فضائل التسبيح لله
التسبيح ذكر خفيف على اللسان، ثقيل في الميزان، وله فضل عظيم على الإنسان، وهوة عبادة تؤديها كافة المخلوقات،[١] وللتسبيح فضائل عظيمة، وهي أنّه سبب لذكر الله سبحانه وتعالى للعبد المُسبّح، حيث قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)،[٢] كما أنّه أحب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من كل شيء في الدنيا، وهو وصية سيدنا إبراهيم عليه السلام، والتسبيح يزرع للمُسبّح غراساً في الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ)،[٣] كما أنّه يُعدّ بمثابة الصدقات، وسبب لمنح العبد فيضاً من الحسنات، وتُنقّيه من الذنوب والخطايا،[٤] واصطفى الله سبحانه وتعالى التسبيح لعباده، وجعل له أجر عظيم، فهو أحب الكلام إلى الله عز وجل، وجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القرآن الكريم في حق من لا يُحسنه، وهو نجاة للعبد من النار، وأفضل المؤمنين من كان طال عمره يكثر من التسبيح، وكما أنّه ينعطف حول عرش الرحمن، ويكون له دويّ كدويّ النحل، يُذكّر بصاحبه،[٥] عن النعمان بن بَشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِمَّا تَذكُرون مِن جلالِ اللهِ؛ التَّسبيحَ والتَّهليلَ والتَّحميدَ، ينعطفْنَ حولَ العرشِ، لهنَّ دَوِيٌّ كدَويِّ النَّحلِ، تُذَكِّرُ بصاحبِها. أمَّا يحبُّ أحدُكُم أن يكون لهُ أو لا يَزالُ لهُ مَن يُذكِّرُ بهِ).[٦]
أوقات التسبيح وما يُستحبّ منها
تسبيح المولى عز وجل مشروع في جميع الأوقات، ولا يوجد له وقت محدد، قال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ)،[٧] وفي الآية الكريمة دليل على أنّ التسبيح مُستحبّ في جميع أحوال الانسان، في الليل والنهار، إلا أنّه يوجد أحوال يُكره التسبيح معها، كالجماع وسماع خطبة، وأيضاً في الأماكن المُستقذرة، وكذلك في الخلاء عند قضاء الحاجة، وورد أيضاً استحباب التسبيح في أوقات محددة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ)،[٨] ويستحب التسبيح أيضاً عند الكسوف والخسوف، وفي الإصباح والإمساء.[٩]
آداب التسبيح
تسبيح المولى عز وجل يستدعي أن يكون المُسبّح على أكمل الصّفات، فإن كان جالساً استقبل القبلة، وسبّح الله سبحانه وتعالى بخشوع وسكينة، وإن قام بالتّسبيح دون هذه الصفات، فذلك يجوز، ولا كراهة فيه، حيث قال تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[١٠] وإن لم يلتزم بها دون عذر، فقد ترك الأفضل.[٩]
المراجع
- ↑ “التسبيح فضله وكيفيته”، fatwa.islamweb.net، 2005-3-26، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-16. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 152.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2613، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- ↑ حسين أحمد عبد القادر (2017-3-22)، “كنوز وأجور التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2016-2-16. بتصرّف.
- ↑ د: أحمد عرفة ، “فضائل الكلمات الأربع”، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-16. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1568، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 191.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 597 ، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
- ^ أ ب “الموسوعة الفقهية الكويتية”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-13. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 191.