منوعات إسلامية

فوائد الصدقة

مقالات ذات صلة

فوائد الصدقة

فوائد الصدقة الأخروية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)،[١][٢] وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[٣][٤]
  • جبر النقص الحاصل في زكاة الفريضة، فيُجبر النقص في الفرائض بالأعمال التي من جنس هذه الفريضة، والصَّدقة من جنس الزكاة فكلاهما عبادات مالية تتعلق بدفع حاجة الفقير، وجاء في الحديث قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).[٥][٤]
  • تكفير السيِّئات والخطايا، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام-: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[٦][٤]
  • الصدقة سببٌ في دخول الجنة والعتق من النار، فقد رَوت السيدة عائشة -رضي الله عنها- للرسول -عليه السلام- قصة امرأة آثرت ابنتيها في تمرة عن نفسها فقال الرسول -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).[٧][٤]
  • الصدقة سببٌ في ستر العبد ورفع الكربات عنه يوم القيامة؛ وذلك لما لها من رفع الكُرُبات عن المكروبين وقضاء حوائجهم، فكان جزاء من يتصدق من جنس عمله، فقد جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٨][٤]
  • الصدقة سببٌ في رحمة الله للعبد، قال -عليه الصلاة والسلام-:(لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).[٩][٤]
  • الصَّدقة سببٌ في محبة الله للعبد؛ لأنَّ الصدقة من باب الإحسان، والله يحب العبد المحسن، قال -تعالى-:(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٠][٤]
  • الحصول على الثّواب العظيم والأجر المضاعف من الله -تعالى-، قال -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[١١] وقوله:(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ).[١٢][٤]

فوائد الصدقة الدنيوية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).[١٣][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).[١٥][١٤]
  • الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).[١٦][١٤]
  • الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.[١٤]
  • الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).[١٧][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).[١٨][١٩]
  • الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.[٢٠]
  • الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.[٢١]
  • الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.[٢١]
  • الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.[٢١]

تعريف الصدقة لغة واصطلاحا

تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.[٢٢] أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،[٢٣] وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢٤][٢٥]

أنواع الصدقة

إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:

  • الصدقة التي لها منافع متعدِّية، كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:[٢٦][٢٧][٢٨]
    • دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).[٢٩][٢٧]
    • أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٣٠][٢٧]
    • الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).[٣١][٢٧]
    • معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣٢][٢٧]
    • التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
    • الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).[٣٣][٢٨]
    • الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).[٣٤][٢٨]
    • محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
  • الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه، كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.[٢٧]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3310، أخرجه في صحيحه.
  2. عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 23، جزء 59. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 6-14. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة ، الصفحة أو الرقم: 16949 ، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، إسناده حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2630، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 7376، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 195.
  11. سورة البقرة، آية: 261.
  12. سورة الروم، آية: 39.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  14. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العتيق، الصدقة، السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 24. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية: 103.
  16. رواه السيوطي ، في الجامع الصغر، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 3713، مرسل.
  17. سورة سبأ، آية: 39.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5023، صحيح.
  19. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15913، جزء 11. بتصرّف.
  20. عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 19. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 20. بتصرف.
  22. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 1283، جزء 2. بتصرّف.
  23. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: الوزارة، صفحة 121، جزء 42. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية: 261.
  25. ماجد الموقد (1435-1436)، وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي، المدينة المنورة: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المةاعظ، البحيرة: دار الفرقان للتراث، صفحة 427-430، جزء 1. بتصرّف.
  28. ^ أ ب ت ث ج خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، الرياض: مركز الفجر للإعلام، صفحة 62-64. بتصرف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 84، صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فوائد الصدقة

