فيروس الكبد ب

فيروس الكبد ب

فيروس الكبد ب، أو التهاب الكبد الوبائي ب، أو التهاب الكبد الفيروسي ب، أو مرض الوباء الكبدي ب، أو مرض الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)‏، جميعُها مصطلحات تُشير إلى تضرر الكبد والتهابه الناجم عن الإصابة بعدوى فيروسية من نوع فيروس الكبد الوبائي “ب”، ومن الجدير ذكره أنّ هذه العدوى قد تكون حادّة أو مزمنة، وإنّ الالتهاب يتمثّل بانتفاخ أنسجة الجسم المُتأثرة بالإصابة أو العدوى، وقد يترتب على ذلك الإضرار بأعضاء جسم الإنسان، ومن الجدير ذكره أنّ الفيروسات قد تنتقل من شخصٍ لآخر بحيث تغزو خلايا الجسم الطبيعية، وحول طُرق انتقال فيروس الكبد الوبائي “ب” فإنّها تتمّ عن طريق الاتصال مع سوائل جسم مُصاب بهذا الفيروس؛ بما يتضمّن الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تحقيق الوقاية من خلال تجنّب العوامل التي من شأنها نقل العدوى إضافةً إلى تلقي المطاعيم الآمنة والفعّالة في الحماية من هذه العدوى، وتبعًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) عام 2015م فإنّ المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي “ب” المُزمن ممّن يُظهرون نتائجًا إيجابيّة لاختبار مولدات الضد السطحية لفيروس التهاب الكبد (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B Surface Antigen) واختصارًا (HBsAg) يبلغ عددهم حوالي 257 مليون مُصاب، ووفقًا لإحصائيّاتها عام 2016م فإنّ ما يُقارب 27 مليونًا من المُصابين بهذه العدوى يُدركون إصابتهم بها، في حين يبلغ عدد الخاضعين للعلاج 4.5 مليون مُصاب ممّن تمّ تشخيصهم بهذه الحالة.[١][٢]

مراحل الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تكون حادّة أو مزمنة، ويُمكن بيان كلّ نوع منهما فيما يأتي:[٣][١]

  • التهاب الكبد الوبائي “ب” الحاد: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ تقلّ عن ستة أشهر، إذ يحدث التّعافي التام من الفيروس خلال أشهر من التعرّض له، وبالرغم من أنّ الجهاز المناعي قادر على القضاء على هذه العدوى بشكلٍ تامّ إلّا أنّه من المُحتمل أن تتطوّر لتُصبح عدوى مُزمنة لدى معظم البالغين المُصابين بهذا المرض.
  • التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ قد تتجاوز ستة أشهر، وقد لا يحدث التعافي التام منها بحيث تستمر العدوى لفتراتٍ طويلة وقد تُلازم الشخص مدى الحياة؛ إذ إنّ الجهاز المناعي لا يكون قادرًا على مُحاربتها والقضاء عليها، ومن الجدير ذكره أنّه كلما كان عمر الشخص أصغر عند إصابته بفيروس الكبد الوبائي “ب” ازداد خطر تطوّر النوع المُزمن من هذه العدوى؛ تحديدًا الأطفال ممّن هم أقلّ من 5 أعوام، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن قد يترتب عليه تطوّر مُضاعفات مُعينة؛ مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو الفشل الكبدي، أو سرطان الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى المزمنة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تستمر لعقود دون أن يتمّ تشخيصها وقد لا يتمّ الكشف عنها حتّى تتطوّر مضاعفات خطيرة تُشير إلى الإصابة بها، وعليه فإنّ التشخيص والعلاج المُبكر يلعبان دورًا في التقليل من احتمالية تطوّر المُضاعفات.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” يُعزى إلى العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، وقد تظهر بعض الأعراض على المُصابين بهذا المرض دون أن يُدرِكوا إصابتهم بهذه العدوى، وعليه فإنّه ذلك قد يتسبّب بنقل العدوى للآخرين دون معرفتهم بذلك، وإنّ عدم إجراء التدخلات الفورية والفعّالة قد يتسبّب بزيادة عدد المُصابين بالعدوى، وتنتشر هذه العدوى في بعض مناطق العالم وتكون شائعة في مناطق مُعينة أكثر من غيرها، ويُشار إلى اختلاف النمط الجيني للفيروس المُنتشر أيضًا من بلدٍ لآخر، إذ يُعتبر النمط الجيني “أ” لفيروس الكبد الوبائي “ب” هو الأكثر انتشارًا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بينما يُعدّ النمط الجيني “د” هو السّائد في مناطق الشرق الأوسط ومعظم دول أوروبا، ويُمكن تصنيف المناطق الجغرافية بناءً على شدّة العدوى إلى شديدة العدوى أو متوسطة العدوى،[٤][٥] وفيما يأتي بيان لأبرز مناطق العالم التي تنتشر فيها العدوى بهذا الفيروس:[٦]

  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  • شرق وجنوب شرق آسيا.
  • جزر المحيط الهادئ.
  • بعض أجزاء من أمريكا الجنوبية.
  • شبه القارة الهندية.
  • الأجزاء الجنوبية من شرق أوروبا ووسطها.
  • مناطق الشرق الأوسط، وتتراوح بما نسبته 8% في السودان، و5% في اليمن، و3% في الجزائر، و3% في الكويت وفلسطين، و0.6% في العراق، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتشر بين عامّة النّاس في المملكة العربية السعودية وذلك بنسبة 4.25% من مجموع سكّانها وذلك بحسب ما نشر في المجلة الطبية “The Lancet”.[٥]

ويُمكن القول بأنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية، أو إذا كان أحد الزوجين مُصابًا بهذا الفيروس ولم يتمّ اتخاذ الإجراءات التي تُمكّن من حماية الشريك من العدوى بالفيروس.
  • نقل الدم.
  • العاملين في القطاع الصحي والذين تتطلّب طبيعة عملهم التعامل مع الدم.
  • الخاضعين لجلسات غسيل الكلى لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.
  • الخاضعين لجلسات العلاج بالإبر والوشم باستخدام إبر ملوثة بالفيروس.
  • تعاطي المُخدرات خاصّة الذي ينطوي على مشاركة الإبر مع الآخرين.
  • مشاركة الأدوات الشخصية مع آخرين مُصابين بالفيروس؛ كفرشاة الأسنان، أو آلة الحلاقة، أو مقصّات الأظافر.
  • الجنين الذي تكون والدته مُصابة بالفيروس.

طرق انتقال فيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتقل من شخصٍ مُصاب إلى سليم عن طريق الاتصال بسوائل الجسم؛ بما في ذلك الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تلخيص طرق انتقال الفيروس على النّحو التالي:[٨]

  • الولادة، أيّ من الأم للطفل.
  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية.
  • مشاركة الإبر والمحاقن وأدوات الحقن.
  • مشاركة الأدوات الشخصية.
  • الاتصال المُباشر مع الدم أو التقرّحات المفتوحة.
  • استخدام الأدوات الحادة الملوثة بالدم.

ولكن لا ينتقل الفيروس عن طريقة الطعام والشراب، أو مشاركة أواني الطعام، أو الرضاعة، أو المعانقة، أو التقبيل، أو المصافحة بالأيدي، أو العطاس، أو السعال، أو لدغات الحشرات، وقد يبقى الفيروس خارج الجسم حيًّا لمدّة أسبوع، وخلال هذه المدّة قد يدخل إلى أجسام الآخرين مُسبّبًا لهم العدوى خاصّة في حال عدم تلقي المطعوم الذي يقي من الإصابة بهذا الفيروس.[٩]

ولمعرفة المزيد عن طرق انتقال فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي ب).

أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب

تتراوح فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation period) الخاصّة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين شهرين إلى خمسة أشهر، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها المدّة التي تفصل بين التعرّض الأولي للفيروس وبدء ظهور أعراض المرض، ومن الجدير ذكره أنّ بدء ظهور أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” يحدث في المتوسط بعد ثلاثة أشهر من التعرّض للفيروس،[١٠] مع احتمالية ظهور الأعراض لدى بعض الأفراد خلال وقتٍ أبكر من ذلك؛ أيّ نحو أسبوعين بعد التعرّض للفيروس، وقد لا تظهر لدى بعض آخر أيّ أعراض على الإطلاق؛ وبخاصّة الأطفال صغار السنّ، وبشكلٍ عامّ تتراوح أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين خفيفة إلى شديدة، ويُمكن بيان أبرز العلامات والأعراض الخاصّة بهذه العدوى فيما يأتي:[١١]

  • ألم البطن.
  • البول الداكن.
  • الحمّى.
  • ألم المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • التعب والإرهاق.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ المُتمثل باصفرار الجلد والمنطقة البيضاء من العين.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض التهاب الكبد الوبائي ب).

تشخيص الإصابة بفيروس الكبد ب

يعتمد تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” على الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد، وإخضاعه للفحص الجسدي، وفحوصات دم مُعينة، وفي حال أثبتت الفحوصات الأولية إصابة الشخص بهذا الفيروس فإنّ الأمر يستلزم إخضاعه للمزيد من الفحوصات للكشف عن حالة الكبد، بما يُمكّن الأطباء من الإقرار بالخطوة التالية لذلك، ويُمكن بيان آلية تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١]

  • الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد: يتضمّن ذلك توجيه الأسئلة للفرد من قِبل الطبيب حول الأعراض التي يُعاني منها، إضافةً إلى العوامل التي من شأنها جعله أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب”؛ ويشمل ذلك السؤال عمّا إذا كان الشخص يُمارس أيًّا من السلوكيات التي تجعل الكبد عُرضةً للتلف؛ كشرب الكحول، وكذلك سؤاله عمّا إذا كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الكبد “ب” أو سرطان الكبد.
  • الفحص الجسدي: ويتضمّن ذلك الكشف عن العلامات التي قد يُستدل من خلالها على تضرّر الكبد؛ ويتضمّن ذلك: التغيّر في لون الجلد، وانتفاخ البطن أو الشعور بالألم عند لمس البطن، وانتفاخ أسفل الساقين، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • فحوصات الدم: في حال عانى الفرد المعنيّ من أعراض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” وثبت ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد لديه فيتمّ إخضاعه لمجموعة من فحوصات الدم التي تهدف إلى الكشف عن تأثر الكبد بالالتهاب، ونذكر من هذه الفحوصات ما يأتي:[١٢]
    • اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب” (بالإنجليزية: Hepatitis B surface antigen and antibody) واختصارًا (HBsAg)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ مولدات الضد تُمثل بروتينات توجد على سطح فيروس الكبد الوبائي “ب” في حين أنّ الأجسام المُضادة يتمّ تصنيعها من قِبل خلايا الجهاز المناعي للتّصدي لهذه العدوى، وعند إجراء هذا الاختبار فإنّ الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لهذا الفيروس ستظهر في الدم بعد أسبوع واحد إلى 10 أسابيع من التعرّض للفيروس، وحتّى بعد التّعافي من العدوى الحادة فإنّها تبقى في الدم لفترةٍ تتراوح بين 4-6 أشهر وتزول بعد ذلك، أمّا استمرارها بعد انقضاء المدة المذكورة فيُشير إلى استمرار العدوى وأنّها أصبحت مُزمنة.
    • اختبار الأجسام المُضادة السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ويُجرى هذا الاختبار بعد الحصول على نتيجةٍ سلبيةٍ من إجراء اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ومن خلاله يُستدل على أنّ الشخص اكتسب مناعةً ضد هذا الفيروس طيلة فترة حياته.
  • تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية: ويُجرى التّصوير الإلستوجرافيّ العابر (بالإنجليزية: Transient elastography) الذي يُمثل نوعًا خاصًّا من التصوير بالموجات فوق الصوتية بهدف الكشف عن حجم التضرّر الذي أثر في الكبد.[١١]
  • خزعة الكبد: ويُجرى هذا الاختبار عن طريق إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد لتصِل إلى الكبد، بحيث يتمّ بعد ذلك أخذ عينة من نسيج الكبد وإخضاعها للفحص المخبري المُلائم بما يُمكّن من الكشف عمّا إذا كان الكبد قد تضرّر.[١١]

علاج الإصابة بفيروس الكبد ب

في الحقيقة، يعتمد علاج التهاب الكبد “ب” عمّا إذا كانت الحالة حادّة أم مُزمنة، ويُشار إلى أنّ الحالات الحادّة لا تستلزم العلاج إذ إنّ الجسم قادر على التصدّي للعدوى من تلقاء ذاته، وأثناء التعافي يتمّ اتخاذ السبل التي تُمكّن من السيطرة على الأعراض ومُراقبة الحالة، أمّا في حالات عدوى التهاب الكبد “ب” المُزمنة فإنّ الأمر يستلزم تلقي العلاج المُناسب تحت إشراف الطبيب المُختص بأمراض الكبد المُزمنة، وقد لا يستلزم الأمر الخضوع للعلاج وذلك في حالات الأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد “ب” المُزمن ممّن لا تظهر عليهم أيّ علامات تُشير إلى مُعاناتهم من تلف الكبد الحالي، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هذه الحالات تستلزم الخضوع لمُراقبة الكبد والكشف عن مدى تضرّره بشكلٍ دوري كلّ ستة أشهر، أمّا المُصابون بالتهاب الكبد “ب” المزمن ممّن تظهر عليهم أعراض تلف الكبد فيجدُر إخضاعهم للعلاجات الدوائية، وبشكلٍ عامّ تهدف العلاجات المُتبعة إلى السيطرة على تأثير الفيروس ولكنّها لا تضمن التّعافي التامّ من الفيروس، وتقوم علاجات التهاب الكبد “ب” في مبدئها على وقف تضاعف الفيروس المُسبب للمرض أو إبطاء ذلك إلى أقلّ سرعةٍ ممكنة، وهذا بحدّ ذاته يُتيح للكبد إصلاح ذاته واستعادة قدرته على العمل بكفاءة إضافةً إلى التقليل من تضرر الكبد ومضاعفات المرض، ويجدُر الاستمرار بأخذها وفقًا لتوصيات الطبيب وإرشاداته، مع الأخذ بالاعتبار توافر العديد من الخيارات العلاجية الفعّالة في السيطرة على الحالة، وتعتمد المدّة المُقررة للعلاج على العديد من العوامل؛ من بينها شدّة العدوى والاستجابة للعلاج، وقد يستغرق العلاج في هذه الحالة فترة تُقدّر بعام أو أطول من ذلك، ويُشار إلى أنّ اختيار العلاج الأنسب في الوقت المُلائم يعتمد على عواملٍ عدّة، ويعمل الطبيب على مناقشة المريض بالخيار الأنسب له، ومن الجدير ذكره ضرورة إبقاء المريض تحت المتابعة خلال فترة العلاج وإجراء الفحوصات المستمرة، ويتضمّن ذلك إخضاع المريض لفحص الدم الهادف للكشف عن مدى مقاومة الجسم لمضادات الفيروسات بشكلٍ دوري، وفي حال أثبتت الفحوصات مقاومة الجسم تجاه مضاد الفيروسات المُستخدم فإنّ الأمر يستلزم التوقف عن استخدامه أو استبداله بنوعٍ آخر،[١٣][١٤] ويُمكن بيان أبرز الخيارات العلاجية المُتاحة في حالات الإصابة التهاب الكبد “ب” فيما يأتي:[١٥]

  • مضادات الفيروسات: (بالإنجليزية: Antiviral medications)، ومنها: تيلبيفودين (بالإنجليزية: Telbivudine)، وأديفوفير (بالإنجليزية: Adefovir)، ولاميفودين (بالإنجليزية: Lamivudine)، وإنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، والتي تقوم في مبدئها على التصدّي للفيروس وإبطاء قدرته على الإضرار بالكبد.
  • حقن الإنترفيرون ألفا-2ب: (بالإنجليزية: Interferon alfa-2b)، والتي تُعطى للبالغين الشباب ممّن لا يرغبون بالخضوع للعلاج لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة والنّساء الراغبات بالحمل في غضون بضع سنوات قادمة، ويُمثل هذا العلاج نُسخة صناعية من إحدى المواد التي يُنتجها الجسم في سبيل التصدّي للعدوى.
  • زراعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver transplant)، ويُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي يُعاني فيها الفرد من تضرّر الكبد الشديد، ويستلزم الأمر وجود مُتبرع مُناسب للحالة؛ وفي معظم الحالات يتمّ الحصول على الكبد من متبرعٍ حيّ ولكنّ عددًا قليلًا من الحالات قد يتمّ بأخذ جزء من الكبد من مُتبرعين أحياء، وذلك نظرًا لقدرة الكبد على التجدّد، وخلال جراحة زراعة الكبد يقوم الطبيب بإزالة الكبد المُتضرر واستبداله بآخر صحيّ.[١٥][١٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج التهاب الكبد الوبائي ب).

الوقاية من فيروس الكبد ب

يُمكن تحقيق الوقاية من الإصابة بفيروس الكبد “ب” عن طريق اتباع الإجراءات التالية:[١٧]

  • تلقي المطاعيم المُخصصة لذلك: ويُعتبر هذا المطعوم آمن وفعّال في حماية الرّضع، والأطفال، والبالغين من المرض، ووفقًا للإحصائيّات فقد تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من المطعوم في أنحاءٍ مُختلفةٍ من العالم،[١٧] ويُعطى هذا المطعوم في العادة على هيئة ثلاث حُقن على مدى ستة أشهر، وفيما يأتي بيان لأبرز الفئات الواجب تلقيها لمطعوم فيروس الكبد “ب”:[١٨][١٩]
    • الأطفال حديثو الولادة.
    • الأطفال والمراهقون الذين لم يتلقوا المطعوم في مراحلٍ سابقة.
    • الأشخاص المُصابون بأمراض الكبد المُزمنة لأسبابٍ أخرى غير مُرتبطة بفيروس الكبد “ب”.
    • مرضى السّكري ممّن تقلّ أعمارهم عن ستين عامًا.
    • الأشخاص الذين خضعوا في السابق أو يخضعون حاليًا لغسيل الكلى، بما في ذلك أولئك المُصابين بالفشل الكلوي في مراحله الأخير ويخضعون لرعاية ما قبل غسيل الكلى، أو الديلزة الصفاقية (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، أو غسيل الكلى المنزلي.
    • العاملون في مجال الرعاية الصحية والطارئة، والعسكريون، والمعنيون بدفن الموتى، وغيرهم من المُعرضين لخطر التعرّض للدم أو السوائل التي تحتوي على الدم أثناء ممارستهم لأعمالهم.
    • العاملون في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
    • العاملون في السجون، أو المساجين.
    • المُصابون بأحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
    • المصابون بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV).
    • الأشخاص الذين تلقوا المُخدرات عن طريق الحقن أو الاستنشاق.
    • الزوج أو الزوجة غير المُصاب بالفيروس في حال إصابة شريكه بالفيروس.
    • أفراد عائلة الشخص المُصاب بفيروس التهاب الكبد “ب”.
    • الأشخاص المولودون في بلدان ينتشر فيها فيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية يرتفع فيها معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المهاجرون من البلدان التي تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المُسافرون إلى مناطق تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
  • إرشادات أخرى: ومنها ما يأتي:[١٧][١٩]
    • غسل اليدين بالماء والصابون بعد أيّ تعرّض مُحتمل للدم.
    • اتباع الإرشادات الموصى بها عند ممارسة العلاقة الزوجية في حال إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس، واستخدام طرق الحماية والعزل الموصى بها.
    • تجنّب التعرّض لدم أو سوائل أجسام الآخرين.
    • تنظيف بقع الدم بالمحلول المُبيض المُخفف بالماء وذلك بنسبة 1:9؛ أيّ كمية مُعينة من المحلول المُبيض مع 9 أضعاف هذه الكمية من الماء.
    • تغطية جميع مناطق الجروح بعناية.
    • تجنّب مشاركة الأدوات الحادة مع الآخرين؛ كشفرات الحلاقة وفراشي الأسنان وغيرها.
    • التخلّص من الفوط الصحية والسدادات القطنية بوضعها في أكياسٍ بلاستيكيةٍ ومن ثمّ في سلة المهملات.
    • الامتناع عن تعاطي المُخدرات بجميع أشكالها وطرق تعاطيها.
    • تجنّب الوشم.

ولمعرفة المزيد عن تطعيم فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (التطعيم ضد فيروس ب).

فيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب

يتحدث الفيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.niddk.nih.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  2. “Hepatitis B”, www.who.int, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  3. “Hepatitis B”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  4. “Hepatitis B”, www.nhs.uk, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Viral hepatitis in the Middle East”, www.thelancet.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  6. “Hepatitis B”, www.nhsinform.scot, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  7. “Hepatitis B”, medlineplus.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  8. “Hepatitis B Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  9. “Hepatitis B”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  10. “Hepatitis B”, www.ccohs.ca, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.drugs.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  12. “Hepatitis B”, www.webmd.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  13. “Hepatitis B”, familydoctor.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  14. “Hepatitis B”, www.hepatitisaustralia.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Hepatitis B”, www.nchmd.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  16. “Living Donor Liver Transplant: The Facts”, www.ucsfhealth.org, Retrieved July 2, 2020. Edited.
  17. ^ أ ب ت “Prevention Tips for Hepatitis B”, www.hepb.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  18. “Hepatitis B”, liverfoundation.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  19. ^ أ ب “Hepatitis B”, middlesexhealth.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

فيروس الكبد ب

فيروس الكبد ب، أو التهاب الكبد الوبائي ب، أو التهاب الكبد الفيروسي ب، أو مرض الوباء الكبدي ب، أو مرض الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)‏، جميعُها مصطلحات تُشير إلى تضرر الكبد والتهابه الناجم عن الإصابة بعدوى فيروسية من نوع فيروس الكبد الوبائي “ب”، ومن الجدير ذكره أنّ هذه العدوى قد تكون حادّة أو مزمنة، وإنّ الالتهاب يتمثّل بانتفاخ أنسجة الجسم المُتأثرة بالإصابة أو العدوى، وقد يترتب على ذلك الإضرار بأعضاء جسم الإنسان، ومن الجدير ذكره أنّ الفيروسات قد تنتقل من شخصٍ لآخر بحيث تغزو خلايا الجسم الطبيعية، وحول طُرق انتقال فيروس الكبد الوبائي “ب” فإنّها تتمّ عن طريق الاتصال مع سوائل جسم مُصاب بهذا الفيروس؛ بما يتضمّن الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تحقيق الوقاية من خلال تجنّب العوامل التي من شأنها نقل العدوى إضافةً إلى تلقي المطاعيم الآمنة والفعّالة في الحماية من هذه العدوى، وتبعًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) عام 2015م فإنّ المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي “ب” المُزمن ممّن يُظهرون نتائجًا إيجابيّة لاختبار مولدات الضد السطحية لفيروس التهاب الكبد (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B Surface Antigen) واختصارًا (HBsAg) يبلغ عددهم حوالي 257 مليون مُصاب، ووفقًا لإحصائيّاتها عام 2016م فإنّ ما يُقارب 27 مليونًا من المُصابين بهذه العدوى يُدركون إصابتهم بها، في حين يبلغ عدد الخاضعين للعلاج 4.5 مليون مُصاب ممّن تمّ تشخيصهم بهذه الحالة.[١][٢]

مراحل الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تكون حادّة أو مزمنة، ويُمكن بيان كلّ نوع منهما فيما يأتي:[٣][١]

  • التهاب الكبد الوبائي “ب” الحاد: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ تقلّ عن ستة أشهر، إذ يحدث التّعافي التام من الفيروس خلال أشهر من التعرّض له، وبالرغم من أنّ الجهاز المناعي قادر على القضاء على هذه العدوى بشكلٍ تامّ إلّا أنّه من المُحتمل أن تتطوّر لتُصبح عدوى مُزمنة لدى معظم البالغين المُصابين بهذا المرض.
  • التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ قد تتجاوز ستة أشهر، وقد لا يحدث التعافي التام منها بحيث تستمر العدوى لفتراتٍ طويلة وقد تُلازم الشخص مدى الحياة؛ إذ إنّ الجهاز المناعي لا يكون قادرًا على مُحاربتها والقضاء عليها، ومن الجدير ذكره أنّه كلما كان عمر الشخص أصغر عند إصابته بفيروس الكبد الوبائي “ب” ازداد خطر تطوّر النوع المُزمن من هذه العدوى؛ تحديدًا الأطفال ممّن هم أقلّ من 5 أعوام، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن قد يترتب عليه تطوّر مُضاعفات مُعينة؛ مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو الفشل الكبدي، أو سرطان الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى المزمنة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تستمر لعقود دون أن يتمّ تشخيصها وقد لا يتمّ الكشف عنها حتّى تتطوّر مضاعفات خطيرة تُشير إلى الإصابة بها، وعليه فإنّ التشخيص والعلاج المُبكر يلعبان دورًا في التقليل من احتمالية تطوّر المُضاعفات.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” يُعزى إلى العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، وقد تظهر بعض الأعراض على المُصابين بهذا المرض دون أن يُدرِكوا إصابتهم بهذه العدوى، وعليه فإنّه ذلك قد يتسبّب بنقل العدوى للآخرين دون معرفتهم بذلك، وإنّ عدم إجراء التدخلات الفورية والفعّالة قد يتسبّب بزيادة عدد المُصابين بالعدوى، وتنتشر هذه العدوى في بعض مناطق العالم وتكون شائعة في مناطق مُعينة أكثر من غيرها، ويُشار إلى اختلاف النمط الجيني للفيروس المُنتشر أيضًا من بلدٍ لآخر، إذ يُعتبر النمط الجيني “أ” لفيروس الكبد الوبائي “ب” هو الأكثر انتشارًا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بينما يُعدّ النمط الجيني “د” هو السّائد في مناطق الشرق الأوسط ومعظم دول أوروبا، ويُمكن تصنيف المناطق الجغرافية بناءً على شدّة العدوى إلى شديدة العدوى أو متوسطة العدوى،[٤][٥] وفيما يأتي بيان لأبرز مناطق العالم التي تنتشر فيها العدوى بهذا الفيروس:[٦]

  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  • شرق وجنوب شرق آسيا.
  • جزر المحيط الهادئ.
  • بعض أجزاء من أمريكا الجنوبية.
  • شبه القارة الهندية.
  • الأجزاء الجنوبية من شرق أوروبا ووسطها.
  • مناطق الشرق الأوسط، وتتراوح بما نسبته 8% في السودان، و5% في اليمن، و3% في الجزائر، و3% في الكويت وفلسطين، و0.6% في العراق، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتشر بين عامّة النّاس في المملكة العربية السعودية وذلك بنسبة 4.25% من مجموع سكّانها وذلك بحسب ما نشر في المجلة الطبية “The Lancet”.[٥]

ويُمكن القول بأنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية، أو إذا كان أحد الزوجين مُصابًا بهذا الفيروس ولم يتمّ اتخاذ الإجراءات التي تُمكّن من حماية الشريك من العدوى بالفيروس.
  • نقل الدم.
  • العاملين في القطاع الصحي والذين تتطلّب طبيعة عملهم التعامل مع الدم.
  • الخاضعين لجلسات غسيل الكلى لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.
  • الخاضعين لجلسات العلاج بالإبر والوشم باستخدام إبر ملوثة بالفيروس.
  • تعاطي المُخدرات خاصّة الذي ينطوي على مشاركة الإبر مع الآخرين.
  • مشاركة الأدوات الشخصية مع آخرين مُصابين بالفيروس؛ كفرشاة الأسنان، أو آلة الحلاقة، أو مقصّات الأظافر.
  • الجنين الذي تكون والدته مُصابة بالفيروس.

طرق انتقال فيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتقل من شخصٍ مُصاب إلى سليم عن طريق الاتصال بسوائل الجسم؛ بما في ذلك الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تلخيص طرق انتقال الفيروس على النّحو التالي:[٨]

  • الولادة، أيّ من الأم للطفل.
  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية.
  • مشاركة الإبر والمحاقن وأدوات الحقن.
  • مشاركة الأدوات الشخصية.
  • الاتصال المُباشر مع الدم أو التقرّحات المفتوحة.
  • استخدام الأدوات الحادة الملوثة بالدم.

ولكن لا ينتقل الفيروس عن طريقة الطعام والشراب، أو مشاركة أواني الطعام، أو الرضاعة، أو المعانقة، أو التقبيل، أو المصافحة بالأيدي، أو العطاس، أو السعال، أو لدغات الحشرات، وقد يبقى الفيروس خارج الجسم حيًّا لمدّة أسبوع، وخلال هذه المدّة قد يدخل إلى أجسام الآخرين مُسبّبًا لهم العدوى خاصّة في حال عدم تلقي المطعوم الذي يقي من الإصابة بهذا الفيروس.[٩]

ولمعرفة المزيد عن طرق انتقال فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي ب).

أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب

تتراوح فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation period) الخاصّة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين شهرين إلى خمسة أشهر، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها المدّة التي تفصل بين التعرّض الأولي للفيروس وبدء ظهور أعراض المرض، ومن الجدير ذكره أنّ بدء ظهور أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” يحدث في المتوسط بعد ثلاثة أشهر من التعرّض للفيروس،[١٠] مع احتمالية ظهور الأعراض لدى بعض الأفراد خلال وقتٍ أبكر من ذلك؛ أيّ نحو أسبوعين بعد التعرّض للفيروس، وقد لا تظهر لدى بعض آخر أيّ أعراض على الإطلاق؛ وبخاصّة الأطفال صغار السنّ، وبشكلٍ عامّ تتراوح أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين خفيفة إلى شديدة، ويُمكن بيان أبرز العلامات والأعراض الخاصّة بهذه العدوى فيما يأتي:[١١]

  • ألم البطن.
  • البول الداكن.
  • الحمّى.
  • ألم المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • التعب والإرهاق.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ المُتمثل باصفرار الجلد والمنطقة البيضاء من العين.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض التهاب الكبد الوبائي ب).

تشخيص الإصابة بفيروس الكبد ب

يعتمد تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” على الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد، وإخضاعه للفحص الجسدي، وفحوصات دم مُعينة، وفي حال أثبتت الفحوصات الأولية إصابة الشخص بهذا الفيروس فإنّ الأمر يستلزم إخضاعه للمزيد من الفحوصات للكشف عن حالة الكبد، بما يُمكّن الأطباء من الإقرار بالخطوة التالية لذلك، ويُمكن بيان آلية تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١]

  • الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد: يتضمّن ذلك توجيه الأسئلة للفرد من قِبل الطبيب حول الأعراض التي يُعاني منها، إضافةً إلى العوامل التي من شأنها جعله أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب”؛ ويشمل ذلك السؤال عمّا إذا كان الشخص يُمارس أيًّا من السلوكيات التي تجعل الكبد عُرضةً للتلف؛ كشرب الكحول، وكذلك سؤاله عمّا إذا كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الكبد “ب” أو سرطان الكبد.
  • الفحص الجسدي: ويتضمّن ذلك الكشف عن العلامات التي قد يُستدل من خلالها على تضرّر الكبد؛ ويتضمّن ذلك: التغيّر في لون الجلد، وانتفاخ البطن أو الشعور بالألم عند لمس البطن، وانتفاخ أسفل الساقين، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • فحوصات الدم: في حال عانى الفرد المعنيّ من أعراض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” وثبت ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد لديه فيتمّ إخضاعه لمجموعة من فحوصات الدم التي تهدف إلى الكشف عن تأثر الكبد بالالتهاب، ونذكر من هذه الفحوصات ما يأتي:[١٢]
    • اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب” (بالإنجليزية: Hepatitis B surface antigen and antibody) واختصارًا (HBsAg)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ مولدات الضد تُمثل بروتينات توجد على سطح فيروس الكبد الوبائي “ب” في حين أنّ الأجسام المُضادة يتمّ تصنيعها من قِبل خلايا الجهاز المناعي للتّصدي لهذه العدوى، وعند إجراء هذا الاختبار فإنّ الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لهذا الفيروس ستظهر في الدم بعد أسبوع واحد إلى 10 أسابيع من التعرّض للفيروس، وحتّى بعد التّعافي من العدوى الحادة فإنّها تبقى في الدم لفترةٍ تتراوح بين 4-6 أشهر وتزول بعد ذلك، أمّا استمرارها بعد انقضاء المدة المذكورة فيُشير إلى استمرار العدوى وأنّها أصبحت مُزمنة.
    • اختبار الأجسام المُضادة السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ويُجرى هذا الاختبار بعد الحصول على نتيجةٍ سلبيةٍ من إجراء اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ومن خلاله يُستدل على أنّ الشخص اكتسب مناعةً ضد هذا الفيروس طيلة فترة حياته.
  • تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية: ويُجرى التّصوير الإلستوجرافيّ العابر (بالإنجليزية: Transient elastography) الذي يُمثل نوعًا خاصًّا من التصوير بالموجات فوق الصوتية بهدف الكشف عن حجم التضرّر الذي أثر في الكبد.[١١]
  • خزعة الكبد: ويُجرى هذا الاختبار عن طريق إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد لتصِل إلى الكبد، بحيث يتمّ بعد ذلك أخذ عينة من نسيج الكبد وإخضاعها للفحص المخبري المُلائم بما يُمكّن من الكشف عمّا إذا كان الكبد قد تضرّر.[١١]

علاج الإصابة بفيروس الكبد ب

في الحقيقة، يعتمد علاج التهاب الكبد “ب” عمّا إذا كانت الحالة حادّة أم مُزمنة، ويُشار إلى أنّ الحالات الحادّة لا تستلزم العلاج إذ إنّ الجسم قادر على التصدّي للعدوى من تلقاء ذاته، وأثناء التعافي يتمّ اتخاذ السبل التي تُمكّن من السيطرة على الأعراض ومُراقبة الحالة، أمّا في حالات عدوى التهاب الكبد “ب” المُزمنة فإنّ الأمر يستلزم تلقي العلاج المُناسب تحت إشراف الطبيب المُختص بأمراض الكبد المُزمنة، وقد لا يستلزم الأمر الخضوع للعلاج وذلك في حالات الأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد “ب” المُزمن ممّن لا تظهر عليهم أيّ علامات تُشير إلى مُعاناتهم من تلف الكبد الحالي، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هذه الحالات تستلزم الخضوع لمُراقبة الكبد والكشف عن مدى تضرّره بشكلٍ دوري كلّ ستة أشهر، أمّا المُصابون بالتهاب الكبد “ب” المزمن ممّن تظهر عليهم أعراض تلف الكبد فيجدُر إخضاعهم للعلاجات الدوائية، وبشكلٍ عامّ تهدف العلاجات المُتبعة إلى السيطرة على تأثير الفيروس ولكنّها لا تضمن التّعافي التامّ من الفيروس، وتقوم علاجات التهاب الكبد “ب” في مبدئها على وقف تضاعف الفيروس المُسبب للمرض أو إبطاء ذلك إلى أقلّ سرعةٍ ممكنة، وهذا بحدّ ذاته يُتيح للكبد إصلاح ذاته واستعادة قدرته على العمل بكفاءة إضافةً إلى التقليل من تضرر الكبد ومضاعفات المرض، ويجدُر الاستمرار بأخذها وفقًا لتوصيات الطبيب وإرشاداته، مع الأخذ بالاعتبار توافر العديد من الخيارات العلاجية الفعّالة في السيطرة على الحالة، وتعتمد المدّة المُقررة للعلاج على العديد من العوامل؛ من بينها شدّة العدوى والاستجابة للعلاج، وقد يستغرق العلاج في هذه الحالة فترة تُقدّر بعام أو أطول من ذلك، ويُشار إلى أنّ اختيار العلاج الأنسب في الوقت المُلائم يعتمد على عواملٍ عدّة، ويعمل الطبيب على مناقشة المريض بالخيار الأنسب له، ومن الجدير ذكره ضرورة إبقاء المريض تحت المتابعة خلال فترة العلاج وإجراء الفحوصات المستمرة، ويتضمّن ذلك إخضاع المريض لفحص الدم الهادف للكشف عن مدى مقاومة الجسم لمضادات الفيروسات بشكلٍ دوري، وفي حال أثبتت الفحوصات مقاومة الجسم تجاه مضاد الفيروسات المُستخدم فإنّ الأمر يستلزم التوقف عن استخدامه أو استبداله بنوعٍ آخر،[١٣][١٤] ويُمكن بيان أبرز الخيارات العلاجية المُتاحة في حالات الإصابة التهاب الكبد “ب” فيما يأتي:[١٥]

  • مضادات الفيروسات: (بالإنجليزية: Antiviral medications)، ومنها: تيلبيفودين (بالإنجليزية: Telbivudine)، وأديفوفير (بالإنجليزية: Adefovir)، ولاميفودين (بالإنجليزية: Lamivudine)، وإنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، والتي تقوم في مبدئها على التصدّي للفيروس وإبطاء قدرته على الإضرار بالكبد.
  • حقن الإنترفيرون ألفا-2ب: (بالإنجليزية: Interferon alfa-2b)، والتي تُعطى للبالغين الشباب ممّن لا يرغبون بالخضوع للعلاج لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة والنّساء الراغبات بالحمل في غضون بضع سنوات قادمة، ويُمثل هذا العلاج نُسخة صناعية من إحدى المواد التي يُنتجها الجسم في سبيل التصدّي للعدوى.
  • زراعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver transplant)، ويُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي يُعاني فيها الفرد من تضرّر الكبد الشديد، ويستلزم الأمر وجود مُتبرع مُناسب للحالة؛ وفي معظم الحالات يتمّ الحصول على الكبد من متبرعٍ حيّ ولكنّ عددًا قليلًا من الحالات قد يتمّ بأخذ جزء من الكبد من مُتبرعين أحياء، وذلك نظرًا لقدرة الكبد على التجدّد، وخلال جراحة زراعة الكبد يقوم الطبيب بإزالة الكبد المُتضرر واستبداله بآخر صحيّ.[١٥][١٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج التهاب الكبد الوبائي ب).

الوقاية من فيروس الكبد ب

يُمكن تحقيق الوقاية من الإصابة بفيروس الكبد “ب” عن طريق اتباع الإجراءات التالية:[١٧]

  • تلقي المطاعيم المُخصصة لذلك: ويُعتبر هذا المطعوم آمن وفعّال في حماية الرّضع، والأطفال، والبالغين من المرض، ووفقًا للإحصائيّات فقد تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من المطعوم في أنحاءٍ مُختلفةٍ من العالم،[١٧] ويُعطى هذا المطعوم في العادة على هيئة ثلاث حُقن على مدى ستة أشهر، وفيما يأتي بيان لأبرز الفئات الواجب تلقيها لمطعوم فيروس الكبد “ب”:[١٨][١٩]
    • الأطفال حديثو الولادة.
    • الأطفال والمراهقون الذين لم يتلقوا المطعوم في مراحلٍ سابقة.
    • الأشخاص المُصابون بأمراض الكبد المُزمنة لأسبابٍ أخرى غير مُرتبطة بفيروس الكبد “ب”.
    • مرضى السّكري ممّن تقلّ أعمارهم عن ستين عامًا.
    • الأشخاص الذين خضعوا في السابق أو يخضعون حاليًا لغسيل الكلى، بما في ذلك أولئك المُصابين بالفشل الكلوي في مراحله الأخير ويخضعون لرعاية ما قبل غسيل الكلى، أو الديلزة الصفاقية (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، أو غسيل الكلى المنزلي.
    • العاملون في مجال الرعاية الصحية والطارئة، والعسكريون، والمعنيون بدفن الموتى، وغيرهم من المُعرضين لخطر التعرّض للدم أو السوائل التي تحتوي على الدم أثناء ممارستهم لأعمالهم.
    • العاملون في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
    • العاملون في السجون، أو المساجين.
    • المُصابون بأحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
    • المصابون بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV).
    • الأشخاص الذين تلقوا المُخدرات عن طريق الحقن أو الاستنشاق.
    • الزوج أو الزوجة غير المُصاب بالفيروس في حال إصابة شريكه بالفيروس.
    • أفراد عائلة الشخص المُصاب بفيروس التهاب الكبد “ب”.
    • الأشخاص المولودون في بلدان ينتشر فيها فيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية يرتفع فيها معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المهاجرون من البلدان التي تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المُسافرون إلى مناطق تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
  • إرشادات أخرى: ومنها ما يأتي:[١٧][١٩]
    • غسل اليدين بالماء والصابون بعد أيّ تعرّض مُحتمل للدم.
    • اتباع الإرشادات الموصى بها عند ممارسة العلاقة الزوجية في حال إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس، واستخدام طرق الحماية والعزل الموصى بها.
    • تجنّب التعرّض لدم أو سوائل أجسام الآخرين.
    • تنظيف بقع الدم بالمحلول المُبيض المُخفف بالماء وذلك بنسبة 1:9؛ أيّ كمية مُعينة من المحلول المُبيض مع 9 أضعاف هذه الكمية من الماء.
    • تغطية جميع مناطق الجروح بعناية.
    • تجنّب مشاركة الأدوات الحادة مع الآخرين؛ كشفرات الحلاقة وفراشي الأسنان وغيرها.
    • التخلّص من الفوط الصحية والسدادات القطنية بوضعها في أكياسٍ بلاستيكيةٍ ومن ثمّ في سلة المهملات.
    • الامتناع عن تعاطي المُخدرات بجميع أشكالها وطرق تعاطيها.
    • تجنّب الوشم.

ولمعرفة المزيد عن تطعيم فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (التطعيم ضد فيروس ب).

فيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب

يتحدث الفيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.niddk.nih.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  2. “Hepatitis B”, www.who.int, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  3. “Hepatitis B”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  4. “Hepatitis B”, www.nhs.uk, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Viral hepatitis in the Middle East”, www.thelancet.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  6. “Hepatitis B”, www.nhsinform.scot, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  7. “Hepatitis B”, medlineplus.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  8. “Hepatitis B Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  9. “Hepatitis B”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  10. “Hepatitis B”, www.ccohs.ca, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.drugs.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  12. “Hepatitis B”, www.webmd.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  13. “Hepatitis B”, familydoctor.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  14. “Hepatitis B”, www.hepatitisaustralia.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Hepatitis B”, www.nchmd.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  16. “Living Donor Liver Transplant: The Facts”, www.ucsfhealth.org, Retrieved July 2, 2020. Edited.
  17. ^ أ ب ت “Prevention Tips for Hepatitis B”, www.hepb.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  18. “Hepatitis B”, liverfoundation.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  19. ^ أ ب “Hepatitis B”, middlesexhealth.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

فيروس الكبد ب

فيروس الكبد ب، أو التهاب الكبد الوبائي ب، أو التهاب الكبد الفيروسي ب، أو مرض الوباء الكبدي ب، أو مرض الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)‏، جميعُها مصطلحات تُشير إلى تضرر الكبد والتهابه الناجم عن الإصابة بعدوى فيروسية من نوع فيروس الكبد الوبائي “ب”، ومن الجدير ذكره أنّ هذه العدوى قد تكون حادّة أو مزمنة، وإنّ الالتهاب يتمثّل بانتفاخ أنسجة الجسم المُتأثرة بالإصابة أو العدوى، وقد يترتب على ذلك الإضرار بأعضاء جسم الإنسان، ومن الجدير ذكره أنّ الفيروسات قد تنتقل من شخصٍ لآخر بحيث تغزو خلايا الجسم الطبيعية، وحول طُرق انتقال فيروس الكبد الوبائي “ب” فإنّها تتمّ عن طريق الاتصال مع سوائل جسم مُصاب بهذا الفيروس؛ بما يتضمّن الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تحقيق الوقاية من خلال تجنّب العوامل التي من شأنها نقل العدوى إضافةً إلى تلقي المطاعيم الآمنة والفعّالة في الحماية من هذه العدوى، وتبعًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) عام 2015م فإنّ المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي “ب” المُزمن ممّن يُظهرون نتائجًا إيجابيّة لاختبار مولدات الضد السطحية لفيروس التهاب الكبد (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B Surface Antigen) واختصارًا (HBsAg) يبلغ عددهم حوالي 257 مليون مُصاب، ووفقًا لإحصائيّاتها عام 2016م فإنّ ما يُقارب 27 مليونًا من المُصابين بهذه العدوى يُدركون إصابتهم بها، في حين يبلغ عدد الخاضعين للعلاج 4.5 مليون مُصاب ممّن تمّ تشخيصهم بهذه الحالة.[١][٢]

مراحل الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تكون حادّة أو مزمنة، ويُمكن بيان كلّ نوع منهما فيما يأتي:[٣][١]

  • التهاب الكبد الوبائي “ب” الحاد: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ تقلّ عن ستة أشهر، إذ يحدث التّعافي التام من الفيروس خلال أشهر من التعرّض له، وبالرغم من أنّ الجهاز المناعي قادر على القضاء على هذه العدوى بشكلٍ تامّ إلّا أنّه من المُحتمل أن تتطوّر لتُصبح عدوى مُزمنة لدى معظم البالغين المُصابين بهذا المرض.
  • التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ قد تتجاوز ستة أشهر، وقد لا يحدث التعافي التام منها بحيث تستمر العدوى لفتراتٍ طويلة وقد تُلازم الشخص مدى الحياة؛ إذ إنّ الجهاز المناعي لا يكون قادرًا على مُحاربتها والقضاء عليها، ومن الجدير ذكره أنّه كلما كان عمر الشخص أصغر عند إصابته بفيروس الكبد الوبائي “ب” ازداد خطر تطوّر النوع المُزمن من هذه العدوى؛ تحديدًا الأطفال ممّن هم أقلّ من 5 أعوام، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن قد يترتب عليه تطوّر مُضاعفات مُعينة؛ مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو الفشل الكبدي، أو سرطان الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى المزمنة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تستمر لعقود دون أن يتمّ تشخيصها وقد لا يتمّ الكشف عنها حتّى تتطوّر مضاعفات خطيرة تُشير إلى الإصابة بها، وعليه فإنّ التشخيص والعلاج المُبكر يلعبان دورًا في التقليل من احتمالية تطوّر المُضاعفات.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” يُعزى إلى العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، وقد تظهر بعض الأعراض على المُصابين بهذا المرض دون أن يُدرِكوا إصابتهم بهذه العدوى، وعليه فإنّه ذلك قد يتسبّب بنقل العدوى للآخرين دون معرفتهم بذلك، وإنّ عدم إجراء التدخلات الفورية والفعّالة قد يتسبّب بزيادة عدد المُصابين بالعدوى، وتنتشر هذه العدوى في بعض مناطق العالم وتكون شائعة في مناطق مُعينة أكثر من غيرها، ويُشار إلى اختلاف النمط الجيني للفيروس المُنتشر أيضًا من بلدٍ لآخر، إذ يُعتبر النمط الجيني “أ” لفيروس الكبد الوبائي “ب” هو الأكثر انتشارًا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بينما يُعدّ النمط الجيني “د” هو السّائد في مناطق الشرق الأوسط ومعظم دول أوروبا، ويُمكن تصنيف المناطق الجغرافية بناءً على شدّة العدوى إلى شديدة العدوى أو متوسطة العدوى،[٤][٥] وفيما يأتي بيان لأبرز مناطق العالم التي تنتشر فيها العدوى بهذا الفيروس:[٦]

  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  • شرق وجنوب شرق آسيا.
  • جزر المحيط الهادئ.
  • بعض أجزاء من أمريكا الجنوبية.
  • شبه القارة الهندية.
  • الأجزاء الجنوبية من شرق أوروبا ووسطها.
  • مناطق الشرق الأوسط، وتتراوح بما نسبته 8% في السودان، و5% في اليمن، و3% في الجزائر، و3% في الكويت وفلسطين، و0.6% في العراق، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتشر بين عامّة النّاس في المملكة العربية السعودية وذلك بنسبة 4.25% من مجموع سكّانها وذلك بحسب ما نشر في المجلة الطبية “The Lancet”.[٥]

ويُمكن القول بأنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية، أو إذا كان أحد الزوجين مُصابًا بهذا الفيروس ولم يتمّ اتخاذ الإجراءات التي تُمكّن من حماية الشريك من العدوى بالفيروس.
  • نقل الدم.
  • العاملين في القطاع الصحي والذين تتطلّب طبيعة عملهم التعامل مع الدم.
  • الخاضعين لجلسات غسيل الكلى لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.
  • الخاضعين لجلسات العلاج بالإبر والوشم باستخدام إبر ملوثة بالفيروس.
  • تعاطي المُخدرات خاصّة الذي ينطوي على مشاركة الإبر مع الآخرين.
  • مشاركة الأدوات الشخصية مع آخرين مُصابين بالفيروس؛ كفرشاة الأسنان، أو آلة الحلاقة، أو مقصّات الأظافر.
  • الجنين الذي تكون والدته مُصابة بالفيروس.

طرق انتقال فيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتقل من شخصٍ مُصاب إلى سليم عن طريق الاتصال بسوائل الجسم؛ بما في ذلك الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تلخيص طرق انتقال الفيروس على النّحو التالي:[٨]

  • الولادة، أيّ من الأم للطفل.
  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية.
  • مشاركة الإبر والمحاقن وأدوات الحقن.
  • مشاركة الأدوات الشخصية.
  • الاتصال المُباشر مع الدم أو التقرّحات المفتوحة.
  • استخدام الأدوات الحادة الملوثة بالدم.

ولكن لا ينتقل الفيروس عن طريقة الطعام والشراب، أو مشاركة أواني الطعام، أو الرضاعة، أو المعانقة، أو التقبيل، أو المصافحة بالأيدي، أو العطاس، أو السعال، أو لدغات الحشرات، وقد يبقى الفيروس خارج الجسم حيًّا لمدّة أسبوع، وخلال هذه المدّة قد يدخل إلى أجسام الآخرين مُسبّبًا لهم العدوى خاصّة في حال عدم تلقي المطعوم الذي يقي من الإصابة بهذا الفيروس.[٩]

ولمعرفة المزيد عن طرق انتقال فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي ب).

أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب

تتراوح فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation period) الخاصّة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين شهرين إلى خمسة أشهر، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها المدّة التي تفصل بين التعرّض الأولي للفيروس وبدء ظهور أعراض المرض، ومن الجدير ذكره أنّ بدء ظهور أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” يحدث في المتوسط بعد ثلاثة أشهر من التعرّض للفيروس،[١٠] مع احتمالية ظهور الأعراض لدى بعض الأفراد خلال وقتٍ أبكر من ذلك؛ أيّ نحو أسبوعين بعد التعرّض للفيروس، وقد لا تظهر لدى بعض آخر أيّ أعراض على الإطلاق؛ وبخاصّة الأطفال صغار السنّ، وبشكلٍ عامّ تتراوح أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين خفيفة إلى شديدة، ويُمكن بيان أبرز العلامات والأعراض الخاصّة بهذه العدوى فيما يأتي:[١١]

  • ألم البطن.
  • البول الداكن.
  • الحمّى.
  • ألم المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • التعب والإرهاق.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ المُتمثل باصفرار الجلد والمنطقة البيضاء من العين.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض التهاب الكبد الوبائي ب).

تشخيص الإصابة بفيروس الكبد ب

يعتمد تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” على الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد، وإخضاعه للفحص الجسدي، وفحوصات دم مُعينة، وفي حال أثبتت الفحوصات الأولية إصابة الشخص بهذا الفيروس فإنّ الأمر يستلزم إخضاعه للمزيد من الفحوصات للكشف عن حالة الكبد، بما يُمكّن الأطباء من الإقرار بالخطوة التالية لذلك، ويُمكن بيان آلية تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١]

  • الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد: يتضمّن ذلك توجيه الأسئلة للفرد من قِبل الطبيب حول الأعراض التي يُعاني منها، إضافةً إلى العوامل التي من شأنها جعله أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب”؛ ويشمل ذلك السؤال عمّا إذا كان الشخص يُمارس أيًّا من السلوكيات التي تجعل الكبد عُرضةً للتلف؛ كشرب الكحول، وكذلك سؤاله عمّا إذا كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الكبد “ب” أو سرطان الكبد.
  • الفحص الجسدي: ويتضمّن ذلك الكشف عن العلامات التي قد يُستدل من خلالها على تضرّر الكبد؛ ويتضمّن ذلك: التغيّر في لون الجلد، وانتفاخ البطن أو الشعور بالألم عند لمس البطن، وانتفاخ أسفل الساقين، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • فحوصات الدم: في حال عانى الفرد المعنيّ من أعراض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” وثبت ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد لديه فيتمّ إخضاعه لمجموعة من فحوصات الدم التي تهدف إلى الكشف عن تأثر الكبد بالالتهاب، ونذكر من هذه الفحوصات ما يأتي:[١٢]
    • اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب” (بالإنجليزية: Hepatitis B surface antigen and antibody) واختصارًا (HBsAg)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ مولدات الضد تُمثل بروتينات توجد على سطح فيروس الكبد الوبائي “ب” في حين أنّ الأجسام المُضادة يتمّ تصنيعها من قِبل خلايا الجهاز المناعي للتّصدي لهذه العدوى، وعند إجراء هذا الاختبار فإنّ الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لهذا الفيروس ستظهر في الدم بعد أسبوع واحد إلى 10 أسابيع من التعرّض للفيروس، وحتّى بعد التّعافي من العدوى الحادة فإنّها تبقى في الدم لفترةٍ تتراوح بين 4-6 أشهر وتزول بعد ذلك، أمّا استمرارها بعد انقضاء المدة المذكورة فيُشير إلى استمرار العدوى وأنّها أصبحت مُزمنة.
    • اختبار الأجسام المُضادة السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ويُجرى هذا الاختبار بعد الحصول على نتيجةٍ سلبيةٍ من إجراء اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ومن خلاله يُستدل على أنّ الشخص اكتسب مناعةً ضد هذا الفيروس طيلة فترة حياته.
  • تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية: ويُجرى التّصوير الإلستوجرافيّ العابر (بالإنجليزية: Transient elastography) الذي يُمثل نوعًا خاصًّا من التصوير بالموجات فوق الصوتية بهدف الكشف عن حجم التضرّر الذي أثر في الكبد.[١١]
  • خزعة الكبد: ويُجرى هذا الاختبار عن طريق إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد لتصِل إلى الكبد، بحيث يتمّ بعد ذلك أخذ عينة من نسيج الكبد وإخضاعها للفحص المخبري المُلائم بما يُمكّن من الكشف عمّا إذا كان الكبد قد تضرّر.[١١]

