محتويات
الحضارة
ترتبط الحضارة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، حيث إنّها جزء ونتاج من التاريخ، والإنسان لا يستطيع التحدّث عن الحضارة دون أن تكون لديه خلفيّة عن التاريخ وماهيّته، ومن الممكن أن نُعرّف الحضارة بأنّها ثمرة جهود الإنسان المقصودة وغير المقصودة من أجل تحسين ظروف الحياة بشكل مادي أو معنوي، كما أنّ ثمار الحضارة لا تظهر إلّا بوجود العامل التاريخي.[١]
عوامل قيام الحضارة المصرية القديمة
ترتبط نشأة الحضارة المصرية بالعوامل الجغرافية التي ساهمت في ظهور تلك الحضارة، من خلال مقوماتها الطبيعية والبيئية، إلّا أنّ بعض المؤرخين كان لديهم رأي مغاير لذلك، وهو أنّ الجغرافية التاريخية هي التي ساهمت في ظهور الحضارة المصرية القديمة، ويعني مصطلح الجغرافيا التاريخية وجود تفاعل ما بين الإنسان والبيئة، وتنتج عن هذا التفاعل حركة التاريخ وشكله وأحداثه، وهناك العديد من العوامل الأخرى التي ساهمت في ظهور الحضارة المصرية القديمة، وهي كما يلي:[٢]
الموقع الجغرافي
تأثّرت الحضارات على مرّ العصور بالطبيعة الجغرافية، ومنها مصادر الماء، وطبيعة الأرض، حيث إنّ الموقع الجغرافي هو من أهم القواعد التي تساعد على فهم الحضارات وخصائصها، بما فيها حضارة مصر القديمة، حيث أثّر الموقع الجغرافي لمصر على تاريخها القديم، وذلك لأنّها تقع في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا، وهي حلقة وصل بين القارات الثلاث: آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، كما أنّها تطلّ على البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، وترتبط مصر بفلسطين عبر صحراء سيناء، وقد ساهمت عزلة مصر الجغرافية في حمايتها من الأخطار والهجمات التي طالت الدول الآسيوية، وقد انقسمت مصر إلى قسمين:
- مصر العُليا: التي تتكون من وادٍ ممتد من شلالات أسوان، وحتى رأس الدلتا.
- مصر السُفلى: وهي أرض منبسطة، تحتوي على بعض فروع نهر النيل.[٣]
وقد ساعد موقع مصر الجغرافي على العمل في التجارة، من خلال الاستعانة بالسفن من أجل تبادل القمح، والمصوغات، والأواني المصنوعة من الخزف، والعديد من المواد الأخرى مثل الملابس، أو الصفيح، واستخدام طريق صحراء سيناء لنقل القوافل من مصر إلى سوريا وفلسطين.[٣]
نهر النيل
يُعتبر نهر النيل أحد أطول الأنهار في العالم، حيث يبلغ طوله 6670 كيلومتراً، وتبلغ مساحة حوضه 3,3 مليون كيلومتر، وهو من الظواهر الجغرافية الفريدة من نوعها، وذلك لأنّه النهر الوحيد الذي يشقّ الصحراء من أجل أن يصل إلى البحر الأبيض المتوسط، وينبع نهر النيل بشكل أساسي من نهر كاجيرا الذي يصبّ في بحيرة فيكتوريا، ومن ثمّ يتّجه إلى الشمال ليصل إلى بحيرة ألبرت، ومن ثمّ يمرّ في الأراضي السودانية، حيث يُعرف نهر النيل باسم النيل الأبيض، أو بحر الجبل، ومن ثمّ يصبح النيل النوبي عندما يصل إلى مدينة أسوان المصرية، إلى أن يصل إلى القاهرة، حيث يُعرف باسم نهر النيل.[٤]
المناخ
يعتبر المناخ أحد العوامل التي أثرت في الحضارة المصرية القديمة، حيث تتميز مصر بمناخ حار وجاف صيفاً، وبارد بشكل نسبي في فصل الشتاء، ويمتدّ فصل الصيف من شهر أيار إلى شهر أيلول، أمّا فصل الشتاء فيمتدّ من شهر تشرين الثاني إلى شهر نيسان، وتكون درجات الحرارة في منطقة وادي النيل مرتفعة، وتزداد ارتفاعاً في المنطقة الجنوبية من مصر، كما وتكون الأجواء رطبة بسبب وجود البحر الأبيض المتوسط في الجهة الشمالية، والبحر الأحمر من جهة الشرق، وقد ساعد مناخ مصر على الحفاظ على الآثار التاريخية القديمة.[٣]