فوائد الصدقة الأخروية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)،[١][٢] وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[٣][٤]
  • جبر النقص الحاصل في زكاة الفريضة، فيُجبر النقص في الفرائض بالأعمال التي من جنس هذه الفريضة، والصَّدقة من جنس الزكاة فكلاهما عبادات مالية تتعلق بدفع حاجة الفقير، وجاء في الحديث قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).[٥][٤]
  • تكفير السيِّئات والخطايا، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام-: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[٦][٤]
  • الصدقة سببٌ في دخول الجنة والعتق من النار، فقد رَوت السيدة عائشة -رضي الله عنها- للرسول -عليه السلام- قصة امرأة آثرت ابنتيها في تمرة عن نفسها فقال الرسول -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).[٧][٤]
  • الصدقة سببٌ في ستر العبد ورفع الكربات عنه يوم القيامة؛ وذلك لما لها من رفع الكُرُبات عن المكروبين وقضاء حوائجهم، فكان جزاء من يتصدق من جنس عمله، فقد جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٨][٤]
  • الصدقة سببٌ في رحمة الله للعبد، قال -عليه الصلاة والسلام-:(لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).[٩][٤]
  • الصَّدقة سببٌ في محبة الله للعبد؛ لأنَّ الصدقة من باب الإحسان، والله يحب العبد المحسن، قال -تعالى-:(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٠][٤]
  • الحصول على الثّواب العظيم والأجر المضاعف من الله -تعالى-، قال -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[١١] وقوله:(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ).[١٢][٤]

فوائد الصدقة الدنيوية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).[١٣][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).[١٥][١٤]
  • الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).[١٦][١٤]
  • الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.[١٤]
  • الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).[١٧][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).[١٨][١٩]
  • الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.[٢٠]
  • الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.[٢١]
  • الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.[٢١]
  • الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.[٢١]

تعريف الصدقة لغة واصطلاحا

تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.[٢٢] أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،[٢٣] وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢٤][٢٥]

أنواع الصدقة

إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:

  • الصدقة التي لها منافع متعدِّية، كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:[٢٦][٢٧][٢٨]
    • دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).[٢٩][٢٧]
    • أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٣٠][٢٧]
    • الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).[٣١][٢٧]
    • معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣٢][٢٧]
    • التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
    • الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).[٣٣][٢٨]
    • الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).[٣٤][٢٨]
    • محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
  • الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه، كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.[٢٧]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3310، أخرجه في صحيحه.
  2. عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 23، جزء 59. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 6-14. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة ، الصفحة أو الرقم: 16949 ، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، إسناده حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2630، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 7376، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 195.
  11. سورة البقرة، آية: 261.
  12. سورة الروم، آية: 39.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  14. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العتيق، الصدقة، السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 24. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية: 103.
  16. رواه السيوطي ، في الجامع الصغر، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 3713، مرسل.
  17. سورة سبأ، آية: 39.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5023، صحيح.
  19. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15913، جزء 11. بتصرّف.
  20. عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 19. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 20. بتصرف.
  22. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 1283، جزء 2. بتصرّف.
  23. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: الوزارة، صفحة 121، جزء 42. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية: 261.
  25. ماجد الموقد (1435-1436)، وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي، المدينة المنورة: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المةاعظ، البحيرة: دار الفرقان للتراث، صفحة 427-430، جزء 1. بتصرّف.
  28. ^ أ ب ت ث ج خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، الرياض: مركز الفجر للإعلام، صفحة 62-64. بتصرف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 84، صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

فوائد الصدقة

فوائد الصدقة الأخروية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)،[١][٢] وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[٣][٤]
  • جبر النقص الحاصل في زكاة الفريضة، فيُجبر النقص في الفرائض بالأعمال التي من جنس هذه الفريضة، والصَّدقة من جنس الزكاة فكلاهما عبادات مالية تتعلق بدفع حاجة الفقير، وجاء في الحديث قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).[٥][٤]
  • تكفير السيِّئات والخطايا، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام-: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[٦][٤]
  • الصدقة سببٌ في دخول الجنة والعتق من النار، فقد رَوت السيدة عائشة -رضي الله عنها- للرسول -عليه السلام- قصة امرأة آثرت ابنتيها في تمرة عن نفسها فقال الرسول -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).[٧][٤]
  • الصدقة سببٌ في ستر العبد ورفع الكربات عنه يوم القيامة؛ وذلك لما لها من رفع الكُرُبات عن المكروبين وقضاء حوائجهم، فكان جزاء من يتصدق من جنس عمله، فقد جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٨][٤]
  • الصدقة سببٌ في رحمة الله للعبد، قال -عليه الصلاة والسلام-:(لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).[٩][٤]
  • الصَّدقة سببٌ في محبة الله للعبد؛ لأنَّ الصدقة من باب الإحسان، والله يحب العبد المحسن، قال -تعالى-:(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٠][٤]
  • الحصول على الثّواب العظيم والأجر المضاعف من الله -تعالى-، قال -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[١١] وقوله:(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ).[١٢][٤]

فوائد الصدقة الدنيوية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).[١٣][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).[١٥][١٤]
  • الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).[١٦][١٤]
  • الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.[١٤]
  • الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).[١٧][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).[١٨][١٩]
  • الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.[٢٠]
  • الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.[٢١]
  • الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.[٢١]
  • الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.[٢١]

تعريف الصدقة لغة واصطلاحا

تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.[٢٢] أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،[٢٣] وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢٤][٢٥]

أنواع الصدقة

إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:

  • الصدقة التي لها منافع متعدِّية، كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:[٢٦][٢٧][٢٨]
    • دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).[٢٩][٢٧]
    • أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٣٠][٢٧]
    • الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).[٣١][٢٧]
    • معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣٢][٢٧]
    • التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
    • الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).[٣٣][٢٨]
    • الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).[٣٤][٢٨]
    • محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
  • الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه، كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.[٢٧]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3310، أخرجه في صحيحه.
  2. عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 23، جزء 59. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 6-14. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة ، الصفحة أو الرقم: 16949 ، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، إسناده حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2630، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 7376، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 195.
  11. سورة البقرة، آية: 261.
  12. سورة الروم، آية: 39.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  14. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العتيق، الصدقة، السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 24. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية: 103.
  16. رواه السيوطي ، في الجامع الصغر، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 3713، مرسل.
  17. سورة سبأ، آية: 39.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5023، صحيح.
  19. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15913، جزء 11. بتصرّف.
  20. عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 19. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 20. بتصرف.
  22. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 1283، جزء 2. بتصرّف.
  23. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: الوزارة، صفحة 121، جزء 42. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية: 261.
  25. ماجد الموقد (1435-1436)، وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي، المدينة المنورة: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المةاعظ، البحيرة: دار الفرقان للتراث، صفحة 427-430، جزء 1. بتصرّف.
  28. ^ أ ب ت ث ج خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، الرياض: مركز الفجر للإعلام، صفحة 62-64. بتصرف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 84، صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

فوائد الصدقة

فوائد الصدقة الأخروية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)،[١][٢] وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[٣][٤]
  • جبر النقص الحاصل في زكاة الفريضة، فيُجبر النقص في الفرائض بالأعمال التي من جنس هذه الفريضة، والصَّدقة من جنس الزكاة فكلاهما عبادات مالية تتعلق بدفع حاجة الفقير، وجاء في الحديث قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).[٥][٤]
  • تكفير السيِّئات والخطايا، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام-: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[٦][٤]
  • الصدقة سببٌ في دخول الجنة والعتق من النار، فقد رَوت السيدة عائشة -رضي الله عنها- للرسول -عليه السلام- قصة امرأة آثرت ابنتيها في تمرة عن نفسها فقال الرسول -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).[٧][٤]
  • الصدقة سببٌ في ستر العبد ورفع الكربات عنه يوم القيامة؛ وذلك لما لها من رفع الكُرُبات عن المكروبين وقضاء حوائجهم، فكان جزاء من يتصدق من جنس عمله، فقد جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٨][٤]
  • الصدقة سببٌ في رحمة الله للعبد، قال -عليه الصلاة والسلام-:(لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).[٩][٤]
  • الصَّدقة سببٌ في محبة الله للعبد؛ لأنَّ الصدقة من باب الإحسان، والله يحب العبد المحسن، قال -تعالى-:(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٠][٤]
  • الحصول على الثّواب العظيم والأجر المضاعف من الله -تعالى-، قال -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[١١] وقوله:(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ).[١٢][٤]