علاج الإصابة بفيروس الكبد ب

في الحقيقة، يعتمد علاج التهاب الكبد “ب” عمّا إذا كانت الحالة حادّة أم مُزمنة، ويُشار إلى أنّ الحالات الحادّة لا تستلزم العلاج إذ إنّ الجسم قادر على التصدّي للعدوى من تلقاء ذاته، وأثناء التعافي يتمّ اتخاذ السبل التي تُمكّن من السيطرة على الأعراض ومُراقبة الحالة، أمّا في حالات عدوى التهاب الكبد “ب” المُزمنة فإنّ الأمر يستلزم تلقي العلاج المُناسب تحت إشراف الطبيب المُختص بأمراض الكبد المُزمنة، وقد لا يستلزم الأمر الخضوع للعلاج وذلك في حالات الأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد “ب” المُزمن ممّن لا تظهر عليهم أيّ علامات تُشير إلى مُعاناتهم من تلف الكبد الحالي، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هذه الحالات تستلزم الخضوع لمُراقبة الكبد والكشف عن مدى تضرّره بشكلٍ دوري كلّ ستة أشهر، أمّا المُصابون بالتهاب الكبد “ب” المزمن ممّن تظهر عليهم أعراض تلف الكبد فيجدُر إخضاعهم للعلاجات الدوائية، وبشكلٍ عامّ تهدف العلاجات المُتبعة إلى السيطرة على تأثير الفيروس ولكنّها لا تضمن التّعافي التامّ من الفيروس، وتقوم علاجات التهاب الكبد “ب” في مبدئها على وقف تضاعف الفيروس المُسبب للمرض أو إبطاء ذلك إلى أقلّ سرعةٍ ممكنة، وهذا بحدّ ذاته يُتيح للكبد إصلاح ذاته واستعادة قدرته على العمل بكفاءة إضافةً إلى التقليل من تضرر الكبد ومضاعفات المرض، ويجدُر الاستمرار بأخذها وفقًا لتوصيات الطبيب وإرشاداته، مع الأخذ بالاعتبار توافر العديد من الخيارات العلاجية الفعّالة في السيطرة على الحالة، وتعتمد المدّة المُقررة للعلاج على العديد من العوامل؛ من بينها شدّة العدوى والاستجابة للعلاج، وقد يستغرق العلاج في هذه الحالة فترة تُقدّر بعام أو أطول من ذلك، ويُشار إلى أنّ اختيار العلاج الأنسب في الوقت المُلائم يعتمد على عواملٍ عدّة، ويعمل الطبيب على مناقشة المريض بالخيار الأنسب له، ومن الجدير ذكره ضرورة إبقاء المريض تحت المتابعة خلال فترة العلاج وإجراء الفحوصات المستمرة، ويتضمّن ذلك إخضاع المريض لفحص الدم الهادف للكشف عن مدى مقاومة الجسم لمضادات الفيروسات بشكلٍ دوري، وفي حال أثبتت الفحوصات مقاومة الجسم تجاه مضاد الفيروسات المُستخدم فإنّ الأمر يستلزم التوقف عن استخدامه أو استبداله بنوعٍ آخر،[١٣][١٤] ويُمكن بيان أبرز الخيارات العلاجية المُتاحة في حالات الإصابة التهاب الكبد “ب” فيما يأتي:[١٥]

  • مضادات الفيروسات: (بالإنجليزية: Antiviral medications)، ومنها: تيلبيفودين (بالإنجليزية: Telbivudine)، وأديفوفير (بالإنجليزية: Adefovir)، ولاميفودين (بالإنجليزية: Lamivudine)، وإنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، والتي تقوم في مبدئها على التصدّي للفيروس وإبطاء قدرته على الإضرار بالكبد.
  • حقن الإنترفيرون ألفا-2ب: (بالإنجليزية: Interferon alfa-2b)، والتي تُعطى للبالغين الشباب ممّن لا يرغبون بالخضوع للعلاج لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة والنّساء الراغبات بالحمل في غضون بضع سنوات قادمة، ويُمثل هذا العلاج نُسخة صناعية من إحدى المواد التي يُنتجها الجسم في سبيل التصدّي للعدوى.
  • زراعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver transplant)، ويُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي يُعاني فيها الفرد من تضرّر الكبد الشديد، ويستلزم الأمر وجود مُتبرع مُناسب للحالة؛ وفي معظم الحالات يتمّ الحصول على الكبد من متبرعٍ حيّ ولكنّ عددًا قليلًا من الحالات قد يتمّ بأخذ جزء من الكبد من مُتبرعين أحياء، وذلك نظرًا لقدرة الكبد على التجدّد، وخلال جراحة زراعة الكبد يقوم الطبيب بإزالة الكبد المُتضرر واستبداله بآخر صحيّ.[١٥][١٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج التهاب الكبد الوبائي ب).

الوقاية من فيروس الكبد ب

يُمكن تحقيق الوقاية من الإصابة بفيروس الكبد “ب” عن طريق اتباع الإجراءات التالية:[١٧]

  • تلقي المطاعيم المُخصصة لذلك: ويُعتبر هذا المطعوم آمن وفعّال في حماية الرّضع، والأطفال، والبالغين من المرض، ووفقًا للإحصائيّات فقد تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من المطعوم في أنحاءٍ مُختلفةٍ من العالم،[١٧] ويُعطى هذا المطعوم في العادة على هيئة ثلاث حُقن على مدى ستة أشهر، وفيما يأتي بيان لأبرز الفئات الواجب تلقيها لمطعوم فيروس الكبد “ب”:[١٨][١٩]
    • الأطفال حديثو الولادة.
    • الأطفال والمراهقون الذين لم يتلقوا المطعوم في مراحلٍ سابقة.
    • الأشخاص المُصابون بأمراض الكبد المُزمنة لأسبابٍ أخرى غير مُرتبطة بفيروس الكبد “ب”.
    • مرضى السّكري ممّن تقلّ أعمارهم عن ستين عامًا.
    • الأشخاص الذين خضعوا في السابق أو يخضعون حاليًا لغسيل الكلى، بما في ذلك أولئك المُصابين بالفشل الكلوي في مراحله الأخير ويخضعون لرعاية ما قبل غسيل الكلى، أو الديلزة الصفاقية (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، أو غسيل الكلى المنزلي.
    • العاملون في مجال الرعاية الصحية والطارئة، والعسكريون، والمعنيون بدفن الموتى، وغيرهم من المُعرضين لخطر التعرّض للدم أو السوائل التي تحتوي على الدم أثناء ممارستهم لأعمالهم.
    • العاملون في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
    • العاملون في السجون، أو المساجين.
    • المُصابون بأحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
    • المصابون بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV).
    • الأشخاص الذين تلقوا المُخدرات عن طريق الحقن أو الاستنشاق.
    • الزوج أو الزوجة غير المُصاب بالفيروس في حال إصابة شريكه بالفيروس.
    • أفراد عائلة الشخص المُصاب بفيروس التهاب الكبد “ب”.
    • الأشخاص المولودون في بلدان ينتشر فيها فيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية يرتفع فيها معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المهاجرون من البلدان التي تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المُسافرون إلى مناطق تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
  • إرشادات أخرى: ومنها ما يأتي:[١٧][١٩]
    • غسل اليدين بالماء والصابون بعد أيّ تعرّض مُحتمل للدم.
    • اتباع الإرشادات الموصى بها عند ممارسة العلاقة الزوجية في حال إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس، واستخدام طرق الحماية والعزل الموصى بها.
    • تجنّب التعرّض لدم أو سوائل أجسام الآخرين.
    • تنظيف بقع الدم بالمحلول المُبيض المُخفف بالماء وذلك بنسبة 1:9؛ أيّ كمية مُعينة من المحلول المُبيض مع 9 أضعاف هذه الكمية من الماء.
    • تغطية جميع مناطق الجروح بعناية.
    • تجنّب مشاركة الأدوات الحادة مع الآخرين؛ كشفرات الحلاقة وفراشي الأسنان وغيرها.
    • التخلّص من الفوط الصحية والسدادات القطنية بوضعها في أكياسٍ بلاستيكيةٍ ومن ثمّ في سلة المهملات.
    • الامتناع عن تعاطي المُخدرات بجميع أشكالها وطرق تعاطيها.
    • تجنّب الوشم.

ولمعرفة المزيد عن تطعيم فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (التطعيم ضد فيروس ب).

فيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب

يتحدث الفيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.niddk.nih.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  2. “Hepatitis B”, www.who.int, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  3. “Hepatitis B”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  4. “Hepatitis B”, www.nhs.uk, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Viral hepatitis in the Middle East”, www.thelancet.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  6. “Hepatitis B”, www.nhsinform.scot, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  7. “Hepatitis B”, medlineplus.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  8. “Hepatitis B Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  9. “Hepatitis B”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  10. “Hepatitis B”, www.ccohs.ca, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.drugs.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  12. “Hepatitis B”, www.webmd.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  13. “Hepatitis B”, familydoctor.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  14. “Hepatitis B”, www.hepatitisaustralia.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Hepatitis B”, www.nchmd.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  16. “Living Donor Liver Transplant: The Facts”, www.ucsfhealth.org, Retrieved July 2, 2020. Edited.
  17. ^ أ ب ت “Prevention Tips for Hepatitis B”, www.hepb.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  18. “Hepatitis B”, liverfoundation.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  19. ^ أ ب “Hepatitis B”, middlesexhealth.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فيروس الكبد ب

فيروس الكبد ب، أو التهاب الكبد الوبائي ب، أو التهاب الكبد الفيروسي ب، أو مرض الوباء الكبدي ب، أو مرض الكبد الوبائيّ ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)‏، جميعُها مصطلحات تُشير إلى تضرر الكبد والتهابه الناجم عن الإصابة بعدوى فيروسية من نوع فيروس الكبد الوبائي “ب”، ومن الجدير ذكره أنّ هذه العدوى قد تكون حادّة أو مزمنة، وإنّ الالتهاب يتمثّل بانتفاخ أنسجة الجسم المُتأثرة بالإصابة أو العدوى، وقد يترتب على ذلك الإضرار بأعضاء جسم الإنسان، ومن الجدير ذكره أنّ الفيروسات قد تنتقل من شخصٍ لآخر بحيث تغزو خلايا الجسم الطبيعية، وحول طُرق انتقال فيروس الكبد الوبائي “ب” فإنّها تتمّ عن طريق الاتصال مع سوائل جسم مُصاب بهذا الفيروس؛ بما يتضمّن الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تحقيق الوقاية من خلال تجنّب العوامل التي من شأنها نقل العدوى إضافةً إلى تلقي المطاعيم الآمنة والفعّالة في الحماية من هذه العدوى، وتبعًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) عام 2015م فإنّ المُصابين بالتهاب الكبد الوبائي “ب” المُزمن ممّن يُظهرون نتائجًا إيجابيّة لاختبار مولدات الضد السطحية لفيروس التهاب الكبد (ب) (بالإنجليزية: Hepatitis B Surface Antigen) واختصارًا (HBsAg) يبلغ عددهم حوالي 257 مليون مُصاب، ووفقًا لإحصائيّاتها عام 2016م فإنّ ما يُقارب 27 مليونًا من المُصابين بهذه العدوى يُدركون إصابتهم بها، في حين يبلغ عدد الخاضعين للعلاج 4.5 مليون مُصاب ممّن تمّ تشخيصهم بهذه الحالة.[١][٢]

