غدد

جديد علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة

تضخم الغدة الدرقية

تُعتبر الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland) من الغدد الرئيسية في الجسم، وتوجد في الرقبة أسفل تفاحة آدم تحديداً، وتؤدي هذه الغدة العديد من المهامّ والوظائف المختلفة، منها تنظيم عملية التنفس، ومعدل ضربات القلب، والمزاج، بالإضافة إلى دورها الأساسيّ في التحكم بعمليات تحويل الغذاء إلى طاقة وهذا ما يُعرف بعمليات الأيض (بالإنجليزية: Metabolism)، ويجدر بيان أنّ زيادة حجم هذه الغدة عن الوضع الطبيعيّ يُعرف بتضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، وعلى الرغم من احتمالية حدوث هذه المشكلة لدى أيّ شخص، إلا أنّ هذه الحالة يشيع ظهورها لدى بعض الفئات، منها: النساء؛ فقد تبيّن أنّ معدل حدوث هذه المشكلة الصحية لدى النساء أعلى ممّا هو عليه لدى الذكور، وكذلك يلعب التاريخ العائليّ دوراً في الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، إذ ترتفع فرصة الإصابة بهذه المشكلة في حال وجود تاريخ عائليّ للمعاناة من أمراض الدرقية بما فيها السرطان، هذا وقد تبيّن أنّ مشكلة تضخم الغدة الدرقية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكمية اليود المتناولة، ففي حال عدم تناول المصاب حاجته من اليود أو إصابته بمشكلة صحية تُقلّل مستويات اليود في الدم فإنّه يكون أكثر عُرضة للإصابة بتضخم الغدة الدرقية، إضافة إلى ذلك وُجد أنّ الأشخاص الذين تجاوزوا الأربعين من العمر، والحوامل، واللاتي بلغن سنّ اليأس أكثر عُرضة للإصابة بهذا التضخم أيضاً، وأخيراً ترتفع احتمالية الإصابة بتضخم الغدة الدرقية أيضاً في حال التعرّض للإشعاع في الصدر أو الرقبة.[١]

علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة

يُلجأ للخيارات الجراحية في علاج تضخم الغدة الدرقية في حال كان التضخم كبيراً لغاية تسببه بالانزعاج للمصاب أو تأثيره في قدرة الشخص على البلع والتنفس، أو في حال المعاناة من عقيدات الغدة الدرقية التي تتسبب بفرط نشاطها، وعلى أية حال إنّ الجراحة لا يُشترط فيها استشصال الغدة بأكملها، وإنّما يمكن أن يقتصر الأمر على استئصال جزء منها، وبعيداً عن الخيارات الجراحية، هناك عدد من الطرق العلاجية التي يمكن اللجوء إليها لعلاج تضخم الغدة الدرقية، نذكر من هذه الطرق ما يأتي:[٢]

