أخلاق إسلامية

جديد فوائد عمل الخير والمعروف اجتماعياً

فعل الخير

لقد خلق الله -تعالى- البشر مختلفين في أجناسهم وأعراقهم، وألوانهم ومعتقداتهم، ودعا الله -تعالى- في عددٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم الناس إلى فعل الخير والإكثار منه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)،[١] كذلك وقد أوصانا الإسلام بفعل الخير مع جميع البشر حتى لو كانوا مختلفين، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[٢] ولقد كان فعل الخير من أخلاق الأنبياء والمرسلين، والإنسان المؤمن هو الذي تدعوه فطرته السليمة وإنسانيّته للتوجّه إلى فعل الخير، وعمل الخير هو من أفضل الأعمال عند الله تعالى، وعبادةٌ يتقرّب بها العبد لله تعالى، وإنّ الخير هو كلّ ما يفعله الإنسان ليستفيد منه الغير، سواءً أكان ذلك في الوقت نفسه، أو في وقتٍ آخر.[٣]

إنّ الله -تعالى- يحبّ عمل الخير الذي يفعله الإنسان، مهما كان ذلك العمل، ومهما كان حجمه، سواءً أكان صغيراً أو كبيراً، وفي أيّ وقتٍ كان، لكنّ على الإنسان أن يتقن فعله لعمل الخير، ويخلص فيه، ويجددّ نواياه التي دعته إلى ذلك الفعل، فإن كان الفعل قليلاً لكنّ بإتقان العبد وصفاء نيّته يعظم ذلك العمل، وعلى العبد الصّادق أن يداوم على فعل الخيرات؛ لأنّه سيجازى بها في الدنيا والآخرة، فلا يستصغر أيّ عملٍ مهما كان، فلكلّ فعلٍ جزاءٌ.[٤]

فوائد عمل الخير والمعروف

إنّ العبد الذي يسارع إلى فعل الخيرات، ويسعى إلى فعل الخير ونشره بين الناس والإكثار منه، فإنّ ذلك يعود عليه بالنفع والإيجابيّة، من خلال الفوائد والبركات الّتي ستعود عليه جزاء فعله للخير والمعروف، وفيما يأتي بيان تلك الفوائد والبركات:[٥][٦]

  • يكسب الإنسان محبّة الله تعالى، وما أعظم أن يحبّ الله -تعالى- عبده، ويختاره من بين مئات النّاس أن يفعل الخير ويكسب تلك المحبّة.
  • يفرّج الله -تعالى- عن الإنسان الذي يفعل الخير كربه وهمومه، فإنّه بفعله الخير يفرّج عن النّاس كربهم، ثمّ إنّ الله -تعالى- سيجزيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة؛ وذلك لإحسانه إلى النّاس، وحبّ الخير لهم.
  • يجيب الله -تعالى- دعاءه ويقبله ولا يرّده، ودليل ذلك قول الله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ).[٧]
  • ينال الأجر العظيم من أيّ فعلٍ يفعله، حتى ولو كان صغيراً، وحتى ولو لم يفعله لكنّه نوى ذلك، وعندما ينوي فعل الخير ويفعله، فهو بذلك يكسب سعادةً في الدنيا وفي الآخرة.
  • يفوز بالفوز العظيم وهو دخول الجنّة، فإنّ الله -تعالى- أعد جنانه ووعد عباده الفاعلين للخير بدخولها.
  • يدخل فاعل الخير السرور والسعادة على النّاس.
  • نيل رحمة الله تعالى.
  • يشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة، وراحة النفس من خلال فعله للخير.[٨]
  • يعود فعل الخير الذي يفعله الإنسان على مجتمعه بالخير، فيلبي جميع ما يحتاجه مجتمعه، ويشارك في حلّ المشاكل التي تؤثرّ سلباً على المجتمع، ويساعد أيضاً فعل الخير في تحسين أحوال النّاس ومساعدتهم، وكفّ الأذى عنهم.[٩]

مجالات عمل الخير

إنّ مجالات فعل الخير التي من الممكن أن يقوم بها الإنسان كثيرةٌ ومتنوعةٌ، ومجالات الخير في حياتنا واسعةٌ، لا تعدّ ولا تحصى، وفيما يأتي بيان ذلك:[١٠][١١]

