محتويات
علاج حساسية الأدوية
يمكن تعريف حساسية الدواء (بالإنجليزية: Drug Allergy) أو (بالإنجليزية: Drug Sensitivity) على أنّها تهيّج الجسم الناتج عن أخذ أحد الأدوية، وليس شرطًا أن تظهر الحساسية عند استخدام الدواء لأول مرة؛ بل يمكن أن تحدث نتيجة أخذ دواء تمّ أخذه من قبل دون ظهور أي حساسية تجاهه في السابق، ومن الجيّد الإشارة إلى أنّ حساسية الدواء غير معدية ولا تنتقل من شخص لآخر، كما أنّ تهيّج الجسم يزول بمجرد التوقف عن أخذ الدواء وخروجه من الجسم، وعادةً ما يتمّ تقسيم علاج حساسية الدواء إلى استراتيجيتين عامتين، وهما:[١][٢]
- علاج أعراض حساسية الدواء الحالية.
- العلاج الذي يهدف إلى تمكين المصاب من أخذ الدواء المُسبب للحساسية مستقبلًا إن دعت الحاجة الطبية لذلك.
الاتصال بالطوارئ أو الطبيب
بداية يجب ذكر أهم الاعراض التي تُشير إلى حدوث حساسية تجاه الدواء، والتي تستدعي طلب المراجعة الطبية، ونُقسم الأعراض إلى أعراض تتطلب مراجعة الطوارئ على الفور وأخرى تتطلب مراجعة الطبيب في أقرب وقت ممكن، وفيما يأتي تفصيل ذلك:[٣]
- أعراض تستدعي طلب الطوارئ:
- صعوبة التنفس وسماع صوت أزير يرافق النفس.
- ضيق في الحلق وشعور بأنّ مجرى الهواء مُغلق.
- بحة في الصوت أو صعوبة في الكلام.
- انتفاخ في الشفتين أو اللسان أو الحلق.
- الغثيان أو القيء وشعور بألم في البطن.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- الدوخة والقلق.
- طفح جلديّ أو شرى (Hives).
- أعراض تستدعي مراجعة الطبيب على الفور:
- ظهور بقع حمراء على الجلد مؤلمة، كما أنّها تنتشر بسرعة.
- وصول البقع إلى المناطق التناسلية أو العينين أو الفم.
- تقشر الجلد دون مُقدّمات لذلك.
علاج أعراض حساسية الدواء الحالية
في حال ظهور حساسية تجاه دواء معيّن بعد أخذه، يُشرع إجراء التدخلات الطبية الآالية:[٤][٥]
- التوقف عن استخدام الدواء: سحب الدواء أو التوقف عن استخدامه يعدّ الخطوة العلاجية الأولى التي يتمّ اتخاذها في حال شخّص الطبيب وجود حساسية تجاه دواء ما، أو رجّح وجودها، ولهذه الخطوة دورٌ مهم في علاج حساسية الدواء حتى أنّها قد تكون الإجراء الضروري الوحيد لعلاج المشكلة.
- الأدوية: قد تُوصف بعض أنواع الأدوية للسيطرة على أعراض الحساسية المرافقة لحساسية الدواء، ومن هذه الأدوية ما يُوصف للسيطرة على الاعراض الحادة التي ترافق نوبة الحساسية، ومنها ما يُوصف على المدى الطويل، ومع اختلاف آلية عمل هذه الأدوية المتنوعة، فإنّ الاختيار بينها يعتمد بشكل كبير على نوع أعراض الحساسية وشدّتها، ومن أبرز هذه الأدوية ما يأتي:
- مضادات الهيستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines) تعدّ مضادات الهيستامين الفموية من العلاجات الفعّالة في السيطرة على جميع أشكال الحساسية الخفيفة والمتوسطة، وعلى الرغم من ندرة استخدام مضادات الهيستامين من الجيل القديم في علاج أعراض الحساسية لتسببها بالنعاس مثل تركيبة الدايفينهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine)؛ إلّا أنّ مضادات الهيستامين من الجيل الجديد مثل اللوراتادين (بالإنجليزية: Loratadine)، والسيتريزين (بالإنجليزية: Cetrizine)، والفيكسوفينادين (بالإنجليزية: Fexofinadine) لا تُسبب ذلك، وبصفة عامّة فإنّ مضادات الهيستامين تثبط إفراز المادة الكيميائية المحفزّة لرد الفعل التحسسي والمعروفة باسم هيستامين.
- الكورتيكوستيرويدات: (بالإنجليزية: Corticosteroids) في حال حدوث ردّ فعل تحسسي أكثر خطورة يمكن اللجوء إلى استخدام المركبات التي تنتمي إلى مجموعة الكورتيكوستيرويدات الفموية أو التي تُعطى على شكل حُقن.
- بخاخات الأنف الستيرويدية: (بالإنجليزية: Steroids Nasal Sprays) تساهم هذه البخاخات الأنفية في فتح مجرى التنفس ورفع كفاءة عملية التنفس، ويُشار إلى أنّها تُخفف أعراض الحساسية الأنفية فقط، لكنها لا تعالج حساسية الجسم، ولتحقيق هذا الغرض يجب استخدام البخاخ الأنفي لمدة أسبوعين تقريبًا للحصول على النتائج المرجوة، ومن الأمثلة على الستيرويدات الأنفية: تركيبة البيكلوميثازون (بالإنجليزية: Beclomethasone)، والفلوتيكاسون (بالإنجليزية: Fluticasone)، والموميتازون (بالإنجليزية: Mometasone)، والبوديزونيد (بالإنجليزية: Budesonide).
- مضادات اللوكوترين: (بالإنجليزية: Antileukotrienes) تشبه آلية عمل أدوية هذه المجموعة عمل مضادات الهيستامين من حيث تثبيط إفراز مواد كيميائية تحفّز رد الفعل التحسسي؛ حيث تثبط هذه المجموعة إفراز المركبات المعروفة باسم اللوكوترينات، وتساعد على السيطرة على بعض الأعراض مثل الاحتقان، لكنها غير فعّالة بشكل كبير في تخفيف أعراض التحسس الأنفي، وعادةً ما يتمّ وصفها إلى جانب مضادات الهيستامين أو السترويدات الفموية، ومن أمثلتها تركيبة زافيرلوكاست (بالإنجليزية: Zafirlukast)، وتركيبة مونتيلوكاست (بالإنجليزية: Montelukast).
- علاج صدمة الحساسية: (بالإنجليزية: Anaphylaxis) يحتاج علاج صدمة الحساسية الناتجة عن أخذ دواء معين إلى الرعاية الطبية داخل المستشفى للحفاظ على ضغط الدم ورفع كفاءة التنفس، وتتضمن الرعاية الطبية إجراء ما يأتي:[٤][٦]
- الإنعاش القلبي الرئوي (بالإنجليزية: (Cardiopulmonary Resuscitation (CPR) في حال توقف التنفس أو النبض.
- حقنة من مادة الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) للتقليل من رد فعل الجسم التحسسي.
- الأكسجين للمساعدة على التنفس.
- الكورتيكوستيرويدات ومضادات الهيستامين التي تُعطى عن طريق الوريد لتقليل التهيّج في الممرات التنفسية، وتحسين التنفس.
- ناهضات بيتا (بالإنجليزية: Beta Agonists) مثل ألبوتيرول (بالإنجليزية: Albuterol)؛ حيث تُستخدم هذه المجموعة لتخفيف أعراض تحسس الجهاز التنفسي.
نصائح للسيطرة على الحكة المرافقة للحساسية
توجد مجموعة من النصائح التي تُقدّم للمصابين بحساسية الدواء الخفيفة، بهدف تخفيف الشعور بالحكّة، ومن هذه النصائح ما يأتي:[٣]
- الاستحمام بماء فاتر.
- تطبيق كمادات ماء باردة على الأجزاء شديدة التأثر بالحكّة.
- تجنب استخدام الصوابين، والمنظفات، وكذلك المواد الكيميائية على اختلافها.
- الحرص على البقاء في غرفة درجة حرارتها معتدلة.
- الحرص على اختيار الملابس الفضفاضة بحيث لا تلتصق بالجلد، وبالتالي يقل الشعور بالحكّة.
هل يمكن أخذ الدواء المُسبب للحساسية مستقبلًا؟
إنّ الشخص الوحيد القادر على إجابة المصاب عن هذا السؤال هو الطبيب المُشرف على الحالة فقط، إذ يُقيّم الطبيب مدى شدة الحساسية التي عانى منها المصاب ومدى حاجته إلى هذا الدواء مستقبلًا؛ بمعنى إذا كانت الحساسية خطيرة لدرجة سببت حالة هدّدت حياة المصاب فإنّه لا يصفه مرة أخرى، وفي حال لم تكن الحساسية خطيرة فإنّ الطبيب قد يصف الدواء مرة أخرى إذا لم يكن له بديل أو إذا وُجدت دواعِِ اخرى يقيمها الطبيب، وإنّ استخدام الدواء الذي سبب الحساسية مُسبقاََ لا يتمّ إلا باستراتيجيات معينة يُقرّها الطبيب، إضافة إلى أهمية توفير الرعاية الطبية الداعمة لعلاج رد الفعل التحسسي المُحتمل، وذلك تحت الإشراف الطبي الدقيق.[٧]
إزالة رد الفعل التحسسي
كما أشرنا سابقًا فإنّ الطبيب قد يُقرّ في بعض الحالات إعادة استخدام الدواء الذي سبب الحساسية، إن دعت الحاجة الطبية لذلك، وفي مثل هذه الحالات فإنّ الطبيب يلجأ إلى ما يُعرف بإزالة التحسس الدوائي (بالإنجليزية: Drug Desensitisation)، ويقوم مبدأ هذا العلاج على إعطاء جرعات صغيرة جدًا من الدواء المُسبب للحساسية ثم زيادة الجرعة بشكل تدريجي كل 15-30 دقيقة على مدار عدة ساعات أو حتى أيام، وفي حال الوصول إلى الجرعة المطلوبة دون حدوث رد فعل تحسسي، فإنّ متابعة العلاج تُصبح ممكنة، وعادةً ما يُفضّل إجراء هذه التدابير داخل المستشفى لتلقي الرعاية الطبية عند الحاجة إليها، ومن الجدير ذكرهُ أنّ إزالة حساسية الدواء مرتبطة باستخدام الدواء، فبعد انتهاء الدورة العلاجية الحالية وبروز الحاجة للخضوع إلى دورة علاجية أُخرى لاحقًا باستخدام الدواء ذاته فإنّ ذلك يتطلب إجراء إزالة التحسس لذلك الدواء مرة أخرى.[٢][٨]
المراجع
- ↑ “Drug Allergy”, www.drugs.com,Feb 3, 2020.، Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ^ أ ب “Drug Allergy”, www.mayoclinic.org,Oct. 15, 2020، Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ^ أ ب “Drug Allergy Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ^ أ ب “Drug Allergy”, Www.middlesexhealth.org,Oct 15, 2020، Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ↑ Daniel More, MD (September 17, 2020), “The Best Medications to Treat Allergies”، www.verywellhealth.com, Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ↑ “Anaphylaxis”, www.nchmd.org,9/14/2019، Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ↑ “Drug allergy”, www.stclair.org,OCTOBER 15, 2020، Retrieved 19/10/2020. Edited.
- ↑ “Drug Allergies”, Www.acaai.org,2/28/2018، Retrieved 19/10/2020. Edited.