فوائد الصدقة الدنيوية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).[١٣][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).[١٥][١٤]
  • الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).[١٦][١٤]
  • الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.[١٤]
  • الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).[١٧][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).[١٨][١٩]
  • الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.[٢٠]
  • الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.[٢١]
  • الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.[٢١]
  • الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.[٢١]

تعريف الصدقة لغة واصطلاحا

تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.[٢٢] أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،[٢٣] وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢٤][٢٥]

أنواع الصدقة

إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:

  • الصدقة التي لها منافع متعدِّية، كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:[٢٦][٢٧][٢٨]
    • دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).[٢٩][٢٧]
    • أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٣٠][٢٧]
    • الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).[٣١][٢٧]
    • معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣٢][٢٧]
    • التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
    • الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).[٣٣][٢٨]
    • الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).[٣٤][٢٨]
    • محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
  • الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه، كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.[٢٧]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3310، أخرجه في صحيحه.
  2. عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 23، جزء 59. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 6-14. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة ، الصفحة أو الرقم: 16949 ، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، إسناده حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2630، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 7376، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 195.
  11. سورة البقرة، آية: 261.
  12. سورة الروم، آية: 39.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  14. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العتيق، الصدقة، السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 24. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية: 103.
  16. رواه السيوطي ، في الجامع الصغر، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 3713، مرسل.
  17. سورة سبأ، آية: 39.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5023، صحيح.
  19. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15913، جزء 11. بتصرّف.
  20. عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 19. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 20. بتصرف.
  22. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 1283، جزء 2. بتصرّف.
  23. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: الوزارة، صفحة 121، جزء 42. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية: 261.
  25. ماجد الموقد (1435-1436)، وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي، المدينة المنورة: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المةاعظ، البحيرة: دار الفرقان للتراث، صفحة 427-430، جزء 1. بتصرّف.
  28. ^ أ ب ت ث ج خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، الرياض: مركز الفجر للإعلام، صفحة 62-64. بتصرف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 84، صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فوائد الصدقة

فوائد الصدقة الأخروية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الأخروية والآثار العظيمة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • استظلال العبد المتصدِّق يوم القيامة بظلِّ صدقته في الآخرة، فقد جاء في الحديث أنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- قال:(كلُّ امرئٍ في ظِلِّ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ)،[١][٢] وكما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفاها حتَّى لا تَعْلَمَ يَمِينُهُ ما تُنْفِقُ شِمالُهُ).[٣][٤]
  • جبر النقص الحاصل في زكاة الفريضة، فيُجبر النقص في الفرائض بالأعمال التي من جنس هذه الفريضة، والصَّدقة من جنس الزكاة فكلاهما عبادات مالية تتعلق بدفع حاجة الفقير، وجاء في الحديث قوله -عليه الصلاة والسلام-: (أوَّلُ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ صَلاتُهُ، فإنْ كان أَتَمَّها كُتِبَتْ له تامَّةً، وإنْ لم يَكُنْ أَتَمَّها قال اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا هلْ تَجِدونَ لعَبْدي مِن تَطَوُّعٍ فتُكْمِلونَ بها فَريضتَه؟ ثمَّ الزَّكاةُ كذلك، ثمَّ تُؤخَذُ الأعمالُ على حِسابِ ذلك).[٥][٤]
  • تكفير السيِّئات والخطايا، فالصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام-: (والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[٦][٤]
  • الصدقة سببٌ في دخول الجنة والعتق من النار، فقد رَوت السيدة عائشة -رضي الله عنها- للرسول -عليه السلام- قصة امرأة آثرت ابنتيها في تمرة عن نفسها فقال الرسول -عليه السلام-: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).[٧][٤]
  • الصدقة سببٌ في ستر العبد ورفع الكربات عنه يوم القيامة؛ وذلك لما لها من رفع الكُرُبات عن المكروبين وقضاء حوائجهم، فكان جزاء من يتصدق من جنس عمله، فقد جاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ).[٨][٤]
  • الصدقة سببٌ في رحمة الله للعبد، قال -عليه الصلاة والسلام-:(لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).[٩][٤]
  • الصَّدقة سببٌ في محبة الله للعبد؛ لأنَّ الصدقة من باب الإحسان، والله يحب العبد المحسن، قال -تعالى-:(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[١٠][٤]
  • الحصول على الثّواب العظيم والأجر المضاعف من الله -تعالى-، قال -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،[١١] وقوله:(وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ).[١٢][٤]

فوائد الصدقة الدنيوية

إنَّ للصدقة العديد من الفوائد الدنيوية، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

  • الصدقة سببٌ في تزكية المال وتطهيره، كما قال -عليه السلام-:(ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ).[١٣][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ لتطهير النفس البشرية من الذنوب ومن البخل الشح، قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم).[١٥][١٤]
  • الصدقة سببٌ في دفع البلاء ورفع الأمراض البدنية عن المتصدق والشفاء منها، مصداقاً لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (داووا مرضاكمْ بالصدقةِ).[١٦][١٤]
  • الصدقة سببٌ في نشر السعادة والسرور في قلوب المساكين، ويُعَد إدخال السرور على المؤمنين من أفضل الأعمال.[١٤]
  • الصدقة سببٌ في زيادة المال والبركة فيه، كما قال -تعالى-: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ).[١٧][١٤]
  • الصدقة وسيلةٌ في دفع الابتلاءات والعواقب السيّئة عن المُتصدِّق، إذ تعد الصدقة من صنائع المعروف، كما جاء في الحديث قوله -عليه السلام- : ( صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السوءِ و الآفاتِ و الهلكاتِ، و أهلُ المعروفِ في الدنيا همْ أهلُ المعروفِ في الآخرةِ).[١٨][١٩]
  • الصدقة وسيلةٌ في تخفيف انتشار الفقر، فهي تُعطى لكل من المحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وتُصرف لمصالح المسلمين، وبالتالي تتألّف قلوب الفقراء، وتحل الأزمات والمصالح العامة للمحتاجين.[٢٠]
  • الصدقة وسيلةٌ لشكر الله على نعمة المال.[٢١]
  • الصدقة طريقةٌ في نيْل محبة الله ومحبة الخلق.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في زيادة صلة العباد بعضهم ببعض، وتقوية الروابط الاجتماعية.[٢١]
  • الصدقة سببٌ في نشر الفضائل في المجتمع، ونشر الود والرحمة بين أفراده.[٢١]
  • الصدقة دليلٌ على ثقة العبد بربه، وحُسن الظن بالله.[٢١]

تعريف الصدقة لغة واصطلاحا

تُعرَّف الصّدقة لغةً:بأنها العطيّة، فكلمة تصدّقت تعني أعطيت.[٢٢] أما تعريف الصّدقة اصطلاحاً: فهي المال الذي يُعطى ابتغاءً لوجه الله وطلباً لمرضاته دون طلب مقابلٍ في الدنيا،[٢٣] وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية التي تحثُّ على الصّدقة وتُبيّن جزاء المنفِق في سبيل الله، كما جاء في قوله -تعالى-:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).[٢٤][٢٥]

أنواع الصدقة

إنَّ للصدقة العديد من الأنواع، فيما يأتي بيانها:

  • الصدقة التي لها منافع متعدِّية، كالإصلاح، والكلمة الطيبة، وإلقاء السَّلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من أفعال الخير التي تعود منفعتها على الغير حتى لو أن تلقى أخاك المسلم بوجهٍ بشوش مصداقاً لقوله -عليه السلام-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ) ومن أوجه الصدقة المتعدية أيضاً:[٢٦][٢٧][٢٨]
    • دفع الأذى عن الناس سواء باليد أو اللسان، كما ورد في الحديث قوله -عليه السلام-: (تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ).[٢٩][٢٧]
    • أداء حقوق المسلم على المسلم، قال -عليه السلام-: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ علَى أخِيهِ: رَدُّ السَّلامِ، وتَشْمِيتُ العاطِسِ، وإجابَةُ الدَّعْوَةِ، وعِيادَةُ المَرِيضِ، واتِّباعُ الجَنائِزِ).[٣٠][٢٧]
    • الصبر على المعسر في قضاء الدين، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (من أنظرَ معسرًا كانَ لَه بِكلِّ يومٍ صدقةٌ ومن أنظرَه بعدَ حلِّهِ كانَ لَه مثلُه في كلِّ يومٍ صدقةٌ).[٣١][٢٧]
    • معاملة الحيوانات بالإحسان، كما ثبت في الصحيح قوله -عليه السلام-: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣٢][٢٧]
    • التعليم لمن لا يعلم يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
    • الإنفاق على الأهل مع اقتران الفعل بنية الصدقة، كما جاء في الحديث -قوله عليه السلام-: (إنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وجْهَ اللَّهِ إلَّا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حتَّى ما تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ).[٣٣][٢٨]
    • الزراعة في الأرض تدخل في مفهوم الصدقة، كما قال -عليه السلام-: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ).[٣٤][٢٨]
    • محاسبة النفس البشرية على ما بدر منها من تقصير وفتور في العبادة، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والبكاء من خشية الله، والتفكر في مخلوقات الله، كل ذلك يدخل في مفهوم الصدقة.[٢٨]
  • الصدقة التي لها منفعة قاصرة على المتصدق نفسه، كذكر الله بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، والذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة، وفي أداء صلاة الضحى صدقة، وكل ما فيه طاعة لله تعالى.[٢٧]

المراجع

  1. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 3310، أخرجه في صحيحه.
  2. عبدالكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 23، جزء 59. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1031، صحيح.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د سعيد القحطاني، صدقة التطوع في الإسلام، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 6-14. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن رجل من الصحابة ، الصفحة أو الرقم: 16949 ، إسناده صحيح.
  6. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2/138، إسناده حسن.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2630، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ابي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2699، صحيح.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جرير بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 7376، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 195.
  11. سورة البقرة، آية: 261.
  12. سورة الروم، آية: 39.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، صحيح.
  14. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العتيق، الصدقة، السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 24. بتصرّف.
  15. سورة التوبة، آية: 103.
  16. رواه السيوطي ، في الجامع الصغر، عن الحسن البصري، الصفحة أو الرقم: 3713، مرسل.
  17. سورة سبأ، آية: 39.
  18. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 5023، صحيح.
  19. مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 15913، جزء 11. بتصرّف.
  20. عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 19. بتصرّف.
  21. ^ أ ب ت ث ج عبدالله العلاف (1427)، فضل الصدقة والإنفاق، صفحة 20. بتصرف.
  22. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض: عالم الكتب، صفحة 1283، جزء 2. بتصرّف.
  23. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404-1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: الوزارة، صفحة 121، جزء 42. بتصرّف.
  24. سورة البقرة، آية: 261.
  25. ماجد الموقد (1435-1436)، وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي، المدينة المنورة: رسالة ماجستير بالجامعة الإسلامية، صفحة 15. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2626، صحيح.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المةاعظ، البحيرة: دار الفرقان للتراث، صفحة 427-430، جزء 1. بتصرّف.
  28. ^ أ ب ت ث ج خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، الرياض: مركز الفجر للإعلام، صفحة 62-64. بتصرف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 84، صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 1977، صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2363، صحيح.
  33. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 56، صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2320، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى