محتويات
'); }
عظماء عرب
لو طرح عليك سؤال عن أهم العلماء الذين أثروا بهذا العالم؟ ستكون الإجابة ببساطة ومع غالبية الناس آينشتاين, غاليليو, نيوتن، لن نقول أن هذه الإجابة خاطئة لكن لو تم تقييم هؤلاء العلماء وما قدموا لوجد الباحث بعمق أنهم قد استقوا معظم علومهم من علماء آخرين أقل منهم شهرة وأعلى إنجازاً، وكانوا الأولين الذين مهدوا لهؤلاء الذين نظنهم الأبرز والأشهر بالعالم.
الرواد الذين تكلمت عنهم هم غالباً من العرب وكانوا هم الروّاد الأوائل لتقدم البشرية،فكل العالم يعرف ما قدّمه علماؤنا العرب الذين عاشوا في العصور الوسطى، فكانت لهم إنجازاتهم التي امتدت على مساحات الدولة الإسلامية من الأندلس غرباً وحتى تخوم الصين وروسيا شرقاً، وهم ما اصطلح على تسميتهم بعلماء عصور الدول الإسلامية.
بعض العلماء الذين اشتهروا في تلك الفترة كانوا من غير العرب؛ أمازيغيين وفُرساً وغيرها، لكن في هذا المقال نستعرض لكم أبرز العلماء العرب الذين أثّروا بعلمهم ومعارفهم بتقدم البشرية.
'); }
العلماء العرب المشهورون
ابن بطوطة
هو مؤرخ ورحالة, ولد في طنجة من المغرب بالعام 1304م، ومنذ كان صغيراً بالعمر كان يحب التدوين والسفر والرحلات، وكانت أول رحلاته عندما كان في عمر الواحد والعشرين من عمره بالعام 1325م، وفيها عبر الجزائر ومصر وتونس وفلسطين والسودان وسوريا ومنها إلى مكة المكرمة، و يعدُّ أهم الجغرافيين على مر العصور، فقد قطع أكثر من 75000 ميل بمفرده، وألّف كتابه المشهور: (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار)، والذي وصف فيه مشاهداته وملاحظاته عن كل المدن والمناطق التي سبق له زيارتها، و تُرجم كتابه إلى العديد من اللغات؛ كالإنكليزية الاسبانية والفرنسية والألمانية. وتوفي بالعام 1377م في مدينة مراكش، وكان عمره ثلاثة وسبعين عاماً.
ابن الهيثم
ولد في مدينة البصرة في العراق عام 965هـ، وهو عالم ذائع الصيت فذ، له العديد من الإنجازات في مختلف المجالات؛ كالرياضيات وعلم الفلك وطب العيون والفيزياء، توصل إلى الكثير من الاكتشافات والأعمال، فهو من أثبت أن الضوء لا يصدر عن العين كما كان متعارفاً، بل يأتي من الأجسام إلى العين، وله الفضل في التمهيد لاختراع الكاميرا بمبادئ وضعها، وهو أول من قام بتشريح العين البشرية، ووضح وظائف أجزائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية على الإبصار، وله مخطوطة تتحدث عن تأثير الأنغام على الحيوانات وهي تعد من أقدم المخطوطات في هذا المجال، حيث ضرب العديد من الأمثلة التجريبية عن تأثير الموسيقى على سلوكيات الحيوانات، ولديه أكثر من مئتيْ كتاب يتحدث فيهم عن مختلف الموضوعات الهامة بشتى المجالات، ومن أشهر كتبه: كتاب المناظر، وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات العالمية، وتوفي ابن الهيثم بالعام 1040هـ، في القاهرة، وهو في الخامسة والسبعين من عمره.
ابن النفيس
عالم وطبيب عربي من دمشق ولد في العام 1213هـ، ومن أشهر اكتشافاته في حقل الطب الدورة الدموية الصغرى، وألّف كتابه (شرح تشريح القانون)، والذي يحتوي على الكثير من الاكتشافات التشريحية، ويتحدث به وبالتفصيل عن وظائف الأعضاء والأمراض، و يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب العلمية التي دعمت قيام النهضة الطبية في العصور الحديثة، ولدى ابن النفيس أعمال ومؤلفات الأخرى مثل كتابه (الشامل في الصناعة الطبية) الذي يعد أضخم الموسوعات الطبية في التاريخ التي كتبها شخص واحد، وتوفي ابن النفيس بالعام 1288هـ بالقاهرة وهو في عمر الخامسة والسبعين من عمره.
يعقوب بن إسحاق الكِنْدي
أو كما هو معروف بالكندي، هو علّامة وفيلسوفٌ ذائعُ الصّيت وذو شهرةٍ وتأثير، ولد في مدينة الكوفة بالعراق في العام 805هـ، برع في بالعديد من المجالات؛ كالرياضيات والكيمياء والفلك والفيزياء والموسيقى والطب، له جهود عظيمة بنقل وترجمة الفلسفة اليونانية القديمة إلى العربية، وكان له الفضل في تطوير الفلسفة، حيثُ أدخل الكثير من المفردات والمصطلحات الفلسفية إلى اللغة العربية، وكان له الدور الأكبر بنشر نظام الترقيم الهندي في الشرق الأوسط وأوروبا، وكان مبدعاً في التشفير، وله الفضل الكبير في تطوير أساليب وطرق التحليل وفك الشفرات، وهو أول من وضع القواعد اليوم للموسيقى في الوطن العربي، وهو من أضاف الوتر الخامس إلى العود، كما هو أول من أدخل كلمة (الموسيقى) إلى اللغة العربية، وكتب العديد من الكتب التي تناولت الكثير من الموضوعات؛ حيث كتب في الفلك والهندسة والحساب والفيزياء والكيمياء والطب، وتوفي بالعام 873هـ في بغداد وكان في الثامنة والستين من عمره.
محمد الفازاري
عالم بالرياضيات والفلك، ولد بمدينة الكوفة في العراق،وقام بالكثير من الترجمات لكتب الفلك والرياضيات من الهندية إلى اللغة العربية، وكان من أشد المعجبين بعلم الفلك، وألّف قصيدةً عن النجوم، هو أول من صنع الاسطرلاب في العالم الإسلامي، قام بجمع معارف الهند كاها ، وأضاف عليها معلومات ثمينة، وكتب كتاب (كتاب السند هند الكبير)، وفيما بعد اختصره الخوارزمي، وأضاف له بعض المعارف اليونانية، وأسماه (كتاب السند هند الصغير)، وتوفي الفارازي عام 796هـ.
حنين بن اسحاق
عالم وطبيب ومترجم، ولد في الحيرة بالعراق عام 810هـ، من كبار المترجمين بعصره , قام بترجمة أعمال جالينوس وأرسطو وأبقراط والعهد القديم من اليونانية إلى اللغة العربية, وصحح الكثير من الترجمات الخاطئة، له كتاب (العشر مقالات في العين)، حيث يعتبر أقدم كتاب في طب العيون بالطريقة علمية، وتوفي عام 873هـ في سامراء، وهو في الثالثة والستين من عمره.
ابن البناء المراكشي
عالم بالعديد من المجالات؛ كالرياضيات والطب والفلك، ولد في مراكش المغرب بالعام 1256هـ، وأهم أعماله أنه قام بتوضيح النظريات الصعبة، والقواعد المستعصية في علم الحساب، واشتغلَ في الكثير من البحوث حول الكسور, كما أنه وضع قواعد لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها. ومن أهم كتبه: ( تلخيص أعمال الحساب )، وهو من أفضل الكتب في علم الحساب في ذلك العصر، وتوفي بالعام 1321هـ، في مدينة مراكش.
أبو اسحق البطروجي
عالم بالفلك وفيلسوف من المغرب، طوّر نظرية عن حركة الكواكب، وقام بإنشاء وتطوير نظريته الفلكية الخاصة التي كتبها في كتاب (الهيئة )، كما هو أول من أشار إلى حركة الكواكب بأنها إهليجية، و أهم مؤلفاته ( كتاب الحياة )، وتوفي عام 1204هـ.
ابن ماسويه
طبيبٌ وعالمٌ من العراق ولد عام 777هـ، يعود له الفضل في تطوير العديد من العلوم، كما ترجمَ الكثير من الكتب بالطب القديمة، وقام بتأسيس أول كلية للطب في العالم الإسلامي، كما أنه أول من تعرف على بعض أمراض العيون، وأول من كتب كتاباً عن مرض الجُذام , ويعدّ أول مَن كتب في الطب النفسي، ومن أشهر كتبه (النوادر الطبية، وكتاب الحميات، كتاب الأزمنة)، توفي بالعام 857هـ في مدينة سامراء.
أبو كامل شجاع
هو عالمُ حساب من القاهرة ولد عام 850هـ، درس حلول مسائل الخوارزمي ثم قام بتحسينها، وكان أول من شرح المعادلات الجبرية بشكل واضح, واشتهر بحل المسائل الصعبة بطرق مبتكرة، ودرس المعادلات ذات الدرجات العالية، ولديه العديد من الكتب في علم الرياضيات والجبر أشهرها (كتاب الوصاية بالجذور، وكتاب الوصايا في الجبر والمقابلة) ، وتوفي بالعام 930هـ وكان في الثمانين من عمره.