  • أن يكرم الإنسان جاره، ويحسن إليه، ويحميه.
  • أن يقوم الإنسان بتقديم الخدمة إلى المساجد، وإعمارها.
  • أن يصّفي الإنسان نيّته ويجعلها طيّبةً في أعماله وأقواله.
  • أن يعبد الله -تعالى- حقّ عبادته.
  • أن يقوم بإزالة أيّ أمرٍ فيه أذىً في الطريق؛ وذلك بأن يحافظ على بيئته، والمكان الذي هو يقطنه من التلوث.
  • أن يقول الكلام الطيّب الصّادق.
  • أن يحسن إلى أقاربه وأرحامه ويبرّهم.
  • أن يدعو الناس إلى الخير، ويبيّن لهم دعوة الله تعالى.
  • أن يقدّم الخير والمساعدة وما يستطيع للفقراء والمساكين.
  • أن يكون حَسن التربية في تربية أبنائه، وأن يرّبيهم حسب أحكام الشريعة الإسلاميّة.
  • أن يكون عادلاً في الحكم ما بين النّاس.
  • أن يقوم بأداء العمل الموّكل إليه بصورةٍ صحيحةٍ، وعلى أكمل وجهٍ.

الوسائل التي تدفع إلى فعل الخير

هناك عددٌ من الوسائل والحوافز التي تُعين الإنسان إلى المسارعة في فعل الخير وتقديمه للنّاس، وفيما يأتي بيان البعض منها:[١٢]

  • أن يذكرّ الإنسان نفسه دائماً بالأجر والثًواب الّذي سيناله بمجرّد فعله للخير.
  • أن يستحضر أنّ فعل الخير هو صفةٌ من صفات المؤمنين.
  • أن يستعين بالدّعاء دائماً أن ييسرّ الله -تعالى- له فعل الخير، ويعطيه القدرة على ذلك.
  • أن يستشعر الثواب الّذي سيناله، ويتخيّل نعيم الجنّة الّذي أعدّه الله -تعالى- لعباده.
  • أن يتذكرّ دائماَ أنّ الله -تعالى- يحبّ العبد فاعل الخير.
  • أن يفكرّ بحبّ النّاس له، عندما يفعل الخير لهم، وأنّهم دائما سيذكرونه حتى بعد موته.
  • أن يعرف ما هي مجالات فعل الخير الّتي يمكنه المسارعة إلى فعلها.
  • أن يكون واعياً مثقّفاً قارئاً ليتعرّف على فوائد وفضائل فعل الخير.
  • أن يستعين دائماً بأصحاب الخير، ويطلب منهم أن يكونوا معه، وأن يدعو له.
  • أن يكون رفيقاً لأخوةٍ صالحين مؤمنين بالله تعالى، يحثونه دائماً على فعل الخير، فالأخوة الإسلاميّة زادٌ للمؤمن في حياته.
  • أن يتذكرّ دائماً أنّ عمر الإنسان يمشي سريعاً، وأنّ عليه استغلال عمره في الأعمال الصالحة.

المراجع

  1. سورة آل عمران، آية: 104.
  2. سورة البقرة، آية: 148.
  3. السيد طه أحمد (8-11-2015)، “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  4. عبد السلام العييري، “عمل قليل وأجر عظيم”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  5. د.بدر هميسه، “البركات في المسارعة إلى الخيرات”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  6. الشيخ حسن محمود (20-2-2016)، “المبادرة إلى فعل الخيرات (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  7. سورة الأنبياء، آية: 90.
  8. السيد طه أحمد (8-11-2015)، “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  9. أحمد مخيمر (1-5-2017)، “حيوية المجتمع المسلم في “التطوع””، www.islamway.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  10. د.أحمد حسن (3-12-2011)، “المسارعة في الخيرات”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  11. السيد طه أحمد (8-11-2015)، “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون (خطبة)”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف
  12. خالد الدرويش، “20 حافزا تدفعك أخي الداعية إلى: عمل الخير والمسارعة فيه والدلالة عليه”، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018.بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى