عمل كان وأخواتها
يتمثّل عمل كان وأخواتها من خلال دخولها على الجملة الاسمية (المبتدأ والخبر)، وعندها يكون عمل كان أو إحدى أخواتها، فترفع المبتدأ، وبالتالي يصبح شبيهاً بالفاعل، ويسمى اسمها، وتنصب خبر المبتدأ، ويكون تشبيهاً لها بالمفعول به، ويسمى خبرها، فعلى سبيل المثال: الجملة الاسمية (زيدٌ واقفٌ)، يلاحظ أنّ المبتدأ المتمثّل في (زيد) والخبر المتمثل في (واقف) مرفوعان، ولكن عند دخول العامل (كان) أو إحدى أخواتها على الجملة تصبح الجملة: كان زيدٌ واقفاً، وعليه فـ (كان) تبقي اسمها (زيد) مرفوعاً، ويكون إعرابه اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة، وتنصب الخبر (واقفاً)، ويكون إعرابه خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.[١]، وبناء على هذا فإن كان وأخواتها هي العامل في الاسم والخبر معاً.[٢]
كان وأخواتها
تتمثّل كان وأخواتها بما يأتي:[٣][٤]
- ما يعمل بغير شرط، مثل:
- كان: مثل كان الزحامُ شديداً، وتفيد وصف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي.
- صار: مثل صار البردُ قارساً، وتفيد تحول المبتدأ من حال إلى حال آخر.
- ليس: مثل ليس العاملُ كسولاً، وتفيد النفي.
- أصبح: مثل أصبح الجوُّ ماطراً، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة الصباح.
- أمسى: مثل أمسى الزهرُ متفتحاً، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة المساء.
- بات: تفيد وقوع الخبر في وقت الليل بطوله، ومثالها: بات المجتهدُ ساهراً.[٥]
- أضحى: مثل أضحى الشارع مزدحماً بالمارة، وتفيد توقيت المبتدأ بالخبر في فترة الضحى.
- ظلّ: وتفيد الاستمرار، مثل: ظلّ زيد قائماً.[٦]
- ما يعمل بشرط أن يسبق بنفي، أو نهي، أو دعاء، مثل:
- زال: لا تعمل إلّا إذا كانت مسبوقة ب (ما النافية)، وتفيد الاستمرار، مثل ما زال زيدٌ قائماً.[٧]
- برح: لا تعمل إلّا إذا كانت مسبوقة بنفي، وتفيد الاستمرار، مثل ما برح الحارسُ واقفاً.[٨]
- فتئ: تفيد الاستمرار، ويُشترط في عملها أن تسبق بنفي، ومثالها ما فتئ الطالبُ يستذكر واجباته.[٨]
- انفك: تفيد الاستمرارية، وتعمل مثل أخواتها السابقة، أي أنها لا تعمل إلّا إذا سُبقت بنفي، مثل ما انفك زيدٌ واقفاً.[٨]
- ما يعمل بشرط أن يسبق بما المصدرية: تعمل (دام) بشرط أن تسبق بما المصدرية، وتفيد المداومة أو البقاء لمدة معينة من الوقت، مثل ما دام الطالبُ مُجداً.[٩]
ترتيب معمولي كان وأخواتها
يعتبر المبتدأ والخبر معمولي كان وأخواتها، والأصل في ترتيبهما أن يأتيا بعد الفعل الناسخ (كان أو إحدى أخواتها)، ويكون المبتدأ متقدّماً على الخبر، ولكن لا بد من الإشارة إلى النقاط الآتية:[١٠]
- لا يتقدم الاسم على الناسخ: فعندما تكون الجملة (زيد كان مخلصاً)، فإن (زيد) مبتدأ وليست اسم كان مقدم، واسم كان ضمير مستتر تقديره هو يعود على زيد، ومخلصاً خبر كان.
- وجوب تأخير الخبر إذا كان جملة عن الناسخ واسمه: مثل: (كان زيد عمله عظيم) وعليه فيكون إعراب الجملة كالآتي:
- كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
- زيد: اسم كان مرفوع بتنوين الضم.
- عمله: مبتدأ مرفوع بالضمة، والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
- عظيم: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان.
- في حال كون الخبر مفرداً أو شبه جملة فيتم التعامل معه من خلال الآتي:
- وجوب تأخير الخبر عن الناسخ واسمه إذا كان الاسم محصوراً فيه، نحو إنّما كان شوقي شاعراً.
- وجوب تقدم الخبر على المبتدأ إذا وُجد في الاسم ضميراً يعود على الخبر، مثل: كان في البيت صاحبه.
- وجوب تقدم الخبر على الناسخ إذا كان الخبر من الألفاظ التي لها حق الصدارة، مثل أسماء الاستفهام، نحو (كيف كان زيد؟) وعليه فيكون إعراب (كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر كان مقدمّ، و(كان) فعل ماضٍ ناقص، و(زيد) اسم كان مرفوع بتنوين الضم.
- جواز التقديم والتأخير والتوسط في غير الحالات السابقة، إذ يمكن القول: كان زيدٌ قائماً، وكان قائماً زيدٌ، وقائماً كان زيدٌ.
المراجع
- ↑ أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن (27-2-2018)، “شرح كان وأخواتها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ علي الجارم، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 67-68، جزء الجزء الأول . بتصرّف.
- ↑ عبد الهادي الفضلي (1980)، مختصر النحو (الطبعة الطبعة: السابعة)، جدة: دار الشروق ، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 121. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 119. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 123. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي، صفحة 125. بتصرّف.
- ↑ عبدة الراجحي ، التطبيق النحوي ، صفحة 126-129. بتصرّف.