محتويات
قصيدة: قد لامني في خليلتي عمر
يقول بشار بن برد:[١]
قَد لامَني في خَليلَتي عُمَرُ
-
-
- وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ قَدَرُ
-
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى
-
-
- قَد شاعَ في الناسِ عَنكُمُ الخَبَرُ
-
فَقُلتُ إِن شاعَ ما اعتِذاري مِم
-
-
- ما لَيسَ لي فيهِ عِندَهُم عُذُرُ
-
لا أَكتُمُ الناسَ حُبَّ قاتِلَتي
-
-
- لا لا وَلا أَكرَهُ الَّذي ذَكَروا
-
لوما فَلا لَومَ بَعدَها أَبَداً
-
-
- صاحِبُكُم وَالجَليلِ مُحتَضَرُ
-
قُم قُم إِلَيهِم فَقُل لَهُم قَد أَبى
-
-
- وَقالَ لا لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
-
ماذا عَسى أَن يَقولَ قائِلُهُم
-
-
- وَذا هَوىً ساقَ حينَهُ القَدَرُ
-
يا قَومِ ما لي وَما لَهُم أَبَداً
-
-
- يَنظُرُ في عَيبِ غَيرِهِ البَطِرُ
-
يا عَجَباً لِلخِلافِ يا عَجَباً
-
-
- بِفي الَّذي لامَ في الهَوى الحَجَرُ
-
ما لامَ في ذي مَوَدَّةٍ أَحَدٌ
-
-
- يُؤمِنُ بِاللَهِ قُم فَقَد كَفَروا
-
حَسبي وَحَسبُ الَّتي كَلِفتُ بِها
-
-
- مِنّي وَمِنها الحَديثُ وَالنَظَرُ
-
أَو قُبلَةٌ في خِلالِ ذاكَ وَلا
-
-
- بَأَسَ إِذا لَم تُحلَّلِ الأُزُرُ
-
أَو لَمسُ ما تَحتَ مِرطِها بِيَدي
-
-
- وَالبابُ قَد حالَ دونَهُ السُتُرُ
-
وَالساقُ بَرّاقَةٌ خَلاخِلُها
-
-
- وَالصَوتُ عالٍ فَقَد عَلا البُهُرُ
-
وَاِستَرخَت الكَفُّ لِلغَزالِ وَقا
-
-
- لَت اُلهُ عَنّي وَالدَمعُ مُنحَدِرُ
-
اِذهَب فَما أَنتَ كَالَّذي ذَكَروا
-
-
- أَنتَ وَرَبّي مُعارِكٌ أَشِرُ
-
وَغابَتِ اليَومَ عَنكَ حاضِنَتي
-
-
- فَاللَهُ لي اليَومَ مِنكَ مُنتَصِرُ
-
يا رَبِّ خُذ لي فَقَد تَرى ضُعُفي
-
-
- مِن فاسِقِ الكَفِّ ما لَهُ شُكُرُ
-
أَهوى إِلى مِعضَدي فَرَضَّضَهُ
-
-
- ذو قوةٍ ما يُطاقُ مُقتَدِرُ
-
يُلصِقُ بي لِحيَةً لَهُ خَشُنَت
-
-
- ذاتَ سوادٍ كَأَنَّها الإِبَرُ
-
حَتّى اِقتَهَرني وَإِخوَتي غَيَبٌ
-
-
- وَيلي عَلَيهِم لَو أَنَّهُم حَضَروا
-
أَقسِمُ بِاللَهِ ما نَجَوتُ بِها
-
-
- اِذهَب فَأَنتَ المُسَوَّرُ الظَفِرُ
-
كَيفَ بِأُمّي إِذا رَأَت شَفَتي
-
-
- وَكَيفَ إِن شاعَ مِنكَ ذا الخَبَرُ
-
أَم كَيفَ لا كَيفَ لي بِحاضِنَتي
-
-
- يا حِبُّ لَو كانَ يَنفَعُ الحَذَرُ
-
قُلتُ لَها عِندَ ذاكَ يا سَكَني
-
-
- لا بَأسَ إِنّي مُجَرِّبٌ حَذِرُ
-
قولي لَهُم بَقَّةٌ لَها ظُفُرٌ
-
-
- إِن كان في البَقِّ ما لَهُ ظُفُرُ.
-
قصيدة: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
يقول بشار بن برد:[٢]
وَذاتُ دَلٍّ كَأَنَّ البَدرَ صورَتُها
-
-
- باتَت تُغَنّي عَميدَ القَلبِ سَكرانا
-
إِنَّ العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ
-
-
- قَتَلنَنا ثُمَّ لَم يُحيينَ قَتلانا
-
فَقُلتُ أَحسَنتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
-
-
- فَأَسمِعيني جَزاكِ اللَهُ إِحسانا
-
يا حَبَّذا جَبلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
-
-
- وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا
-
قالَت فَهَلّا فَدَتكَ النَفسُ أَحسَنَ مِن
-
-
- هَذا لِمَن كانَ صَبَّ القَلبِ حَيرانا
-
يا قَومُ أُذني لِبعَضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ
-
-
- وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
-
فَقُلتُ أَحسَنتِ أَنتِ الشَمسُ طالِعَةٌ
-
-
- أَضرَمتِ في القَلبِ وَالأَحشاءِ نيرانا
-
فَأَسمِعينِيَ صَوتاً مُطرِباً هَزَجاً
-
-
- يَزيدُ صَبّاً مُحِبّاً فيكِ أَشجانا
-
يا لَيتَني كُنتُ تُفّاحاً مُفَلَّجَةً
-
-
- أَو كُنتُ مِن قُضَبِ الرَيحانِ رَيحانا
-
حَتّى إِذا وَجَدَت ريحي فَأَعجَبَها
-
-
- وَنَحنُ في خَلوَةٍ مُثِّلتُ إِنسانا
-
فَحَرَّكَت عودَها ثُمَّ اِنثَنَت طَرَباً
-
-
- تَشدو بِهِ ثُمَّ لا تُخفيهِ كِتمانا
-
أَصبحتُ أَطوَعَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
-
-
- لأَكثَرِ الخَلقِ لي في الحُبِّ عِصيانا
-
فَقُلتُ أَطرَبتِنا يا زَينَ مِجلِسِنا
-
-
- فَهاتِ إِنَّكِ بِالإِحسانِ أَولانا
-
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ الحُبَّ يَقتُلُني
-
-
- أَعدَدتُ لي قَبلَ أَن أَلقاكِ أَكفانا
-
فَغَنَّتِ الشَربَ صَوتاً مُؤنِقاً رَمَلاً
-
-
- يُذكي السُرورَ وَيُبكي العَينَ أَلوانا
-
لا يَقتُلُ اللَهُ مَن دامَت مَوَدَّتُهُ
-
-
- وَاللَهُ يَقتُلُ أَهلَ الغَدرِ أَحيانا
-
لا تَعذِلوني فَإِنّي مِن تَذَكُّرِها
-
-
- نَشوانُ هَل يَعذِلُ الصاحونَ نَشوانا
-
لَم أَدرِ ما وَصفُها يَقظانَ قَد عَلِمَت
-
-
- وَقَد لَهَوتُ بِها في النَومِ أَحيانا
-
باتَتَ تُناوِلُني فاهاً فَأَلثُمُهُ
-
-
- جِنِّيَّةٌ زُوِّجَت في النَومِ إِنسانا.
-
قصيدة: خشاب هل لمحب عندكم فرج
يقول بشار بن برد:[٣]
خُشّابَ هَل لِمُحِبٍّ عِندَكُم فَرَجُ
-
-
- أَو لا فَإِنّي بِحَبلِ المَوتِ مُعتَلِجُ
-
لَو كانَ ما بي بِخَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُ
-
-
- لا يَخلُصونَ إِلى أَحبابِهِم دَرَجوا
-
لِلهَجرِ نارٌ عَلى قَلبي وَفي كَبِدي
-
-
- إِذا نَأَيتِ وَرُؤيا وَجهِكِ الثَلَجُ
-
كَأَنَّ حُبَّكِ فَوقي حينَ أَكتُمُهُ
-
-
- وَتَحتَ رِجلَيَّ لُجٌّ فَوقَهُ لُجَجُ
-
قَد بُحتُ بِالحُبِّ ضَيقاً عَن جَلالَتِهِ
-
-
- وَأَنتِ كَالصاعِ تُطوى تَحتَهُ السُرُجُ
-
خُشّابَ جودي جِهاراً أَو مُسارَقَةً
-
-
- فَقَد بُليتُ وَمَرَّت بِالمُنى حِجَجُ
-
حَتّى مَتى أَنتِ يا خُشّابَ جالِسَةً
-
-
- لا تَخرُجينَ لَنا يَوماً وَلا تَلِجُ
-
لَو كُنتِ تَلقينَ ما نَلقى قَسَمتِ لَنا
-
-
- يَوماً نَعيشُ بِهِ مِنكُم وَنَبتَهِجُ
-
لا خَيرَ في العَيشِ إِن كُنّا كَذا أَبَداً
-
-
- لا نَلتَقي وَسَبيلُ المُلتَقى نَهَجُ
-
مَن راقَبَ الناسَ لَم يَظفَر بِحاجَتِهِ
-
-
- وَفازَ بِالطَيِّباتِ الفاتِكُ اللَهِجُ
-
وَقَد نَهاكِ أُناسٌ لا صَفا لَهُمُ
-
-
- عَيشٌ وَلا عَدِموا خَصماً وَلا فَلَجوا
-
قالوا حَرامٌ تَلاقينا فَقَد كَذَبوا
-
-
- ما في اِلتِزامٍ وَلا في قُبلَةٍ حَرَجُ
-
أَما شَعَرتِ فَدَتكِ النَفسُ جارِيَةً
-
-
- أَن لَيسَ لي دونَ ما مَنَّيتِني فَرَجُ
-
إِنّي أُبَشِّرُ نَفسي كُلَّما اِختَلَجَت
-
-
- عَيني أَقولُ بِنَيلٍ مِنكِ تَختَلِجُ
-
وَقَد تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ خالِيَةً
-
-
- يَوماً وَأَنّي وَفيما قُلتِ لي عِوَجُ
-
أَشكو إِلى اللَهِ شَوقاً لا يُفَرِّطُني
-
-
- وَشُرَّعاً في سَوادِ القَلبِ تَختَلِجُ
-
يا رَبِّ لا صَبرَ لي عَن قُربِ جارِيَةٍ
-
-
- تَنأى دَلالاً وَفيها إِن دَنَت غَنَجُ
-
غَرّاءَ حَوراءَ مِن طيبٍ إِذا نَكَهَت
-
-
- لِلبَيتِ وَالدارِ مِن أَنفاسِها أَرَجُ
-
كَأَنَّها قَمَرٌ رابٍ رَوادِفُهُ
-
-
- عَذبُ الثَنايا بَدا في عَينِهِ دَعَجُ.
-
قصيدة: إبليس خير من أبيكم
يقول بشار بن برد:[٤]
إِبليسُ خَيرٌ مِن أَبيكُم آدَمٍ
-
-
- فَتَنَبَّهوا يا مَعشَرَ الفُجّارِ
-
إِبليسُ مِن نارٍ وَآدَمُ طينَةٌ
-
-
- وَالأَرضُ لا تَسمو سُمُوَّ النارِ.
-
قصيدة: يا فرخ نهيا بإفك قلت أو زور
يقول بشار بن برد:[٥]
يا فَرخَ نِهيا بِإِفكٍ قُلتَ أَو زورِ
-
-
- إِذ لا تَزالُ تَعَبّا لي بِتَعبيرِ
-
قَد كُنتُ قَصَّرتُ بُقيا أَو مُحافَظَةً
-
-
- فَالآنَ حينَ اِنجَلى هَمّي بِتَقصيري
-
نُبِّئتُ أَنَّكَ يا حَمّادُ تَنبَحُني
-
-
- وَالكَلبُ يَنبَحُ مَربوطاً بِساجورِ
-
أَحينَ هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِن حَرَسي
-
-
- وَاِحمَرَّ مِن مُهَجِ الأَجوافِ تَصديري
-
وَذَبَّ عَنّي غُواةَ الناسِ مُعتَدِياً
-
-
- بابٌ حَديدٌ وَصَوتٌ غَيرُ مَنزورِ
-
تَفشو إِلَيَّ بِأَشعارٍ مُلَصَّقَةٍ
-
-
- مَهلاً أَبا عُمَرٍ ما أَنتَ في العيرِ
-
حَلَفتُ بِالقِبلَةِ البَيضاءِ مُجتَهِداً
-
-
- وَبِالمَقامِ وَرُكنِ البَيتِ وَالسورِ
-
لَقَد عَقَقتَ عَجوزاً جِئتَ مِن هَنِها
-
-
- ما الشَيخُ والِدُكَ الأَدنى بِمَبرورِ
-
غَنَّيتَ في الشَربِ مَندوباً وَمُبتَدِئاً
-
-
- فَهَل كَفاكَ التَغَنّي في المَواخيرِ
-
غُرُّ القَصائِدِ أُسديها وَأُلحِمُها
-
-
- كَأَنَّ رَأسَكَ مِنها في أَعاصيرِ
-
اِذكُر سَواءَةَ ثُمَّ اِفخَر بِظِئرِهِمُ
-
-
- وَما اِفتِخارُ بُنَيِّ الظِئرِ بِالظيرِ
-
صَه لا تَكَلَّم جِهاراً في مَجالِسِنا
-
-
- وَسَل عَجوزَكَ عَن بَكرِ بِنِ مَذعورِ
-
قَد كُنتُ أَعرِفُ حَمّاداً فَأَستُرُهُ
-
-
- وَما اِمرُؤٌ مِن بَني نِهيا بِمَستورِ
-
وَأَنتَ أَعقَدُ مِثلُ اللَوزِ مُعتَرِضٌ
-
-
- بِالدُرِّ تَغدو بِوَجهٍ غَيرِ مَنصورِ
-
تُعطي وَتَأخُذُ مِن قُبلٍ وَمِن دُبُرٍ
-
-
- وَذاكَ شُغلٌ عَنِ المَعروفِ وَالخيرِ
-
وَعَجرَدٌ كانَ وَشّاءً وَكانَ لَهُ
-
-
- عِلمُ المُباهي بِوَضعِ الوَشي وَالنيرِ
-
قَد عالجَ الغُرلَ حيناً قَبلَ لِحيَتِهِ
-
-
- حَتّى عَلا رَأسَهُ شَيبٌ بِتَقتيرِ
-
وَأَنتُمُ أَهلُ بَيتٍ عَمَّكُم سَتَهٌ
-
-
- فَكُلُّكُم بِاِستِهِ داءُ السَنانيرِ
-
في مِنصِبٍ مِن بَني نِهيا تُطيفُ بِهِ
-
-
- شُمطُ النَبيطِ بِإِكبارٍ وَتَوقيرِ.
-
المراجع
- ↑ “قد لامني في خليلتي عمر “، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021.
- ↑ “وذات دل كأن البدر صورتها “، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021.
- ↑ ” خشاب هل لمحب عندكم فرج”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021.
- ↑ ” إبليس خير من أبيكم آدم”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021.
- ↑ “يا فرخ نهيا بإفك قلت أو زور”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 12/12/2021.