قصائد على البحر الطويل

'); }

أبيات شعريّة على البحر الطويل  

البحر الطويل أول البحور الشعرية ومفتاحه:[١]

طويل له دون البحور فضائل

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

عَروض البحر -أي تفعيلته التي تقع في آخر الشطر الأول من البيت وهي (مفاعيلن)- لا تستعمل تامة، بل يحذف منها الحرف الخامس أي الياء الساكنة فتصبح (مفاعلن)، ويسمى هذا الحذف في الاصطلاح العَروضي (القبض)، وتسمى التفعيلة (مقبوضة)، فإذا جاء القبض في عروض البيت الأول وضربه فإنه يمتد لجميع أبيات القصيدة.[٢]

أبيات من قصيدة أدرها كما مجّ الندى ورق الورد

يقول الشاعر ابن هانئ الأصغر واصفًا محبوبته:

أَدِرْهَا كما مَجَّ النَّدَى وَرَقُ الوَرْدِ

وأَشْرَقَ جِيدُ الجُود في لُؤلُؤِ العِقْدِ

'); }

حبابٌ على صهباءِ راحٍ كأنَّهُ

فُتاتٌ من الكافور في العَنْبر الوَرْد

تَخَيَّلْتُها مصروعةً في مِزَاجها

بما مَلأَتْ فاها من الزَّبَدِ الجَعْد

كَواها سِنانُ الماء طعناً فَدُرِّعَتْ

مخافةَ عَوْدِ الطَّعْن بالْحَبَبِ السَّرْد

نَجِيعيّةٌ حمراءُ ضُمَّ زجاجُها

عليها كم ضُمَّ النقابُ على الخطِّ

إذا قرعَ الإبريقُ جاماً تَطَايرَتْ

كما طارَ بالقَدْح الشَّرارُ من الزَّنْدِ

لها لَمعانُ البَرْقِ والكأسُ دونها

غمامٌ وللإبريق قَعْقَعَةُ الرَّعْدِ

وغِمْدِ زُجاجٍ من بَنَاني نجادُهُ

لسيفِ مدامٍ لا يَمَانٍ ولا هِنْدِي

نُجَرِّدَ منه كلَّ ماضٍ مُخَضَّبٍ

وما سُفِحتْ منه دماءٌ على حِقْد

إِذا جالَ فيه جوهرٌ من حَبَابهِ

وسُلَّ كما سُلَّ النِّجارُ من الوَغْد

نقلناه للأَجسامِ منَّا كأنما

تضايقَ في غِمْدٍ فَرُدَّ إِلى غمد

سلا القلب عما كان يهوى

يقول الشاعر عنترة بن شداد في قصيدته:

سَلا القَلبُ عَمّا كانَ يَهوى وَيَطلُبُ

وَأَصبَحَ لا يَشكو وَلا يَتَعَتَّبُ

صَحا بَعدَ سُكرٍ وَاِنتَخى بَعدَ ذِلَّةٍ

وَقَلبُ الَّذي يَهوى العُلا يَتَقَلَّبُ

إِلى كَم أُداري مَن تُريدُ مَذَلَّتي

وَأَبذُلُ جُهدي في رِضاها وَتَغضَبُ

عُبَيلَةُ أَيّامُ الجَمالِ قَليلَةٌ

لَها دَولَةٌ مَعلَومَةٌ ثُمَّ تَذهَبُ

فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌ

وَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُ

وَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوى

وَمَن كانَ مِثلي لا يَقولُ وَيَكذِبُ

هَجَرتُكِ فَاِمضي حَيثُ شِئتِ وَجَرِّبي

مِنَ الناسِ غَيري فَاللَبيبُ يُجَرِّبُ

لَقَد ذَلَّ مَن أَمسى عَلى رَبعِ مَنزِلٍ

يَنوحُ عَلى رَسمِ الدِيارِ وَيَندُبُ

وَقَد فازَ مَن في الحَربِ أَصبَحَ جائِل

يُطاعِنُ قِرناً وَالغُبارُ مُطَنِّبُ

نَديمي رَعاكَ اللَهُ قُم غَنِّ لي عَلى

كُؤوسِ المَنايا مِن دَمٍ حينَ أَشرَبُ

وَلا تَسقِني كَأسَ المُدامِ فَإِنَّه

يَضِلُّ بِها عَقلُ الشُجاعِ وَيَذهَبُ

أبيات من قصيدة رأتني فقالت أنت شيخ وإنما

يقول الشاعر أبو الطفيل القرشي قصيدته مادحًا فيها الحجاج:

