محتويات
غبار الجو
يطلق مصطلح الغبار علمياً على الجزيئات الصلبة الدقيقة التي يقل قطرها عن 50 ميكرومتراً، ويتكون الغبار عادةً من جزيئات التربة، والجزيئات الدقيقة من الجلد الميت من الإنسان أو الحيوان، ومن حبوب اللقاح، وجزيئات الورق والقماش، وجزيئات من شعر الإنسان أو الحيوان. ويترافق مع تقلب الفصول الأربعة على مدار السنة تشكل موجات من الغبار، والتي قد ينزعج منها البعض خاصة من يعاني من الربو والحساسية، وأمراض الصدر، ومع ذلك فإنّ موجة الغبار لا تدوم طويلاً سرعان ما تؤدي مهمتها وتزول، فالغبار سنة كونية له أهمية ودور على الأرض يفوق مضاره، فهناك الكثير من العلماء درسوا أهمية غبار الجو.
فوائد الغبار في الجو
قتل الحشرات والقضاء على الأمراض
من بين العلماء الذين تنبهوا إلى فوائد الغبار هو العالم ابن خلدون، حيث ذكر في مقدمته المشهورة عن أهمية الغبار، فقال: (إن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل، تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم فيرسل الله الغبار، فتقوم هذه الأتربة والغبار بقتلها). فالأرض بعد الرطوبة تلفظ الكثير من الأمراض خلال فصل الشتاء، فلا يقتلها ويبيدها إلّا الغبار، ويعتبر الغبار بالرغم من أنّه ظاهرة مزعجة هو الخط الدفاعي الأول للإنسان ضد الكائنات الحية من حشرات وميكروبات تضر به أو تسبب له الإزعاج، ويتراوح حجم حبة الغبار حسب حجم الحشرة، فبعضها ذات حجم صغير يدخل في عيون الحشرات، أو يدخل في أنوفها، وفي جوفها، وفي آذانها حتى تميتها، فالحشرات لا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.
تلقيح النباتات
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :(وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ فَأَنزَلنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسقَيناكُموهُ وَما أَنتُم لَهُ بِخازِنينَ) [الحجر: 22]. وتفسر هذه الآية الكريمة أنّ الرياح المحملة بالغبار وحبوب اللقاح مفيدة في عملية تلقيح النباتات، حيث تنتقل حبوب اللقاح عند هبوب الرياح من العناصر الذكرية للزهرة إلى العناصر الأنثوية في الزهرة، ويتم الإخصاب وتتكون الثمار، ويساهم الغبار في منع تبخر الماء من النبات أثناء عملية النتح.
تقليل الغازات السامة
تساهم موجات الغبار التي تتكون مع هبوب الرياح إلى تنقية أجواء المدن الصناعية، فهي تزيل كماً هائلاً من الغازات السامة والعوادم التي تنطلق من مداخنها، وبهذا يتجدد الهواء من جديد، فالغبار يقلل نسبة تركيز ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد الغازات التي تزيد الاحتباس الحراري، وبالتالي تقل درجة حرارة الجو.
سماد للتربة
يرى العلماء أيضاً أن الغبار الذي يسقط مع الأمطار هو بمثابة سماد للأرض مما يفيد النباتات التي تتغذى على التربة.
مصدر للمعادن
يعتبر الغبار مصدراً للعناصر المهمة لإمداد مياه المحيطات بمعادن الزنك، والفوسفور، والسيليكون، والحديد، والنحاس، والمنغنيز، فهذه العناصر مفيدة جداً في تغذية الكائنات الحية الدقيقة، والنباتات البحرية في نموها.
هطول الأمطار
تساهم موجات الغبار في التسبب بهطول الأمطار، فهو عبارة عن النواة التي تتجمع عليها جزيئات الماء حتى تتكون قطرات الماء، وبعد أن تصبح ثقيلة يؤدي ذلك إلى هطول الأمطار، ثم تجري السيول على الأرض وتتجمع في المناطق المنخفضة، وبعد أن تتبخر وتجف، تُصبح هذه التربة خصبة جداً، لأنها غنية بالحبيبات الطينية الدقيقة.
تعزيز مناعة الأطفال
يساهم الغبار في تعزيز مناعة جسم الأطفال ضد أمراض الربو، والأزمات الصدرية، فعندما يتعرض الطفل للغبار خاصة في الحدائق أو في الحقول، يزيد قدرة الجسم في مقاومة البكتيريا الضارة.