محتويات
'); }
قصة إسلام السيدة صفية
أمهات المؤمنين لهنَّ فضلٌ كبير في نشر تعاليم الإسلام، كيف لا وهنَّ من وقفنَّ بجانب النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، وكُنَّ دائمًا أول من يُؤازره، فهنَّ خيرُ نساء العالمين على الإطلاق، ومن هؤلاء النساء؛ صفية بنت حيي بن الأخطب -رضي الله عنها-.
أسلمت في فتح خيبر كما ثبت ذلك في صحيح البخاري فعن أنس -رضي الله عنه- قال ما يأتي:[١]
- (صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- الصُّبح قريبا من خيبر بغلس ثم قال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين).
- (فخرجوا يسعون في السكك فقتل النبي صلى الله عليه وسلم المقاتلة وسبى الذرية وكان في السبي صفية فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل عتقها صداقها).
'); }
ذكر ابن هشام في كتابه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما فتح خيبر سبا الذراري وكانت واحدة من السبي: صفية بنت حيي بن الأخطب (زعيم يهود بني قريظة) وهي ابنة ملك وزوجة ملك، يرجع نسبها إلى نبي الله هارون -عليه السلام”،[٢] قال ابن القيم: أنَّها كانت من أجمل نساء العالمين.[٣]
زواج صفية قبل إسلامها
كانت أم المؤمنين صفية متزوجة من رجل يهودي يُقالُ له سلام بن مشكم وذلك قبل إسلامها، ثم تزوجت من بعد أن فارقها سلام بن مشكم بكنانة بن أبي الحقيق وذلك، ثم رأت في منامها أنَّ القمر سقط من السماء وسقط في حجرها.[٤]
وحدَّثت زوجها بذلك فغضب غضباً شديداً فلطمها على وجهها وقال: “أتتمنّين ملك يثرب أن يصير بعلك؟” يقصد بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك ما كان فعلًا، فقد قُتل كنانة بن الحقيق في غزوة خيبر وذلك في السنة السابعة من الهجرة في شهر محرم.[٤]
قصة زواج صفية من النبي
فُتح حصنُ بني الحقيق وكانت صفية بنت حيي في جملة من سبايا المعركة، ولمَّا وزِّعت الغنائم على المسلمين كانت صفية مغنمًا للصحابي الجليل دحيَة الكلبي -رضي الله عنه-، فجاء أحد الصحابة وقال يا رسول الله إنَّ صفية سيدة من سيدات قومها ولا تصحُّ إلا أن تكون لك، فأخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- من دحيَة الكلبي -رضي الله عنه- وأعطاه مكانها تسع أنفس.[٤]
وخيرها النبي -عليه الصلاة والسلام- بين أن تبقى على دين قومها وبين الإسلام، فشرح الله صدرها للإسلام، فجهزتها أُم سليم وهيأتها للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فأولم النبي -عليه الصلاة والسلام- بتمر وسمن وأقط وهو الجميد وجعل عِتقُها صَدَاقها.[٥]
وقفة مع مواقف صفية
اتصفت أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب -رضي الله عنها- برجاحة العقل والحلم والعلم، ومن المواقف الدالة على ذلك ما يأتي:[٥]
- قصة الجارية
ذُكر أنَّ جارية ذهب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تشتكيها فقالت: “إنَّ صفية تحب السبت وتصل اليهود”، فبعث عمر -رضي الله عنه- يسألها، فقالت أم المؤمنين: “أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة وأما اليهود فإنَّ لي فيهم رحماً فأنا أصلها”، فسألت صفية -رضي الله عنها- الجارية عن سبب قيامها بذلك! فقالت الجارية: الشيطان، فحررتها أم المؤمنين.
- تذكير الناس بالخير
كانت -رضي الله عنها- حريصة كل الحرص على إرشاد الناس وهدايتهم للصواب وتذكيرهم بالله -تعالى-، نُقل أ،َّ مجموعة من الناس كانوا عند حجرتها في المسجد يتلون كتاب الله -تعالى-، إلى أن وصلوا لآية كريمة فيها موضع سجدة فسجدوا، فنادتهم من وراء حجاب قائلة: “هذا السجود وتلاوة القرآن، فأين البكاء؟”.
عاشت -رضي الله عنها- حتى عهد الخلفاء الراشدين وقد أدركت زمن معاوية -رضي الله عنه-، وقد توفيت سنة خمسين للهجرة، وكانت قد أوصت أن تُعطى رفيقتها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ألف دينار، وقد دفنت بالبقيع في المدينة المنورة.[٥]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3964، صحيح.
- ↑ عبدالملك بن هشام، سيرة ابن هشام، صفحة 646. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 22. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن كثير، كتاب البداية والنهاية، صفحة 290-294. بتصرّف.
- ^ أ ب ت “(10) صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها”، إسلام ويب، 23/5/2003، اطّلع عليه بتاريخ 7/4/2022. بتصرّف.