وَآتَينا داوودَ زَبورًا)،[١٠] وقد بُعِثَ داود لبني اسرائيل، وكان فيه مئة وخمسون سورة، ولم يأتِ تشريع داود إلا بالمواعظ والنصائح، وقد كان من شدة جمال صوت داود-عليه السلام- ما أن يبدأ بقراءة الزبور حتى يجتمع على صوته جميع المخلوقات.[١١]
وصحف إبراهيم هي الصحف التي أنزلها الله -تعالى- على إبراهيم-عليه السلام- لتكون تشريعاً لقومه،[١٢] جاء في القرآن الكريم: (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[١٣]
الإيمان بالكتب السماوية
يعني ذلك التأكيد الجازم الصادر من القلب لما أمر الله -تعالى-؛ ألا وهو الاعتقاد الحقيقي الجازم بأن هذه الكتب مصدرها الوحي من الله-تعالى-، نزلت تأييداً لرسل الله وقد شرعت للأمم السابقة، والمطلوب من المسلمين تصديق أن أصل هذه الكتب من عند الله،[١٤] ولا يجوز إنكار إحداها، بل يجب الإيمان بأنّ هذه الكتب نزلت لمقصد واحد على اختلاف تشريعاتها؛ ألا وهو توحيد الله تعالى وعدم عبادة غيره والتوجه له بالعبادات والطاعات.[١٥]
لماذا أنزل الله الكتب السماوية
سبب إرسال الرسل-عليهم السلام- وتأييدهم بالكتب؛ ليكون ذلك حجة عليهم في الدنيا والآخرة، فلم يترك لهم حجة عدم المعرفة والعلم، بالإضافة إلى تبليغ الرسالة ،والإرشاد لشكل ونوع وطريقة العبادات المفروضة لإزالة اللبس والغموض في ذلك.[١٦]
غير أن عقل الانسان ضيق محصور بحدود وقدرات محددة لا يستطيع تخطيها فلا يملك قدرة تسيير الكون أو وضع القوانين العادلة على أكمل وجه ولا حتى التوصل لنوعية العبادة التي يرضى عنها ويتقبلها الله، لذلك نزلت الكتب السماوية لتوضح للناس طريقة عبادة الله.[١٦]
ملخص المقال: هذه جملة من الكتب السماوية التي ذكرها لها القرآن الكريم بوجه صريح، مع تعداد الأنبياء والرسل التي نزلت لهم هذه الكتب، مع ذكر الأقوام التي نزلت لها هذه الشرائع، والجدير بالذكر أنه أكثر الرسل الذين تم الحديث عنهم أرسلوا لبني اسرائيل.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:53
- ↑ “تاريخ التوراة”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2021. بتصرّف.
- ↑ سورة العلق، آية:1-5
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ محمد عمر حويه، نزول القرآن الكريم وتاريخه وما يتعلق به، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ سورة الفرقان، آية:32
- ↑ سورة الحجر، آية:9
- ↑ عبدالإله بن عبدالله السعيدي، قصة الحياة، صفحة 148. بتصرّف.
- ↑ سورة الصف، آية:6
- ↑ سورة الإسراء، آية:55
- ↑ “الزبور على من أنزل ولمن أنزل”، إسلام ويب، 7-10-2002، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2021. بتصرّف.
- ↑ “تفسير قوله:(صحف إبراهيم وموسى)”، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعلى، آية:19
- ↑ حسن أبو الأشبال الزهيري ، دروس الشيخ حسن ابو الأشبال، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ عادل يوسف العزازي (1-2-2016)، “الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2021. بتصرّف.
- ^ أ ب “الغاية من غنزال الكتب السماوية”، طريق الاسلام، 17-7-2014، اطّلع عليه بتاريخ 30-8-2021. بتصرّف.