رأتني فقالت أنت شيخٌ وإنّما

يروق الغواني مجدب الخدِّ خالعُ

لكِ الخير لو أبصَرتني يومَ مأزقٍ

وقد لمعت فيه السيوف القواطِعُ

وعندَ الندى ناهيكِ بي من أخي الندى

وعند حجاج القوم قولي قاطع

يعدونني شيخاً وقد عشت حَقبةً

وهُنَ عن الأزواج نحوي نوازع

وما شاب رأسي من سنين تتابعت

علَيّ ولكن شيبتني الوقائع

وما قصرت بي همّتي دون بغيتي

ولا دَنّستني منذ كنت المطامع

فإنكِ لا تدرين أن رُبَّ غارة

كورد القطا ريعانها مُتَتَابعُ

نصبت لها وجهي ووردًا كأنه

لها نصبٌ قد ضَرجته النقائِعُ

أبيات من قصيدة الرأي قبل شجاعة الشجعان

يقول المتنبي واصفًا سداد رأي سيف الدولة الحمداني:

الرَأيُ قَبلَ شَجاعَةِ الشُجعانِ

هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ المَحَلُّ الثاني

فَإِذا هُما اِجتَمَعا لِنَفسٍ مِرَّةٍ

بَلَغَت مِنَ العَلياءِ كُلَّ مَكانِ

وَلَرُبَّما طَعَنَ الفَتى أَقرانَهُ

بِالرَأيِ قَبلَ تَطاعُنِ الأَقرانِ

لَولا العُقولُ لَكانَ أَدنى ضَيغَمٍ

أَدنى إِلى شَرَفٍ مِنَ الإِنسانِ

وَلَما تَفاضَلَتِ النُفوسُ وَدَبَّرَت

أَيدي الكُماةِ عَوالِيَ المُرّانِ

لَولا سَمِيُّ سُيوفِهِ وَمَضاؤُهُ

لَمّا سُلِلنَ لَكُنَّ كَالأَجفانِ

خاضَ الحِمامَ بِهِنَّ حَتّى ما دُرى

أَمِنِ اِحتِقارٍ ذاكَ أَم نِسيانِ

وَسَعى فَقَصَّرَ عَن مَداهُ في العُلى

أَهلُ الزَمانِ وَأَهلُ كُلِّ زَمانِ

تَخِذوا المَجالِسَ في البُيوتِ وَعِندَهُ

أَنَّ السُروجَ مَجالِسُ الفِتيانِ

وَتَوَهَّموا اللَعِبَ الوَغى وَالطَعنُ في ال

هَيجاءِ غَيرُ الطَعنِ في المَيدانِ

قادَ الجِيادَ إِلى الطِعانِ وَلَم يَقُد

إِلّا إِلى العاداتِ وَالأَوطانِ

أبيات من قصيدة لعل نسيم الروض من خلل الزهر

يصف الشاعر ابن هانئ الأصغر جمال الربيع في مقدمة قصيدته:

لعلّ نسيمَ الروضِ من خَلَلِ الزَّهْرِ

يصافِحُنِي بين الخميلة والنَّهْرِ

فقد شابَ زنجيُّ الدجى حين أشْرَقَتْ

على عَنْبرِ الظلماءِ كافورةُ الفَجْرِ

وسال نَدَى مُزْنٍ على أُقْحُوَانةٍ

كما جال رِيقٌ من حَبيبٍ على ثَغْر

وما لاحَ دُرٌّ فوق وَشْيٍ وإنما

ترقرقَ دمعُ الطلِّ في مُقَلِ الزهر

وفوق احمرارِ الوردِ رَشْحٌ كأنما

متونُ الخدودِ الحمر طُرِّزْنَ بالعُذْر

فلله روضٌ لَفَّ أَطرافَ دوْحِه

مُلاءةُ نُورٍ حاكها راقمُ القطر

وسندسُ نبتٍ تحت زهرٍ كأنه

جناحُ ظلامِ الليل كُلِّلَ بالزهر

وأوراقُ آسٍ زعزعَتْ من غصونها

قدودُ حسانٍ مِسْنَ في حُلَلٍ خُضْرِ

شَموليَّةُ الأَمواهِ معلولةُ الصبا

غُلاَميّةُ الأعطاف مِسْكيةُ النَّشْرِ

مذانبها زُرْقُ النطافِ كأنما

معاطِفُهُنَّ الرُّعْشُ يُهْزَزْنَ من سكر

أبيات من قصيدة أقول له والدمع مني كأنه

يقول الشاعر محمد بن بشير الخارجي راثيًا محبوبته:

أَقولُ لَهُ وَالدَمعُ مِنّي كَأَنَّهُ

جُمانٌ وَهيَ مِن سِلكِهِ مُتَبادِرُ

أَلا أَيُّها الناعي اِبنَ زَينَبَ غُدوَةً

نَعَيتَ النَدى دارَت عَلَيكَ الدَوائِرُ

فَظِلْتُ كأنّي أغُبِطَتْ بجبَالهَا

عليّ بأعْلَى المُقْرحين العواقِرُ

لَعَمري لَقَد أَمسى قِرى الضَيف عاتِماً

بِذي الفَرشِ لَمّا غَيَّبَتكَ المَقابِرُ

إِذا سَوَّفوا نادَوا صَداكَ وَدونَهُ

صَفيحٌ وَخَوّارٌ مِنَ التُربِ مائِرُ

يُنادونَ مَن أَمسى تَقَطَّعُ دونَهُ

مِنَ البُعدِ أَنفاسُ الصَدورِ الزَوافِرُ

فَقومي اِضرِبي عَينَيكِ يا هِندُ لَن تَرَي

أَبًا مِثلَهُ تَسمو إِلَيهِ المَفاخِرُ

وَكُنتِ إِذا فاخَرتِ أَسمَيتِ والِدًا

يَزينُ كَما زانَ اليَدَينِ الأَساوِرُ

فَإِن تَعوِليهِ تَشفِ يَومَ عَويلِهِ

غَليلَكِ أَو يَعذِركَ بِالنَوحِ عاذِرُ

وَتُحزِنكِ لَيلاتٌ طِوالٌ وَقَد مَضَت

بِذي الفَرشِ لَيلاتٌ تَسُرُّ قَصائِرُ

أبيات من قصيدة ولد الهدى فالكائنات ضياء

يقول الشاعر أحمد شوقي واصفًا مولد الرسول صلى الله عليه وسلم:

ولِد الهدى فالكائنات ضِياءُ

وفم الزمان تبسم وَثَناءُ

الروح والملأ الملائك حَولَهُ

للدين والدنيا بِهِ بُشَراءُ

وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي

والمُنتهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ

وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا

بالتُّرجمانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ

والوحي يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ

واللوح والقلم البَديعُ رُواءُ

نُظِمت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ

فـي اللوح وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

اسمُ الجلالة في بَديعِ حُروفِهِ

أَلِفٌ هُنالِكَ وَاسمُ طَهَ الباءُ

يـا خير مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً

من مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاءوا

أبيات شعريّة على بحر مجزوء الطويل

من النادر جدًّا استعمال بحر الطويل مجزوءًا، وذلك عندما تُحذف تفعيلة (مفاعيلن) المكونة من سبعة أحرف.[١]

أبيات من قصيدة رحلت وقلبي عندكم غير ناظر

يقول الشاعر المكزون السنجاري واصفًا رحيله عن المحبوبة:

رَحَلتُ وَقَلبي عِندَكُم غَيرُ ناظِرٍ

إِلَيَّ وَطَرفي نَحوَكُم مُتَلَفِّتُ

وَما ساءَ قَلبي وَهوَ حَيٌّ بِقُربِكُم

تَرَحُّلُ جِسمي عَنكُم وَهوَ مَيِّتُ

أبيات من قصيدة أديرا كؤوس الراح قد لمع الفجر

يقول الشاعر محمود سامي البارودي واصفًا الأيام الجميلة التي ذهبت:

أَدِيرَا كُؤُوسَ الرَّاحِ قَدْ لَمَعَ الْفَجْرُ

وَصَاحَتْ بِنَا الأَطْيَارُ أَنْ وَجَبَ السُّكْرُ

أَمَا تَرَيَانِ اللَّيْلَ كَيْفَ تَسَلَّلَتْ

كَوَاكِبُهُ لِلْغَرْبِ وَانْحَدَرَ النَّسْرُ

فَقُومَا انْظُرَا ما يَصْنَعُ الصُّبْحُ بِالدُّجَى

فَإِنِّي أَرَى مَا لَيْسَ يَبْلُغُهُ الذُّكْرُ

أَرَى أَدْهَمَاً يَتْلُوهُ أَشْهَبُ طَارِدٌ

كِلا الْفَرَسَيْنِ اغْتَالَ شَأْوَهُمَا الْحُضْرُ

وَقَدْ حَنَّتِ الأَطْيَارُ فِي وُكُنَاتِهَا

وَقَامَ يُحَيِّينَا عَلَى سَاقِهِ الزَّهْرُ

وَأَصْبَحَتِ الْغُدْرَانُ تَصْقُلُها الصَّبَا

وَيَرْقُمُ مَتْنَيْهَا بِلُؤْلُئِهِ الْقَطْرُ

تَرِفُّ كَمَا رَفَّتْ صَحَائِفُ فِضَّةٍ

عَلَيْهِنَّ مِنْ لأْلاءِ شَمْسِ الضُّحَى تِبْرُ

أبيات من قصيدة يا شاربا مر الخطوب

يقول الشاعر القاضي الفاضل واصفًا أصحاب الهمة العالية:

يا شارِبًا مُرَّ الخُطو

بِ وَيورِدُ العَذبَ الزُلالا

كَم هَجَّرَت نُوَبٌ عَلَي

يَ فَما عَدِمتُ بِهِ ظِلالا

يَهني لِسانِيَ أَنَّهُ

وَجَدَ المَقالَ بِهِ فَقالا

وَكَذاكَ أَيضًا قَد وَجَد

تُ بِهِ المَقيلَ لَهُ فَقالا

يا بالِغاً قِمَمَ العُلا

هِمَمًا وَآمالًا طِوالا

لَولاكَ كانَ الجودُ في

هَذا الزَمانِ يُرى مُحالا

أبيات من قصيدة سوى حبكم يسلى وغيري له يسلو

يقول الشاعر المكزون السنجاري واصفًا مشاعره وأشواقه:

سِوى حُبِّكُم يُسلى وَغَيري لَهُ يَسلو

وَأَنّى يُرَجّي البُعدَ مَن فاتَهُ القَبلُ

وَأَينَ تُرى عَنكُم يَرى الصَبُّ مَذهَباً

وَلا أَينَ مِن مَعنى جَمالِكُمُ يَخلو

وَلا وَوِلاكُم لَم أَجِد مِنهُ خالِياً

وَيَستُرُهُ عَمّا لَكُم عِندَهُ الجَهلُ

وَلا صامِتًا إِلّا وَقَد راحَ ناطِقاً

وَفي صَمتِهِ آياتِ إِحسانِكُم يَتلو

وَلا مُثبِتًا إِلّا وَقَد راحَ نافِيًا

لِمُشتَبَهٍ مِنكُم وَفي وَصلِهِ فَصلُ

وَلا عارِفًا إِلّا وَقَد راحَ مُنكِرًا

بِعِرفانِهِ عِندَ الأولى عَنكُم ضَلّوا

وَلَيسَ عَلى شَيءٍ مِنَ العَقلِ واجِدُ

بِكُم وَلَهُ بِاللَومِ عَن قَصدِكُم عَقلُ

وَلا شاهِدًا مَعنًى لَكُم لَم يَغِب بِهِ

وَلا غائِبًا فيكُم وَيَبدو لَهُ ظِلُّ

المراجع

  1. ^ أ ب إسراء محمد، بحث علم العروض بحر الطويل، صفحة 6. بتصرّف.
  2. عبد العزيز عتيق ، علم العروض والقافية، صفحة 28. بتصرّف.
Exit mobile version