المعادن وخصوبة التربة
ساعدت خصوبة تربة مصر في التأثير على تقدّمها وقيام الحضارة فيها، والسبب وراء تلك الخصوبة هو الطمي الذي يظهر بعد فيضان نهر النيل، وقد ساعدت الخصوبة على نمو الكثير من المحاصيل الزراعيّة: مثل: الذرة، والعدس، والقمح، والنخيل، كما أنّ أرض مصر تحتوي على الكثير من المعادن، مثل: الحديد، والنحاس، والرصاص.[٣]
معلومات عن الحضارة المصرية القديمة
تعتبر الحضارة المصرية إحدى أقدم الحضارات في العالم، حيث يرجع تاريخ نشأتها إلى 3150 سنة قبل الميلاد، وذلك عندما قام الملك مينا بتوحيد مصر العليا والسفلى، وقد تركزت هذه الحضارة في منطقة نهر النيل في مصر، وضمّت العديد من الممالك المستقرّة، إلى أن بلغت ذروة الحضارة في العهد الحديث للدولة، وقد انتهى حكم الفراعنة بسبب غزو الإمبراطوريّة الرومانية لمصر، ممّا جعلها إحدى المقاطعات الرومانية، وقد استمر نجاح الحضارة المصرية القديمة من خلال قدرتها على التكيّف مع الظروف التي ما انفكّ حدوثها عند منطقة وادي النيل، وتتمثّل القدرة على التكيّف في التنبؤ بالفيضانات، والقدرة على السيطرة على الأضرار التي تصيب المحاصيل الزراعية.[٥]
كما تميزت الحضارة المصرية القديمة في وضعها لعدد من المشاريع الزراعية، وابتكارها لنظام كتابة مستقل، بالإضافة إلى تعزيز القوى العسكرية من أجل الدفاع عن الفراعنة، وتأكيد هيمنتهم، وقد كان للمصريين القدماء العديد من الإنجازات التي تلخّصت في بناء الأهرامات والمعابد، وابتكار أنظمة لريّ المحاصيل الزراعيّة، وابتكار نظام رياضيات يُستخدم بشكل عملي في الطب، كما أنّ المصريين القدماء كانوا أول من بنى السُفن، وأول من كتب معاهدة للسلام.[٥]
وتعدّ الحضارة الإنسانية العريقة في مصر رائدة في الفنون والعمارة، حيث كانت تلك الحضارة أول من عرف مبادئ الكتابة الهيروغليفية، وكانت أول دولة تكتب تاريخها بالعالم، وقد كانت مصر مكاناً احتضن الأنبياء والصالحين؛ مثل نبي الله إبراهيم عليه السلام، وسيدنا يوسف عليه السلام، والسيدة مريم العذراء، والمسيح عليه السلام، وقد تنوعت الحضارات في مصر، منها الحضارة الإغريقية، والفرعونية، والرومانية، والإسلامية.[٦]
المراجع
- ↑ د/حسين مؤنس (1978)، الحضارة، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صفحة 13-14. بتصرّف.
- ↑ محمد غربال، مصطفى عامر، سليمان حزين، تاريخ الحضارة المصرية، مصر: مكتبة النهضة المصرية، صفحة 3-6، الجزء الأول. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث د/وسناء حسون يونس (2010)، “أهم الخصائص الجغرافية لمصر القديمة”، مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية، العدد 9، المجلد 17، صفحة 478-485. بتصرّف.
- ↑ “نهر النيل”، www1.mwri.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2017.بتصرّف.
- ^ أ ب “تعرف علي أقدم 5 حضارات فى العالم”، www.elshaab.org، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2017. بتصرّف.
- ↑ “التاريخ والحضارة”، http://www.eip.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2017. بتصرّف.