مراحل الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تكون حادّة أو مزمنة، ويُمكن بيان كلّ نوع منهما فيما يأتي:[٣][١]

  • التهاب الكبد الوبائي “ب” الحاد: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ تقلّ عن ستة أشهر، إذ يحدث التّعافي التام من الفيروس خلال أشهر من التعرّض له، وبالرغم من أنّ الجهاز المناعي قادر على القضاء على هذه العدوى بشكلٍ تامّ إلّا أنّه من المُحتمل أن تتطوّر لتُصبح عدوى مُزمنة لدى معظم البالغين المُصابين بهذا المرض.
  • التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن: في هذه الحالة تستمر مدّة العدوى بالفيروس لفترةٍ قد تتجاوز ستة أشهر، وقد لا يحدث التعافي التام منها بحيث تستمر العدوى لفتراتٍ طويلة وقد تُلازم الشخص مدى الحياة؛ إذ إنّ الجهاز المناعي لا يكون قادرًا على مُحاربتها والقضاء عليها، ومن الجدير ذكره أنّه كلما كان عمر الشخص أصغر عند إصابته بفيروس الكبد الوبائي “ب” ازداد خطر تطوّر النوع المُزمن من هذه العدوى؛ تحديدًا الأطفال ممّن هم أقلّ من 5 أعوام، ومن الجدير ذكره أنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” المزمن قد يترتب عليه تطوّر مُضاعفات مُعينة؛ مثل تشمّع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis)، أو الفشل الكبدي، أو سرطان الكبد، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى المزمنة بفيروس الكبد الوبائي “ب” قد تستمر لعقود دون أن يتمّ تشخيصها وقد لا يتمّ الكشف عنها حتّى تتطوّر مضاعفات خطيرة تُشير إلى الإصابة بها، وعليه فإنّ التشخيص والعلاج المُبكر يلعبان دورًا في التقليل من احتمالية تطوّر المُضاعفات.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بفيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ التهاب الكبد الوبائي “ب” يُعزى إلى العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، وقد تظهر بعض الأعراض على المُصابين بهذا المرض دون أن يُدرِكوا إصابتهم بهذه العدوى، وعليه فإنّه ذلك قد يتسبّب بنقل العدوى للآخرين دون معرفتهم بذلك، وإنّ عدم إجراء التدخلات الفورية والفعّالة قد يتسبّب بزيادة عدد المُصابين بالعدوى، وتنتشر هذه العدوى في بعض مناطق العالم وتكون شائعة في مناطق مُعينة أكثر من غيرها، ويُشار إلى اختلاف النمط الجيني للفيروس المُنتشر أيضًا من بلدٍ لآخر، إذ يُعتبر النمط الجيني “أ” لفيروس الكبد الوبائي “ب” هو الأكثر انتشارًا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بينما يُعدّ النمط الجيني “د” هو السّائد في مناطق الشرق الأوسط ومعظم دول أوروبا، ويُمكن تصنيف المناطق الجغرافية بناءً على شدّة العدوى إلى شديدة العدوى أو متوسطة العدوى،[٤][٥] وفيما يأتي بيان لأبرز مناطق العالم التي تنتشر فيها العدوى بهذا الفيروس:[٦]

  • أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  • شرق وجنوب شرق آسيا.
  • جزر المحيط الهادئ.
  • بعض أجزاء من أمريكا الجنوبية.
  • شبه القارة الهندية.
  • الأجزاء الجنوبية من شرق أوروبا ووسطها.
  • مناطق الشرق الأوسط، وتتراوح بما نسبته 8% في السودان، و5% في اليمن، و3% في الجزائر، و3% في الكويت وفلسطين، و0.6% في العراق، ومن الجدير ذكره أنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتشر بين عامّة النّاس في المملكة العربية السعودية وذلك بنسبة 4.25% من مجموع سكّانها وذلك بحسب ما نشر في المجلة الطبية “The Lancet”.[٥]

ويُمكن القول بأنّ هُناك العديد من العوامل التي تزيد من احتمالية العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب”، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية، أو إذا كان أحد الزوجين مُصابًا بهذا الفيروس ولم يتمّ اتخاذ الإجراءات التي تُمكّن من حماية الشريك من العدوى بالفيروس.
  • نقل الدم.
  • العاملين في القطاع الصحي والذين تتطلّب طبيعة عملهم التعامل مع الدم.
  • الخاضعين لجلسات غسيل الكلى لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.
  • الخاضعين لجلسات العلاج بالإبر والوشم باستخدام إبر ملوثة بالفيروس.
  • تعاطي المُخدرات خاصّة الذي ينطوي على مشاركة الإبر مع الآخرين.
  • مشاركة الأدوات الشخصية مع آخرين مُصابين بالفيروس؛ كفرشاة الأسنان، أو آلة الحلاقة، أو مقصّات الأظافر.
  • الجنين الذي تكون والدته مُصابة بالفيروس.

طرق انتقال فيروس الكبد ب

كما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” تنتقل من شخصٍ مُصاب إلى سليم عن طريق الاتصال بسوائل الجسم؛ بما في ذلك الدم أو السّائل المنوي أو أيّ سوائل أخرى، ويُمكن تلخيص طرق انتقال الفيروس على النّحو التالي:[٨]

  • الولادة، أيّ من الأم للطفل.
  • ممارسة العلاقة الجنسية غير الشرعية.
  • مشاركة الإبر والمحاقن وأدوات الحقن.
  • مشاركة الأدوات الشخصية.
  • الاتصال المُباشر مع الدم أو التقرّحات المفتوحة.
  • استخدام الأدوات الحادة الملوثة بالدم.

ولكن لا ينتقل الفيروس عن طريقة الطعام والشراب، أو مشاركة أواني الطعام، أو الرضاعة، أو المعانقة، أو التقبيل، أو المصافحة بالأيدي، أو العطاس، أو السعال، أو لدغات الحشرات، وقد يبقى الفيروس خارج الجسم حيًّا لمدّة أسبوع، وخلال هذه المدّة قد يدخل إلى أجسام الآخرين مُسبّبًا لهم العدوى خاصّة في حال عدم تلقي المطعوم الذي يقي من الإصابة بهذا الفيروس.[٩]

ولمعرفة المزيد عن طرق انتقال فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي ب).

أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب

تتراوح فترة الحضانة (بالإنجليزية: Incubation period) الخاصّة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين شهرين إلى خمسة أشهر، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها المدّة التي تفصل بين التعرّض الأولي للفيروس وبدء ظهور أعراض المرض، ومن الجدير ذكره أنّ بدء ظهور أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” يحدث في المتوسط بعد ثلاثة أشهر من التعرّض للفيروس،[١٠] مع احتمالية ظهور الأعراض لدى بعض الأفراد خلال وقتٍ أبكر من ذلك؛ أيّ نحو أسبوعين بعد التعرّض للفيروس، وقد لا تظهر لدى بعض آخر أيّ أعراض على الإطلاق؛ وبخاصّة الأطفال صغار السنّ، وبشكلٍ عامّ تتراوح أعراض العدوى بفيروس الكبد الوبائي “ب” بين خفيفة إلى شديدة، ويُمكن بيان أبرز العلامات والأعراض الخاصّة بهذه العدوى فيما يأتي:[١١]

  • ألم البطن.
  • البول الداكن.
  • الحمّى.
  • ألم المفاصل.
  • فقدان الشهية.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • التعب والإرهاق.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)؛ المُتمثل باصفرار الجلد والمنطقة البيضاء من العين.

ولمعرفة المزيد عن أعراض الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض التهاب الكبد الوبائي ب).

تشخيص الإصابة بفيروس الكبد ب

يعتمد تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” على الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد، وإخضاعه للفحص الجسدي، وفحوصات دم مُعينة، وفي حال أثبتت الفحوصات الأولية إصابة الشخص بهذا الفيروس فإنّ الأمر يستلزم إخضاعه للمزيد من الفحوصات للكشف عن حالة الكبد، بما يُمكّن الأطباء من الإقرار بالخطوة التالية لذلك، ويُمكن بيان آلية تشخيص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي:[١]

  • الاطلاع على السيرة الطبية الشخصية والعائلية للفرد: يتضمّن ذلك توجيه الأسئلة للفرد من قِبل الطبيب حول الأعراض التي يُعاني منها، إضافةً إلى العوامل التي من شأنها جعله أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب”؛ ويشمل ذلك السؤال عمّا إذا كان الشخص يُمارس أيًّا من السلوكيات التي تجعل الكبد عُرضةً للتلف؛ كشرب الكحول، وكذلك سؤاله عمّا إذا كان هُناك تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب الكبد “ب” أو سرطان الكبد.
  • الفحص الجسدي: ويتضمّن ذلك الكشف عن العلامات التي قد يُستدل من خلالها على تضرّر الكبد؛ ويتضمّن ذلك: التغيّر في لون الجلد، وانتفاخ البطن أو الشعور بالألم عند لمس البطن، وانتفاخ أسفل الساقين، أو القدمين، أو الكاحلين.
  • فحوصات الدم: في حال عانى الفرد المعنيّ من أعراض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي “ب” وثبت ارتفاع مستويات إنزيمات الكبد لديه فيتمّ إخضاعه لمجموعة من فحوصات الدم التي تهدف إلى الكشف عن تأثر الكبد بالالتهاب، ونذكر من هذه الفحوصات ما يأتي:[١٢]
    • اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب” (بالإنجليزية: Hepatitis B surface antigen and antibody) واختصارًا (HBsAg)، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ مولدات الضد تُمثل بروتينات توجد على سطح فيروس الكبد الوبائي “ب” في حين أنّ الأجسام المُضادة يتمّ تصنيعها من قِبل خلايا الجهاز المناعي للتّصدي لهذه العدوى، وعند إجراء هذا الاختبار فإنّ الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لهذا الفيروس ستظهر في الدم بعد أسبوع واحد إلى 10 أسابيع من التعرّض للفيروس، وحتّى بعد التّعافي من العدوى الحادة فإنّها تبقى في الدم لفترةٍ تتراوح بين 4-6 أشهر وتزول بعد ذلك، أمّا استمرارها بعد انقضاء المدة المذكورة فيُشير إلى استمرار العدوى وأنّها أصبحت مُزمنة.
    • اختبار الأجسام المُضادة السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ويُجرى هذا الاختبار بعد الحصول على نتيجةٍ سلبيةٍ من إجراء اختبار الأجسام المُضادة ومولدات الضد السطحية لالتهاب الكبد “ب”، ومن خلاله يُستدل على أنّ الشخص اكتسب مناعةً ضد هذا الفيروس طيلة فترة حياته.
  • تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية: ويُجرى التّصوير الإلستوجرافيّ العابر (بالإنجليزية: Transient elastography) الذي يُمثل نوعًا خاصًّا من التصوير بالموجات فوق الصوتية بهدف الكشف عن حجم التضرّر الذي أثر في الكبد.[١١]
  • خزعة الكبد: ويُجرى هذا الاختبار عن طريق إدخال إبرة رفيعة عبر الجلد لتصِل إلى الكبد، بحيث يتمّ بعد ذلك أخذ عينة من نسيج الكبد وإخضاعها للفحص المخبري المُلائم بما يُمكّن من الكشف عمّا إذا كان الكبد قد تضرّر.[١١]

علاج الإصابة بفيروس الكبد ب

في الحقيقة، يعتمد علاج التهاب الكبد “ب” عمّا إذا كانت الحالة حادّة أم مُزمنة، ويُشار إلى أنّ الحالات الحادّة لا تستلزم العلاج إذ إنّ الجسم قادر على التصدّي للعدوى من تلقاء ذاته، وأثناء التعافي يتمّ اتخاذ السبل التي تُمكّن من السيطرة على الأعراض ومُراقبة الحالة، أمّا في حالات عدوى التهاب الكبد “ب” المُزمنة فإنّ الأمر يستلزم تلقي العلاج المُناسب تحت إشراف الطبيب المُختص بأمراض الكبد المُزمنة، وقد لا يستلزم الأمر الخضوع للعلاج وذلك في حالات الأشخاص المُصابين بالتهاب الكبد “ب” المُزمن ممّن لا تظهر عليهم أيّ علامات تُشير إلى مُعاناتهم من تلف الكبد الحالي، مع الأخذ بالاعتبار أنّ هذه الحالات تستلزم الخضوع لمُراقبة الكبد والكشف عن مدى تضرّره بشكلٍ دوري كلّ ستة أشهر، أمّا المُصابون بالتهاب الكبد “ب” المزمن ممّن تظهر عليهم أعراض تلف الكبد فيجدُر إخضاعهم للعلاجات الدوائية، وبشكلٍ عامّ تهدف العلاجات المُتبعة إلى السيطرة على تأثير الفيروس ولكنّها لا تضمن التّعافي التامّ من الفيروس، وتقوم علاجات التهاب الكبد “ب” في مبدئها على وقف تضاعف الفيروس المُسبب للمرض أو إبطاء ذلك إلى أقلّ سرعةٍ ممكنة، وهذا بحدّ ذاته يُتيح للكبد إصلاح ذاته واستعادة قدرته على العمل بكفاءة إضافةً إلى التقليل من تضرر الكبد ومضاعفات المرض، ويجدُر الاستمرار بأخذها وفقًا لتوصيات الطبيب وإرشاداته، مع الأخذ بالاعتبار توافر العديد من الخيارات العلاجية الفعّالة في السيطرة على الحالة، وتعتمد المدّة المُقررة للعلاج على العديد من العوامل؛ من بينها شدّة العدوى والاستجابة للعلاج، وقد يستغرق العلاج في هذه الحالة فترة تُقدّر بعام أو أطول من ذلك، ويُشار إلى أنّ اختيار العلاج الأنسب في الوقت المُلائم يعتمد على عواملٍ عدّة، ويعمل الطبيب على مناقشة المريض بالخيار الأنسب له، ومن الجدير ذكره ضرورة إبقاء المريض تحت المتابعة خلال فترة العلاج وإجراء الفحوصات المستمرة، ويتضمّن ذلك إخضاع المريض لفحص الدم الهادف للكشف عن مدى مقاومة الجسم لمضادات الفيروسات بشكلٍ دوري، وفي حال أثبتت الفحوصات مقاومة الجسم تجاه مضاد الفيروسات المُستخدم فإنّ الأمر يستلزم التوقف عن استخدامه أو استبداله بنوعٍ آخر،[١٣][١٤] ويُمكن بيان أبرز الخيارات العلاجية المُتاحة في حالات الإصابة التهاب الكبد “ب” فيما يأتي:[١٥]

  • مضادات الفيروسات: (بالإنجليزية: Antiviral medications)، ومنها: تيلبيفودين (بالإنجليزية: Telbivudine)، وأديفوفير (بالإنجليزية: Adefovir)، ولاميفودين (بالإنجليزية: Lamivudine)، وإنتيكافير (بالإنجليزية: Entecavir)، والتي تقوم في مبدئها على التصدّي للفيروس وإبطاء قدرته على الإضرار بالكبد.
  • حقن الإنترفيرون ألفا-2ب: (بالإنجليزية: Interferon alfa-2b)، والتي تُعطى للبالغين الشباب ممّن لا يرغبون بالخضوع للعلاج لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة والنّساء الراغبات بالحمل في غضون بضع سنوات قادمة، ويُمثل هذا العلاج نُسخة صناعية من إحدى المواد التي يُنتجها الجسم في سبيل التصدّي للعدوى.
  • زراعة الكبد: (بالإنجليزية: Liver transplant)، ويُلجأ لهذا الخيار في الحالات التي يُعاني فيها الفرد من تضرّر الكبد الشديد، ويستلزم الأمر وجود مُتبرع مُناسب للحالة؛ وفي معظم الحالات يتمّ الحصول على الكبد من متبرعٍ حيّ ولكنّ عددًا قليلًا من الحالات قد يتمّ بأخذ جزء من الكبد من مُتبرعين أحياء، وذلك نظرًا لقدرة الكبد على التجدّد، وخلال جراحة زراعة الكبد يقوم الطبيب بإزالة الكبد المُتضرر واستبداله بآخر صحيّ.[١٥][١٦]

ولمعرفة المزيد عن علاج الإصابة بفيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (علاج التهاب الكبد الوبائي ب).

الوقاية من فيروس الكبد ب

يُمكن تحقيق الوقاية من الإصابة بفيروس الكبد “ب” عن طريق اتباع الإجراءات التالية:[١٧]

  • تلقي المطاعيم المُخصصة لذلك: ويُعتبر هذا المطعوم آمن وفعّال في حماية الرّضع، والأطفال، والبالغين من المرض، ووفقًا للإحصائيّات فقد تمّ إعطاء أكثر من مليار جرعة من المطعوم في أنحاءٍ مُختلفةٍ من العالم،[١٧] ويُعطى هذا المطعوم في العادة على هيئة ثلاث حُقن على مدى ستة أشهر، وفيما يأتي بيان لأبرز الفئات الواجب تلقيها لمطعوم فيروس الكبد “ب”:[١٨][١٩]
    • الأطفال حديثو الولادة.
    • الأطفال والمراهقون الذين لم يتلقوا المطعوم في مراحلٍ سابقة.
    • الأشخاص المُصابون بأمراض الكبد المُزمنة لأسبابٍ أخرى غير مُرتبطة بفيروس الكبد “ب”.
    • مرضى السّكري ممّن تقلّ أعمارهم عن ستين عامًا.
    • الأشخاص الذين خضعوا في السابق أو يخضعون حاليًا لغسيل الكلى، بما في ذلك أولئك المُصابين بالفشل الكلوي في مراحله الأخير ويخضعون لرعاية ما قبل غسيل الكلى، أو الديلزة الصفاقية (بالإنجليزية: Peritoneal dialysis)، أو غسيل الكلى المنزلي.
    • العاملون في مجال الرعاية الصحية والطارئة، والعسكريون، والمعنيون بدفن الموتى، وغيرهم من المُعرضين لخطر التعرّض للدم أو السوائل التي تحتوي على الدم أثناء ممارستهم لأعمالهم.
    • العاملون في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة.
    • العاملون في السجون، أو المساجين.
    • المُصابون بأحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
    • المصابون بفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) واختصاراً (HIV).
    • الأشخاص الذين تلقوا المُخدرات عن طريق الحقن أو الاستنشاق.
    • الزوج أو الزوجة غير المُصاب بالفيروس في حال إصابة شريكه بالفيروس.
    • أفراد عائلة الشخص المُصاب بفيروس التهاب الكبد “ب”.
    • الأشخاص المولودون في بلدان ينتشر فيها فيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات عرقية يرتفع فيها معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المهاجرون من البلدان التي تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
    • الأشخاص المُسافرون إلى مناطق تنتشر فيها العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “ب”.
  • إرشادات أخرى: ومنها ما يأتي:[١٧][١٩]
    • غسل اليدين بالماء والصابون بعد أيّ تعرّض مُحتمل للدم.
    • اتباع الإرشادات الموصى بها عند ممارسة العلاقة الزوجية في حال إصابة أحد الزوجين بهذا الفيروس، واستخدام طرق الحماية والعزل الموصى بها.
    • تجنّب التعرّض لدم أو سوائل أجسام الآخرين.
    • تنظيف بقع الدم بالمحلول المُبيض المُخفف بالماء وذلك بنسبة 1:9؛ أيّ كمية مُعينة من المحلول المُبيض مع 9 أضعاف هذه الكمية من الماء.
    • تغطية جميع مناطق الجروح بعناية.
    • تجنّب مشاركة الأدوات الحادة مع الآخرين؛ كشفرات الحلاقة وفراشي الأسنان وغيرها.
    • التخلّص من الفوط الصحية والسدادات القطنية بوضعها في أكياسٍ بلاستيكيةٍ ومن ثمّ في سلة المهملات.
    • الامتناع عن تعاطي المُخدرات بجميع أشكالها وطرق تعاطيها.
    • تجنّب الوشم.

ولمعرفة المزيد عن تطعيم فيروس الكبد ب يمكن قراءة المقال الآتي: (التطعيم ضد فيروس ب).

فيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب

يتحدث الفيديو عن التهاب الكبد الوبائي ب.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.niddk.nih.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  2. “Hepatitis B”, www.who.int, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  3. “Hepatitis B”, www.mayoclinic.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  4. “Hepatitis B”, www.nhs.uk, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Viral hepatitis in the Middle East”, www.thelancet.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  6. “Hepatitis B”, www.nhsinform.scot, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  7. “Hepatitis B”, medlineplus.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  8. “Hepatitis B Questions and Answers for the Public”, www.cdc.gov, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  9. “Hepatitis B”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  10. “Hepatitis B”, www.ccohs.ca, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  11. ^ أ ب ت “Hepatitis B”, www.drugs.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  12. “Hepatitis B”, www.webmd.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  13. “Hepatitis B”, familydoctor.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  14. “Hepatitis B”, www.hepatitisaustralia.com, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  15. ^ أ ب “Hepatitis B”, www.nchmd.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  16. “Living Donor Liver Transplant: The Facts”, www.ucsfhealth.org, Retrieved July 2, 2020. Edited.
  17. ^ أ ب ت “Prevention Tips for Hepatitis B”, www.hepb.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  18. “Hepatitis B”, liverfoundation.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.
  19. ^ أ ب “Hepatitis B”, middlesexhealth.org, Retrieved June 12, 2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى