محتويات
'); }
فضل يوم عرفة
فضائل يوم عرفة خاصة
ليوم العرفة العديد من الفضائل التي اختصّه الله -تعالى- بها، وهي كما يأتي:
- اليوم الذي أتمّ الله -تعالى- فيه الدّين وأكمل النعمة؛ لقول عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- للرجل غير المسلم الذي أخبره عن آية في القُرآن؛ أنّها لو نزلت على قومه لأتّخذوا ذلك اليوم عيداً لهم، فقال عمر -رضي الله عنه-: (وَأَيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {الْيَومَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتِي، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا}، فَقالَ عُمَرُ: إنِّي لأَعْلَمُ اليومَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالْمَكانَ الذي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَاتٍ في يَومِ جُمُعَةٍ).[١][٢]
- اليوم الذي يكفّر صيامه سنتين من الذُنوب؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما سُئل عن صيام يوم عرفة: (يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ)،[٣] وتكفير السنة القادمة مع عدم وقوع الذنوب فيها بعد؛ معناه توفيق الله -تعالى- للعبد بإبعاده عن الذُنوب، وإن حصل الذنب وفّقه الله -تعالى- لأعمالٍ تُكفّره.[٤]
- اليوم الذي يسنّ فيه الإكثار من الدُعاء، وإظهار الحاجة لله -تعالى-؛ فمن آداب الدُعاء كما جاء عن الإمام الغزاليّ: اختيار الأزمنة الشريفة كيوم عرفة، ومما جاء في فضل دُعاء يوم عرفة حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ)،[٥] وهو عامّ لجميع الناس، سواءً أكان حاجّاً أو غير حاجّ.[٦]
- اليوم الذي يؤدّي فيه الحاجّ ركن الحجّ الأعظم وهو الوقوف بعرفة، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (الحجُّ عرفةُ).[٧][٨]
- اليوم الذي يعتق الله -تعالى- عباده من النار، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ)؛[٩] فيغفر الله -تعالى- فيه لجميع المُسلمين؛ مما يزيد من غضب إبليس.[١٠]
- اليوم الذي يُباهي الله -تعالى- بعباده الملائكة، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).[٩][١١]
'); }
فضائل يوم عرفة المندرجة في فضل عشر ذي الحجة
ليوم عرفة العديد من الفضائل التي تندرج تحت فضائل العشر من ذي الحجة، فيوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة،[١٢] وهو من أياّم العشر التي هي أفضل أيام السنة، وهو بالمرتبة الثانية بعد يوم النحر، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ)،[١٣] كما أنّه يُعدّ اليوم قبل الأخير من أيّام العشر الفاضلة؛ فيستغلّه المُسلم بالتقرُّب إلى خالقه بالطاعة والعبادة.[١٤]
بيانها آتياً:[١٥]
- أقسم الله -تعالى- بها بقوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)؛[١٦] مما يُلفت انتباه الإنسان إلى فضل المقسوم به، وجاءت كلمة الليالي بصيغة النكرة؛ للزيّادة في تعظيمها.
- أفضل أيّام الدُنيّا، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ).[١٧]
- العمل فيها كالجهاد في سبيل الله -تعالى-، قال النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ)،[١٨]فالعمل فيها أفضل من جهاد النفس والمال، وأفضل من الجهاد بهما والعودة بهما أو بأحدهما، ولم يحدّد النبي -عليه الصلاة والسلام- عملاً مُعيّناً، إنّما عمّم بكل ما يُسمى عملاً صالحاً.
الحرص على مواسم الخير
يحرص المُسلم على استغلال مواسم الخير؛ فيُكثر فيها من الأعمال الصالحة؛ فهي أوقات سريعة الانقضاء،[١٩] وقد ذكر الشيخ محمد الشنقيطي بعض النصائح التي يُمكن للإنسان الاستعانة بها في استغلال هذه المواسم، وبيانها فيما يأتي:[٢٠]
- استقبالها بالتوبة والإكثار من الاستغفار؛ لأنّ الذنوب سببٌ للبُعد عن الله -تعالى- وعن التوبة وعن الجنّة، قال -تعالى-: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ).[٢١]
- الشُعور بقصر العُمر والأجل؛ فالموت لا يُفرّق بين صغيرٍ وكبير؛ وهي من الأُمور التي تُعين على الطاعة واستغلال مواسم الخير.
- الإكثار من الدُعاء؛ فقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يبدأ يومه بدُعاء الله -تعالى- بتوفيقه للطاعة والعبادة، ومما قد يدعو الإنسان به: “اللهم إني أسألك التوفيق في الخير، يا رب لا تجعلني بذنبي شقياً ولا محروماً”، وغيرها من الأدعية التي تُعين العبد على الطاعة، ويعترف فيها بتقصيره وضعفه.
- الاقتداء بالنبيّ محمّد -عليه الصلاة والسلام- والسؤال عن هديه في مواسم الخير، قال -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)؛[٢٢] فيبدأها الإنسان بالإستغفار، والقيام بأعمال الخير سواءً كانت قولاً أو فعلاً، والقيام بأعمال القلوب؛ كحُبّ الله -تعالى- والخُشوع والخُضوع له، ومن أفضل الأعمال ما كان بين المُسلم وربه، فقد جاء عن ابن تيمية قوله: إنّ أعمال القلب أفضل من أعمال الجوارح؛ لما فيها من إخلاص، واستشعار القلب لها.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 3017، صحيح.
- ↑ محمد سعد عبد الدايم، فضائل يوم عرفة، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي ، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
- ↑ محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، سبل السلام (الطبعة بدون طبعة)، القاهرة: دار الحديث ، صفحة 581، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم: 3585، حسن.
- ↑ محمد بن علان الصديقي، الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية، القاهرة: جمعية النشر والتأليف الأزهرية، صفحة 244، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 8/95، صحيح.
- ↑ شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني (2007)، كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 178-179، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1348، صحيح.
- ↑ خالد أبو شادي، أحلى 13 يوم، مصر: طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 48-49. بتصرّف.
- ↑ موسى شاهين لاشين (2002)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم (الطبعة الأولى)، عمان: دار الشروق، صفحة 408، جزء 5. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين محمد بن عبد الله الزركشي (1993)، شرح الزركشي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العبيكان، صفحة 640، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن قرط، الصفحة أو الرقم: 1765، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد، 55 فائدة في يوم عرفة، الخبر -السعودية: مجموعة زاد، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ خالد أبو شادي، أحلى 13 يوم، مصر: طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 4-6. بتصرّف.
- ↑ سورة الفجر، آية: 1-2.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1133، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 2438، صحيح.
- ↑ الموقع بإشراف الشيخ محمد صالح المنجد (2009)، القسم العربي من موقع (الإسلام، سؤال وجواب)، صفحة 288، جزء 13. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 21، جزء 54. بتصرّف.
- ↑ سورة فصلت، آية: 6.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 31.