  • تعديلات نمط الحياة: في حال كان الغذاء هو السبب وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، فيمكن عندها إجراء ما يأتي:
    • الحرص على تناول كمية كافية من اليود، وخاصة في حال الحمل، والرضاعة، وكذلك للأطفال والرضّع، وإنّ المعدل اليومي الذي يُنصح به من اليوم هو 150 ميكروغراماً، وهذا ما يُعادل نصف ملعقة كبيرة من الملح المُدعّم باليود، ومن مصادر اليود أيضاً: المأكولات البحرية مثل الجمبري، وحليب البقر، واللبن.
    • الامتناع عن فرط استهلاك اليود: هناك بعض الحالات التي يكون فيها السبب وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية هو استهلاك كميات كبيرة من اليود، وعلى الرغم من نُدرة حدوث هذه الحالات، إلا أنّها واردة وممكنة، ويجدر في مثل هذه الحالات الحدّ من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على اليود.
  • العلاج بالمراقبة: يلجأ الطبيب المختص لمبدأ العلاج بالمراقبة القائم على الاكتفاء بمشاهدة الحالة ومتابعتها دون إجراء تدخل طبيّ في الحالات التي يكون فيها التضخم صغيراً، بالإضافة إلى عدم تأثير هذا التضخم في وظيفة الغدة الدرقية.
  • العلاجات الدوائية: يعتمد اختيار الدواء على السبب الكامن وراء الإصابة بتضخم الغدة الدرقية، فمثلاً إذا كان السبب هو خمول نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، فإنّ علاج التضخم يكون بالسيطرة على هذه الحالة، وذلك بصرف دواء ليفوثيروكسين (بالإنجليزية: Levothyroxine) الذي يُعدّ هرموناً بديلاً لهرمونات الغدة الدرقية، ويمكن كذلك صرف بعض الهرمونات للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية في حال كانت هذه المشكلة هي السبب وراء التضخم، وأخيراً في حال كان السبب بالتضخم هو التهاب الغدة الدرقية يمكن أن يلجأ الطبيب المختص لوصف الأسبرين والكورتيكوستيرويدات (بالإنجيلزية: Corticosteroids) المضادة للالتهاب.
  • العلاج باليود المُشعّ: (بالإنجليزية: Radioactive iodine)، ويُطبّّق هذا العلاج بصرف حبوب تُعطى عن طريق الفم، ليتمّ امتصاصها إلى مجرى الدم لتصل إلى الغدة الدرقية، وسرعان ما تدمر خلاياها، وعلى الرغم من نجاح هذا العلاج في الغالب في السيطرة على تضخم الغدة الدرقية، إلا أنّه عادة ما يُسفر عن خمول نشاطها.

أسباب تضخم الغدة الدرقية

يمكن أن يُعاني الإنسان من تضخم الغدة الدرقية نتيجة عدد من الأسباب، ويمكن إجمال أهمّ هذه الأسباب فيما يأتي:[٣]

  • نقص اليود: ويُعدّ هذا العامل السبب الأكثر شيوعاً لتضخم الغدة الدرقية على مستوى العالم، ويُستثنى من ذلك الدول المتقدمة اقتصادياً بسبب تدعيمها ملح الطعام باليود.
  • مرض مناعي ذاتيّ: (بالإنجليزية: Autoimmune Disease)، وهذا العامل هو السبب الأكثر شيوعاً لتضخم الغدة الدرقية في الدول المتقدمة، ويقصد بالمرض المناعي الذاتي: مهاجمة خلايا المناعة للغدة الدرقية عن طريق الخطأ مُسبّبة خمولها، وهذا ما يؤدي إلى تراجع إفرازها لهرموناتها، الأمر الذي يُحفّزها لزيادة حجمها تعويضاً للنقص الحاصل، ومن هنا يُعاني المصاب من تضخم الغدة الدرقية، ومن أكثر الأمثلة على الأمراض المناعية الذاتية التي تُصيب الغدة الدرقية التهاب الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto’s thyroiditis).
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: ويتمثل هذا الاضطراب بفرط إفراز الغدة الدرقية لهرموناتها، ومن أكثر المُسبّبات لهذه المشكلة: مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves’ disease) الذي يُعدّ أيضاً من أمراض المناعة الذاتية.
  • أسباب أخرى: إضافة إلى ما سبق، هناك بعض العوامل التي يمكن أن تتسبب بمعاناة المصاب من تضخم الغدة الدرقية، مثل التدخين، والتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل وسنّ اليأس ومرحلة البلوغ، بالإضافة إلى أنّ تناول بعض الأدوية قد يتسبب بهذه المشكلة، مثل الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium) المُستخدم في علاج بعض الاضطرابات النفسية.

المراجع

  1. “What Causes Goiter?”, www.healthline.com, Retrieved October 13, 2018. Edited.
  2. “Goiter”, www.mayoclinic.org, Retrieved October 13, 2018. Edited.
  3. “Everything you need to know about goiter”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved October 13, 2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى